ثأر (قيد التعديل)

By amalelshiref

87.1K 9.3K 26.5K

عندما يُسلب منك كل شِئ, وتكتشف أن ماضيك وحاضرك مجرد خدعة مُتقنة, فلن يكون أمامك حينها غير الثأر, وإسترجاع ما... More

مقدمة
-1-
-2-
-3-
-4-
-5-
-6-
-7-
-8-
-9-
-10-
-11-
-12-
-13-
-14-
-15-
-16-
-17-
-19-
-20-
-21-
-22-
-23-
-24-
-25-
-26-
-27-
-28-
-29-
-30-
-30- ( لمن لم يظهر لهم هذا الفصل من قبل)
-31-
-32-
-33-
الشخصيات
-34-
-35-
-37-
-38-
-39-
رواية ثأر
-40-
-41-
-42-
-42- (لمن لم يظهر لهم هذا الفصل من قبل)
-43-
-44-
-45-
-46-
-47-
-48-
-49-
-50-
-51-
-52-
-53-
إستطلاع رأي✅
- 4 النـهاية 5 -
فصل اضافي
فصل اضافي٢
نقد
رينا

-36-

1.2K 143 1K
By amalelshiref

انا صممت الفيديو, خد مني تقريبا 4 او 5 ساعات تصميم, وسهرت مخصوص علشانه, يارب يعجبكم..

واخيرا يا جماعة كتبت البارت (٣٥٣١ كلمة) مش قادرة اقولكم البارت دا كان رخم على قلبي ازاي في كتابته, دا غير انه طويل و تعبني, والكيبورد كان كل شوية يرخم عليا.. و اديني سهرت من امبارح لحد دلوقتي علشان اكتبه وانزله, يارب يعجبكم.. ياريت تشوفوه للأخر لأن في مفاجأة صغيرة ليكم في نهاية الفيديو.

(ياريت لو لاحظتوا اي اخطاء املائية في الفصل تنبهوني) وانا هروح انام علشان مش قادرة افتح عيني 😴😴

اسفة، مقدرتش ارد على تعليقات الفصل اللي فات، ان شاء الله اول ما الاقي وقت هرد عليهم.

كل اللي طلباه منكم انكم تحمسوني شوية, لأني حاسة بملل رهيب من ناحية الرواية اليومين دول, مش انتوا السبب على فكرة, دا ملل طبيعي كدة , عايزاكوا تحمسوني شوية, مش عارفة ازاي, بس هسبلكم المهمة دي..

👑ضيوف شرف هذا الفصل: QueenT_01 nff_03 Directioner_Elly

متقلقوش, مش ناسية حد.. البارتات اللي جايا ان شاء الله هيبقى فيها ضيوف شرف برضوا.

وعايزة اقول شكر كبير جدا لكل شخص تفاعل في الفصل اللي فات حتى لو بڤوت -تصويت- 💜💜💜 -قلوب كتير-

......................................................

"إدوارد، لا تدافع عنها و تغضبني أكثر من ذلك"

صرخت جين في وجه إدوارد ما إن إستيقظ من النوم و أخبرته أنها لا تريد لتمارا ان تكون في حياته بعد الأن، إشتد الجدال بينهما لدرجة الصراخ.. لدرجة أيضاً انهما لم يدركا انهما ليسوا بمفردهما في المكان، و أن تمارا الأن و الثلاثة.. نايل، زين، ليام، يستمعون لهم.

"لا أهتم إن كانت أختك او صديقتك، كل ما أهتم له اني اكرهها بشدة، و لا أطيق رؤيتها و هيَ تتحدث معك حتىَ، عليك أن تختار، أنا أو هيَ"

أردفت جين بنبرة صوت أعلىَ، كأنها تريد من تمارا ان تسمع ما تقول، نظرت الأخيرة للأرض بإستياء و عم الصمت علىَ الثلاثة شباب، بينما كان نايل علىَ وشك ان ينفجر و يقتل جين هذه، لمجرد انها قد رسمت علىَ وجه تمارا كل هذا الإستياء، و هذا ما شعر به لا أرادياً.

خرج الإثنان من الخيمة و كان ظاهراً علىَ وجه إدوارد انه يحاول بأقصىَ جهده ان يتمالك اعصابه، و قبل ان يرد عليها وقفت تمارا و إتجهت لهما، و قالت بإبتسامة.

"سيختاركِ أنتِ، انا من ليس لي مكان بينكما هنا"

توسعت عينا جين لعدم توقعها لما قالته تمارا، بينما قد إشتعل إدوارد أكثر.

"ماذا تقولين تمارا..."

"أقول ما يجب ان يحدث إدوارد، لن اقف في طريق مستقبلكما معاً بعد الأن"

إمتلئت عيناها بالدموع ما إن قالت ذلك، و لم تنتظر رد من أحد، حيث قد ركضت إلىَ داخل الغابة، توجهت نظرات إدوارد المليئة باللوم إلىَ جين، و قال بحدة لم تعهدها منه من قبل.

"جين، كل ما بيننا قد إنتهىَ"

شعرت جين و كأن قلبها قد طُعِنَ بألف سكين في نفس الوقت، و دارت الدنيا من حولها، و لم تستطع إلا أن تخرج سؤالاً واحداً بتقطع.

"ماذا تقول ؟"

"كما سمعتِ، أنا لا اصدق كمية الحقد و الكره التي بداخلكِ هذه، لقد تغاضيت عن الكثير من تصرفاتكِ و عدائكِ لتمارا، و كان عندي أمل و لو صغير ان تتخلي عن عنادكِ من أجلي، و رغم معرفتكِ بقدر تمارا عندي، إلا أنكِ لم تتنازلي للحظة و تتقبليها، و فوق كل هذا قد عرضتِ علاقتنا لمثل هذا الموقف السخيف، ان أختار ما بين حبيبتي و صديقة عمري كله"

"هل ستتركني من أجلها ؟!"

إمتلئت عيناها بدموع حارقة، و لم تصدق أو تستوعب كلمة مما قال، كل ما كانت تفكر به أن حبها الوحيد سيتركها و يرحل عنها بعيداً.

"هذه نتيجة أفعالكِ أنتِ، هيا حتىَ أوصلكِ لمنزلكِ"

تركها إدوارد بكل حدة و غضب كان قد تملكه في يوم من الأيام، و إتجه للخيمة ليجمع أغراضه، بينما هيَ قد وقفت ساكنة في مكانها، و توقفت الدموع التي كانت تسارع للخروج في مقلتيها.

ـــ

"الأن قد خسرتك أنت أيضاً إدوارد، لم يعد لي أحد"

همست تمارا بنبرة باكية، و كأن صدرها قد حمل هموم الدنيا و مافيها، ليضيق الخناق أكثر علىَ حلقها، فتشعر بإنقطاع التنفس من فترة لأخرىَ.

في جهة أخرىَ و علىَ مقربة منها، كان نايل يتلفت حوله بتلهف، يبحث عنها و عيناه تمسح أجزاء الغابة، فقبل مغادرة إدوارد قد طلب منه أن يذهب لها، و كأن هذه الكلمات كانت بمثابة الإذن لقدماه التي جرته بكل سرعة ليبحث عنها.

فما إن لمح شعور الحزن بداخل عيناها و هيَ تُحادث إدوارد و جين، حتىَ إنتقل إليه شعورها مباشرة، فقد أصابه سهم هذه المشاعر المحبطة و الحزينة في مقتل و منع نفسه بصعوبة أن يذهب لجين و يخنقها بيداه.

و أستغرب كثيراً مدىَ عمق علاقة إدوارد و تمارا، فهيَ التي يراها دائماً قوية كالصخر، قد تحطمت قوتها لمجرد انها ستبتعد عن صديقها الوحيد، و ظهر كل هذا في نبرتها، التي لم يستمع لها بهذا الضعف إلا عند معرفتها بأمر دان، و لم يمنع أيضاً ذلك الشعور بالغضب لتخيله أن هناك شخص غيره قريب منها كل هذا القرب.

و أخيراً، و بعد بحث دام لدقائق قد وجدها تجلس علىَ جزع شجرة و تبكي بصمت، وقف مكانه متفاجئاً، و قد هالهُ حالتها، فتقدم منها بدون تفكير، و سحبها إليه ما إن وقف أمامها، و ضمها برفق.

تفاجأت تمارا من تصرفه هذا، و لكنها لم تبتعد، كأنها تحتاج لذلك العناق، حتىَ من عدو سابق.

سكن الإثنان للحظات، ثم بادرت هيَ بالإبتعاد، و كان كل ما يدور بداخل رأس نايل قبل أنفصالهما من أسئلة، أهو يحبها حقاً ؟ أم أن قلب صديقه هو من يكن لها كل هذه المشاعر التي لم يتعرف عليها إلا من ليام ؟.

و قبل أن يستطيع أن يجيب نفسه، كانت يده قد إمتدت، و مسحت دموعها الصامتة، فجفلت هيَ و تراجعت للخلف خطوة.

"عيناكِ جميلتان، لا تستحقان البكاء"

"لا تفعل، لا تكن لطيفاً معي"

قالت ذلك و قد سيطرت علىَ ذلك الشعور الذي قد تجاوب مع كلماته المواسية لها، و التي بدت أصدق من أي شئ قد قاله يوماً.

و ما إن سمع نايل جملتها هذه حتىَ تحولت نظراته الحنونة إلىَ نظرة حادة، و شعوره بالحزن من أجلها، إلىَ غضب تجاهها.

"هل تحبين السخرية مني إلىَ هذا الحد ؟! حتىَ عندما أحاول الخفيف عنكِ ؟"

خرجت نبرته منزعجة، و أكثر من ذلك أيضاً، فمسحت هيَ ما تبقىَ من دموعها، و نظرت له متعجبة تصرفه.

"و متىَ سخرت منك ؟"

"و ماذا يعني أن تقولي لي لطيف غير السخرية مني ؟"

رفعت تمارا حاجباها، و نظرت لهُ كأنها لم تصدق السبب خلف كل غضبه و إنزعاجه منها، ظلت تنظر له لبعض الوقت عله كان يمزح معها، و لكنها وجدته جدياً تماماً.

"هل أنت أحمق ! هل حقاً تأخذ كلمة لطيف كإهانة ؟!"

"بالطبع إهانة، فكيف لا أُهان و أنتِ توصفيني بكلمة لا يوصف بها إلا الأطفال ؟"

بدا مقتنعاً جداً بما يقول، و لكن ما إن قال ذلك، و ما إن رأت مدىَ جديته، و غباءه في نفس الوقت، حتىَ إنفجرت ضاحكة، فهو بكل عجرفته و غروره هذا، يملك بعض الحمق بداخله، إحتدت نظراته أكثر و كان علىَ وشك المغادرة و لكنها أوقفته و توقفت عن الضحك.

"نايل، كلمة لطيف تُقال للصغير و الكبير كمدح، و ليست للسخرية أبداً، من أخبرك عكس ذلك ؟"

و كأنها تحادث طفل صغير، فقد هدأت نبره صوتها، و نظراتها أصبحت لينة، كما لانت نظرات نايل قليلاً، و أجابها.

"عندما كنت طفل صغير كان الجميع يقول لي أني لطيف، و الأن أرىَ جميع الناس عندما يصادفون طفلاً يقولون له كم هو لطيف و جميل، لذا فإن هذه الكلمة تقال للأطفال فقط"

فسر نايل، و بدا هو كطفل ضائع، حتىَ ان كلماته بدت غير مرتبة، فإبتسمت تمارا علىَ إعتقاده هذا كل هذه السنوات رغم كل ما مر به، و بطريقة ما، رأت أن هذا متصل بجانبه النقي، بطفولته المكبوتة لسنوات، فوجدت نفسها تبتسم له ببراءة.

"هذا إعتقاد خاطئ، و أنا لم أعني بها أي سخرية أو إهانة لك، عندما قلتها من قبل و عندما قلتها الأن"

فسرت، فشعر بموجة قوية من الإحراج قد إجتاحته، و إحمر وجهه إثر ذلك، و لكنه أسرع و تمالك نفسه سريعاً، و قام بتغيير الموضوع.

"هل أنتِ بخير ؟"

ما إن سألها حتىَ تذكرت ما حدث معها منذ قليل، فعادت إلىَ وجهها التعبيرات العابسة.

"لا أعلم، و لكن سأكون بخير"

"لقد صرخ صديقكِ في وجه تلك الفتاة، و إنفصل عنها بعد مغادرتكِ"

..

مر اسبوع علىَ هذا اليوم، كان كلً من نايل و تمارا طوال هذا الاسبوع يتحججان بأي شئ ليكونا معاً، و إن لم يستطيعا التقابل، كانا يتحدثان بالهاتف، و يلقيان بسخريتهما في وجه أحدهما الأخر.

