الفصل السادس و العشرون

2.3K 33 4
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل السادس و العشرون

بقلمى / هدير خليل

أمام المصنع الخاص بأدهم.
فى لحظه كانت اصوات الرصاص تملئ المكان و فجأه كان جسد أدهم و زين ملقون على الأرض و الدماء تملئ المكان و خرج كل من فى المصنع ليروا من الذى أصيب و ما هذه الاصوات ، عندما خرج آدم و حازم فوجدوا أصوات صراخ و الرجال يحيطهم ليصرخ آدم بصوت عالي و فزع و عيونه تتجول على جسد أدهم بخوف .
= أدددهم أدهم مين اللى عمل كده ؟ أدهم رد عليه ؟
طلب حازم الاسعاف و يقوم آدم بأبعاد زين من على أدهم فوجد الاثنين ينزفون ليهتف آدم  بقلق سريعا و قد تجمعت الدموع بعينيه و يرجف من خوف على صديق عمره .
= تعال شيلهم معايه يا حازم على العربيه الاسعاف هتتاخر على ما تاجى و تنقذهم .
حملوهم الرجال و وضعوهم فى السيارة و انطلق بهم آدم اما حازم أخذ ماسه و فيروز و الصغير فى سيارة آخرى و تبعوا آدم الى المستشفى .
عندما وصلوا المستشفى اقترب حازم سريعا من آدم و هو يلهث من ركض و يهتف بتساؤل .
= فين أدهم و الواد اللى كان معاه ؟
آدم و هو يستند على الحائط الذى خلفه بضعف و يهتف بقلق و حزن ظهر و يشعر انه هو من يفقد الحياة بدل صديقه و هو ينطق بحرف ميته .
= خدوهم و لسه مطلعوش لغايه دلوقتى من اوضة العمليات .
ليربت حازم على كتفي آدم و هو يهتف باطمئنان كأنه يطمئن نفسه قبل آدم و يدعى التماسك .
= ان شاء الله هيطلع بخير ادعى له .
ليهتف  آدم بتضرع و قلق .
= يارب يا حازم يارب يطلع بخير .
قطعهم اتصال أوس الذى اخبره آدم سريعا بإصابة أدهم و هو يغلق معه عندما رأه احد الممرضات تخرج من غرفة العملية و فى أقل من نصف ساعه كان الجميع فى المستشفى ينتظروا أى أحد يطمئنهم على أدهم و من معه ليخرج الطبيب و ينظر لهم الدكتور و هو يهتف بتساؤل .
= مين يقرب للمريض .
ليجيبها آدم بتوتر و رعب .
= احم.. كلنا اهله هو بخير .
ليهتف الدكتور بعمليه و اطمئنان .
= طيب اهدوا يا جماعه هو واحد فيهم خد طلقه قريبه من قلبه بس قدرنا نطلعها له و التانى خد طلقه فى كتفه بسيطه الحمد الله .
لتهتف سارة بنرة منخفضه مبحوحه من أثر البكاء و هى تبكى .
= مين فيهم اللى قريبه من قلبه ؟
ليجيبها الدكتور بهدوء .
= الصغير فى السن .
ليردف حازم بتساؤل .
= طيب هما ممكن نشوفهم امتى ؟
ليهتف الدكتور بعملية .
= لما يفوقوا تقدروا تشفوهم .
تركهم الطبيب و غادر و بعد مرور بعض الساعات فاق أدهم فدخلوا له لتكوناول الركضين له جورى الباكية بحرقه لتهتف جودى بنبرة ببكاء و قلق .
= أدهم انت كويس طمنى عليك .
ليردف أدهم بتساؤل و هو يتطلع لهم .
= الحمد الله .. ايه اخبار الواد اللى انقذنى هو فين ؟
لتردف ماسه بحنق و غضب و هي تطالع زين بغل .
= ملقح اهو جنبك .. انت ايه اخبارك يا حبيبى حساس بحاجه بتوجعك .
ليردف زين بآلم و استفزاز و هو يتاوه من جرحه و هو يفيق على رد ماسه على سأل والدها .
= لجحوكى فى زريبه يا بقرة .
لتغصب ماسه و تهتف بعصبيه وجهها احمر بشدة من عصبيتها .
= بقرة لما ترفسك يا حتت بغل .
ليردف زين بذهول و حنق و هو ينظر لها بحدة و هو يحاول الاعتدال .
= انا بغل يا جاموسه حلوب انتى .
لتأتي ماسه أن ترد له الصاع لكن يقاطعها أدهم
= انا.....
ليوزع أدهم نظراته بينهم باستغراب و هو يردف بذهول و تساؤل من ردودهم لبعض .
= بسسسسس انت و هى فى ايه ؟ فى ايه يا ماسه ؟ ايه الاسلوب ده اللى بتتكلمى به ؟
لتردف ماسه باسف و تبرير قبل أن يقطع حديثها زين .
= انا آسفه يا بابا بس هو اللى ابتدى و....
ليهتف زين بحنق و غضب من جراتها و هو ينظر لها بشراسه .
= بطلى كدب يا حرمه انا مغلطش فيكى انتى اللى لسانك عايز جطعه من لغلوغه .
لتأتي ماسه أن ترد عليه بنفس و قاحته الا ان يقاطعها أدهم للمره الثانيه .
= دا انت يا ح......
ليهتف أدهم بعصبية و هو يسعل بتعب و الم و هو يقاطعهم .
= بسسسس كح كح ايه ؟
نظر أدهم الى زين ليلتفت أدهم الى زين و هو يهتف بتساؤل و استغراب .
= أنت مين ؟ أنا اول مرة اشوفك هنا ؟
ليردف زين  بتعب و تساؤل .
= هو احنا فين اصلا ، اصل انا تهت و مخبرش انا فين ؟
لتجيبه ماسه بوقاحه قبل أن تقطع حديثها بسبب عصبيه والدها .
= ما انا قولت انك عيل غ....
أدهم تضيق من أسلوب ماسه و طريقة حديثها الوقحه التى لم يتعود عليها منها ليصرخ أدهم بعصبيه و هو يطالع ماسه بغضب و يؤشر عليها .
= ساررررة خدى بنتك و طلعوا بره .
لتهتف ماسه بزعل .
= بابا انا....
ليهتف أدهم بضيق و جدية .
= انتى خليتى فيها بابا اطلعوا كلكم بره مش عايز ولا واحدة فيكم هنا .
جورى تمسك يد أدهم و هى تردف برجاء و اصرار و هى تبكى .
= لا يا بابا انا مش هسيبك .
ليهتف أدهم بحنان و هو يربت على يدها فهى لا تناديه بكلمة بابا الإ عند خوفها .
= معلش يا جورى اطلعى بعدين يبقى ادخلى تانى .. محمد خد جورى اشتري لها شكولاته على ما اخلص كلام يلا يا حبيبتى روحى معه و انا هستنكى .
محمد هز راسه بالموافقه و امسك بيد جورى و خرجوا ثم تبعهم باقى النساء و كانت اخر الخارجين سارة الذى هتفت بصوت مبحوح و نبرة منخفضة و هي تهم بالذهاب للخارج و اثر البكاء ظهر فى عينها .
= حمد الله على سلامتك يا ابن عمى .
أدهم رفع أحد حاجبيه باستغراب فهو لم يعتاد على هذه القسوة من سارة ليجيبها أدهم بحب و نظرات مذهوله من لقبه الجديد عليه منها .
= الله يسلمك لى من كل شر .
كان زين يتابع حديثهم باستغراب يشوبه الضيق فهو يكره التسيب ولا يعلم كيف له ان يحدثها هكذا حتى لو كانت ابنة عمه ليهتف أدهم بمكر و هو يرمي الكلام لأنه ذئب فطن و علم ما يفكر به زين من نظراته لهم و لياكد لسارة انها ملكه و زوجته .
= و مراتى .
زين يفيق على صوت أدهم الذى يحدثه ليطالعه زين باستغراب فهو قد تعجب من آخر كلمه نطقها أدهم ليردف بدهشه .
= بتقول حاجه ؟
ليهتف أدهم بتساؤل و هو يركز انتباهه مع زين .
= مش مهم ، قولى انت من فين ؟ و ليه رميت نفسك قدامى و انت متعرفنيش .
ليجيبه زين بجدية و نبرته تتحول من الهدوء إلى غضب ثم التساؤل و الاستغرب في أن واحد مما مر به من أحداث اليوم .
= انا من*** جبلى قنا و كنت بلف بعربيتى و مخدتش بالى انا فين لغايه ما وصلت المكان اللى كان فيه ضرب النار و نزلت علشان اسال انا فين ؟ و شوفت البومه اللى كانت هنا من شويه و سألتها انا فين ؟ بس جبل ما تجولى شوفت واحد بيرفع بندقيته عليك فجريت علشان ابعدك جبل ما تتصاب .. بس هما كانوا عايزين يجتلوك ليه ؟
ليجيبه أدهم بهدوء .
= تار .
استمر حديثهم مع زين و التعرف عليه حتى جاء الطبيب و اطمئن على استقرار حالتهم و سمح ل أدهم بالخروج و اصر زين ان يغادر هو أيضا فهو لا يرغب فى البقاء فى المستشفى و كان يرغب فى العودة الى بيته و لكن أصر عليه الجميع ان يمكث عندهم حتى يشفى فهو لا يعرفون كيف يردون له عرفانه لانقاذه حياة أدهم .
فى بيت العائله كانت ماسه تهتف بعصبيه و غضب و هي تدب بقدميها عالارض كالأطفال و هى تصر على ان تعود الى منزل زوجها رحمة الله عليه سليم و هى تردف باعتراض واضح على المكوث .
= طول ما الحيوان ده قعد فى البيت انا مش هقعد ، انا قولتلكم من الاول وصلونى بيتى بس انتوا اللى مرضوتوش و اوس قال هيوصلى بعد ما يطمن على بابا .
ليهتف يوسف بحدة و شراسه و هو يطالعها بنظرات غاضبه .
= ما تبطلى تنطيط و دوشه و تعملى نمره على الفاضى زى العيال صغيرة انتى اللى غلطانه و لسانك عايز قطعه علشان مش بتحترمى حد و هنتى الرجل قدامنا و معملتيش قيمه لاى حد فينا .
لتصيح به ماسه بحده .
= انا محترمه غصبا عنك و انا موجهتش كلام ليك علشان تكلمنى .
يوسف بيقف قصادها بعصبيه و هو يطالعها بسخرية و هو يهتف باستهزاء و تهكم و عصبيه واضحه فى حديثه .
= طلما انتى محترمه ايه اللى ملقحك فى بيت سليم لغايه دلوقتى ليه مرجعتيش بيت أهلك ولا وخدها حجه علشان تتصرمحى براحتك من غير ما حد يسالك رايحه فين ولا جايه منين ؟
ماسه كانت سوف تقوم بصفع يوسف و لكنه امسك يدها بقوة لدرجه انها شعرت انه سوف يكسرها بين يديه ليدخل حازم الصاله فيجدهم بهذا الشكل فهو كان مع أدهم و آدم و أوس و محمد مع زين يحاولوا اقناعه بالبقاء ليندهش حازم من هذا المشهد ليهتف بزعيق و عصبية .
= يوووووسف سيب ايد بت عمتك انت اتجننت ولا ايه ؟ ايه اللى بتهببه ده .
ليهتف يوسف بغضب عارم و وحشية .
= عايزنى اسكت ليها و هى مش عامله اعتبار لحد وصوتها واصل للرجل اللى فى المندرة يقول علينا ايه مش رجاله مش عارفين نلم لسان حريمنا و بيبجحوا فينا لا و كمان الهانم مش عجبها و عايزه تمد يدها عليا .
أدهم بيدخل و يشوف منظر يوسف و ماسه و هو قد سمع حديث يوسف عن ابنته لينظر له أدهم من أعلى لاسفل و هو يردف بتساؤل و ثقه .
= و يا ترى البيه ايه قالها علشان تمد يدها عليك.
يوسف بيزيح ماسه بعيدا عنه ليطالعه بتهكم و هو يهتف بحنق و غضب و هو يقول باستهزاء و برود .
= قولت اللى كل الناس بتقوله يا خالى بتك مش عايزه ترجع البيت هنا بعد ما جوزها مات علشان تطلع بمزاجها من غير ما حد يحسبها طيب حد فيك يعرف ان الهانم رجعت تشتغل فى المصنع لا اتفجأتوا بيها ولا تعرف انها بتسافر لواحدها هى و اخت جوزها علشان تشتغل فى شركه جوزها ولا مقرطسه الكل و مش عامله لينا اعتبار طيب هنقول احنا عيال عمها ملهاش تقولنا حاجه بس ما شاء الله معاها ٣ اخوات رجاله يسدوا عين الشمس عبرت حد فيهم و قالت له تعال معايه طيب عبرت حد من خوالها لا و ان كنتوا زعلانين علشان بقول الحقيقه ف انا آسف انا مش هتدخل فى اى حاجه تخصها تانى و لو شوفتها بتولع قدامى مش هطفيها .
تركهم و غادر يوسف بغضب و صعد الى غرفته و الجميع وجه انظاره الى ماسه ليردف أدهم بهدوء الى ابنه الذى دخل خلفه .
= أوس .
ليجيبه اوس و هو ينظر له منتظر ما سيمليه عليه .
= ايوه يا بابا .
ليهتف أدهم الى اوس بصرامه و هو ينظر الى ماسه .
= تروح بيت سليم تجيب ابن اختك و كل حاجته و تقولهم انها مش هترجع هناك تانى و ولدهم فى اى وقت عايزين يشوفوه يشرفوا و ورثها فى المرحوم سليم هى متنزله عنه لابنها اللى لما يكبر يبقى يعدلها ربنا و هو يدور على ورثه .
لتطالعه ماسه بغضب و هي تهتف بعصبيه .
= بس انا مش هسيب بيتى و انفذ الهبل الل..... آآآآه .
قام أدهم بصفع ماسه و هو يهتف بغضب و حده .
= مسمعش صوتك لما كان فيك عقل تفكرى سيبتك فى بيت جوزك بس لما تقلى بخواتك و تخلى سيرتك على كل لسان و تخلى اللى يسوى و اللى ميسواش يعدل عليكى يبقت ساعتها تسمع اللى يتقالك من غير ما تنطقى غووورى من قدامى .
ماسه رفضت التحرك من امام و الدها و هى تردف باعتراض و تمرد .
= انا مش عيلة صغيرة علشان تقراروا مكانى انا من....
ليصرخ أوس على أخته بعصبية .
= ماااااسه لمى الدور .
لتردف ماسه بعند و لكن قاطعها ساره سريعا .
= مش هل.....
شدتها سارة و صعدت بها غصب عنها تحت نظرات أدهم الذى ينظر لها بتفحص و هو يتابع مقاومتها لوالدتها لينظر أدهم في أثرها بذهول و هو عاقد حاجبيه ليردف باستغراب .
= مين دى ؟ ايه اللى حصل ل ماسه ؟
ليهتف أوس بحزن و الم و نبره منخفضه و قد احمرت عينيه من أغضب عندما تذكر ما حدث لها .
= بعد اللى حصل لها خدت وضع الهجوم مع اى رجل مهما كان مين هو و بتكره قرب اى حد فينا بقت تاخد قراراتها من دماغها فكره كده انها هتحس انها قويه و مش محتاجه لحد حاولنا انا و ليث نطلعها من الوضع ده بس كانت بتبعد عنا و زاد الموضوع بعد ما حضرتك اختفيت بقت مش بترضه تقبل اى لمسه منا حتى لو سلام باليد .
ليهتف أدهم بتساؤل .
= و ليه مودتهش لدكتور و سيبتهولها لغاية ما وصلت للوضع ده .
ليجيبه آدم بقله حيلة هذه المرة بدل من اوس الذى يتحسر على شباب اخته الذى يضيع من بين يديها .
= رافضه و لما اتكلمنا معاها خدت شهر متكلمنش ولا بتاجى البيت هنا و حتى لما كنا نروح لها بيت جوزها كنت بتتهرب من مقابلتنا فسكتنا .
شعر أدهم بصدمه تفتت قلبه على ابناءه ليهتف بصرامه و هو ينظر الى أوس .
= روح جيب سليم الصغير و تعال .
ليومأ أوس برأسه و هو يهتف دالفا للخارج .
= حاضر .
ماسه لم تعد تثق بأحد و لم تعد كالسابق أصبحت بارده حزينه و قاسيه و تهاب الرجال و تعاملهم كأنهم فيروس يجب الابتعاد عنه فما تعرضت له ليس بهين ، و لم تعد تهتم سوى بأبنها و عملها الذى عادت له و هى تراعى مراث ابنها ، أصبحت امرأه قاسيه متبلدة المشاعر و عنيفه فالتعامل حتى مع عائلتها و لم تعد تبالي فهي تحدث نفسها انها اصبحث حزينه و وحيده لا تجد مأوى ولا حضن أمن ملتزمه لدموعها ليلا ليجلس أدهم بتعب و هو يخاطب نفسه بهمس بحزن و غضب على ما وصل إليه أبنائه ، و ينهد بحسرة و قهر فقد تشتت عائلته و لم تعد كما السابق ، فقد عشش عليهم الحزن و الألم و القهر من كل جانب و لم يعد الدفء و الأمان و السعاده وجود بحياتهم ، لكن سوف يفعل ما بوسعه لإعادة لم شمل عائلته و اجاع السعاده و الدفء لهم فهذه هي مهمته الان ، ليهمس بحزن و عيني تنتضح بالألم و الحسرة على زوجته و أبنائه .
= واحد مرمى فى السجن و التانى ساب البيت هو و مراته و التالت مش بينطق و الرابعه عندها صدمه يا فرحتى بعيالى لله الأمر من قبل و من بعد .
ليهتف حازم مهدئا اياه .
= استهدى بالله يا أدهم و ربك هيعدلها و يصلح حالهم .
ليردف أدهم بتساؤل .
= يارب ، محمد فين جورى .
محمد كان سوف يخرج هاتفه ليكتب له و لكن أدهم صرخ فيه فسقط التلفون من بين يديه بفزع و خوف ، ليتجمد محمد في مكانه و هو يتبلع ريقه بصعوبه ، و عينيه فقط من تتحرك بخوف و لم يستطع النطق أو التحرك ، ولا يعلم ماذا يفعل أو كيف يجيبه و لم يصرخ عليه هو ليس ذنبه انه فقد النطق ، ليهتف في نفسه حتى ابيه ينفر منه و يمتعض من وجوده لأنه لم يعد قادر على النطق ليصرخ أدهم بعصبية و غضب عليه و هو ينظر له بحدة .
= سيب الزفت ده و حاول ترد عليا ولا عجبك وضع الاخرس ده إياك تانى مرة اشوف بتكتب لحد اللى عايز تقوله فيك لسان لسه متقطعش اتزفت اتكلم به مش هتفضل طول عمرك بالوضع ده .
محمد هز راسه بخوف و توجس لكنه لم يستطع النطق ، حاول مره و ثانيها و ثالثها لكنه لم يستطع ، ليخيب أمله و هو ينظر له ابيه بقلق من تحوله المفاجئ ولا يعلم ماذا يفعل ليهتف أدهم بنفاذ صبر و قلة حيلة و هو ينظر لمحمد بحنق و يتنهد بتعب .
= مفيش فايده انا هروح اتخمد احسن .
لينهض من مكانه و يصعد للأعلى توجه أدهم إلى غرفته و جلس على السرير و هو يحاول ان يفك الحامل الذى يضع به ذراعه اليسار المصاب و هو كذلك دخلت سارة الغرفة فوجدته و لكن لم تعيره اى أهتمام و تجاهلته  مما اغظ أدهم و ذهله من هذا المشهد ، فهى لم تهتم لامره منذ ان كان فى المستشفى كيف تجرؤ ، و كيف لها بكل هذه القسوة ، ليطالعه بصدمه فمثل انه يتألم ليجذب انتباهها و يجعلها تأتي إليه و قد نجحت خطته فتقدمة منه سارة سريعا بخطوات متعثرة خائفه  و قامت بنزع الحامل بقوة ف صرخ أدهم بآلم حقيقى ليتاوه بشده و هو ينظر لها بصدمه و الم و يهتف بذهول و اسف .
= آآآه فى ايه يا بت المجنونه براحه .. احم اسف مش قصدى بس انتى طلعتيه بغباء .
لم ترد عليه سارة أو تعير لحديثه اي اهتمام كأنه لم بتفوه بكلمه فهي قد اكتفت منه و اكتفت من قسوته عليها و من تعامله و من مزاجيه و اكتفى أيضا من ألم قلبها ، لم تعد لديها طاقه فهي ليست انسان ألي يحركه كما يحب و كانت سوف تغادر و لكن أدهم جذبها بذراعه السليم بقوه لتصدم بصدره و هو يطالعها بحب و لهفه و هو يهمس لها فى اذنها  بحب و حنان .
= انتى مخصمانى ولا ايه ؟
لتردف سارة بحنق و هي تحاول إبعاده عنها و الابتعاد من بين احضانه .
= سيب ايدى .
ليردف أدهم بجديه و هو يطالعها باستنكار .
= فى ايه يا سارة دا انتى لو كنتى بتتمنى موتى مش هتزعلى كده علشان ربنا نجانى ما تررررردى عليا .
لتهتف سارة ببرود .
= عايز ايه ؟
ليغصب أدهم من نبرتها و ردها البارد عليه ليهتف بعصبيه و حنق .
= و حياة أمك ماشى يا سارة براحتك .
تضيق أدهم من اهمالها له فنهض بعصبيه و هو يبعدها عنه و خرج من الغرفه بغضب ، يقفل الباب بعصبيه فهو لا يتحمل تجاهلها له و يؤلمه كثيرا اهمالها ، فهي محبوبته التي يعشقها بتملك و يريد احتضنها بشده حتى تتكسر اضلاعها فهو يشتاق لها بجنون ، لكنها نبذته كما فعل هو قبلا ، و تجاهلته و استفزته ببرودها و عدام اهتمامها به كإنها كانت تتمنى ان يموت و يختفى من حياتها حقا ، فهو يعشق قربها و اهتمامها به كطفل يحتاج لوالدته و عاشق يحتاج لعشيقته بين اضلاعه ، لكنه لن يستسلم و يحاول مرارا و تكرارا فسيهدم هذه الحواجز الذي كان هو سببها و لم يحسب حساب أن تتمرد عليه و تعانده فأصبحت عنيده و متمردة و شرسه معه ، ليبتسم بخبث و هو يهتف لنفسه انه لن يسمح لها بالابتعاد و عاجلا ام آجلا سيجعلها بين أحضانه ثانيتا فهو لا يقدر بدونها فهي توأم روحه ، لتهتف هى الاخرى لنفسها بتوعد و مكر و هي تبتسم بجانبيه و هى تطالع باب الغرفة الذى اغلقه بقوة و حده .
= انت لسه شوف حاجه و الله لاربيك يا أدهم علشان تفكر تانى تخبى عليه حاجه ولا تفكر تطلقنى يارب احميه و احرسه من كل شر .
أما أدهم فقد هبط الى الاسفل و لم يجد أحد فالجميع ذهب ليستريح فتمدد على الكنبه الموجوده فى الصاله و هو يزفر بحنق فهو لا يريد ان يضغط عليها فهو قسى عليها كثيرا بالفترة الأخيرة لكنه لا يتحمل ابتعادها عنه  و تجاهلها له بتلك الطريقة التى تثير استفزازه ، لكن صبرا صبرا حتى تطيب نفسها و تشعر انها قد نالت بحقها و ثأرها منه حتى تعود له محبوبته الذى سوف يعلمها اصول العشق من جديد لكنه لا يعلم انها تعشقه و مهووسه به و تريده بشده و كادت أن تفارق روحها جسدها عندما أصيب و هي قلقه عليه الآن حد اللعنه و أنها كانت تناديه ليلا و نهارا عندما هجرها أملا ان يجيبها و دموعها رفيقها وحيد من لوعه اشتياقها له و لهفتها لرؤيته و حبها و الالامها الذي هو سببها ، لكنها قد خططت لتعليمه درسا لن ينساه اولا حتى لا يعيد الكره مرة اخرى ، قبل أن ترتمي باحضانه و تبوح بمكنوناتها ، اااااه من كيد حواء فهو من جلبه لنفسه ، سوف تجعله يجن و هو يفكر كيف تعلمت التمرد عليها و متى فكانت قطة مغمضه طوع يديه ، ليتنهد و هو يفكر ماذا يفعل لارجاعها له ، ليهتف أدهم لنفسه بحنق و صوت منخفض .
= هو انا هلقيها منها ولا من عيالها هو انا مش مكتب لى يوم راحه ابدا .
أخذ أدهم يبرطم فى الحديث مما تفعله به زوجته العزيزه لا يعلم كيف يرضيها حتى يأخد هدنه قليلا يشعر بالراحه و لكن يبدو انها لها راي اخر فى ذلك الامر ليزفر بتعب و هو مازال يبرطم بضيق .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant