الفصل الخامس و الخامسون

2K 34 3
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الخامس و الخامسون
بقلمى / هدير خليل

بعد ان قام أدهم بألقاء وقذف هاتفه على الفراش بغيظ وغضب وعنف بعد أن أنهى  حديثه المستفز والحارق للاعصاب مع زوجته العزيزه التى لم تتوانى فى استفزازه ببرودها و اثارة غيرته وغضبه ، لتجعله يهتف و هو يصك على اسنانه بغضب و غيره قاتله و هو يغمغم بأخر كلمات لها القتها على مسمعه ، لتجعله يتوعد لها فور أن تقع بيديه سيريها كيف تشاكسه وتثير غضبه هكذا ، وتوعد بنفسه أيضاََ لـ هذا الأبله السفيه الذى تجرأ وأراد ان يتزوجها وهى على ذمته ،و اظلمت عيناه و تحولت لظلام دامس تخرج منها جمرات من  النار الملتهبة التي تتطاير منها بقسوة وغيرة جنونية و قادرة على حرق المنزل بل البلد  بأكملها، فقد ظهر بهم قسوة و شر دفين ، لينهض من على الفراش بغضب عارم وغيرة جنونية، و يتجه أدهم إلى خارج غرفته و هبط الدرج متوجههاََ إلى الأسفل بخطوات غاضبة، فــ وجد محمد و ياسين جالسون يلعبون مثل الأطفال ولا يهتموا بشئ ولم يبالوا لما يحدث حولهم، ليلوي ثغره بأستهزاء و يهتف بهم بسخرية وعدم تصديق وهو يقعص ملامحه بأستنكار أستهجان وعدم تصديق من أفعال هذا الثنائي الطائش.
= يا فرحت امكم بيكم.
ليحدق به ياسين بصدمة مصطنعه وهو يردف بمرح وشقاوة.
= خالى يا فضحتنى قصدى يا مرحب .
نظر لهم بـإزدراء وإحتقار وهو يهز رأسه يميناََ ويساراََ بقلة حيلة وهو يتنهد بعمق ثم نطق وعلى وجهه علامات نفور وإمتعاض وهو يهتف بامتعاض واشمئزاز.
= فين ابوك ياجى يشوف خلفته اللي تعر جاك القرف انت و هو ... تعال يا حيوان منك له عايزكم فى مصلحه .
ليبتسم ياسين باتساع وحماس و هو يهتف بشقاوة.
= اشطا احبك يا ابو الأداهيم و احب مصلحك.
إلتفت أدهم وكاد أن يمشي أمامهم ولكنه توقف فجأة بمكانه ثم إلتفت الى ياسين يطالعه بحنق وملامح ممتعضة وهو يرفع  سبابته بوجهه فى تحذير وهو يرفع حاجبه الأيمن وتحدث بصوت مغتاظ.
= استظرف تانى و هتلقى قلم نزل على وشك يعدله.
ليحمحم ياسين مدعياََ الجدية وهو يؤشر بكف يده للتقدم للأمام مع انحناء خفيف بمرح وهو يهتف بشقاوة.
= احم تحت امرك يا باشا اتفضل سيادتك و احنا وراك.
تحرك أدهم أمامهم وصعدوا الدرج للأعلى حيث توجد غرفة أدهم لينعموا بالخصوصية بعيداََ عن أعين الجميع، فتح أدهم باب غرفته ودلف للداخل ويتبعه ياسين و محمد واغلقوا الباب فور دلوفهم للداخل، ووقفت كلا منهما أمامه منتظرين أن يلقى عليهم أدهم اوامره أو تعليماته بهدوء ليتبادل ياسين و محمد النظرات ثم وكزه ياسين حتى يحثه على التحدث ، ليهتف محمد متسائلاََ بقلق.
= أامر يا كبير خير.
ليحك أدهم  ذقنه بسبابته وهو يردف متسائلاََ بأبتسامة متخابثة.
= فاكر البت صوفيا اللى استضفتها كام يوم و جورى كانت هتقتلك بسببها.
ليقعص محمد ملامحه استغراباََ وهو يتسائل.
= ايوه... مالها ؟
ليبتسم أدهم بجانبية وهو يجيبه بمكر.
= عايزها.
ليتصنم محمد مكانه للحظات بعد أن القى والده كلماته على مسامعه التي إصابته بالذهول، و قد جحظت عيناه كادت ان تخرج من محجره من مطلب والده ولم يستوعب ما قاله له، ليعكف حاجبيه باستغراب، قبل أن يرفع عيناه الخائفه نحوه ويلطم وجنتيه بخوف وعدم تصديق وهو يتحدث بذهول ومرح وقلق وعيون متسعه على اخرها.
= احييييه عايزها ازاى لمأخذه علشان خايف اكون فهمت صح و انك قرارت تنحرف.
ليرفع أدهم وجهه سريعاََ ويطالعه بغيظ وشراسة قبل أن ينحني ويقلع حذائه من قدمه اليمني، ويصوبه على محمد ويلقيه في وجهه بغضب وحنق ليتحرك محمد من مكانه سريعاَ وهو يحاول ان يتفادي الحذاء الذى أصابه فى جبهته وتأوهه بشدة وهو يتحدث بمرح مع والده الذى يطالعه بحنق ونفاذ صبر.
= آآآآه ليه كده يا حج دا انا زى ابنك.
ليبتسم ياسين بشقاوة وخبث وهو يهتف بعبث ومرح قبل أن يوقفه عن حديثه الفرده الثانية من حذاء أدهم التي إصابته بقوة بكتفه الأيمن ويتأوه بشدة.
= سيبك منه يا خالى قولى انت عايز ايه و انا تحت امرك .. شهيصه تلقى انحراف تلقى اسرع طريق إلى جهنم تل...آآآه الله فى ايه يا كبير هو ولا نافع كده ولا نافع كده.
ليطالعهم أدهم بحنق وهو يهتف بنفاذ صبر وضيق.
= اسمع يا فردة جزمه انت و هو ايه هتعملوا و دماغكم دى متشغلهاش نفذوا اللى هقوله بس .. مش عايز اى تجويد من عندكم.
ليهز محمد رأسه وهو يهتف بهدوء مصطنعاََ الجدية.
= كلنا اذان صاغيه.
ليردف أدهم بجدية ثم يطالعهم بأبتسامة متخابثه وهو يكمل حديثه بمكر.
= عايز صوفيا دى تجيبها من تحت الارض خلال نص ساعة و تكون قدامى و بعدها زى الشاطر انت و هو هتأدوا وظيفتكم الرسمه و تشغلوا الردار بتاعكم و تبلغوا سارة و هسيبكم تبدعوا و انتوا بتبلغوها بطريقتكم.
وقف ياسين مكانه يبتسم ببلاهة ويضع يده تحت ذقنه وينظر لسقف الغرفة بشرود وهو يفكر بمكر وشر والأفكار والسيناريوهات الشريرة تتلاطم براسه قبل أن يفيق من شروده وهو يتحدث بعبث ويلقى آخر سيناريو صنعه بمخيلته على مسامع كلا من محمد وادهم الذى أصابه الذهول وعكف حاجبيه بعدم تصديق واستنكار من غبائه وبلاهته، ليهتف ياسين بمرح وهو يبتسم ببلاهه واتساع قبل أن يتاوه بشدة عندما قذفه أدهم مرة أخرى بالحذاء بقوة الذى لا يعمل من أين حصل عليه.
= يا ترى عمتى لو قولتلها اللى بفكر فيها هتاجى لها جلطه ولا هتجيب كرش خالى قدامى انا بقول كفايها شلل بس بعد ما تقتله و تداوى الجريمه و انا اقبض عليها يااااااه و اترقى انا بقى و....آاااااه
ليهتف أدهم بغيظ وعدم تصديق وهو يعكف حاجبيه بأستنكار.
= بقى يا ابن الجزمه عايزه تجيب كرشى هو انا عندى كرش اصلا يا حمار ولا تقتلنى دا انا اللى هجيب اجلك.