و مازال تشوش نايل من تجاهها يؤرقه، و لكنه عندما يتحدث معها يزول هذا التشوش، و يجتاحه شعور قوي بالراحة و بعضاً من السعادة عندما يتحدث معها، و غير كل ذلك، فهو يشعر بالإنتماء لها.

أما تمارا فكانت مقتنعة انها تعامله بلطف من أجل دان و المهمة فقط، و لم يأتي بخاطرها أبداً انها تكن له مشاعر و لو إعجاب بسيط، أو ربما هذا ما تحاول تصديقه، فتورطها مع نايل يكون اخر ما تتمناه،و خاصتاً في ظروفهم هذه.

و عن إدوارد و جين، فالأول مازال منفصل عن الثانية و رغم محاولات تمارا الكثيرة معه ان يعود لها، إلا أنها لم تأتي بنفع، و قد أخبرها أن ما فعله هو مجرد عقاب صغير لها، لأنها عرضت علاقتهم لإختيار كهذا، فإن كانت تحبه فعلاً، فلن تستطيع ان تفكر في تركه لمجرد انه مخلص لصديقته الوحيدة.

و قد أخبر تمارا انه لن يتخلىَ عنها مهما حدث، لأنها بالفعل صديقته الوحيدة في هذه الحياة، و عائلته الوحيدة أيضاً.

..

و علىَ جانب أخر، كان جاكلين قد عاد من السفر منذ يومان، وقد بدأ يشعر بالكثير من القلق نظراً للسكون الغريب الذي خيم علىَ المنظمة، لأن نايل قد علق كل الصفقات التي من المفترض ان ينفذها في هذا الوقت.

و قرر بعد تفكير أن يتحرىَ أمر الثلاثة، ليام، زين، و نايل، فهو يعلم ان هناك شئ يمنعهم عن العمل، و قد خمن السبب قبل ان يعرفه..
فقد حدث هذا في الماضي مع زين، عندما إكتشف أمر توبته بسبب صوفي، و قد أمر بالتخلص منها حتىَ لا تقف في طريقه و طريق منظمته، و لكن ما منعه عن تنفيذ ذلك، هو موتها متأثرة بالمرض الذي كان يحتل جسدها في ذاك الوقت.

فجاكلين يسعىَ دائماً من تخليص رجاله من أي شئ قد يربطهم بالإنسانية، حتىَ لا يكون أمامهم غير طريقه، لذا فكان يقتل كل آباء الأطفال المُختطفون من قِبَلِه.

و لن يسمح جاكلين بعد كل هذا العمر في خدمته، أن يترك علىَ وجه الأرض أي شخص أو أي شئ قد يهدد بإستيقاظ قلوب رجاله الميتة منذ زمن، و خاصتاً إن كان نايل.

..

الماضي

"نايل، عِدني إن حدث لي شئ أن تكمل أنت البحث عن ليان"

قال دان ذو الثمانية عشر عاماً لنايل و هما في ساحة التدريب، بعد أن جلسا ليستريحا قليلاً.

"ماذا تقول دان ؟ انا لن أعدك بشئ، فأنت من سيجدها بنفسك"

"أنت تعلم أن نهاية عملنا هذا إما الموت أو السجن، لن أخفي عنك شيئاً، فأنا أشعر أن نهايتي قد إقتربت"

"دان، لا تقل مثل هذا الكلام، فإن مت فسأموت معك، لن أتركك تذهب للجحيم وحدك"

مازحه نايل بعد أن استشعر نبرة ألم و جدية في كلامه، و هذا ما أخافه كثيراً، فهو ليس مستعد ليخسر صديقه و أخاه.

إبتسم دان بنقاء، و بدون أن يتحدث فقد خلع عنه السلسال المعلق برقبته، و أعطاه له.

"إن حدث لي شئ، يجب أن تحافظ علىَ هذا الخاتم، فهو وسيلتك الوحيدة للعثور عليها، و عندما تجدها إحميها من مخاطر الحياة بكل ما تمتلك من قوة، كن لها كما كنت سأكون أنا لها، هل تعدني ؟"

"دان..."

"فقط عدني حتىَ تُريحني"

نظر له نايل بصمت، و عقله رافضاً أن يأمر شفتيه أن تعده، فهذا يعني موافقة نايل علىَ شعور دان الذي أرق تفكيره.

