الفصل الثالث

5.6K 70 30
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الثالث
بقلمى / هدير خليل

فاقت مهره من شرودها فى احداث الماضى و هى تمسح دمعه سقطت من عينها و هى تهمس بضعف و ألم .
= أنا عمرى ما كنت حبيبتك يا أوس حتى بعد ما اتجوزتنى لما فكرت تقرب منى قربت بس علشان تنقذ ابوك عمرك ما هتتغير ولا تحس بى يا اوس .
مهره و هى تتذكر ما حدث بينها و بين أوس عندما كان أدهم مريض و يحتاج إلى متبرع بالنخاع و عيونها تفيض بالمزيد من الألم و الوجع الذى يفطر قلبها و هى تشرد مرة اخرى .
Flash back .
تذكرت مهره ذلك اليوم الذى قرارت فيه مساعدة اوس ف قلبها لم يتحمل ان تراه منهار بهذه الطريقه عندما عرف ان قلب أدهم توقف و سقط فاقد الوعى احست وقتها ان روحها غادرتها و هى ترأه ساقط امامها كالجثه الهامده بلا حراك ليقوموا بنقله الى احد الغرف المجاوره لغرفة والده ، و جلست هى بجواره على الفراش و أخذت تمسح على رأسه بحب و قلق ففى كل مرة كان يقف فيها قلب أدهم فى اى جلسه ، ينهار اوس بعدها و خاصة عندما قالوا الأطباء أن قلبه توقف و انه مات ففاق أوس وقتها من اغمائه و هو يصراخ باسم والده مثل الأطفال .
= باباااا .
مهره و هى تقترب منه و تحاول ان تواسيه و تهدأه و هى تهتف .
= اهدى يا اوس ابوك كويس .
اوس و هو يحاول النهوض و دموعه تنهمر ولا يصدق ما تتفوه به و يردف باصرار .
= عايز اشوفه .
مهره و هى تحاول ان تعيده إلى نومه مرة اخرى حتى يستريح فهو مازال جسده ضعيف فهو منذ ان دخل أدهم المستشفى و هو بالكاد يأكل مما سبب له ضعف عام و زاد الوضع سوء حالة الانهيار و الصدمه الذى تعرض لها لتغمغم مهره بقلق .
= انت تعبان ارتاح شويه بعدين روح شوفه براحتك مش همنعك و انا هوصلك له بنفسى بس ارتاح شويه .. أنا حل لحالة ابوك...
اوس كان سيعترض بشده و لكن صمت عندما سمع كلماتها التى جعلته ينظر لها بعدم تصديق لتهتف هى بتردد .
= انا..انا ..سألت الدكتور على علاج ل ابوك و هو قال ان فى طريقه تخليه يخف و يبقا كويس .
اوس و هو يسألها بلهفه و أمل انتعش بداخله و هو لا يصدق انه يوجد علاج لحالة والده ليهتف بتخبط .
= الحل الوحيد ان حد فينا يتبرع ل بابا يا اما انا يا ماسه و طبعا ماسه علشان حامل مينفعش تتبرع و انا.. انا ..
اجابته مهره و هى تفهم جيدا ماذا يقصد من حديثه و هى تكمل حديثه بدلاً منه .
= خلك توعده و تحلف انك مش هتتبرع له ياما مش هيدخل المستشفى ، و خوفت من حلفانه عليك انه هيقطعك لو عملت كده صح .
اوس و هو يكاد ان يبكى و هو يشعر بالعجز لما هو موضع به من موقف محرج بين وعده لوالده و بين انقاذه ليردف بعجز .
= انا مش عارف اعمل ايه ؟
مهره تردد و قلق و هى تجيبه .
= انا.. انا .. عندى الحل .
اوس نظر لها بشك و عدم تصديق كيف يكون عندها الحل ؟ فهو يعلم انه لا يوجد حل اخرى فكيف هى سوف تساعد والده ؟ و ماذا تريد فى المقابل ليهتف بشك و عدم تصديق .
= حل ايه ؟
مهره و هى تجيبه بصوت متقطع من التوتر و التردد .
= نت . . نتجوز بجد و.. و ..
أوس و هو ينظر لها بضيق ل اعتقاده انها تسخر منه ليهتف ببعض الحده .
= مهره انا عارف انك بتكرهينى بس انا مش حمل تريقتك عليا دلوقتى .
مهره نظرت له بجديه و هى تقول له .
= انا مش بتريق .
تحدث لها أوس بغضب و عصبيه و هو يرد عليها بضيق .
= مش بتتريقى اما اللى بتقوليه ده ايه ؟ نتزفت نتجوز ازاى و احنا اصلا متزفتين على عين اهلنا متجوزين ؟
تحدثت مهره بدفاع و تسرع و اندفاع جعلها تصمت بعدما عندما علمت ما تفوهت به من غباء و أخذت تلعن نفسها الف المرات على تسرعها .
= لااااا مش متجوزين انت لغايه دلوقتى مقربتش لى و ..
نظر لها أوس بزهول و عدم تصديق لما فهمه من حديثها ، و هو يهمس بصدمه .
= انتى بتقولى ايه ؟ ولا بتفكرى فى ايه اصلا ؟ انتى عايزنى اقرب منك فى وقت ابويه بين الحياة و الموت كل تفكيرك بقى انتقام عايزنى اقرب منك و اكون فى حضنك و ابويه بيموت عايزه تنتقمى منى باحقر طريقه انتى ليييييه مصره تكسرينى عايزنى اقرب منك انتى . . انتى انا مش لقى كلمه اوصفك بيها . .
مهره حاولت التمسك بعد كلماته الجارحه لها و هى تحاول ان تجمع شتات نفسها و هى تقول له و هى تتحدث له بعصبيه .
= انا مش عايزاك تقرب منى علشان تفكيرك الزباله ده ، ولا علشان اكسرك و تحتقر نفسك و انت بتتمتع معايه و ابوك بيموت انا كل اللى عايزه اقوله ان الدكتور قال ان ممكن طفل فى بطن امه ناخد منه النخاع بيحمل نفس العينه و . .
اوس يحاول ان يستوعب ماذا تقصد من حديثها هذا ؟ و هو يقول لها بزهول .
= انتى بتقولى ايه انا مش فاهم حاجه منك ؟ عيل مين اللى عايزه تخدى النخاع منه ؟
مهره و هى تحاول ان تخرج صوتها هادئ و تقول .
= ابنك .
اوس و هو يردد حديثها بدون استيعاب و يعيد كل ما تفوهت به .
= ابن م...
استوعب اوس اخيراً ماذا تقصد ؟ و هو يقول بزهول و هو يقف من على الفراش و يطالعه بصدمه و هو يغمغم .
= انتى عايزنى اقرب منك و تحملى و اخد العيل و هو فى بطنك و اتبرع بنخاعه ل ابويه صح كده ولا انا فهمت غلط .
مهره هزت راسها بالموافقه ، ف ارتسمت معالم الصدمه على وجه اوس ثم تحولت الى جمود و هو يقول لها بملامح لا تعبر عما يشعر به .
= مقابل ايه يا بت علاء ؟ عايزنى اقرب منك و اخد ابنك لابويه مقابل ااااايه ؟
مهره شعرت بوغذه فى قلبها عندما نادى عليها بتلك الطريقه كم يشعرها بحتقاره لها و عدم ثقته بها و كرهه الشديد لها و لوالدها لتهتف بجمود .
= هتسيب البيت و نعيش انا و انت لواحدنا و تقطع علاقتك بأهلك .
