الفصل التاسع

3.2K 56 11
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل التاسع
بقلمى / هدير خليل

انظر إلى البحر علك تقدر كم الدموع التي نزفتها عيوني لغدرك بي ، انظر إلى منازعة عاصفة لشجرة علك تتصور انتزاعك لقلبي بيدك  لعلك عندما تراهم تعرف مقدار المى وحدتى التى كنت انت السبب بها بدون حتى ان تخبرنى ما هو ذنبى لكى تعاقبنى بتلك الطريقة القاسية ، لقد وصلت غرفة النوم الذى قال عليها أدهم و تابع محمد و ياسين مع العمال حتى انتهوا من عملهم و لم يحدث أى أحداث أخرى فى باقى اليوم ، حتى حل المساء و عادوا الرجال من عملهم ما عدا أدهم الذى لا يعد احد يعلم أين هو حتى الان ؟ ولا ماذا يفعل ؟ كان سارة شارده طول اليوم و حاول الجميع أن يجعلوها تخرج من هذا الشرود و لكنهم لم يفلحوا فى ذلك ، و على العشاء كان الجميع يجلسون لتناول العشاء ، فرفعت سارة عينيها الزابله من كثرت الحزن و البكاء إلى آدم و هى تقول بنبرة حزينه و قلب يتمزق من الآلم مما يفعله بها ادهم و تصرفاته الذى لم تعد قادرة على تحملها ؛ تهتف و هى تنظر الى ادم بحزن و نبرة تحمل الكثير من الالم .
= ليه مجبتش المؤذون معاك زى ما قولت ليك .
نظر لها آدم بشفقه على حالهم هم الاثنين و ما ألت لها الامور بينهم ، و قال بنبره تحمل السخريه مما يحدث ف هم الاثنين حتى لم يخبروا أحد بما يحدث بينهم ، حتى يقوم بمساعدتهم و حل هذه المشكلة .
= يعنى اجيب المؤذون و نطلقك ازاى و أدهم مش عارفين نتلم عليه ولا حتى عارفين هو فين ؟
هتفت سارة بسخرية لأول مرة تتحدث بها عن أدهم و هى تقول بسخط و نبره مستهزئه .
= و هو الباشا فينه لغاية دلوقتى ؟
قطع حديثهم دخول أدهم و هو يجيبها بسخريه مماثلة لها و هو يرمقها بضيق و هو يقول .
= الباشا هنا عايزه ايه منه حضرتك ؟
الكل التفت الى أدهم الذى دخل البيت و هو يمسك ب يد فتاة تبدوا فى آواخر العشرينيات ذات ملامح هادئه و جميلة مما جعل سارة تنهض و نظرت الى البنت بشراسه و احست بانفطر قلبها و كاد يتطاير شظايا من هول ما رأته من تقرب هذه البنت من أدهم فقالت سارة بشراسه و هى تشير على تلك الفتاة .
= مين دى ؟
أجابها أدهم ببرود و لامبالاه و هو يهتف و نظره جليديه .
= و أنتى مالك ؟
هتفت سارة بحدة و هى تقترب منهم و تقول بتملك شديد .
= لا ، ده مالى و مالى و مالى انت جوزى ولا نسيت .
اجابها أدهم ببرود و هو يقول .
= لا قصدك طليقك مش أنتى عايزه تطلقى برضوه .
نظرت له سارة بدون استيعاب ثم جذبته من ملابسه بغضب و ذهول و هى ترتعش من شدة الخوف مما سوف يقوله و هى تصرخ به بغضب جارف حتى انها لم تبالى لنظرات أدهم الحادة لها على تهورها امسكه بتلك الطريقة امام الجميع .
= انت طلقتنى .
هتف أدهم ببرود و هو يجيبها و هو مازال نظره معلق بين يدها التى تمسك بملابسه و وجهها الشاحب .
= لسه . . بس متقلقيش هبعت للمؤذون دلوقتى علشان اخلصك منى .
تركت ملابسه و تراجعت للخلف و ترنحت بصدمه و كأنها على وشك الغياب عن الوعي و عقلها الرافض لما تسمعه تستوعب معنى حديثه .. فإندفع محمد و ياسين من حولها في محاوله لسندها حتى لا تسقط و لكنها منعتهم من الاقتراب و هى تغلق عينيها بألم حاول ادهم ان يحتفظ ببرده ولا يستسلم فقد خرج قلبه من مكانها عندما رأه ترنحها و لكن بصعوبه حاول الحفاظ على جموده ، فتدخل آدم بعد أن فاق من صدمته هو الآخر و هتف بهدوء .
= ممكن تدخلوا الاول و نتكلم بهدوء .
هتف أدهم بلامبالاه لكى ينهى هذا النقاش و هو يقول .
= نتكلم فى ايه ما الكلام خلص خلاص .
تحدث له آدم بهدوء و هو يقول .
