الفصل الثامن عشر

2.3K 38 6
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الثامن عشر

بقلمى / هدير خليل

فى الغرفة عند أدهم و سارة .
حيث ترك أدهم سارة و ذهب الى داخل الحمام بعد أن اخبرها ما اراد اخبارها به ، و حتى يطمن انها قد غادرت فهو لا يرغب أن يخبرها بالمزيد فيكفى ما عرفت حتى الآن ، اخذ أدهم دش سريع و خرج و هو يجفف شعره ليرفع راسه و تقع عينيه علي سارة ف وجدها جالسه بمكانها مثلما تركها و لم تغادر الغرفه بعد ليتنهد بهدوء و هو يزيح نظراته بعيدا عنها و هو يهتف باستغراب و تسأل من بقأها بعد الذى قاله لها فماذا تنتظر ان تسمع به ليردف لها بجفاء و برود .
= انتى لسه قعده هنا ليه ؟
لتطالعه سارة ببلاهه و هي تهتف باستغراب من حديثه و نبرته و هى تقول .
= المفروض اروح فين دى أوضتى .
ليومأ لها أدهم و هو يهتف .
= اه تمام ماشى .
اتجه أدهم ناحية المرآة و بدأ فى أن يمشط شعره و رفع يده يلتقط عطره و ينثر منه القليل ، لتطالعه ساره و هي شارده به لتتخدر من عطره الذي يذيبها و قد اشتاقته و شتاقت لصاحبه نفسه الذي يعملها ببلادة و برود و ينفر منها ، لكنه أسر قلبها بطلته ، يطالع نفسه بأبتسامة رضا ثم اتجه ليغادر الغرفه دون أن يعيرها بالا ولا ينبس بحرف واحد معها ، لتنهض سارة من مكانها و هى تهتف بتساؤل و تنظر لها بدهشه من مغادرته المكان فى مثل هذا الوقت المتأخر .
= انت رايح فين فى الوقت ده ؟
ليجببها أدهم بلامبالاه و امتعاض دون النظر إليها و هو يقول .
= هروح انام فى اى اوضه تانيه .
لتهتف سارة باندهاش و هى تطالعه و تقول .
= ليه ؟ مالها الاوضه دى ؟
ليردف أدهم ببرود و هو يلتفت ينظرلها بعين خاويه لها و هو يقول .
= ايه هو اللى ليه ؟ انتى ناسيه ان احنا مطلقين ولا ايه ؟ و مينفعش نفضل مع بعض فى اوضة واحدة .
لتردف سارة بتأكيد و ثقه و هى تنظر فى عينيه و تقول بثقه .
= انت مطلقتنيش . . انت رميت عليا اليمين مرة واحدة بس يبقى انا لسه مراتك .
ليهتف أدهم بجفاء و بنبرة بارده و هو يطالعها بازدارء و هو يقول .
= بس انا لسه مردتكيش لعصمتى ولا حتى كفرت على يمينى .
سارة صمتت و لم تنطق بشئ ، تتراجع الى الخلف عدة خطوات كالمغيبة و تسقط جالسه على سرير متصنمه بإمكانها ، لا تقوى حتى على الرمش بعينيها من كلمات أدهم الجافه القاسيه عليها ، اهكذا يكافئها على عشقها له ، وضعت يدها على صدرها بمكان قلبها لتصغط عليه ظنا منها أن يتوقف أو يهدأ ثورته لتتنهد بحزن و الم و دموع متحجره فى عينيها ، فقد هدمت أحلامها الوردية بعودته إليها مرة أخرى ، لتتاوه بداخلها على حالها ، فها هو قد عاد لكن لم يعود إليها عوده كامله فبروده و جفائه فى التعامل معها حتى قسوته عليها يمزقها إرباً ، لا يجعلها قادرة على التنفس و كأنها قد غادرتها الحياة بحرفياً فهل هي تستحق ذلك ، لتلعن قلبها و تمرده عليها من أجله لقد اعتقدت ان ما حدث بينهم ما هو الإ لحظات غضب فقط و سوف تمر و لكنها يبدوا انها غيمه لا ترغب فى تركها ، اما أدهم غادر الغرفه و هو يعلم انه قسى عليها بكلماته تلك و لكنه يعلم جيدا انه إن بقى معاها فلن تهدء حتى تعرف كل شئ اخفاه عنها و ما حدث مع تلك الممرضه لذلك كان افضل حل هو ان يترك لها المكان حتى لو عن طريق قسوته كل هذه الأفكار كانت تسيطر عليه .
هبط أدهم السلم بحيرة و شرود و هو يفكر اين سوف يقضى ليلته قطع عليه تفكيره صوت رنين هاتفه ، ليرفع أدهم هاتفه و وضعه على أذنه و هو يهتف بهدوء .
= الو السلام عليكم .. ازيك يا نبوى .. خير فى حاجه .
ظهر الغضب على أدهم و عالى صوته بدون ان يشعر و اجتمع الكل على صوته و هم لا يفهمون ماذا يحدث له و لما يصرخ بتلك الطريقة التى افزعت كل سكان البيت و تجعلهم ينفضوا النوم من عيونهم و يركضوا الى حيث أدهم ليعلموا ماذا يحدث معه ، ليصرخ أدهم و هو يهتف و قد تحولت عينيه الى الون الأحمر من الغضب و هو يجز على أسنانه بغضب .
= خلااااااص يا نبوى انا فى الطريق ليك تمام سلام .
خرج أدهم بعصبيه و غضب من البيت و تبعه رجال البيت و لم يعترض أدهم و هذا ما أثار الريبه فى نفوسها لأن هذا يعنى ان حدوث كارثه .
أما على الناحيه الاخرى عند فيروز .
جذب حسان فيروز من ذراعها الى داخل سيارته و القاها بداخلها بعنف ، و بعدها ركب هو السيارة و قادها ، و اخرج هاتفه و اتصل على احدهم و هو يهتف سريعا .
= ايوه يا محمد استنانى على أول الطريق ماشى سلام .
وصل حسان الى اول الطريق و وجد راجلين يقفون فى انتظاره فأوقف حسان السيارة على جنب و هبط منها و اتجه الى الرجلين و تحدث معهم قليلا ثم عاد الى السيارة مرة اخرى و جذب من حضن فيروز أدهم الصغير و أعطاه الى أحد رجاله و هو ينظر بشر و يتحدث بكره و نفور تحت صرخات فيروز و هى تهتف بغضب و تطالعهم برعب على صغيرها و حسان يقيض عليها و يقيد حركتها بجسده القوى بالنسبة لها و يمنعها من الوصول الى ابنها .
= انت بتعمل ايه ؟ هات ابنى هاتووووا يا حسان ابوووس ايدك سيبلى ابنى .
ليردف حسان بشراسه و هو ينظر لها بغضب و عاقد حاجبيه و هو يقول .
= هو انتى فكرانى هخليكى تاخدى ابن*** اللى وافقتى تتجوازيه بدل منى و فسختى خطوبتك منى عشان تتجوزى ابن أدهم بعد ما خدتك من ابن خالتك اسامه لا يا حلو ما انا مفسختش خطوبتك من الزفت ابن خالتك عشان تروح للكلب التانى و تتجوزيه و دلوقتى عايزانى اخد ابنه و اربيه دا انا ادفنك انتى و هو فى حفره واحدة ولا انى اربى ابن ال*** ده.
لتهتف فيروز سريعا بخوف و دموعها تغرق وجنتيها بخوف و فزع من جنونه على ابنها و هى تصرخ و تقول .
= لا لا سيب ابنى ملهوش دعوه هاتوه يا حسان هات ابنى .
حسان بيزق فيروز الى داخل السيارة مرة اخرى بعد ان ضرب رأسها فى السيارة حتى تفقد الوعى و يستطيع ان يسيطر عليها ، ليصرخ حسان مناديا بصوت جهور و عصبيه .
= محححححمد .
محمد تقدم من حسان و يهتف محمد بهدوء و هو يقف مطأطا راسه فى طاعة و هو يقول .
= ايوه يا باشا .
ليردف حسان بشر و غل و هو يشير على الصغير الذى  بين يد محمد ، و هو يقول بحقد .
= خد الواد ده ارميه فى الترعه و تاكد انه مات و بعد ما تخلص عليه هتحصلنى على مصر .
ليردف محمد باعتراض و قلق و هو يقول .
= ماشى بس يا باشا لو قتلنا الواد أهل ابوه مش هنقدر عليهم و مش هيسكتوا و هيقلبوا الدنيا فوق دماغنا .
ليردف حسان بكبر و حقد و هو يرفع حاجبيه بتهكم من حديث محمد و هو يقول باستهزاء .
= ليه بقى ان شاء الله انت ناسى انت بتشتغل مع مين ؟ نفذ اللى بقولك عليه و متخافش انت فى حمايتى و هما على ما يعرفوا انت هتكون سيبت هنا يلا كفايه رغى و تضيع الوقت على الفاضى اخلص منه و حصلنى .
محمد هاتفا بطاعه و هو يقول .
= حاضر يا باشا اعتبره حصل .
تركه حسان و صعد الى سيارته و تحرك بها حتى يغادر البلد قبل ان يصل لهم احد من عائلة ادهم و يحدث ما لا يحمد بين العائلتين ؛ فى حين اتجه ذلك المحمد لينفذ ما امره به حسان بعد ان تاكد من ركوبه سيارته و يغادر .
اما على الجانب الاخر عند أدهم .
وصل أدهم فى اقل من ربع ساعه الى مكانهم الذى اخبره به نبوى الذى يقوم بمتابعة سيارتهم من بعيد ، و عندما وصل أدهم الى حيث سيارتهم ، قام أدهم بقطع الطريق على سيارتهم بسيارته و يهبط منها حتى بدون أن يغلق بابها و يتجه الى تلك السيارة و يفتح بابها بعنف و يجذب فيروز الذى استعادت وعيها منذ قليل و هو يخرجها من السيارة بعصبيه و الذى كانت تبكى بقهر و تصرخ فى حسان منذ أن فاقت و هى تطلب منه ان يعيد لها ابنها ، و لكن قطع صراخها فتح أدهم السيارة ، و رأت أدهم و هو يفتح سيارة حسان و هو يصرخ بهم .
ليهدر أدهم بعصبيه و غضب عارم و هو يطالعها بحقد و اشمئزاز و هو يقول .
= على فيييين ؟ فاكره نفسك لما تسجينى ابنى هتفلتى منى بعملتكم دى .
حسان بيهبط من السيارة و يتجه الى أدهم و يجذب فيروز من بين يديه و هو يهتف حسان بغضب و حدة و هو يقول .
= ملكاش حاجه عندها علشان تقرب منها كده و ابنك هو اللى قتال قتله و عمل فى نفسه كده فخد عيالك و اتكل على الله لو مش عايزها تبقى دم .
ليردف أدهم بتهكم و استهزاء و هو يطالعه باحتقار و هو يقول .
= انا مش بتهدد يا ابن على .
أدهم ختم كلام بضربه الى حسان بوكس قوى أسقطه أرضا و من ثم نظر الى فيروز بغضب و حقد و عينيه قد تحول بياضها الى الون الأحمر فهو غاضب منها حد اللعنه و يشمئز منها ، ليقطع نظراته هاتفها بترجي و خوف و فزع و هي يرتجف كامل جسدها مثل ورقة الشجر فى شتاء بارد و دموعها كسيول جارفه ، لتنظر فيروز الى ادهم نظره ترجي خوف قبل أن تهتف و هي تنتفض بفزع و قلق و هى تقول .
= ابوس ايدك الحق ابنى .
ليصرخ أدهم عليها بعصبيه و غضب و هو يهتف بحدة .
= هو فييييين انطقققى ؟ و ديتوا حفيدى فين ؟
لتجيبه فيروز سريعا بخوف و دقات قلبها تكاد تمزق قفصنا الصدرى خوفا على صغيرها و هى تقول .
= خده منى واده لواحد من رجالته مش عرفه هيعمل فيه ايه ؟
انتفض أدهم و اتجه إلى حسان بخطوات غاضبه و يهجم عليه و يقوم بضربه بغضب الدنيا بأكملها و هو يسأله الى أين ذهب بحفيده .
ليردف حسان بنبره منخفضة متقطعه إثر الألم من الضرب الذى تعرض له على يد أدهم ، و هو يقول له اين ذهبوا بأدهم الصغير لعله يتخلص من ضربات ادهم له .
= أم..أمرته يرميه فى ..ترعه..آآآه .
ليهدر أدهم بعنف و شراسه و قد جن جنونه و فقد زمام السيطرة على عقله و هو يضربه ضرب مميت و لم يتدخل أحد لمنعه عنه ، فصرخ به أدهم و هو يقول .
= يا ابن*** نبووووى .
ليركض نبوى متجها نحو أدهم هاتفا بالاجابه .
= ايوه يا حج .
ليهتف أدهم بغضب و حده و هو ينظر الى حسان بنظرات قاتله لو كانت أسهم لاردته قتيلا ، و قال بحدة .
= خد ابن*** ده ارميه فى حته و عينك متغيبش من عليه لغايه ما افيق له و اتوصى بيه كويس يا نبوى ، و انتى اقسم بالله لو الواد جرا له حاجه لهدفنك معه اررركبى العربيه يلاااا .
صعدت فيروز السيارة بسرعه و كذلك أدهم الذى قادها بسرعه جنونيه حتى يصل الى الترعة باسرع وقت و حاولوا الباقون ان يواكبوا سرعته ، و فى أقل من ١٠ دقائق كان أدهم يقف أمام الترعه و رأى احد رجال حسان و هو يقوموا بالقاء الصغير فى الترعه ، فألقى أدهم بنفسه خلفه فى الترعة لينقذه ، أما الباقون فقد هجموا على رجال حسان و انهالوا عليه بضرب بغضب حتى رأوا أدهم يخرج بالصغير القطع لنفس و شاحب الوجه فركض أوس على ابيه و أخذ منه الصغير يحاول أن يسعفه كل ذلك تحت نظرات فيروز الذى انهارت على الارض تبكى على صغيرها الذى شحب وجهه من معالم الحياة ، بعد عدة محاولات استطع أوس ان ينقذ الصغير الذى اخذ يسعل المياة التى ابتلعها ، و عندما سمعت فيروز صوت بكائه جرت عليه واخذته من يد أوس و هى تقبله من كل جزء فى وجه و تحتضنه ، كان أوس سوف يبعدها عنه و لكن أدهم إشار له ان يتوقف فتراجع أوس ، ليهتف بهم أدهم بصرامه و هدوء و هو يقول .
= يلا بينا عشان الواد ميخدش دور برد .
نهضت فيروز و هى تحتضن صغيرها إلى صدرها بقوة و حنان و لهفه و دموعها لا تتوقف من الفزع و الخوف فقد كادت أن تفقد قطعه من روحها ولا تراه مره اخرى ، و كيف لا ينخلع قلبها من الرعب على فلذة كبدها فمهما كان ما بينها و بين زوجها الإ انه دائما الابن يكون له مكانه خاصة فى قلب امه لا تقارن ابدا بحب او كره والده ، صعدت فيروز السيارة مع أدهم و كذلك فعل الباقون و صعدوا سيارتهم لكى يعودوا إلى البيت ، فحتضنت الصغير تخبأه بين أحضانها و ملابسها حتى لا تلحقه نسمة هواء بارده تصيبه بالمرض كل ذلك تحت نظرات أدهم الغاضبه الذى يرمقها بطرف عينه و من الحين إلى الأخر ، اخيرا عادوا الى البيت و لكن قبل ان يدخلوا الى البيت أوقف أدهم فيروز بحدة و هو يهتف بغضب و قسوة و نظراته تحذرها من اللعب معه مره اخري او التفكير فى العبث مع أحد من أبنائه مرة .
= حسابنا لسه مخلصش و اللى عملتيه فى ابنى مش هعديه بالسهل انا مش هقولك لو فكرتى تهربى من البيت هعمل فيكى ايه ؟ عشان انتى عارفه كويس ان هنا المكان الوحيد اللى هتكونى فيه فى امان من عمك و عيال عمك بذات بعد اللى عملته فى حسان ، ادخلى يلا اغيرى للواد عشان مياخدش دور برد .
دخلوا الى البيت ، و عندما دخلوا ركضت عليهم سارة و الباقون ليطمئن قلوبهم الملتاعه و كان أدهم أول من دخل إلى المنزل و تبعه فيروز و هى تحمل الصغير و من بعدهم الباقين ، لتنظر سارة الى فيروز باستغراب و هي تتسائل و هى تقول .
= فيروز انتى كنتى فين كده ؟
ليردف أدهم بنفاذ صبر و هو يطالع سارة بحدة و هو يقول .
= دخليها تغير للواد الاول بعدين يبقا حققى معاها براحتك .
سارة نظرت الى الصغير فوجدته مبتل فأدخلتهم بسرعة و أسرعت بجلب منشفه لصغير و طلبت من ياسمين ان تحضر ملابس لصغير و هى تجفف الصغير من الماء ، و هى تهتف باندهاش و تساؤل و هى تقوم بالاهتمام بالصغير بقلق و تقوم بتجفيفه و هى تقول .
= هو أدهم اتبل كده أزاى ؟
أدهم الكبير كان سوف يرد عليها لاعتقاده انها تقصده بحديثها ، لكنها خيبت آماله و هو يراها لم تلتف إليه منذ ان عاد من الخارج بل تصبت كل اهتمامها بأدهم الصغير و لم تراه أو تعيره بالا لتلجمه الصدمه ليتابعها بدهشة ، و الغضب يشتعل بين ضلوعه و يثور لأنها لم تهتم به و بوجوده لينظر لها نظرات نارية و غيرته قد شلت جسده ، و لكن رد عليها أوس ، الذى هتف أوس بغضب و عصبيه و هو يطلق سبه لاذعه و هو يلعن و يقول .
= حسان ابن*** رماه فى المياه و لحقناه فى اخر لحظه و الحمد لله بابا طلعه من المياه قبل ما يجراله حاجه .
فهذه اللحظه فقط حولت سارة نظرها الى أدهم بلهفة و حب و خوف لتطمئن عليه هو الآخر لكنها لا تقدر ان تمنع نفسها من الاقتراب منه كثيرا برغم من معرفتها أنه ينفر و يشمئز منها ، و لكن وجدت من هو أسرع منها فى الاهتمام به فقد كانت جورى تجفف شعر أدهم من الماء و جلبت له جاكيت ليرتديه ، لكنه كان يختلس النظرات للاخري و هو كان يتمنى أن تكون هي من تهتم به ، ليفكر بأن ليس كل ما يتمناه المرء يصبح حقيقه ، لكنه لا يعلم انها قلقه عليه ملتاع مشتاقه لكنها تخشى رد فعله ، بينما ظلت سارة تتابعه للحظات بضجر و غضب لتتنهد بضيق قبل أن تشيح بصرها عنهم و تركز انتظارها مع أدهم الصغير حتى تتناسي أو لا تغضب .
فى حين استمعت الى هتف جورى الغضب و هى تقول بضيق و هي تتأفف ولا تلقى بالا للموجودين و هى تلوم و تعتب أدهم و هى تقول .
= أنت ازاى تنزل فى المياه انت مش عارف ان ده غلط على صحتك افرض دلوقتى اخدت دور برد ازاى اصلا تمشى فى الشارع و انت هدومك مبلوله مياه بالطريقة دى .
أدهم و هو ينهض بضيق و غضب و غيرة و هو يرمق سارة و يطالعها بحدة و هو يتحدث .
= أنا كويس يا جورى متقلقيش محصلش حاجه انا طلع استريح شويه .
ليصعد و هو يحترق من الغضب و الغيره ، فهو كان يتابع اهتمامها بالصغير و بداخله براكين تثور و نيران الغيرة تزداد اشتعالا لتحرق صدره ، فى حين ركضت جورى و هى تقف أمام أدهم بصدمه و قلق ، و اردفت جورى بتساول و هي تمسك أدهم من ذراعه و تقترب منه و هى تقول بقلق .
= مالك يا أدهومى فى حد زعلك طيب فى حاجه وجعك طمنى عليك .
ليومأ أدهم برأسه بالنفي و هو يهتف باقتضاب .
= لا مفيش حاجه انا كويس .
لتنظر جورى له يتحدى و هي تهتف بإصرار .
= بلاش كدب انت زعلان قولى من ايه ؟
ليهتف أدهم بعصبيه طفيفه و ملامحه يطغى عليها الضيق و هو يزفر أنفاسه بضيق و غضب من عدم اهتمام سارة به و غيرته من اهتمامها بحفيده ، بل ما زاد غضبه أكثر هو حديث جورى الذى علمت ما به بدون أن ينطق و هو الذى لم يعيش معها سوى عدة اشهر فى حين تلك التى عاش معها كل هذا العمر لم تشعر به ، لذلك هتف فى جورى بحدة بدون ان يشعر .
= بقولك مفيش يا جورى كفايه زن بقا و بعدى عن طريقى خلينى اطلع .
جورى كشرت بين حاجبيها بطفوليه و كانت على وشك البكاء و تحرك من امامه و جرت على غرفتها و دموعها تنهمر لشق طريقها على وجنتها و صوت شهقاتها اخترقت اذن أدهم الذى اخذ يمسح على وجهه بغضب من نفسه على افراغ غضبه بها و هى لا ذنب لها فكل ما يحدث له ؟ او حتى ما يشعر به فماذا يحملها هى نتيجه غيرته الحمقاء من حفيده فهى بالتأكيد غيره حمقاء لانه يغار من الشخص الخطأ على الشخص الأكثر خطاءً أخذ يزف انفاس بقوة لعل يهدأ من غضبه قليلا و هو ينظر إلى حيث غادرت جورى بضيق .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now