هى لم تفكر فى المقابل و هذا اول ما خطر على بالها فهى اكيد لن تجرح كرامتها و تخبره انه كل ما تريده ان لا تراه منكسر مرة اخرى و انها تشعر بذلك الآلم الذى مزق اوردتها عندما تراه يتوجع على وضع والده ، ليطالعها أوس لثوانى قبل أن يردف بجمود هو الأخر .
= موافق .
مهره تطلعت له بعدم تصديق انه وافق على حديثها لتردف بزهول .
= احلف ؟
اوس و هو يرمقها بضيق و هو يقول .
= مش محتاج انى احلف انتى عارفه كلمتى مش برجع فيها لو على موتى .
مهره و هى تقول له باصرار حتى لا يشك فى امرها .
= احلف يا اوس .
أوس و هو يقسم لها بنفذ صبر لعله ينتهى من هذا الأمر .
= و الله العظيم هعمل اللى يريحك .
مهره صمتت و جلست على اقرب مقعد لها و لكن تفاجأت ب اوس يتحرك و يتجه الى الحمام و هو يستند على الحائط ، فسألتها باستغراب و هى تقترب منه حتى تسانده و تساعده على التحرك فهو على وشك السقوط .
= انت رايح فين ؟
يجبها أوس بهدوء و هو يتحرك .
= رايح الحمام علشان اجهز اكيد مش هقربلك هنا ولا ايه ؟
تجمدت مهره فى مكانها بصدمه و هى تهمس بصدمه و زهول مما تفوه به .
= ايه ؟
اوس تركها مع صدمتها و ذهب الى الحمام و دخله و اغلق الباب خلفه ليستعد و هى لم تستوعب بعد ماذا قال ، هى لم تتوقع حدوث هذا بسرعه ف الكلام بالنسبه لها كان سهل ، و لكن التنفذ صعب ، بل صعب جدا ، بعد ان انتهى اوس خرج و هى خلفه تحاول ان تجد طريقة لتهرب مما اوقعت به نفسها و تورطت به معه فهى ليست مستعده لخوض هذه التجربه معه بعد ، وصلوا الاثنين الى غرفة التى حجزها اوس لهما فى احد الفندق ، و هما فى طريقهم الى الغرفة قابلوا اخر ما كانت تتمنى مهره رأيته فى هذا الوقت احد عاشق أوس الذى عندما رأته القت بنفسها بين أحضانه ، و هى تلف يدها حول عنقه و تقبله على وجنته اليسرى و تتحدث له بدون ان تعير مهره اى اهتمام .
= اوس ايه الصدفه الحلوه دى انت قعد فى القاهرة .
اوس و هو يجبها و يحاول ان يبعدها عن احضانه بهدوء بدون ان يحرجها .
= ايوه ، ايه اخبارك يا مى ؟
مى و هى تقول له بدلع و هى تضع يدها على صدر أوس باغراء و نظره لعوبه و هى تردف .
= مش كويسه من غيرك يا حبيبى .
مى كانت تمرر يدها على وجه اوس بحميمه
، و عيني مهره تتابع بألم أوس الذي يحتضن و يقترب من اخرى و يسمح لها بملامسته بكل هذه الحميميه ، دون ان يعيرها او يعير وجودها ادنى اهتمام ، أوس همس لها بجديه و هو يبعد يدها عنه .
= معلش يا مى لازم امشى .
مى و هى تتمسك بتيشرته باعتراض لتمنعه من المغادره و هى تغمغم .
= بس او ..
و لكن اوس لم ينتظر ان يسمع منها شئ اخر و امسك يد مهره بعصبيه و اتجه الى غرفتهم ، استغربت مهره عصبيته فهى التى من المفترض ان تكون الغاضبه لا هو . . عندما دخلوا الغرفه مهره جذبت يدها بعنف بعيدا من قبضته و هى تصرخ به باعتراض و هى تقول .
= انت بتجر بقرة وراك ايه الطريقة دى .