= أدهم أنا طول عمرى بعتبرك الكبير و أنت عارف غالوتك عندى ف علشان خاطرى أنا ادخل و قول لينا بتعمل كده ليه ؟ او حتى انت عايز ايه .
أدهم لم يستطيع ان يرفض طلب آدم ف هو بالنسبة له أخيه الصغير بالرغم أنهم فى نفس العمر ، فهز رأسه بالموافقه بهدوء فيكفى ما فعله سابق و طريقته الفظه الذى تحدث به معه من قبل ، جلس أدهم و بجواره تلك الفتاة الملتصقة به بطريقة مستفزت ل سارة التى رغبت فى قتلها و ترمقها بنظرة قاتله كم ترغب ان تقوم و تجذبها من شعرها بعيدا عن زوجها فهو زوجها هى فقط ، كيف سمح لغيرها ان تقترب منه مما يخصها فهو ملكها هى فقط ، حولت نظرها باتجه أدهم تنظر له بعتاب و لوم ، فأشاح هو بنظره بعيداً عنها و نظر الى آدم الذى هتف بتسأل .
= ممكن اعرف ايه الخلاف اللى بينك و بين سارة ؟ علشان يوصل الموضوع لطلاق .
لا يرغب فى الحديث و لكن الجميع يطلب منه ان يقول لهم سبب مقنع لأفعاله تلك بماذا يخبرهم يعلم انه اذا فتح فمه سوف يفسد الامر و يجرح من يعز عليه امره و لكنه مجبر لفعل ذلك حتى يكفوا عن ملحقته و مطلبته بالاسفسار ، فهتف ببرود و هو يقول .
= لو اتكلمت هتزعلوا فبلاها أحسن .
هتف حازم و هو يحثه على الحديث .
= محدش هيزعل و أن كان قصدك سارة ف انت أكيد مش فارقه معاك زعلها من عدمه علشان لو كان يفرق مكنتش هتفكر تطلقها ولا هتفكر انك تتجوز عليها .
أدهم كشر من حديث حازم و لكن عادى على طبيعته حتى لا يلحظ أحد تأثره من كلام حازم و لكن لا يعلم ان هناك من تحفظ كل سكناته و تعلم جيدا عنه تأثر بذلك الحديث ، هو يخباء عنها شئ او هذا ما تتمنه ، هتف آدم بهدوء و هو يقول .
= ايه يا أدهم اللى وصلكم لكده قول يلا و محدش هيزعل احنا عايزين بس نعرف السبب يمكن نلقى للموضوع حل انتوا مش وخدين بالكم منه .
قال أدهم و هو يرمق سارة بتفحص قبل ان يلقى كلماته التى كانت صادمه .
= معتقدش ان فى حل .. بصراحه كده مبقتش ضيقها و كل ما تقرب منى باشمئز من نفسى و . .
أدهم قطع حديثه ، عندما سمع شهقه متألمه من سارة جعلته يصمت هو يعلم أنه يجرحها بحديثه و لكن ليس أمامه خيار أخر فهو يجب ان ينهى هذا الموضوع حتى لا يقوموا بالحاح عليه حتى يعرفوا ماذا به ؟ او ماذا حدث بينهم ؟ سوف يقول ما يجعلهم يصمتوا الى الابد .
= نهار أسووود يبقى معمول ليك عمل تكره مراتك .
الجميع نظر الى ليلى بصدمه من تعليقها ف الموقف بأكمله يسبب صدمه ، انفجر أدهم فى الضحك على حديثها ، فقد صدم هو الأخر من ردها و هتف و هو مازال يضحك .
= هههههه هيعملوا عمل لى ليه كنت رئيس أمريكا ليلى الله لا يسيئك اسكتى انا مش ناقص .
آدم لا يعرف ماذا يقول بعد الذى قاله أدهم ف هو لو قال انه حدث بينهم خلاف ل كان حاول اصلحه و لكن هو يقول انه يأشمئز من أخته بهذا الشكل أمام الجميع ، كيف له أن يصلح شئ بينهم ولا لا يوجد شئ بالأساس لاصلحه فهو لم يعطيهم فرصه لتدخل او قول شئ بحديثه هذا ، قرار آدم ان ينهى هذا الأمر فيكفئ ما تعرضت له أخته حتى الآن بعد حديث أدهم هذا ، فهتف آدم و هو يوجه حديثه لابنه و هو يقول باحراج .
= حم . . يوسف .
اجابه يوسف على الفور و هو يقول .
= نعم يا بابا .
هتف آدم و هو يلقى نظره أخيره على أدهم و سارة قبل أن يقول .
= روح جيب المؤذون .
أدهم كم آلمه ما نطق به آدم الإ انه نهض و هو يمسك ب يده تلك الفتاة الملتصقة به بهدوء و هو يهتف بجمود و هو يقول .
= طيب احنا فى أوضتنا لما يوصل المؤذون بلغونى .
اخيرا نطقت سارة بصوت مخنوق من البكاء ، و تقول فى تأثر و حزن و حاولت ان تمنع نفسها من انخراطها فى بكاء مرير و دموعها تنحدر على وجهها .
= مؤذون ليه ؟ انا مش هتطلق .
اتجهت الى أدهم لتقف أمامه ، و هى تنظر له بنظره تحمل العتاب و اللوم و هى تهتف بلوم .
= الإ لو انت عايز تطلقنى بس .. انت زمان وعدتنى انك مش هطلقنى غير لما أنا اطلب الطلاق ولا انت هترجع فى كلامك .
أدهم و هو يحاول إن لا يتأثر ب دموعها و أن يرسم معالم الجمود و ينطق بنبره غير مهتمه .
= وقت ما تطلبى هنفذ .. يلا بينا .
أدهم سحب الفتاة خلفه و لكن أوقفه سؤال سارة الساخر و السخط لما يفعله و هتفت بغيره لم تستطيع ان تسيطر عليها و هى تقول .
= مش هتقول لينا مين دى اللى سحبها وراك يا سيدنا الشيخ .
أدهم التفت لها بابتسامه محبه لقلبها و لكن فى هذا الوقت لم تكون فى محلها فهى سببت لها الآلم ، فحين علم أدهم انها لا تقول هذا القب ( سيدنا الشيخ ) الإ عندما تكون متغظه منه و تشعر بالضيق اتجهه ، فأجابها بهدوء و هو يقول و هو يخفى تلك الابتسامه سريعا حتى لا تلحظها .
= دى مروه مراتى .
نظر لها أدهم بمعنى هل من اسأله اخرى و لكن سارة اشاحت بوجهها بعيدا عنه و هى تحبس أنفاسها و كتمت صرخه كادت ان تنطلق من أعماق قلبها و شعرت برجفه تقطع فؤادها و تمزق أحشائها فكلمة واحدة منه جعلتها تشعر انها قد قام بنغز فى قلبها سكينه تقتلها ببطئ ، لم يلتفت لها أدهم و صعد هو و الفتاة ، هو يعلم نفسه جيداً اذا التفت لها لن يتحمل أكثر و سوف يقوم بسحبها إلى حضنه يدفنها بين ضلوعه و يعتذر لها على ما تفوه به من حماقة و سوف يخبرها كل ما يحدث معه ، لذلك فضل الهروب من أمامها ، بعد أن غادر أدهم بدون ان يضيف المزيد التفت ليث إلى والدته و هتف بعصبيه يحاول أن يسيطر عليها و لكنها لم يستطيع و انفجر و هو يهتف بغضب .
= ايه اللى عملتيه ده ؟ ليه رفضتى تطلقى منه ؟ عايزه يقول ايه تانى ليكى علشان تطلبى الطلق منه و تسبيه .
أجابته سارة بهدوء و هى تمسح دموعها و تجيبه برزانه و جدية و هى تقول .
= مش انتوا اللى اقنعتونى انه تعبان .
ليث نظر الى محمد و اوس و عيونه تطلق شرار ، و قام بقضم شفتيه بغضب قبل أن يهتف بانفعال و هو يقول .
= حتى لو تعبان .. ااااايه هو كل ما يكون تعبان ينبذنا من حياته ، احنا جزء من حياته مينفش يبعدنا عنه بالطريقة دى ، و بعدين انا اللى شايفه قدام ميقولش انه واحد تعبان انا شايف قدامى واحد عنده مراهقه متأخره .
حاول أوس أن يتحدث مع ليث و يهدأه و هو يهتف .
= ليث اف ...
قطعه ليث بغضب و سخط و هو يقول بانفعال .
= انت تخرس خالص ما انت اصلا لو كنت دكتور مش حتت عيل فاشل كل همه يصاحب البنات كنت عرفت تتنيل تكشف عليه و تعرف اذا كان تعبان بجد ولا مراهقه .
أوس لم يعد يتحمل حديث ليث الأحمق و هتف بعصبيه و هو يزيح ليث على صدره و يصرخ به بغضب .
= انا يا سيدى فاشل و ابن*** ورينى انت ازاى هتحل الموضوع بقى يا دكر ولا انت رجل بالبوق بس .
قام ليث بضرب أوس بوكس قوى و هو يهتف بغضب و قد انفلتت زمام الامور بينهم .
= انا رجل غصب عنك يا نسونجى .
اوس بيرد له البوكس و اصبح يتبدلوا الضربات و الشتائم و يحاول الجميع الفض بينهم وسط صراخ سارة من منظرهم هذا و ما ألت له الأمور بينهم ، فهبط ادهم بفزع عندما سمع الصراخ و تفاجأ بمشاجرة ابنائه و ضربهم لبعض بعنف ، فركض لهم سريعا و هو يتدخل بينهم و يبعدهم عن بعض بقوة و قام بضرب كلاهما بصفعه قويه على وجههم ، و هو يصرخ بهم بغضب و الجحيم يحتضنه فى عينيه ، و هو يقول لهم .

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now