و لكنه ما إن رأىَ نظرات الرجاء في عينا صديقه، فقد تنهد مستسلماً، و قال ليريح قلبه.

"أعدك"

..

الحاضر

"هل من الممكن أن أسألك سؤالاً ؟"

سألت تمارا نايل، و هما جالسان في مقهىَ عبارة عن سفينة ترسوا بجانب رصيف الميناء، أومأ نايل إيماءة صغيرة، فأردفت.

"أنت غيرت معاملتك معي بشكل شبه كامل لمجرد أني ليان، كيف يتحول شعورك بالعداء من تجاهي للعكس ؟"

"لقد وعدتُ دان بحمايتكِ"

قال نايل بعد تنهيدة خرجت من أعماقه عندما إستحضر ذلك المشهد من الماضي، صمتت تمارا بعد إجابته، فوجدته صادقاً تماماً فيما يقول، و عندما طال صمتها، فقد أردف نايل.

"لقد جعلني أعده أن أبحث عنكِ إلىَ أن أعثر عليكِ، إن حدث له شئ، و أن أكون لكِ كما كان سيكون هو"

وجهت تمارا نظراتها للأسفل و قد شعرت بالأسىَ لعدم رؤيتها لدان قبل موته.

"أنا فقط حزينة علىَ موته هذه الميتة، فهو كان يستحق أن يعيش بين عائلته في سعادة، أنت أيضاً تستحق ذلك، جميعكم"

رفعت تمارا رأسها و نظرت بداخل عيناه، حتىَ يعبر صدق حديثها و يتسلل لداخله.

"للأسف، لقد فات الأوان علىَ ذلك"

قال نايل بنبرة بائسة و إبتسامة مصطنعة مرسومة علىَ شفتيه، فعقدت تمارا حاجبيها، و همست.

"لم يفت الأوان بعد"

"ماذا ؟"

"لا شئ، كنت أقول أنك أبله و أحمق شخص قد رأيته في حياتي"

كشر نايل عن أنيابه تجاهها، و إحتقن وجهه، بينما كان علىَ وشك أن يحملها و يرمي بها في المياة نتيجة لغضبه من جملتها ( هذا في خياله طبعاً ) فقد سألته سؤال مفاجئ لم يتوقع أن تسأله إياه أبداً.

"لماذا أنت منحرف إلىَ هذه الدرجة و تتنقل من فتاة إلىَ أخرىَ كل ليلة، ألا تملك بعض الكرامة ؟! هل لأن إنثىَ جميلة قد نظرت لك نظرة إعجاب تركض خلفها كالأبله ؟"

صاحت تمارا في نهاية حديثها بعد غضب قد كبتته بداخلها فإنفجر في وجهه هو، تظاهر نايل بالخوف و تراجع للخلف.

"أولاً أنا لا أركض خلف أحد، النساء من يركضن خلفي بالأميال، إذاً لماذا لا أستمتع مادام هذا في الإمكان ؟!"

قال بنبرة متعالية، و حاجب مرفوع، لإستفزازها فقط، رغم أنهُ منذ لقاءه بتمارا يوم الحفل لم يقترب لأي أنثىَ.

"هل تعلم ؟ انا حمقاء لموافقتي علىَ مقابلتك من البداية، أذهب و إستمتع مع نساءك"

وجدت نفسها بطريقة مفاجئة تصرخ به لدرجة أن البعض من حولهما قد نظر لهما، و لكنها لم تستطع و لأول مرة أن تتمالك غضبها، فقد وصل للقمة.

و لأن نايل كل ما أهمه في هذه اللحظة أن لا تأخذ فكرة سيئة عنه أكثر مما تعرف، فقد أمسك معصمها بدون أن يشعر، و دافع عن نفسه سريعاً بإرتباك.

"و لكني لم أقترب من أي إمرأة منذ وقت طويل"

هدأ لهاث تمارا الثائر سخطاً عليه تدريجياً، ثم نظفت حلقها و نظرت ليده التي تمسك معصمها فجأة، فتركه نايل سريعاً هو الأخر و قد إستوعب للتو ما فعل.

من يراهما الأن لن يصدق أنهما كانا منذ أسابيع فقط يتربص كلً منهما بلأخر حتىَ يصيبه في مقتل، و الأن هما يهتمان لبعضهما البعض لدرجة لم يتخيلها أحد، حتىَ هما الإثنان.

و بعد إدراك نايل لتصرفاته، فقد عاد لبناء أسواره سريعاً، و قال و هو يعقد يديه علىَ صدره.

"أعني ليس لكِ شأن بي"

قال ذلك بكل ما يحمله بداخله من غرور و تكبر، فقلبت تمارا عيناها، و نظرت له نظرة متعالية، ثم جلست مجدداً.

"سأنهي مثلجاتي و أذهب، فلا أريد الجلوس مع شخص مثلك"

بنت هيَ أيضاً أسواراً أكثر إرتفاعاً من أسواره، و أمسكت كوب المثلجات، و إستدارت بجسدها للجهة الأخرىَ.

..

"ماذا تُريدين ؟"

سألت جين تمارا ما إن رأتها أمام منزلها، و كانت نبرتها جافة، و حالتها يرثىَ لها، فقد كان وجهها ذابلاً، و ملابسها وشعرها أكثر فوضوية من قلبها.

"أريد أن أتحدث معكِ"

تنهدت جين بعد أن نظرت لها لقليل من الوقت بدون أن تفعل شئ، ثم تنحت جانباً، و سمحت لها بالدخول.

"كيف حالكِ ؟"

سألتها تمارا بإهتمام ما إن جلستا في غرفة المعيشة.

"و كأنكِ تهتمين"

"بالفعل أنا لا أهتم بكِ، و لكني أهتم بصديقي أكثر من أي شئ أخر في هذه الحياة، و هذا ما أتىَ بي إلىَ هنا"

تحولت حواس، ملامح، تعبيرات جسد جين جميعها إلىَ الإهتمام، ما إن قالت تمارا ذلك، و لكن كبرياءها لم يسمح لها أن تتوافق و تتحدث معها كما لو كانتا صديقتين.

"ألم يحدث ما تُريدين ؟"

"أنا لم أكن أريد أن ينفصل عنكِ إدوارد، فكل ما أريده هو سعادته، و للأسف فقد وجد سعادته معكِ، فلم أراه بهذه السعادة إلا عندما كان معكِ، و لم أراه محطماً هكذا من قبل إلا بعد موت والده، و إنفصالكما، إن كنتِ ستلومين أي شخص علىَ ذلك، فيجب أن تلومي نفسكِ، لقد إحتقرتي علاقتي بإدوارد، علاقتنا التي تتعدىَ الصداقة، فهو عائلتي الوحيدة، هو الذي أخرجني من أشد أيامي ظلاماً، عندما تقابلنا لأول مرة، كنا بمثابة طوق النجاة لأحدنا الأخر، و في النهاية تأتي أنتِ في لحظة طيش غاضبة و تُريدين التفريق بيننا ! و لم تكتفي بذلك، بل قمتِ بمساومته، إن لم يبتعد عني فستبتعدي أنتِ، كيف إستطعتِ أن تساومي و تتاجري في مشاعره هكذا، ألم تفكري أنه في الحالتان سيتأذىَ ؟! ألم تفكري إني سأتحطم أيضاً بإبتعاد الشخص الوحيد الذي أهتم له في حياتي جميعها ؟..
لا أعرف ماذا أقول لكِ حقاً، فأنا إن كنت في مكانكِ، كنت سأفعل المستحيل حتىَ أحافظ علىَ إدوارد، أنتِ تعلمين كل العلم أنه شخص لا يعوض، و بالطبع لم أكن لأجعل غيرة حمقاء أن تتحكم بي هكذا"

كانت تقسوا نبرة تمارا و تلين علىَ حسب ما تقول، و علىَ حسب الطريقة التي تريد أن توصلها لجين، و لكن ما فاجئ تمارا حقاً، هو نزول دموع جين سريعاً، و تغيرت تعبيراتها للحزن و الضعف، فشعرت تمارا بالندم لأنها تحدثت معها هكذا.