ليقهقه محمد بشدة وهو يضع يديه على معدته ويهتف بهدوء مطمئناََ ابيه من بين ضحكاته قبل أن يكمل حديثه بتلعثم وارتباك.
= ههههه خلاص اهدى يا حج و هنعمل كل اللى انت عايزه بس بس...
ليهتف أدهم متسائلاََ بنفاذ صبر وهو يعكف حاجبيه أستغراباََ.
= بس ايه انجز ؟
ليهتف محمد بقلق وخوف وهو يحرك عينيه في كل الاتجاهات بتوتر.
= جورى لو شافتها هتجيب كرشى انا.
ليعطيه أدهم نظرة مطمئنة وهو يهتف بثقه وهدوء.
= متخفش انا هضبط الدنيا مع جورى.
لينفي محمد سريعاََ وهو يردف بفزع من رد فعل چوري ووالدته ايضاََ.
= لا اخاف.
ليهتف أدهم بهدوء وهو يحاوط بيدين كتفيه محمد.
= بقولك متخفش.
ليومأ محمد برأسه يمينا ويساراََ بالرفض بشدة وهو يهتف بقلق وتوتر.
= و انا بقولك لا اخاف بس و الله لو حصلى حاجه مش هروح ل واحدى اهو بقولكم من اولها ... ما ينعيش عيشه فل يا نموت احنا الكل.
ليطالعه  أدهم بأشمئزاز مصطنع وهو يهتف بحنق ونفاذ صبر.
= طيب غور يلا.
ليومأ محمد براسه باذعان وهو يهتف بمرح أثناء مغادرته الغرفة للخارج لتنفيذ  بما أمرهم به والده.
= حاضر يلا يا سونا.
فور مغادرة محمد وياسين الغرفه، ذهب أدهم الي خزانه الملابس وأخرج منها ثيابه ومنشفته، ليذهب للمرحاض ويأخذ دش ساخن سريعا يريح به اعصابه، ويهيأ نفسه لاستقبال معشوقته و مجنونته، التي ستصيبه بالجنون معها بافكارها التي تاتي بذهنها فجأة وتصيبه بالذهول والجنون وعدم الاستيعاب ،فهي تتعمد استفزازه بافكارها وبرودها وبعدها عنه،
فهو يتوعد لها بداخله، ظل أدهم شارداََ تحت صنبور المياه ليفيق من شروده وهو يبتسم على مجنونته ويهز راسه يميناََ ويساراََ بقلة حيلة، تنهد بعمق وهو يغلق صنبور المياه فهو يفتقدها بشدة، ليلف خصره بمنشفة وياخد منشفة صغيرة ليجفف راسه بها، ودلف خارجاََ من المرحاض باتجاه خزانته ليرتدي ثيابه ثم ذهب إلى المرآه وتناول الفرشاة ومشط شعره وتناول زجاجه عطره من فوق المرآه وهو ينثره على ملابسه ووضعها بمكانها، ليطالع نفسه بالمرآه قليلاََ وهو يبتسم برضا من هيئته، ليذهب ويقف بالشرف قليلاََ بأنتظار نجاح خطته وهو يبتسم بمكر وينتظر بنفاذ صبر مغلف بالسعادة من داخله قدوم معشوقته البلهاء عندما تقع فى فخه.
فى مكان اخر بعيد عن بيت أدهم ، فى منزل زين القناوى.
عاد زين و احمد من عملهم و عندما دلفوا داخل المنزل، هرولت اليه صغيرته (قمر) وهي تلف يديها الصغيرة على قدم والدها وتحتضنها ببكاء مزق نياط قلبه وهي تشهق بقوة وطفولية، وجحظت عيناه بصدمة، وقد تملك من زين القلق والخوف عليها مما يكون حدث لها، ليطالعها بتوتر وقلق، لينزل زين لمستواها ويحملها بين يديه وهو يمسح دموعها بسبابته ويقبل وجنتيها بحب وحنان، ويربت على ظهرها بحنان أبوي قبل أن يهمس متسائلا بحنان وحب.
= واه فيكى ايه يا ضى القمر مالك عم تبكى ليه يا قلب ابوكى.