اوس لم يرد عليها و نظر لها فى عينها بقوة احست انه يخترقها بنظراته التى لحظت تحولها للبرود فجأه جعلتها تشعر بالبروده فى جسدها ، اجابها أوس بجمود يغلف صوته البرود .
= روحى اجهزى يلا .
مهره اصفر وجهها و شحب كالأموات عندما وصل الى أذنها كلماته ، و قرارت التراجع و استغلل ما حدث حتى تهرب من هذه الوطه التى اوقعت نفسها بها ، كيف لها ان تفكر فى هذه الحل الغبى . . كيف يمكن لها ان تسلم جسدها له و هو لا يبادلها المشاعر ، ما هذه العلاقة التى تورطة بها لتغمغم بحده تحاول ان تخفى خلفها توترها و خوفها .
= اجهز ايه ؟ هو انت فكرنى هخليك تلمسنى بعد اللى شوفته ده .
اوس اقترب منها بنظره ماكره و هو يتحدث لها بخبث و هو يقول لها بنبره متخابثه .
= دا على اساس انه انا فارق معاكى فى حاجه علشان يفرق معاكى اللى حصل تحت .
بيهمس لها بعد ان حاصرها بينه و بين الحائط ، دفن وجهه بعنقها يُلثمها و أخذ في التحدث قرب أذنها باثاره و انفاسها الساخنه تصدم بأذنها و وجنتها باثاره و حميميه .
= مش هتهربى يا مهره و متمثليش عليا دور المهتمه انا عارف انى مفرقش معاكى فى حاجه .. يلا معاكى 5 دقائق تكونى جهزتى .
مهره بتزيحه بعنف و هى تجمع شتات نفسها و عدم التأثر من اقترابه المهلك لاعصابها و هى تغمغم بحده .
= مش هيحصل .
اوس بيشدها له مرة اخرى و أخذت تتحرك لكى يتركها و لكنه حصرها فى حضنه و كان ظهرها مقابل صدره و تحدث برقه لم تعهدها منه و هو يهمس لها بحميميه و انفاس ساخنه تلفح اذنها باثاره .
= بتغيرى عليا .
و أستمر في تلثيمه لها و لكنها لم تدرك حقاً ما قاله ، فهي الآن تموت شوقاً له ، لماذا الأمر صعبًا معه ؟ لماذا هما ليسا كبقية الأزواج ؟ حتى تلك المشاهد الرومانسية التي رآتها يومًا لم تُشبه أي مما يحدث بينهما ! و لماذا عليه أن يُحدثها و هو مقتربًا منها بهذه الطريقة الحميمة ؟ لماذا هي الأخرى لا تستطيع التركيز و قول جُملة واحدة تستطيع أن تُكونها بمنطقية ؟ ليخرج صوتها خافت مرتبك من اقترابه المهلك لها و هى تمتم .
= ل... لا .
استمر اوس فى تشتيتها لكى يحصل على ما يريد فهمس لها باثاره و هو يقربها أكثر الى احضانه ليلتصق ظهرها بصدره اكثر و هو يردف بهمس .
= بتحبينى .
مهره و هى تجيبه بتذبذب و تحاول ان لا تفقد ما تبقى من سيطرتها على نفسها امام حصاره لها و هى تقول .
= ل . . لا بكرهك
جذبها أكثر له و هو يوزع قبلاته على طول عنقها و هو همس لها من بين قبلاته الدفئة .
= عايزه تنتقمى منى .
مهره اجابته باثاره و هى تحاول ان تبتعد عنه حتى تعود لتركيزها و هى تجيبه بصوت متقطع يشوبه الاثاره و هى تمد يدها للأسفل عند يده الذى تحيط خصرها لتحاول فكها و ابعده .
= ا . . ايوه .
اوس و هو يحملها و يضعها على السرير برقه بعد ان نزع عنها حجابها و ملابسها بدون ان تشعر لا تعلم كيف حدث ذلك ، اقترب أوس من شفتيها و هو يهمس امامهم برقه و هو يقبلها قبلات متفرقه و هو يسألها .