"أنظري جين، لقد فهمت الأن سبب كرهكِ الحقيقي لي، أنت تغارين مني، تعتقدين أني أستطيع سرقة إدوارد منكِ وقتما أشاء لأن علاقتي به أقوىَ من علاقتكِ أنتِ به، و لكنكِ مخطأة، فأنا لا أحب إدوارد إلا كصديق فقط، و لن أنظر له يوماً بنظرة أخرىَ، و إلا لكنت فعلتُ ذلك منذ زمن، حتىَ من قبل مقابلتنا لكِ، لذا لا تعتقدي أني سأفرق بينكما يوماً من الأيام، و رغم عدم تقبلي لكِ، فإني تقبلت علاقتكما، لأني متأكدة أن إدوارد يحبكِ كثيراً، و أنتِ أيضاً تفعلين المثل"

"لقد فات الأوان علىَ ما تقولين، فقد إنفصل عني إدوارد و لن يعود لي يوماً، هو يكرهني الأن، و خسرته للأبد"

إنهارت جين باكية و هيَ تقول ذلك، فأشفقت عليها تمارا، إبتسمت و إنتقلت لتجلس بجانبها.

"لا تتفوهي بالحماقات، فإدوارد مازال غارقاً في حبكِ، فقط تحدثي معه، يجب أن ترينه كم تحبينه، و أن ما حدث منكِ كان مجرد غلطة لن تتكرر"

رفعت جين رأسها و نظرت لها بغير تصديق، فلم تتوقع أبداً أن تحاول تمارا إصلاح علاقتها بإدوارد، بل توقعت أنها ستستغل الفرصة و تبعده عنها أكثر، و يبدوا أنها كانت مخطئة في الكثير من الأشياء.

"و هل سيستمع لي ؟"

"بالطبع سيفعل، هيا، بدلي ملابسكِ و إذهبي له، فهو في منزله الأن، و لا تخرجي من هناك إلا عندما تعودان لبعضكما"

تسمرت نظارت جين علىَ تمارا، و تسمر جسدها علىَ الأريكة، و لم تستطع التحرك، فقلبت تمارا عيناها.

"ماذا تنتظرين ! هيا"

صرخت بها تمارا بحماس لتقف سريعاً، و تركض للأعلىَ، و قبل صعودها قد شكرت تمارا بنبرة مترددة.

..

"تُدعىَ تمارا، تعيش وحدها بعد موت والداها، والدها كان رجل أعمال كبير، و ترك لها الكثير من الأموال، مجرد فتاة مدللة، و قد تكرر مقابلة السيد هوران لها الأربعة أيام المنصرمة"

أعطىَ الرجل الذي قد كلفه جاكلين بمراقبة نايل له التقرير الذي به جميع تحركات هذا الأخير، و قد رافقت هذا التقرير صورتين، لنايل و تمارا و هما في المقهىَ.

"إذهب أنت الأن"

أمر جاكلين، فإنصرف الرجل علىَ الفور، و أخذ جاكلين يشاهد الصور بوجه مكفهر و غاضب.

"إذاً أنتِ السبب في كل هذه الفوضىَ"

و من كثرة الغضب قد جعد الصورتان بيد واحدة، و هو ينظر للفراغ بشرار متطاير، طُرِقَ الباب في هذه اللحظة، فسمح للطارق بالدخول.

"أدخل"

أمر، فدخل خادم ببذلة سوداء، و قفازات بيضاء، إنحنىَ إنحناءة بسيطة كتحية، ثم تحدث.

"السيد باين يريد مقابلتك سيدي"

"أدخله"

أخفىَ جاكلين التقرير و الصور سريعاً، و إرتدىَ ملامح البرود.

دخل ليام بعد لحظات من خروج الخادم، و إتجه إلىَ جاكلين بإبتسامة، و جلس في أحد مقاعد المكتب الأمامية، ثم بدأ حديثه مباشرةً.

"جاكلين، هل مازالت تتاجر في الأطفال ؟"

إرتبك وجه جاكلين، و خاصتاً من إبتسامة ليام، كأنه يثق مئة بالمئة من إجابته، و لكنه تمالك نفسه سريعاً، و سأله.

"ماذا تقول ؟"

"جاكلين أنا أعرفك جيداً، و أعرف أن مجموعة الأطفال التي إختفت مؤخراً، أنت السبب في إختفائهم، فأنا لا أصدق ما عاهدت نايل به، أنك لن تتاجر في الأطفال ما دُمت حياً"

إختفت إبتسامة ليام في نهاية حديثه، فلم ينبس جاكلين ببنت شفهة، و كأنهُ قد تصنم مكانه، فلا يعرف ماذا يقول.

"لا تقلق، فنايل لن يعلم عن محادثتنا الصغيرة هذه، بشرط واحد... و هو أن تُشركني أرباح هذه الصفقة"

توسعت عينا جاكلين بإرتباك شديد، و صدمة، ثم أمسك كوب المياة الزجاجي الذي أمامه، و تجرعه دفعة واحدة.

"و هل ستخون ثقة صديقاك بهذه السهولة ؟"

سأل جاكلين بشك لتصرف ليام المفاجئ، و لكن نظرة و إبتسامة الشيطان التي إرتسمت علىَ وجه ليام، قد جعلته يتردد في شكه هذا.

"أنت علمتنا أن المال أولاً، و قبل أي شئ، ماذا تقول ؟ هل ستشركني، أم أخبر نايل عنك ؟"

ما لبث أن إبتسم جاكلين بفخر شديد، و بسعادة أشد، بعد تأكده أن تربيته و تعليمه لهم قد أتىَ بثماره، و ها هو ليام دليل علىَ ذلك.

و أخيراً قد أتت لجاكلين الفرصة أن يفرق بين الثلاثة، و يكسر رابطهم السخيف ببعضهم، حتىَ يستطيع أن يتحكم في كل شخص علىَ حِدىَ.

"أنا موافق، و حتىَ لا يشك نايل و زين بك سـ...."

"لا تقلق، فهما يثقان بي ثقة عمياء، و لن يشكوا في و لو للحظة واحدة، و هذا بالطبع في صالحنا"

______________________________

الأسئلة
.........

رأيكم في عراك جين مع ادوارد ؟

انسحاب تمارا من حياة ادوارد من اجل ان يكمل مع جين ؟

انفصال ادوارد عن جين ؟

حزن تمارا على ادوارد ؟

بحث نايل عنها ؟

مواساه نايل لها ؟

قلقه عليها ؟

فكرته عن كلمة "لطيف" على انها سخرية؟

حجج نايل وتمارا لمقابلة احدهما الاخر ؟

تصرف نايل بعد اكتشافه انه يحبها ؟

انكار تمارا ؟

جاكلين ؟

خطته من قبل لقتل صوفي ؟

حديث دان ونايل ؟

شعور دان بنفسه انه سيموت ؟

الوعد الذي قطعه نايل له ؟

حديث نايل وتمارا في المقهى ؟

لماذا غضبت تمارا عندما سألت نايل عن علاقته بالنساء ؟

تفسير نايل لها كل شئ حتى لا تأخذ عنه فكرة سيئة ؟

عدم اقترابه من اي امرأة منذ ان قابل تمارا لأول مرة ؟

تصرفاتهما مع بعضهما و هما في المقهى, في نهاية حديثهما ؟

مدى تقرب نايل وتمارا لبعضهما في هذا الفصل ؟

ذهاب تمارا لجين ؟

مواجهة تمارا لجين ؟

المتحري الذي كان يراقب نايل ؟

ماذا سيفعل جاكلين مع تمارا ؟

ذهاب ليام لجاكلين ؟

متاجرة جاكلين في الاطفال ؟

اتفاق ليام معه ؟

خيانة ليام لثقة صديقاه من اجل المال ؟

رغبة جاكلين في تفريق الثلاثة عن بعضهم ؟

توقعات ؟

....................

مُقتطفات من الفصل القادم -37-

"انا لا امانع الموت علىَ يداكِ"

"اسفة, لقد قمت بتخريب لحظتكما"

Continue Reading

You'll Also Like

24.7K 1.2K 17
كل شيء رائع و مثالي في حياة أزميرالدا الهادئة،من إستيقاضها في الصباح حتى قضاء الليل مع اصدقائها في النادي الليلي.تنقلب حياة أزميرالدا بعد مشاهدتها لج...
24.5K 1.6K 22
اذ كانت عيناي هيه سبب حبك لي اذن اتمنا ان يصابا ب العمى
73K 4.1K 10
{ Sexuel contact} جنيرالٌ مخدرمٌ أنتَ أوقعتنِي بينَ سلاسلِ عشقكَ الأبدية و أنا مجردُ أنثى عذراء سقيتُ بعسلِ علاقتناَ الآثمة و بللت إطار علاقتنا بدمو...
35.1K 2.8K 54
أنا الزهرة اللتي تُحيي ما مات في داخلك. Vk 12 @thvtt19