إحتضنه قمر بـقوة دافنًه رأسها في عنق والدها، لتطلق العنان لدموعها أن تنزل بقوة كبيرة، ولكن لا من اجابه على والدها
وهي تحتضن عنقه وتضم نفسها بأحضانه بشدة، ليرفع زين حاجبيه بذهول وهو يربت على ظهرها يهدئها ويقبل وجنتيها وجبينها بحنان وحب أبوي منتظرا منها أن تهدئ وتجيبه عن سبب بكائها بقهر هكذا ... لتهتف قمر من بين دموعها وهي تخبأ وتدفن وجهها في رقبة والدها وتشهق بطفولية، بينما هو أخذها بأحضانه يعتصرها بحنان وكأنه يريد أن يدخلها بين ضلوعه حفاظا وخوفاََ عليها، وظل يهدأها حتى هدأت قليلاََ واستطاعت أن تخرج صوتها الطفولي وتجيبه وهي تقوس شفتيها بطفولية وحزن و صوت باكى وهي تشهق بشدة وقد تحول بياض عينيها للون الأحمر من كثرة البكاء.
= سليم ضربنى يا بابا.
ليقعص زين ملامحه استغراباََ وهو يهتف متسائلا قبل أن يهدر منادياََ على ابن أخيه بغضب عارم وعينيها تقدح شراراََ.
= ضربك ليه ؟ و من ميتى سليم بيمد يده عليكى هو اتجنن عاد ولا ايه سلييييييييم سلييييييم.
لتنتفض صفاء من صوته الجهوري وهي ترمش بعينيها عدة مرات قبل أن تهتف بهدوء محاوله تهدئته قبل أن يهدر بغضب موقفها عن إكمال حديثها.
= زين اهدى سليم م.....
وقف زين متصنماََ بمكانه وهو  يتنفس بغضب بعض الشيء من فعلة ابن أخيه الصغير تلك، وهو يصك أسنانه غضباََ قبل أن يهدر بها بغضب وشراسة و يطالعها بنظرات نارية مشتعلة وهو يهدر بغضب عارم ويعكف حاجبيه بأستنكار وحدة.
= مش عايز اسمع حسك يا صفاء هتخبئ عليا اللى بيحصل فى بيتى شايفنى خرونج جدامك عاد ولا شخشيخه فى يد الهوانم.
لتبلع صفاء ريقها بصعوبة وهي ترى ملامحه التي لا تبشر بالخير وهي تهتف بصوت منخفض ومتوتر.
= و الله ما جصدى انا بس ...
ليصرخ بها  زين بحدة موقفاََ اياها عن الحديث قبل أن يهتف منادياََ على ابن أخيه بصوت جهوري.
= خلصنا مش عايز اسمع حسك ... سلييييم.
هبط سليم الدرج و هو يركض مهرولا سريعاََ بخطوات طفولية حتى يرحب ب عمه وعلى ثغره ابتسامة متسعة الجذابة والتي تزيده جمالاََ وجَاذبية تذيب ثلج الذى يغلف قلب أي شخص يراها رغم صغر سنه وأنه طفل صغير،  و خلفه ماسه التي تعكف حاجبيها بحنق من صغيرها وهي تحاول ان تجعله يهبط الدرج بهدوء وخطوات متمهلة حتى لا يصيبه أذى،  فهي تلاحقه مثل ظله دائماََ خوفاََ وقلقاََ عليه ويكاد بالعديد من المرات إن يتوقف قلبها عن النبض خوفاََ وفزعاََ عليه، فهو قطعه من روحها وآخر ما تبقى من زوجها وحبيبها سليم  الذى تبكيه ليلاََ، والذي تراه دائماََ في سليم الصغير وتصرفاته وطباعه، فهو اخذ من ابيه الملامح والطيبة و رقة القلب والروح التي تجعل الجميع يقع له وبه.
لتهتف ماسة بخوف وحدة وهي تلاحقه بقلق وقلبها يخفق بجنون خوفاََ ان يتأذى.
= براحه يا سليييم هتقع.
ليجيبها سليم بابتسامة متسعه وحب وهو يهرول باتجاه عمه بسعادة وحماس.
= بسلم على عمى و بعدها الراحه تاجى.
كان زين يتابع الحوار بضجر وغضب حتى تفوه سليم بما خالف توقعاته وجعل من نيران غضبه تهدأ وكبت شعوره بالصراخ عليه، وشعر ان قلبه ينبض ويتراقص فرحاََ بسبب هذا الصغير الذى أخذ منه القليل ومن ابيه الكثير من الصفات المحببه للقلب، فــ برغم انها كلمات  بسيط تفوهه بها الصغير ولكنها هدأت من غضب ذلك الواقف يتوعد له بالعقاب و زرعت بقلبه السرور والطمأنينة وجعلته يشعر بالفخر من نفسه ومن تربيته، أخذ نفساََ عميقاََ و زفره  بقوه لعل وعسى يستطيع كبح أنفعالات جسده وهو يراه يتقدم منه حتى لا يخرج غضبه وقسوته عليه.
وقف سليم امام زين بطاعه وأدب وهو يبتسم له بسعادة وحب ويرحب به بأحترام وتهذيب كما علمه عمه من صغره، فهو زرع به القيم والمبادئ والأخلاق كي يصبح رجلاََ كأبيه ويعتمد عليه و هتف سليم الصغير مرحبََ بعمه بحب وسعادة والابتسامة لم تفارق ثغره.
= حمد لله على سلامتك يا عمى كيفك دلوجتى ؟
منحه زين نظرة باردة و لم يتحرك ويترك فتاته قليلاََ، كي يحمله مثل العادة، و اجابه بجمود وقسوة و هو مازال يحمل قمر، ونظرات عينيه التي ظهر بها قسوة قبل أن يردف بصوت قاتم يغلفه البرود وجمود.
= الله يسلمك كل شر ... بس انا مش بخير.
ليقعص سليم حاجبيه بقلق وهو يهتف متسائلاََ بخوف وقلق على عمه وهو يتفحصه بعينيه الصغيرة و قلق.
= ليه صحتك بخير ؟؟ فى حاجه بتوجعك؟؟
ليجيبه زين بأستهجان وشراسة وهو يطالعه بجمود.
= دهرى اتكسر و انا فاكر انى سيب رجل فى البيت مكانى.
ليهتف سليم بغضب طفولي وشراسه وهو يعكف حاجبيه بغضب وقد فهم تلميحات عمه عليه بذكائه الفطرى.
= عم تجول ايه يا عمى ؟ انا رجل غصب عن عين الكل.
نزلت كلمات الصغير على مسامعه كوقع الصاعقة جمدته بمكانه وأدهشته حدة الكلمات والغضب الذى يحدثه به كأنه ثلاثيناََ وليس طفلاََ صغير لكنه لن يفوته له؛ ليصرخ به زين بعصبية وغضب وهو ينظر الى ابن أخيه  بنظرات نارية مشتعلة وعينيه تقدح شراراََ  مما تفوه به من حماقات هذا الصغير، و اظلمت عيناه و تحولت لظلام دامس فكيف لهذا الصغير ان يحدثه هكذا وكأنه نداََ له، وكيف له أن لا يلقى بالا لكلماته ومع من يتحدث ، ليصرخ به زين بصوت جهوري غاضب وعينيه مشتغله من الغضب.
= سليييييم.
ليهتف سليم باسف ونبرة منخفضة وقد امتلئت عينيه بالدموع.
= أنا آسف بعد أذن حضرتك.
ليغمض سليم عينيه بحزن واسف وقد أمتلئت بالدموع، قبل أن يهم لـكى يغادر المكان بحزن و لكن اوقفه زين بشراسة واستهجان وهو يصك أسنانه بغضب من تصرف ابن أخيه وهو يطالعه باستنكار.
= اقف مكااانك ... أنا مسمحتش ليك عشان تدينى دهرك و تمشى.
