الفصل السادس عشر

2.5K 38 1
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل السادس عشر

بقلمى / هدير خليل

لم تستطيع سارة ان تتحمل خبر حبس ليث و فقدت الوعي و قام أوس بحملها و وضعها على الأريكة الموجوده فى الصاله ، و اسرعت ماسه بجلب زجاجه العطر و أعطته ماسه الى اوس و كوباً من الماء حتى يجعلها تستفيق و بعد محاولات عدة فاقت سارة و هى تبكى ، و تحدث سارة بدموع .
=انا عايزه اشوف ابنى دلوقتى هتولى ابنى .
استمرت سارة فى النواح حتى فقد أدهم صوابه فهو يحاول ان يجد مخرج لهذه المصيبه و لكنه لا يستطيع التفكير بسبب بكائها الذى يفقد السيطرة على اعصابة ، فتحدث أدهم ببعض الغضب و هو يصرخ بها .
= ما بسسسس بقى مش عارف افكر منك عايزه تندبى روحى اوضتك ابكى فيها براحتك و اندبى زى ما انتى عايزه و سبينى افكر فى النصيبه دى .
نظرت له سارة بحنق و هي تشعر بالضيق منه و هى تقول له و مازالت دموعها تنهمر من عينها و تتحدث بصوت متحشرج من البكاء و تتفوه بما لا تفكر به .
= انت شخص انانى عمرك ما هتحس بي ولا انا حاسه بأيه دلوقتى .
نظر لها أدهم بإنفعال شديد و هو يجيبها و هو ينهض امامها بانفعال .
= أنا ابن*** تعرفى تبعدى عنى خلينى اعرف افكر بدل شد الاعصاب اللى عمله لينا ده .
قام آدم بجذب ذراع أدهم حتى يجعله يجلس و يتحدث و قال له و هو يحاول تهدأة الموقف .
= خلاص يا أدهم مش وقته العصبيه دى اقعد خلينا نعرف نفكر ، و انتى يا سارة اقعدى و بلاش بكى فكرى ازاى نطلع ابنك من النصيبه دى بدل المناحه دى اللى عملها .
صاحت به سارة بإنفعال و هى تقول .
= افكر فى ايه ؟ هو حد قايل لى حاجه كل اللى تكرم عليه وقاله انه محبوس ، محبوس ليه ؟؟ و لا قتل مين ؟ مش قايل اى حاجه بيعملنى كإنه مش ابنى .
تنهد آدم و هو يشير لها ان تجلس حتى يتحدثا و هو يقول بهدوء و رزانه .
= طيب اهدى عشان نعرف نفهم منه ايه حصل ممكن .
هزت سارة رأسها بالإيجاب و جلست بغضب فتحدث آدم بهدوء موجهاً حديثه إلى أدهم .
= ممكن بقى يا أدهم تفهمنا اللى بيحصل حتى عشان نعرف نفكر معاك بدل ما انت بتفكر لواحدك اهو يمكن نلقى حل مع بعضنا للمصيبه دى .
صمت ادهم لدقيقه و هو يطالعهم و هو يشعر بالضغط النفسى و الجسدى الذى وصل له ؛ تنهد أدهم بضيق و هو يقول لهم .
= انا كل اللى اعرفه ان ليث كان بيراقب مراته و عرف انها دخلت بيت و لما اللى بيرقبها قال له كده و انه ميعرفش البيت ده لمن ليث لما سمع كده اتجنن و خلى المخبر يوصف له مكان البيت و راح البيت ده و هو متعصب و بعد ما دخل ليث مكملش ١٠ دقايق و كان البوليس بيقتحم البيت و قبضوا على ليث بتهمة قتل صاحب البيت .
نظر له حازم باستفهام و هو يهتف باستفسار .
= و مين صاحب البيت ده ؟
أجاب أدهم ببعض الانفعال و هو يقول بعصبيه و حده و هو يغلى من المكيدة التى انتصبت الى ابنه و تم الغدر به فهتف ادهم بغضب . 
= اخو الزفت محمود ابن عم فيروز .
نظرت مهره ببعض الشك و هتفت و هى تطالع ادهم و تجيبه بتفكير .
= الموضوع باين انه مكيده ل ليث عشان يوقعوه .. و بعدين هى فين فيروز اصلا من الموضوع ده كله ؟ انت مجيبتش سيرتها انها اتقبض عليها مع ليث او حتى حققوا معها ولا حتى موجوده فى البيت هنا ؟ يبقى هى راحت فين ؟
أدهم و هو يجيبها بشرود و يفكر فى امر فيروز و هو يقول .
= اختفت .
نظرت له مهره ببعض التفكير و هتفت ببعض الضيق من اقتضاب ادهم معها فى الاجابات و لكنها عذراته فالوضع الذى هو فيه لا يسمح له ان يتحدث كثير و يضغط عليه و قالت باستفسار .
= اختفت ازاى ؟ طيب نسال اللى كان ليث مخليه يراقب فيروز او حتى نسال ليث نفسه .
اردف أدهم بسخريه و هو يقول بسخط من تصرفات ابنه التى لا يفاهمها و هو يهتف بغيط و سخط .
= انتى تتوقعى ان ليث فى الوضع ده هتعرفى تتكلمى معاه ولا حتى هيسمح للى كان بيرقب فيروز انه يقول حاجه لينا هو اصلا مقالش لحد انه كان بيراقب مراته انا اللى عرفت ده لواحدى .
شعرت سارة ان الوضع أصبح أصعب و هي لا تتحمل فكرة سجن ابنها زور فسألته بحنق و هى تشعر بالعجز .
= ايوه يعنى والحل ؟ معنى كلامك ده ايه ؟ هتسيب ابنى مرمى كده فى السجن من غير ما تعمل حاجه .
نهض أدهم و جذب جورى لكي تنهض هى الأخرى معه ثم اردف بضجر و هو ينظر لهم و هو يهتف بتعب و ارهاق . 
= انا تعبان هروح انام و يبقى انتى فكرى مش عرفتى كل حاجه اهو .. قوليلى بقا هتطليعه منها ازاى ؟
هتفت سارة بغضب و هى تقف امامه بعصبيه و هى تقول بغيظ من تطريقة حديثه معها منذ ان عاد .
= ايه البرود اللى انت فيه ده ؟ هو ده مش ابنك زى ما هو ابنى ؟
هتف ادهم ببرود و هو يقول .
= ابنى ؛ بس انتى مش عجبك اى حاجه بعملها فورينى انتى هتعملى ايه ؟ و هتطلعيه منها ازاى ؟ وسعى بقا من طريقى عشان انا تعبان و عايز ارتاح شوية ممكن ؟
صعد أدهم ببرود الى الاعلى و معه جورى و ترك سارة تشعر بثورة غضب داخلها من تصرفاته ، و حولت نظرتها إلى محمد تسأله و هي تشير براسها إلى الأعلى حيث صعد أدهم .
= مين البت اللى معه ابوك دى ؟
رفع محمد كتفيه و اهبطه دلالة على عدم معرفته بها ف والده لم يخبره من تكون و كل الذى حدث عندما علم ما يفعله ليث و مراقبته لزوجته اسرع أدهم بجلب جورى و محمد و اسرع الى مطار القاهرة ليأخذ اول طياره موجهه الى مطار الاقصر و لكنه وصل بعد فوات الآن و كان قد وقع ليث فتلك المكيده التى نصبت له ، تطلعت سارة الى اعلى و هى تشعر بالغضب و الغيرة تشتعل فى قلبها الا يكفئ حرقة قلبها على ابنها ليزاد ادهم عليها الامر بجلبها لفتاة تتعلق فى ذراعه امامها بدون ان يهتم لها ؛ لم تنتظر سارة اكثر و صعدت هى الاخرى الى الاعلى ، فحين اردفت مهره و هى تنظر إلى اوس و قالت ببرود .
= شكل امك مش هتجيبها البر و ناويه تولعها .
نظر لها أوس بضيق و هو يقول بضيق و عدم فهم .
= انا عايز افهم انتى بتكرهى امى عشان اللى حصل زمان تمام فهمنا دى ، طيب ليه مش بتكرهى ابويا زى ما بتكرهى امى ؟ دا انا بحس انك قريبه منه اكتر منى انا بجد مش فاهمك .
نظرت له مهره بتعجب و هى تهتف بدهشه من حديثه .
= انت عايزنى اكره يعنى .
حرك راسه بالنفى و هو يجيبها بضيق .
= لا بس عايز افهم دماغك ايه فيها و ليه بتتصرفى كده مع امى .
قلبت مهره عيناها بملل و هى تجيبه .
= متحاولش عشان مش هتعرف تفهمنى ابدا .
اجابته مهره على الجزء الاول من ساله و تجاهلة الاجابة على الجزء الثانى من السؤال و نجدها من تحقيقه معها الذى لا يتوقف مقاطعة ماسه هذا الحديث حين اردفت و هي تنظر إلى أوس و هى تقول .
= أوس ممكن تيجى توصلنى البيت .
نظر لها أوس بتعجب و هو يقول باستغراب .
= انتى هتروحى ليه ؟ ما تباتى هنا النهارده الوقت اتاخر فخليكى هنا .
حركت ماسه رأسها بالنفي و هي تردف بهدوء .
= لا مش هينفع أم سليم تعبانه و كمان سايبه سليم معاهم و هما مش هيقدروا عليه و هيبهدل الدنيا و يتعبهم و بصراحه انا مقدرش ابعد عنه اكتر من كده .
اومئ لها أوس بتفهم ثم قال بهدوء .
= طيب تمام تعالى اوصلك .
نهض أوس لكي يوصل ماسه ؛ و لكن اوقف صوت مهره و هي تنهض هى الاخرى و تقول .
= ما تخدنى معاكم و بالمره بعد ما توصل ماسه نروح احنا كمان الشقة بدل ما تفضل رايح جاى فى الطريق .
نظر لها حازم و هو يقول بضيق من بعد ابنته عنه .
= تروحى فين ؟ لا خليكم هنا ، انا اصلا مش عارف انتوا ليه سيبتوا البيت ؟ هو فى حد مضيقكم هنا ولا ايه ؟
اجابته مهره بهدوء و هى تقول .
= انا مرتاحه كده يا بابا .
رفع حازم حاجبه باعتراض على ردها و هو يقول بانزعاج .
= بس انا مش مرتاح كده يا مهره مش مرتاح و بنتى بعيده عنى بالطريقة الغريبه دى و عايز اعرف فى ايه ؟ ايه حصل فى البيت عشان تسبيه و تبعدى عنا .
حين شعر أوس أن الوضع أصبح حاد اردف سريعا حتى ينهى هذا الجدال و هو يقول بجدية و صرامه .
= خلاص يا خالى اهدى احنا اصلا مش هنروح الشقة فى الظروف دى ف هنقعد فى البيت و بعدها نشوف ايه هيحصل فى الدنيا .
نظرت له مهره بذهول و هى تسأله باعتراض .
= ليه بقى ان شاء الله ؟ ما احنا هنروح شقتنا و نيجى الصبح نقعد معاهم .. ايه دخل ده فى ده ؟
تنهد حازم و هو يقول بحيره من تصرفات ابنته و اصرارها على ترك البيت .
= و ليه الشندله دى بس يا بنتى عايز افهم ايه فى هنا مش مخليكى عايزه تقعدى هنا ؟
اجابه أوس بهدوء و هو يطالع مهره بحدة و هو يقول لخاله .
= مفيش حاجه يا خالى خلاص احنا هنقعد هنا .
ثم اكمل حديثه و هو ينظر إلى مهره و يقول بصرامه و نبره لا تحتمل النقاش .
= و كلامى مش هعيده تانى .
نظرت له مهره بغضب و هتفت باعتراض و اصرار .
= ايه هو اللى كلامك مش هتعيده تانى .. لا انا مش هقعد هنا و هرجع شقتى .
انفعل أوس و قال بإقتضاب و قد اكتفى مما تفعله و تلك التصرفات التى لا يعلم سببها و اصرارها على ترك البيت برغم من تواجدهم المستمر فى بيت العائلة و تلك الشقة لا يذهبوا اليها الإ فقط لنوم و هذا الذى لا يستوعبه ماذا يضيقها فى نومتها هنا حتى تصرار على الذهاب الى تلك الشقه ؛ فتطلع لها اوس و هو يقول بجدية و اصرار .
= خلاص مش عايزه تقعدى هنا يبقى قولي لينا ليه مش عايزه تقعدى هنا لان انا مش هسيب البيت من غير سبب مقنع و اصرارك الغير طبيعى ان نسيب البيت اللى احنا تقريبا بنقعد فيه اغلب الوقت و مش بنرجع الشقة غير على النوم بس .
شعرت مهره بالإرتباك و حاولت تغيير مجرى الحديث بطريقة أخرى و هى تقول .
= خلاص خليك انت هنا و انا هقعد فى شقتى .
تحدث أوس بطريقة ساخرة و بعض الغضب ماذا تقول تلك الحمقاء فقال بحدة .
= هو انتى فاكره نفسك عايشه فين ان شاء الله بالهبل اللى بتقوليه ده ؟
ليصمت اوس لثوانى قبل ان يكمل حديثه بنره صارمه .
= بصى يا بت الناس الشقه دى مش هنرجعها تانى الإ لو قولتى سبب مقنع يخلينا نسيب البيت و نروح نعيش فى الشقة دى غير كده انسى انك تطلعى بره البيت ده .
انفعلت مهره من طريقته و صاحت تحاول الضغط عليه و تثير استفزازه و هى تهتف بحدة مماثلة و استفزاز .
= اه قول كده انك نغه خايف من ابوك لما يعرف انك سيبت البيت ما انت مش رجل .. آآآآه .
شعر أوس بالإهانة من اهانتها و طعنها لرجولته امام الجميع هكذا فقام بصفع مهره بقوة على وجهها ثم جذبها من حجابها بغضب و تنسى امر الجميع و تواجدهم حوله و هو يقول بغضب اعمى فهى قد اخرجت شياطينه بحديثها الغبى هذا فصرخ بها بصوت جهور غير مبالى لاحد .
= انا هعرفك ان كنت رجل و لا لا اقسم بالله يا مهره ل هربيكى على تصرفاتك دى و ازاى تكلمينى بالطريقة الزباله دى .
تدخل بينهم حازم حتى يبعد أوس عنها و صاح به بحدة و غضب كيف له ان يتجرا على ضرب ابنته امامه هكذا اما ماذا يفعل بها و هى بعيده عنه فصرخ به بغضب و هو يقول بانفعال .
= انت اتجننت بتمد ايدك عليها قدامى .
أجاب أوس بقوة و هو مازال يشعر بالإهانة لرجولته و تجريحها لكبريائه و هو يقول بغضب .
= و أكسر دماغها طول ما هى متربتش و بتطول لسانها عليا بالطريقة دى .
امسكه حازم من قميصه و يقول بانفعال و غضب .
= انا بنتى متربيه غصب عنك نقى الفاظك يا اوس احسن لك بدل ما اعرفك انا ، مين هنا اللى مش متربى .
نهض آدم و أبعدهم عن بعضهم البعض سريعا قبل ان يتأزم الوضع بينهم أكثر و هو يهتف بهم بصوت جهور و هو يقول .
= خلااااص يا حازم و انت يا أوس روح وصل أختك و لما تهدوا يبقى نتكلم بلاش تتكلموا و انتوا متعصبين كده .
أشار لهم أوس و هو يغادر بغضب و هو يقول بعدم تفاهم و حدة و هو يسبق ماسه الى الخارج و هى تتبعه بصمت .
= مفيش كلام تانى يا خالى انا مش هسيب البيت و يبقى شوفوا الهانم ليه مش عايزه تقعد فى البيت و متقوليش عشان خاطر امى عشان هى بتتلحد معاها عادى طول اليوم فيبقى المشكله فين ؟ و لو على امى متتعاملش معاها بس طلوع من البيت ده تانى مش هنطلع فهمها كده كويس يلا يا ماسه .
غادر أوس هو و ماسه و بعد ان غادر ساد التوتر بين الجالسين لهذا الموقف الذي لا يحمد عقباه و شعرت مهره بالغضب كون تم اهانتها و صفعها أمام الجميع حتى حازم كان يشعر هو الاخر بالغضب من تجرا اوس على ابنته امامه هكذا و يفكر ان كان امامه و فعل ذلك اما ماذا يفعل من وراء ظهره ، فتحدث آدم و هو يشير إليه .
= اللى عملته ده غلط يا حازم انت بدل ما بتحل الموضوع بتعقده و انت عارف ان بنتك هى اللى غلطانه دى مش طريقة واحدة تكلم بيها جوزها قدامنا و تطول لسانها عليه بالطريقة دى .
صاحت مهره منفعلة و هى تنظر الى عمها بغضب و هى تقول .
= انا مش غلطانه و بعدين انت كنت يعنى عايزه يشوفه بيضربنى و يقعد ساكت ولا هو عشان هو ابن اختك و انا لا فواقف فى صفه .
نظر لها آدم بضيق و عتاب و لوم و هو يقول ببعض الاقتضاب .
= ان كان هو ابن اختى ف انتى بنت اخويا بس تصرفك غلط مفيش واحدة متربيه تقول على جوزها اللى قولتيه ده .
رفعت مهره حاجبيها بإنفعال كون عمها يقف ضدها و يتخذ صف اوس فقالت بعصبيه و اصرار على تصرفها .
= انا متربيه و أنا مقولتش غير الحقيقه هو اترعب لما ابوه رجع و خايف يقوله انه ساب البيت ف عشان كده رجع فى كلامه و عايزنى نرجع البيت تانى خوفنا من ابوه .
وسط كل هذا التوتر و الغضب السائد بين الجميع شعر محمد بالاختناق و لم يتحمل المزيد من الإهانات على شقيقه فنهض و صعد الى غرفته و هو يبدى انزعاجه على ملامحه و تضيق من نفسه انه عاجز عن الرد عليها و الدفاع عن اخيه امامها و هى تقوم باهانته امام الجميع مرة اخرى فى غيابه .
نفخ آدم بنفاذ صبر و هو يسألها لكي يضع حدا لهذ الخلاف و لكي تنتهي تلك المشكلة و خاصة انها سببت توتر لجميع و اذا استمرت سوف توقع الكبار فى خلاف مع بعضهم لان من الواضح ان كل شخص منهم سوف يقف بجانب ابنه حتى ان كان ابنه مخطأ ؛ فهتف ادم بهدوء نوعا ما و هو ينظر لها و هو يقول .
= تمام خلينا معاكى للاخر انتى عايزه تسيبى البيت ليه ؟
قامت مهره بتربيع يده اسفل صدره و هى تهتف بضيق .
= مزاجى كده مش مستريحة هنا ، قول زهقت السبب اللى يعجبك منهم اختاره .
صاح يوسف بغضب بعد نفاذ صبره هو الاخر برغم من صمته من البداية لعدم رغبته فى التدخل فى الامر فهو امر خاص بها و بزوجها ؛ و لكن ان تتجراء و تخاطب والده بتلك الطريقة فلن يظل على صمته بالتاكيد .
= ما تحترمى نفسك يا بت و اتكلمى عدل بدل ما أعدلك .
نظرت له مهره بسخرية و هى ترمقه بسخريه و سخط .
= مبقيش غيرك انت اللى يتكلم .
كان يوسف سيتهجم عليها و لكن منعه آدم سريعا و هو يقف امامه يمنعه من الاقتراب منها و هو يقول .
= خلاص يا يوسف هى ليها اب هو يربيها روح شوف هتعمل ايه و ملكش دعوة بيها .
ترك يوسف المكان بغضب و كذلك تبعه الباقون و حمزه نظر الى اخته مهره بحزن ثم ترك هو الاخر المكان فهى قد اهانته و لم تقدره او تجعل له قيمة بتصرفاته الحمقاء حتى انها بسبب تصرفاتها و حديثها جعلته عجز عن الدفاع عنها امام زوجها ؛ يدافع ماذا يقول ؟ فهو ان كان فى مكان اوس و فعلت ياسمين معه ما فعلته مهره كان سوف يفعل اكثر مما فعله اوس معها .
زمت ياسمين شفتيها بعد ان غادر زوجها و هتفت بامتعاض . 
= صح العرق دساس نتوقع ايه من واحدة زيك ربنا يعينه أوس على ما بلاه .
القت ياسمين كلماتها و تركتها و لم يبقى الإ مهره و أمها الذى لم تنطق بكلمه و الذى تركها حازم بعد ان همس لزوجته ان تعلم ما بها و لماذا ترغب فى ترك البيت لعلها تخجل منه ولا ترغب فى اخباره ، نظرت مهره إلى لبنى والدتها و هى تتحدث بإستهزاء و سخرية و هى تنتظر توبيخ والدتها له .
= ايه مش عايزه تقولى حاجه انتى كمان .
نظرت لها لبنى هى تنهض و تقول لها بعتاب .
= دلوقتى بس اللى اتاكدت انك عمرك ما هتكونى بت حازم و هتفضلى بت علاء .
قلبت مهره عيناها بملل و هى تقول بضيق .
= ايوووه انا بت علاء مش بت حازم ، علاء اللى كلكم بتكرهوه و بتكرهونى عشان انا بنته .
ألقت عليها لبنى نظرة استحقار و هى تهتف بحزن على حال ابنتها و تصرفاتها الهوجاء الذى لا تعلم بماذا تلقى بنفسها .
= محدش بيكرهك انتى اللى بتكرهى الناس فيكى و اولهم جوزك اللى انتى بتحبيه و مش عارفه تحافظى عليه و هتضيعيه زى ما ضيعتى سنين عمرك على الفاضى و انتى بتتفرجى عليه بروح من واحدة لتانيه و لما بقى ليكى مش عارفه تحافظى عليه و تخليه يحبك .
تركتها والدتها لبنى و غادرت و مهره كانت تتحرك بعصبيه حتى خرجت الى الاسطبل لتستنشق قليلا من الهواء لعله يريحها و لم تكن تعلم ان هناك من يتربص بها منذ ان دخلت البيت اليوم مع اوس ، اتجهت الى احد الخيول الصغيره الذى تخص اوس تداعبها حتى وجدت أحد يلتصق بها من الخلف و يضع يده على فمها و يقيد حركتها و يهمس لها بجوار اذنها بانفاس كريه تحرق وجنتها بانفاسه الساخنه التى تصطدم بها التى اشعرتها بالاشمزاز و هى تتحرك بين يديه بعصبيه .
= منوره يا مهرتى كده تغيبى عنى كل ده .
عندها عرفت صاحب الصوت و اخذت تتحرك مهره بهسترية و تحاول الصراخ لعل احد يسمعها و يقوم بنجدتها من تحت يده و لكنه كان يضع يده على فمها يمنع صراخها ؛ و هو يهتف لها و هو يحرك وجهه بين حجابها عند رقبتها و هو يشتم رائحتها و يجذبها اكثر من خصرها له ليلتصق ظهرها بصدره و هو يقول .
= اهدى محدش هيسمعك فخلينا نتمتع مع بعض و لا ايه ؟ دلوقتى انتى متجوزه يبقى ملكيش حجه و الغبى اللى متجوزاه مش هيعرف حاجه فخلينا مع بعض حلوين ؛ و متخفيش انا همتعك اكتر منه .
أخذ هذا الشخص يفك حجابها تحت رفض مهره و مقاومتها و صراخها المكتوم و لم يتوقف عن لمسها بطريقة مقرفة و شهوانيه و هنا صاحت مهره بصراخ مكتوم لعلها تجد من ينجدها من بين يدى هذا الحقير و هى تصرخ بصوت مكتوم .
= اممممم . . اممممممم .
بعد نزعه عنها حجابها اخذت يده اتجاهها الى بلوزتها ليقوم بفتح اولها ازرار منها و لكنه سمع صوت أوس و هو ينادى من خارج الاسطبل و هو يقول .
= فى حد هنا .
فبعد ان قام باوصل ماسه و عاد مرة اخرى الى البيت و هو يفكر فى تصرفات مهره التى لا يقدر على فهمها ؛ عندما وصل الى البيت و كاد أن يدخل المنزل لاحظ ان باب الاسطبل مفتوح لذلك قرار ان يرى من الذى يوجد به فى هذا الوقت ، اخذت مهره تحاول أن تصرخ و هى تتحرك بقوة بين يد ذلك الحقير ، لكن يداه التي كانت على فمها تمنعها و همس بإستفزاز و هو يقترب بشفتيه الى اذنها و هو يقوم بعضها اسفل اذنها بشهوة و هو يقول .
= الاحسن ليكى انك تسكتى عشان لو دخل و لقاكى فى حضنى بالمنظر ده هيموتك و يموتنى ف زى الشاطرة اخرسى و بلاش فضايح .
لم تنصت له مهره و أخذت تتحرك أكثر و تصدر اصوات عاليه فعندها تقتل على يد اوس ولا ان تسمح لذلك الحقير بلمسها فاخذت تتحرك بين يديه بهستريا و تحاول الصراخ ؛ و لكن أوس لم يسمعها و كاد ان يغادر و لكن عاد عندما سمع صرخة مهره الأخيرة بقوة ، فهى قامت ب عض يد الممسك بها و صرخت فإضطر ان يبعدها عنه و قد دفع بجسدها بقوة و غادر المكان بسرعه قبل ان يراه اوس و عندما دخل أوس الى الاسطبل وجد مهره ساقطه على الارض بجوار احد الخيول عند قدمه فى حاله يرثى لها و هى تبكى بقوة ، تحدث أوس بقلق و هو يساعدها على النهوض و هو يهتف باستغراب و قلق بسبب حالتها .
= انتى بتعملى ايه هنا ؟ و ايه اللي حصلك ؟
ألقت مهره بنفسها بين أحضانه و هى تبكى فهى كانت سوف تخسر نفسها لولا لم يرسل لها الله أوس لنجدتها من ذلك الحقير ، شعر أوس بالتعجب منها و ان هناك مكروه أصابها لتلقى بنفسها هكذا بين احضانه بعد ذلك الخلاف الذى حدث بينهم وثفعه لها قبل ان يغادر فسأل بقلق و هو يقول .
= فى ايه ؟ فى حاجه بتوجعك ؟ طيب انتى وقعتى من على الحصان و لا ايه اللي حصل معاكى ؟
لم تجيبه مهره و استمرت فى بكائها و هى تحتضنه بقوة تخشى ان يتركها ، عندما وجدها تتبث به بتلك الطريقة و انهيارها الذى لا يعلم سببه فقام بحملها و اتجه بها الى داخل المنزل ثم صعد بها الى غرفته و وضعها فى سريره و نهض ليبتعد عنها و لكنها لم تدعه يغادر ، نظر لها أوس بتعجب و هتف بها بضيق و دهشه يشوبه الاحتقار و هو يقول .
= هى دى طريقتك يعنى عشان تصالحينى بيها و لا ايه ؟ بس طريقة زباله الصراحه .
شعرت مهره بالإهانة ف تركته و قامت بإعطائه ظهرها و هى تتكور على نفسها بوضعيه الجنين لعلها تشعر ببعض الحمايه ثم اخذت تبكي ، زفر أوس بضيق و لا يعلم اذا كانت تدعي الحزن و ان أصابها شئ ما لا تريد انه بالمها به ام انه حدث شئ معها فى الاسطبل جعلها بهذه الحاله ؟؟ نزع أوس حذائه و تمدد بجوارها ثم جذبها الى صدره و سحب ذلك الغطاء عليهم بدون ان ينطق بأى كلمه فهو لاحظ ان ملابسها غير مهندمة و أنها لا ترتدى حجابها فقرر ان يتركها تنتهى من بكائها و تفرغ كل ما بداخلها و بعد ذلك يتحدث معاها فيما حدث معها بذلك الاسطبل و ما حدث قبل ان يغادر بخصوص امر عودته الى تلك الشقة مرة اخرى و لكن لكل وقت حديثه الخاص ليتركها الآن تهدء و بعدها يتحدث معها ، فهو يعلم جيدا ان هناك سر تخبئه عنه و يبدو ان هذا السر ايضا هو السبب فى حالتها تلك فلنتظر قليلا و سوف يعلم اين الحقيقه بنفسه .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now