= ليه ؟
مهره و هى تنظر له بعيون زائغه و هى تجيبه .
= علشان .. اممم . .
اوس و هو يرفع رأسه بعيدا عن عنقها و ينظر لها و هو يعود الى سألها مرة اخرى و هو يرأه تأثيره عليها .
= علشان ايه ؟
مهره و هى تجيبه بتشتت فهى مازالت تحت تأثير لمساته .
مهره :- علشان .. انت خاين ..
اوس لم يرد ان يسمع المزيد و اخذها الى عالمهم الخاص ، و بعد فترة لا يعلموا هل هى ساعات ام دقائق ، قام اوس من جوارها ، و اتجه الى الحمام لكى ياخذ شور لعله يخفف من ضيقه الذى يشعر به و هو عندما اغلق الباب اطلقت مهره العنان لشهقاتها بالخروج و تركت العنان لدموعها . . بعد عدت دقائق خرج اوس من الحمام و هو يرتدى بنطلون قطنى فقط و عارى الصدر و يقوم بتجفيف شعره بمنشفه صغيره و لكن عندما استمع الى صوت شهقات خافته ابعد المنشفه عن وجهه ، فوجد مهره تبكى ف اقترب منها و ابعد وجهها عن المخدة الذى تحاول بها ان تكتم صوت بكاءها و شهقاتها . . فجذبها أوس له و هو يسألها باهتمام و قلق و هو يردف .
= فى ايه ؟ بتبكى ليه فى حاجه وجعاكى ؟ حاسه بآلم ؟
مهره و هى تجيبه بصوت متقطع من البكاء و شهقات متقطعه .
= و الله انا بت . . مح..محدش . . لمسنى غيرك . . قبل كده .
لم يفهم اوس ماذا تقصد ولا حتى ما هو سبب كل هذا البكاء ف سألها مرة اخرى و هو يحاول ان يهدأها حتى يفهم منها عن سبب بكائها .
= هششششش اهدى طيب ، ما انا عارف انى اول واحد المسك ليه بتقولى كده .
اجابته مهره بصوت متقطع باكى .
= علشان..علشان . . الدم . .
اوس تتبع نظراتها و نظر الى حيث تنظر ف فهم ما تقصد ، فزفر بارتياح و هو يعود بنظره لها مره اخرى و هو يقول لها بهدوء و يحتويها اكثر بين احضانه و هو يردف .
= اهدى يا مهره مش كل بنت لازم اول مرة بينها و بين جوزها يكون فى دم انتى رحمك من الرحم المطاط اللى يشبه رحم الغزاله الرحم ده بتفضل البنت اللى عندها النوع ده بنت بنوت لغايه ما تولد طبيعى و سعتها بيتمزق غشاء البكاره فاهمتى .
مهره ابتعدت عنه و نظرت فى وجهه ترى اذا كان صادق فى حديثه أم لا فوجدته ينظر لها بطمئنينه ف عقدت ما بين حواجبها اذا لما تركها هكذا لم يظهر الضيق على ملامحه ، لما احست انه فر هاربا منها فسألته بصوت خافت مختنق و هى تهمس بآلم .
= اما انت اضيقت ليه ؟
اوس قام من جوارها و وجه وجهه الى الناحيه الاخر يلتقط تيشيرته لكى يرتديه و هو يجيبها .
= انا مش مضيق ولا حاجه انتى بس اللى بيتهيألك .. يلا قومى خدى دوش انا جهزت ليكى البانيو ميه دافيه علشان ترتاحى .
مهره لم تجدله اكثر ف نفذت حديثه و اتجهت الى الحمام ، و هو اتجه الى البلكونه و هو يزفر بضيق ، هو ليس مضيق من اجل ما ظنت ف هو طبيب و يعلم انها بت بنوت و لكن ما ضيقه ما بين ضلوعه الذى تحرك و هو بين يديها كيف له ان ينبض ل مهره كيف سمح له هى تكرهه و تكره عائلته يجب ان يحافظ على قلبه ف هى سوف يكون اسعد ما على قلبها ان تكسر له قلبه ، عاد اوس الى داخل الغرفة و غير ملابسه و انتظرها حتى تخرج من الحمام لكى يغادروا ف عندما خرجت مهره وجدته مرتدى ملابسه و ينتظرها ، لتنظر له مهره باستغراب و هى تسأله .
= انت طلع ؟
اجابها اوس بجمود و بدون ملامح تعبر عما بداخله من تخبطات و هو يغمغم .
= ايوه يلا البسى علشان نمشى .
نظرت له مهره بصدمه و لسان ثقل من الصدمه و الزهول و هى تقول له .
= انت . . نمشى . . فين ؟
أوس ببرود و هو يحاول ان لا يتأثر بالصدمه الذى ظهرت على وجهها ولا حتى الدموع الذى رأها جيدا مجتمعه فى عينها و حاولت ان تخفيها عنه .
= هنرجع المستشفى مش خلاصنا ولا فى حاجه تانى عايزنى اعملها .
مهره ارتجفت رجفه خفيفه كإن قد سكب عليها ماء بارد فى فصل الشتاء و هى مازالت واقفه متجمده فى مكانها و كل حرف خرج منه انغرز فى قبلها كإنه خنجر سام قاتل .
= لااااا .
مهره ابعدت وجهها بعيدا عنه و اتجهت الى الدولاب و فتحته و اختبئت خلف باب الدولاب حتى تمنعه من رأيت دموعها التى تنزل ولا تستطيع ايقافها . . ف من دق له قلبها منذ الصغير و لم يرى راجل غيره يعاملها الان كإنها فتاة ليلى انتهى من سهرته معاها فيتركها بعد ان اشبع رغبته بها . . تشعر ان قلبها يتمزق كم أن حبه مألم لها منذ الصغير ، هى لا تريد الانتقام كل ما كانت تسعى له ان يشعر بها ف لم تجد طريقه غير ان تصبح عدوته حتى يراها و ليته لم يفعل . . مسحت دموعها بعنف و اخذت ملابسها و اقفلت الدولاب بقوة ثم اتجت الى الحمام مرة اخرى لترتدى ملابسها و هى تقسم بداخلها ان ان تجعله يدفع ثمن خطأه هذا معها غاليا و تريه كيف يعملها بتلك الطريقة المهينة كإنها فتاة ليل .
Back .
عودة إلى الوقت الحالى .
مهره و هى تهمس لنفسها بتوعد الى أوس .
= غبى و معندوش احساس بس يا انا يا انت يا اوس و الله لاربيك على كل حاجه عملتها فيا و كنت السبب فى الوجع اللى انا فيه ده لهتدفع تمنه غالى .
لتخباء مهره وجهها بين الوسادة و تسمح لتلك الدموع بالهبوط و صرخت صرخه قهر مكتوبه فى وسادتها و هى تضرب الفراش بقوة كم ترغب ان توجه تلك الضربات الى قلبها الاحمق الذى عشق هذا الوغد او حتى تسددها الى وجه أوس لعله يخفف من حدة هذا الآلم الذى تشعر به و لكن على من تضحك فهى تعلم جيدا انه من المستحيل ان تجد ما هو يخفف او يشفى من الم عشقه الحل انتزاع هذا القلب الخائن الذى ينبض له و تضع مكانه حجر لا ينتفض فرح برأيه ولا تتسرع نبضاته بهمس من شفتيه و لكن اين المفر من عشق مستحيل حكم عليه بالإعدام منذ كان كان بالمهد ، لتسمح لروحها ان تخرج كل اوجاعها من خلال دموعها التى اغرقت الوساده و اهات آلم تخرج من بين شفتيها بدون اراده منها لعله يكون بهما الشفاء .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now