تجمد سليم بمكانه من صوت زين جهوري الغاضب، وما لبث ان عاد الي مكانه أمام زين مطأطأ راسه و هو يحاول ان لا يبكى، أو إن يرفع عينيه ويحدق بعينين عمه التي تقدح شراراََ وتقذفهم بجمرات نارية ملتهبة تكاد تحرقهم بأماكنهم جميعاََ ، ليهتف زين بحزم وأمر وهو يؤشر بسبابته بتحذير.
= ارفع وشك من الأرض و بص لى.
ليطالعه زين بشراسة وهو يرفع حاجبيه ويهتف متسائلاََ بحدة وأستنكار.
= تجطم رجبتها و ابوها عايش اما لما اموت هتعمل فى خيتك ايه ؟
ليخفض سليم بصرة بالأرض في حياء وأدب  من عمه وهو يهتف بأعتراض وغيظ.
= طولت العمر ليك بس انا مرضش ان بت عمى تلبس عريان وسط الرجال.
ليخفض سليم بصره ارضاََ بحياء وأدب مع عمه قبل أن يهتف معترضاََ بشراسة وهو يشدد بنهاية حديثه على كلمه ( أبنة عمي ) وهو ينظر بجانبي عينيه بغضب ونفاذ صبر لابنة عمه التي مازالت تشهق وتبكي بقهر ، ليعكف زين حاجبيه بعدم تصديق وهو يهتف بأستنكار وسخرية.
= ما لبسها حلو اها فين العريان يا سليم بيه اللى مش عجب معاليك.
ليرفع سليم حاجبيه بتحدي وهو يطالعه بثقه ويبتسم بغرور قبل أن يتحدث بصوته الطفولي بثقة وغرور وسعادة حتى ظهرت لألأله البيضاء الي تزيده جمالاََ وهو يهتف بثقه وغرور.
= شوفت عاد ازاى البس اللى انا اختارته عجبك مش لبس الرقصين اللى كانت لبساه.
وقف زين  مبهوتاََ مشدوهاََ، بعد أن فهم واستوعب لما يرمي هذا الصغير بحديثه، ليغضب بشدة ورفع رأسه سريعاََ والتفت بحدة ونظر الى صفاء بأعين تقدح شراراََ بغضب وهو يصك أسنانه غضباََ من أفعالها وعدم طاعته، كور زين قبضه يده بشده منعاً لنوبه غضبه من الظهور والبطش بها امام الجميع ، وهو يغمغم بغضب وحده.
= انا مش جولت جبل اكده جمر متلبس هدوم عريانه.
لتطالع صفاء زين بأعين خائفه مرتعبة وهي تفرك يدها اليمني بيدها اليسرى في توتر وارتباك وهي ترى ملامحه الدخانيه وعينيه المشتعلة، وهي واقفه بمكانها وكأنه شُلت، ووجهها شحب بشدة وهي تحاول تبرير موقفها وتتحدث بتلعثم وارتباك لتقول بتلعثم وأرتباك وهي تفرك يديها الاثنين معاََ.
= دا.... دا بنص كم يا زين يعنى مش عريان.
ليومأ سليم برأسه يميناََ ويساراََ بالنفي وهو يطالع زوجه عمه بنظرات ثاقبة كأعين الصقر ويرفع حاجبيه بأستنكار قبل أن يتحدث معترضاََ بسخرية وشراسة وغضب دون أن يتعدى عليها بالحديث اللفظي فهو تعلم كيف يتحدث وكيف يكون مهذباََ مطيعاََ وتعلم معنى الرجوله من عمه بهذا العمر الصغير ويقول بسخرية واعتراض وهو يرفع حاجبيه بطفولية.
= مش نص كم يا مرات عمى دا مفيهوش كم واصل.
لتتجمد صفاء بمكانها بخوف بعد إن القى سليم الصغير كلماته على مسامع الجميع، ليلتفت زين لصفاء بجمود وملامح لا تبشر بالخير، وهو يذهب بأتجاهها بخطوات بطيئة متمهلة وهو يحدق داخل عينيها، لتتراجع صفاء الي الخلف خطوات بسيطة وهي تبلع ريقها بخوف، وصل زين أمامها ووقف واعطاها قمر الصغيرة وهو لم يزيح بصره من داخل عينيها بقوة ألا عندما قرب فمه من اذنها وانفاسه الغاضبة الحارقة تلفح رقبتها وهو يهمس لها بعدة كلمات بصوت منخفض كفحيح الافعى لم يسمعه ألا هي.
= حسابك معايا فى اوضتنا يا بت عمى.
ابتلعت
التفت زين سريعاََ الى سليم ، وهو يخرج  تنهيده حاره من جوفه قبل أن يوجه له حديثه  بصوت رخيم هادئ وهو يؤشر له بالذهاب لغرفته بالأعلى وهو يعطيه نظرة مطمئنة حنونة مبطنه بالفخر و العزة وهو يهتف بهدوء وحنان.
= خلاص يا سليم يا عمى روح اوضتك انت و اخر مرة جمر هتلبس كده تانى.
ليهز سليم رأسه بأذعان وهو يجيبه بطاعه وادب.
= ماشى يا عمى.
غادر سليم المكان وصعد الدرج ذاهباََ إلى الأعلى حيث تقبع غرفته كما أمره عمه زين  تحت نظرات ماسه الساخطه التي كانت تتابع الحوار بضجر وغضب فـ صغيرها اصبح نسخه مصغرة من طباع عمه زين مخلطه بحنية  وقلب وملامح سليم والده، فهي عندما تراه تشعر ان سليم عاد لها ويجلس معها، فبرغم طباع زين التي زرعها بصغيرها إلا أنه مازال بها بعض الصفات والخصال التي ورثها من ابيه سليم التي تجعلها تشعر بوجوده معهم وحولهم دائماََ.
ليهز احمد راسه يميناََ ويساراََ بقلة حيلة وهو يهتف بمرح قبل أن ينهي حديثه بحنق وضجر من أفعال زين مع هذا الصغير.
= انا لما بشوفكم مع بعض بحس نفسى فى ذئب الجبل ارحم الواد خليه يعيش سنه.
ليبتسم زين باستهزاء وهو يتحدث بسخرية وهو يرفع حاجبيه بأستفزاز.
= سيبت لك ابنك يعيش سنة ل درجه انى مش بعرف افرج بينه و بين جمر.
لتطالعه مريم بأستنكار وهي تهتف متسائله بحنق.
= ماله ابنى ما هو زى العسل ؟
ليرفع احمد حاجبيه بأستنكار وهو يهتف موجهاََ حديثه لزوجته  بقلة حيلة وغيظ الذى نالها بعد طول انتظار.
= بس يا مريم بس دا الواد من كتر ما بيقعد معاكى و مش مخليه حتى يقعد معايا بقى شبه البسكوته و عيل طرى انا مش عارف ايه الغلب ده و احد انشف من الحجر و واحد اطرى من النيتى.
لتنظر له مريم بغضب عارم وهي تردف بشراسة وحدة.
= انا ابنى مفيش احسن منه.
ليشيح احمد بيديه لها فالهواء وهو يهتف بضيق ونزق ومازال مكملاََ طريقه للأعلى ذاهباََ لغرفته.
= انا هغور انام احسن مش هنفضل فخناقة كل يوم.
تركها أحمد واقفه بمكانها ولم يبالي لها ولم يعير حديثها بالاََ، وصعد الدرج ذاهباََ لأعلى باتجاه غرفته ليرتاح قليلاََ ويبتعد عن المشاكل التي تحدث يومياً وتصيبه بالضيق والحزن والغضب وقلبه يشتعل قهراََ، و كذلك ماسه الذى سبقته منذ قليل و لحقت بصغيرها للأعلى لتجلس معه، فهي لا تفضل التواجد بينهم ومعهم وتتحاشي اي مناوشات ومشاكل ، ولا يهمها ولا يشغل بالها في هذا المنزل سوي صغيرها ووحيدها، فهي تعيش من أجله فقط وإلا كانت تخلصت من حياتها من وقت طويل ولن تبالي أبداََ، فهو سبب سعادتها وهو سبب بقائها على قيد الحياة للآن فيكفيها رؤيته أمامها سعيدا معافى فهو الذكرى الوحيدة المتبقية  لها من حبيبها وزوجها الراحل والتي تشتم عبقه به.
هم زين بمغادرة المكان هو أيضا بعد أن استمع  لحديث شقيقته وطريقه حديثها مع زوجها ولم تنال أعجابه اطلاقا، ولم يعجبه طريقة تربيتها وتدليلها الزائد لابنها الذى أفسدت عقله، و لكنه توقف قليلاََ امام مريم قبل أن يترك المكان ويذهب لغرفته وتنهد بعمق وهو يرفع سبابته بوجهها وهو يشير بوجهه ويتحدث بتحذير لشقيقته البلهاء التى تجهل تماماََ ما الذى تقترفه بيدها و الحماقة التى تفعلها مع زوجها وطريقة تربيتها وتنشأتها الخاطئة لأبنها والتي لن يتحمل نتائجها سوي ابنها التى أصبحت تفسده بتدليلها له، وجعلته نسخه مصغرة من الفتيات في طباعهم وأسلوب حياته، فهي لم تعلمه كيف يعتمد على نفسه من صغره فماذا سيفعل عندما يكبر، ولم تعلمه أن يكون صلب من الخارج كالرجال ولين من داخل ويحمل صفات وطباع والده و زين كما أنشأ زين سليم،
و بالطبع تربيتها تلك لم تعجب أخيها ولا زوجها الذى يغضب أيضاََ من طريقة حديثها معه
ومعاملتها له التي تحزنه وتشعل قلبه قهراََ.
ليهتف زين بتحذير وضيق من تصرفات اخته الرعناء في حق زوجها وتدليلها الزائد لأبنها الصغير وهو يرفع سبابته بوجهها محذراََ اياها قبل أن يوجهه حديثه لزوجته أمراََ اياها بحزم وجدية.
= تصرفاتك غلط يا مريم و اللى هيضيع بسببها ابنك حتى طريقتك مع جوزك غلط بس انا مليش اتدخل بينكم انا بس بنصحك يا بت ابوى ... نومى جمر يا صفاء و حصلينى على الأوضه عايزك.
ليغادر زين المكان بخطوات بطيئة متمهلة كلها هيبة شموخ، وهو يطبع قدميه على أرضية المنزل الفاخره بخطوات أستقراطيه قويه كقوة شخصيته تاركاََ لهم المكان بأكمله بعد أن وصل لحده من الضيق والغضب؛ من الاثنين زوجته وشقيقته الذين تركهم على وقفتهم واحدة مصدومة خائفة مرتبكة وتكاد تبكي من التوتر والخوف، والأخرى متصنمه بمكانها تعيد حديث الاخير لها بعقلها وهي تشعر بالضيق و الاختناق ومصدومة من حديثه،  فقد ترك لهم المكان بالأسفل وصعد يتجه الى غرفته بالأعلى  لينتظر زوجته صفاء بها حتى يتحدث معها، دلف زين الي الطرقة المأدية الى غرفته وهو يخرج  تنهيده حاره من جوفه ويتوعد لزوجته على عصيانها وعدم طاعتها له، فهو حذرها اكثر من مره ان تعود صغيرته علي مثل هذه الملابس من صغرها، فهو لا يريدها أن تشب وتتعود على شئ هو لا يريده وخاطئ ايضاََ وتفسدها بتدليلها كما تفعل شقيقته مريم، زفر بقوه لعل وعسى يستطيع كبح أنفعالات جسده وغضبه حتى لا يصب جام غضبه عليها ويتسبب بأذيتها فهي حبيبته ولا يريد رؤيتها تتأذي أو تبكي بسبب غضبه الذى يجعله كالثور الهائج، نعم سيلقنها درساََ حتى لا تعيد فعلتها؛ لكنه سيراضيها وينعم  بقربها ايضاََ اليوم فهو يحبها و يفتقدها دائماََ حتى و هي معه و بجواره.
ايه رأيكم فى الفصل ؟؟🤔
انتظروا الفصل القادم.
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن