الفصل الثلاثون

2.4K 35 13
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الثلاثون

بقلمى / هدير خليل

كان أدهم فى طريقه إلى المندرة و استمع الى حديث ماسه مع زين لم يكن يتوقع ان تكون ابنته تحولت الى هذا الوضع ف سارة لم يحدث معاها مثل ماسه فهو كان يتوقع ان تكون مثل امها و لكنه نسى انه كان بجوار سارة لذلك استطعت ان تجتاز محنه الاغتصاب على عكس ماسه ف لم يكن معاها أدهم فهو قد ترك البيت بسبب تعبه و سارة انشغلت عنها بحزنها عليه و ابنائه كل واحد منهم له مشاكله ، لم أدهم نفسه على ترك ابنته حتى تصل لهذا الوضع فهى تحولت من ماسه الخجوله الرقيقه الى ماسه اخرى لا يعرفها سليطة السان شرسه فى التعامل مع الرجال ، طرق أدهم على باب المندرة قبل ان يدخل و لكن عندما دخل تفاجأ أن ماسه ليس لها أثر فى المكان فعلم أن زين قد اخفاها .
Flash Back
قبل دخول أدهم
ألقت ماسه كلماتها على مسامعه بلامبالاه لما سيحدث لها لتتحول عيني زين  لظلام دامس و تشتعل بها نيران الشر و الانتقام كأنه تحول لوحش لم يره أحد من قبل  سيبتلع و يمزق من يمر من أمامه فهي من تسببت بتحوله إلى هذا الكيان الشيطاني و لكنها لم تتخيل ان يتحول الى وحش كاسر لا يرحم احد ، لتتاوه ماسه من شده الصفعه التى نالتها منه و هي تهتف بحقد و غضب .
= آآآه يا زباله ما انت لو كنت راجل ورينى ازاى هتجبرنى اتجوزك برغم انى اعرف انك مره و.......آآآآه
جذبها زين من حجابها و اتجه بها الى خلف احد الكراسى و القاها أرضا بقوة و اشمئزاز اظلمت عيناه و أصبحت قاتمة تحول لوحش عينيه خالية من حياة او شفقه قبل أن يهتف بنبره تشبه فحيح الافعى و همس قاسى و هو يطالعها بغل و نفور .
= ليله ان فى حد جاى كنت عرفتك مين المره يا*** صوتك لو طلع بدل ما هو عرض جواز لهتكون دخلتك .
لم يضيف حرف اخر و سمع طرقات أدهم فهو قد سمع خطوات أحد قادم لذلك اسرع بتخبئتها .
Back
ليهتف أدهم بجديه و عيني تتجول على كل ركن بارجاء الغرفه .
= عايز اتكلم معاك .
ليهتف زين بادب و وقار .
= تحت أمرك اتفضل .
ليهتف أدهم  بهدوء و لكنه يغلي من داخل لعلمه بوجود ابنته بمكان ما بالغرفه و هو قد لمحها فهو عينيه كانت تبحث عنها كالقصر عندما يبحث على فريسته لكنه تجاهل الأمر و تعامل بهدوء حتى ينتهي من حديثه .
= الأمر لله ، أنت مش مجبر انك تبوظ حياتك علشان كنت شهم مع بتى أنا هتصرف فى موضوع ماسه انا مقبلش الظلم لمراتك ولا خراب بيتك .
ليجيبها زين بقوة و ثبات .
= انا مش ظلم و بت عمى عرفه انى هتجوز عليها ان كانت ماسه أو غيرها .
ليطالعه أدهم باستفهام و هو يهتف بتساؤل .
= ليه ؟
ليجيبه زين بلامبالاه و خشونه .
= مراتى مش بتخلف و انا عايز واحدة اخلف منها .
ليطالعه أدهم بامتعاض و هو يهتف باستنكار و غضب طفيف .
= و انت فاكر لما تقول كده انا هوافق انك تجوز بتى دا سبب يخلينى ارفض الجوازه دى بتى مش فأر تجارب ان خلفت تقعد و لو لا يبقى تطلقها .
ليهتف زين بنبرة قويه غامضه موجها حديثه و يرمي به لشخص آخر غير أدهم و هو يكمل حديثه بشراسه و حده .
= براحتك أنا مجدرش اجبرك بس انا ان كانت ماسه او غيرها مش هتتعامل على انها فأر تجارب المره اللى يتكتب اسمها على اسم زين القناوى تعيش ملكه وسط الناس و أنا مش بطلج مره اتكتبت على اسمى لو عايزه تفرجنى يبجى تفرجنا على جبرها يأما أنا على جبرى .
أدهم كان ذئب فطن يملك الذكاء و الدهاء ما يكفيه أن يعلم ان الكلام ليس موجه له هو فقط و إنما يعلم ان زين قال هذا الحديث لكى يجعل ماسه تسمعه ، برغم ان لديه رغبه ملحه ان يرفض هذا الجواز الذي لا يناسبها إطلاقا من حيث وضع زين و وضعها و ظروفها التي مرت بها و من حيث شخصيتهم المتناقضة و الكثير من الأسباب و لكن لا يعلم لماذا يظن ان زين هو الشخص الذى سوف يعيد له ابنته فهى تحتاج أحد خارج عائلتها يستطيع ان يعيدها و يعيد ثقتها بنفسها و ثقتها بمن حولها و يعيدها إلى رشدها فهي اصبحث قاسيه متوحشة لا تبالي و لا تفكر بأي شئ تفعله فهي لا يمكن لومها فكل ما مرت به قاسي عليها ولا تتحمله لم تنهار لكنها ذهبت إلى عالم ليس به رجعه الا عن طريقه صعقه كهربائية مفاجئة و هذه الصعقه ستكون زين و ليس غيره فهو من سيعيدها صغيرته المدلله التي تخجل من  خيالها و ابتسامتها تملئ وجهها فهو اشتاق لطفلته لكنه لا يلوم احد الا نفسه و أخواتها الذين تخلوا عنها فى غيابه ، ليتنهد أدهم بقوة و حزن و هو يهتف بجديه .
= ماشى يا زين كتب الكتاب هيكون بعد اسبوع .
ليهتف زين معارضا بضيق .
= لا أسبوع كتير و انا عايز ارجع بلدى خليها بعد يومين حتى انا ورايه مصالح كتير اتاخرت عليها .
ليجيبه أدهم بهدوء و هو يتحرك بالاتجاه إلى مكان الذي تختبأ به ماسه .
= إن شاء الله اسيبك تستريح .
كان يتوقع زين ان يتجه أدهم الى الباب ليغادر الغرفه و يتركه يستريح ، ليحدث نفسه و بعدها يخرج ماسه لتذهب لغرفتها و لكنه خالف توقعاتهم و صدمهم بذكائه و وقف زين مصعوبا مندهش من دهاء هذا الرجل و فطنته لكنه لم يحرك ساكنا حيث اتجه أدهم الى ماسه و قام بسحبها بقوة من خلف الكرسى و خرج بها بدون ان يضيف كلمه الى زين لتتفاجأ ماسه بوالدها و تطالعه بخوف و هى تهتف بارتباك و توتر .
= ب..بابا... أنا...
ليتوقف أدهم عن سيره بعد ان غادروا المندرة و هو يطالعها بحده و خيبة امل قبل أن يهتف بغضب و استنكار و داخله حزين من افعال ابنته .
= المفروض اعمل معاكى ايه ؟ اضربك ؟؟؟ على تصرفك كده انتى ازاى تقللى من نفسك و تروحى لواحد غريب و تقعدى معاه انتى اتجنيتى يا ماسه ؟ بتثبت عليكى الغلط أنا عمرى مجبرتك على حاجه بس نتيجه تصرفاتك رميتى نفسك بين يد واحد ولا هو بيحبك ولا انتى بتحبيه لا و كمان مش عامله قيمة ل ابوكى ولا اخواتك و راحه تتكلمى معاه و تثبتى فكرته الغلط على اخلاقك تفتكرى لما تتجوزيه و حد قال عليكى كلمة بالكدب هيصدق مين فيكم انتى ولا اللى قال عليكى .. بس انتى مش عايزه تفهمى انى خايف عليك لما اجبرتك تسيبى بيت سليم و تقعد هنا علشان خاطر مصلحتك مش عايزك تسمعى كلمه تقل من قيمتك وسط الخلق بس انت كسرتى كلامى ولا كإنى ابوكى و كمان دلوقتى بدل ما تتكلمى معايه راحه تقوليله هو بتدوسى عليا بالجزمه قدامه يا ماسه .
ماسه بتهز راسها بالنفى و هى تبكى و تشهق بقوه لتطلق العنان لدموعها تهبط بقوة كبيرة مغرقه وجنتها ، فقد شعرت بما يعرف بالخيانه  و علمت بأنه شعور قاسي منفر لا يمكن احتماله ، فهي تشعر انها تخون زوجها سليم و أنه سيغضب منها لتصبح دموعها شلال جارف  َيتساقط من عينيها لتتساقط و كأنها نهرا جاري وسط التلال لتحدث نفسها هل نحن بأيام من يحب بصدق و يلاقي توأم روحه يكون مصيره الكسر و القهر و الفقدان و الألم و أن يصبح لعبه بين يد بشر لا تعرف الرحمه ، وحوش بهيئه بشر تحيل لها الصفعات على ذنب لم تقترفه يا الله ما أرحمك ليس لي غيرك و انت المنجي من ظنون و شرور البشر هى لا ترغب فى كسر احد هى كل ما ترغب به هو الحفاظ على ذكرى زوجها ، لتهتف ماسه ببكاء محاوله الاعتراض .
= لا يا ب.....
ليطالعها أدهم بغضب و ضيق و هو يشير لأعلى و يهتف بحدة .
= اطلعى اوضتك يا ماسه مش عايز اسمع حاجه دلوقتى .
ظل أدهم جالس فى الصاله بعد مغادرت ماسه حتى وجد جورى تهبط و هى تحرك يدها على عينها مثل الاطفال حتى تزيل أثر النوم ، اما عند ماسه كانت تشعر بالاشمئزاز من نفسها و الغضب و النفور من زين ، كانت جالسة على أرضية غرفتها الباردة و تضم ساقيها لصدرها و حاوطتهم بيديها كي تشعر بالأمان قليلا الذي تفتقده بين عائلتها ، و تبكي بشدة و دموعها تجري على وجنتها كامطار ديسمبر ، فهي منذ عدة أيام تمكث بهذا المنزل الذي تشعر به بالرعب و عدم الأمان معهم و تشعر بالعجز كالمشلول لأنها لا تعرف كيف تحمي نفسها و الذكرى المتبقيه من زوجها من براثن هذا الذئب الدخيل على حياتها لا تعلم لماذا يفعل والدها هكذا فهي ظنت عند عودته انه هيعوضها عن تخليه عنها بازمتها ، سيشد من ازرها و يساندها ضد السنة الناس التى تشبه السواط لها و الذين يعملونها باشمئزاز و نبذوها ، لكنه خيب آمالها بعد موقفه هذا معها فبماذا فرق عنهم ، بل هو اصبح اسوء منهم ، هل من ملاذا لها أو حضن دافئ يحتضن الالامها و ينسيها وجعها ، لتتمني عودة زوجها معشوقها للحياة مره اخرى أو الذهاب إليه لتشعر بالأمان قليلا ، تشعر انها عار يقذوفونه هكذا على أول شخص يتقدم لها ليتخلصوا منها .
بينما فى الاسفل عند ادهم هتفت جورى بدلال و نعاس .
= أدهومى انت قعد كده ليه ؟
ليجيبها أدهم باقتضاب .
= مفيش يا جورى .
لتنفيذ جورى برأسها بقوة و هي تهتف باصرار .
= لا فى ؟ مالك يا بابا أنت زعلان منى ؟
ليجيبها أدهم بهدوء و هو يطالعها بحنان .
= لا يا حبيبتى مش زعلان منك يعنى هزعل منك ليه ؟
لتردف جورى بتساؤل و نبرة منخفضة .
= علشان اللى قولت الصبح ل مهره و ياسمين و فيروز لما قولت لهم انى اتجواز اجوازهم .
ليطالعها أدهم بلوم و هو يهتف بعتاب .
= أولا مينفعش تقولى كده يا جورى صح .
لتومأ جورى و هي تعيد على أدهم حديثها بسذاجه .
= ايوه بس انت قولت لى هتعملى فرح لما ننزل مصر و لغاية دلوقتى معملتش فرح ولا جيبت لى فستان عروسه .
ليهتف أدهم بتساؤل .
= طيب هو ينفع عروسه تجوز و عريسها تعبان .
لتجيبه جورى بغباء .
= بس محمد مش تعبان .
ليهتف أدهم بجديه و صرامه .
= جورى انتى و محمد مش هتتجوزوا الإ لما تكبرى شويه و هو يكون خف و يرجع يتكلم تانى .
لتطالعه جورى باستفهام و هي تهتف باستغراب و طفوليه .
= ما انا مراته يا أدهم ازاى بقى مش هتجوزه و احنا اصلا متجوزين انا مش فاهمه حاجه .
ليهتف أدهم بهدوء و جديه موضحا لها .
= جورى انا جوزتك محمد بتوكيل اللى عمله لى جواز سنى علشان ينفع نقعد مع بعض فى شقه واحد بس لغايه ما تكبرى و محمد يطلبك منى و اتشرط عليه كمان ساعتها هعمل ليكى اكبر فرح تمام .
لتهتف جورى بغباء .
= انا مش فاهمه حاجه .
ليطالعها أدهم بقوه و هو يهتف بصرامة .
= لما تكبرى شويه هفهمك ، دلوقتى عايزك متكلميش محمد .
لتهتف جورى بزعل و هي تعبس بوجهها .
= ليييه ؟
لينظر لها أدهم و هو يهتف بمكر و جديه .
= علشان يتكلم يا جورى عايزك مترديش عليه طول ما هو بيكتب اللى عايز يقوله ليكى فى التلفون تردى عليه لو كلمك بالسانه اتفقنا .
لتجيبه جورى بضيق .
= حاضر هحاول .
ليهتف أدهم بنفاذ صبر .
= جورى .
لتزم جورى شفايفها بغيظ و هي تهتف بحنق .
= طيب طيب .
ليرفع أدهم حاجبه و هو يهتف متسائلاً .
= أما فين الناس اللى فى البيت ؟
لتمط جورى شفايفها و هي ترفع مكتفيها للأعلى و تنزلهم و هي تجيبه بعدم معرفة .
= مش عارفه انا كنت نايمه .
ليهتف أدهم بهدوء و هو ينهض من مكانه .
= طيب روحى انتى شوفى هتعملى ايه ؟ و انا هقوم اشوف شغلى .
لتردف جورى بمرح و هي تبتسم بشقاوة .
= ماشى هروح اقعد مع حماتى حبيبتى .
ليقهقه أدهم بقوة و هو يهتف من بين ضحكاته بمرح .
= هههههه ده فكركى ضرتها روحى روحى خلينى اشوف باقى النصايب اللى ورايه .
غادرت جورى المكان مسرعه باحثه عن سارة و وقف أدهم ليبحث عن حمزه و أوس و لكن وجد سارة تقف أمامه و هى تربع يدها امام صدرها و تنظر له بغيظ و عاقدة حواجبها بغضب و هي لا تصدق كل ما سمعته ، هل هذا صحيح ، إذا لما لم يخبرنا أدهم ، و لما دائما يستثنيها من قرارته ولا يشاركها بها ، لما هو هكذا معها ، و كل يوم تكتشف شئ جديد يقوم بفعله بدون اخبارها ، لتحدث نفسها لكن لماذا اتسائل و انا اعرف الاجابه و هو أنه لا يبالي لى أو يهتم لامرى !!
لتطالعه سارة بغضب و هي تهتف بغيظ .
= بقى جورى مرات محمد ؟؟؟
ليتوتر أدهم و يضع يده خلف رأسه و يعبث فى شعره من الخلف و هو يبتسم ببلاهه و يرفع حاجبه الأيمن و يهتف بغموض و ارتباك .
= يعنى .
لتلوي سارة شفتيها بحنق طفولي و هي تهتف بطفوليه .
= و الله .. براحتك يا أدهم براحتك .
كانت سارة سوف تغادر المكان بعد أن ضربت بقدميها الأرض بحنق و طفوليه و لكن كان أدهم اسرع منها و امسك بها و جذبها بقوه لتصطدم بالحائط خلفها و هي تطالعه بحيرة  و حصرها بينه و بين الحائط منعا ايها من الهروب لتفتح عينيها على وسعهما من دهشتها و صدمتها متسمرة بمكانها لم تتحرك انش واحد ، لكنه هو كان يحدق بها غير مستوعب هيئتها الخاطفه لأنفاسه ، يطالعها ببطئ متمهل حتى يشبع عينيه من هيئتها و ملامحها الملائكيه التي اشتاقها بقوة و جنون ، حاولت سارة إبعاده لكنه كان كالمسحور المنجذب لها ، ليبعد احد يديه التي يدتكز بها على الحائط ثم حركها على وجهها برقه شديدة ، لتصبح خدودها متوردة محمرة بحمرة الخجل ليثيره خجلها ، ليسير بابهامه على شفتيها مسببا  قشعريرة في جسدها إثر لمساته فقد كانت مغيبه ، لتلاحظ سارة نظراته المركزه على شفايفها لترتجف و تحاول التخلص منه و لكنه كان يحاصرها بشدة ، فاقترب منها أكثر يشتم رائحتها التي تسكره كالمسحور ليملئ رئتيه و يشبع من عبقها الذي يخدرها كما هي تخدرت من قربه و رائحته ، و هو يهمس بجوار أذنها بصوت هائم مسحور و مبحوح إثر قربه منها بكلمه واحدة و هو مازال يحاصرها ، لتنهر نفسها فجأة من استسلامها ، لترفع يديها الصغيرة الرقيقة في محاوله يائسه منها لابعاده ليزمجر بتحذير يحمل معنى اياكي و الابتعاد عني ، ليبتسم بانتصار على سكونها و تخدرها من قربه و لمساته ، و كانت عيناه مغيمه بمشاعر جامحه ، ليبتلع ريقه بصعوبة و هي تضع يديها على صدره لكن ليتها لم تفعل فلمستها جعلتَ من عينيه قاتمة مسودة و اشتياق و لهفه و حب لها فهي قد اوقدت نيران مشاعره و زداته نشوة و تشدق بصوت مبحوح إثر هيئتها المبعثرة المخدرة المغيبة الخاطفة لأنفاسه و إثر مشاعره الجامحه و هو يسبل عينيه .
=انا راحتى فى حضنك .
سارة و هى تحاول إبعاده بعنف عنها لعنه نفسها على استسلامها الغير مبرر لها و لعنه قلبها المتمرد عليها بسخط و هي تبعد يديه بشراسه و قوة .
= كان زمان و جبر .
ليطالعها أدهم بذهول و هو يهتف باستفهام .
= يعنى ايه ؟
لتنظر له سارة بنظرات شرسه اذهلت أدهم و هي تحاول التملص من حصاره لكنه لا يسمح لها فهو ما صدق ان وقعت بين يديه و يخاف أن يفلتها و تبتعد عنه فهي من أن تجعل روحه باقيه و قلبه ينبض لكنه يخرج من شروده على نبرتها الحانقه و هي تهتف بامتعاض و هى تجيبه على تسأله .
= يعنى كان فى و خلص يا أدهم و ابعد علشان انا مش طيقاك .
ليطالعها أدهم بحب و حنان و هو يشدد على حصارها خوفا أن تهرب منه و هو يهتف بلهفه و هدوء و ينظر داخل عينيها .
= طيب ممكن نتكلم .
لتومأ سارة براسها نافيا و هي تهتف بعناد .
= لا مبقاش له لازمه الكلام خلاص .
ليتنهد أدهم و هو يهتف لكن يقاطع حديثه كلمات اوس المرحه .
= لا له لاز....
ليهتف أوس بمرح و صدمه مصطنعه و هو يبتسم بشقاوة و يغمز بعينيه اليسرى .
= ايه ده ابويه و امى مع بعض فى نص البيت يا فضحتى يا فضحتى .
لينظر أدهم الى سارة و يجدها محمرة بخجل لذيذ لكنه ابتعد عن سارة بغيظ و عصبيه و نظر الى أوس بغضب و شراسه ، لتبتعد ساره متعجله بينما أدهم  تسمر واقفاً مكانه يحدق فيها و هى تهرب من امامهم و في هيئتها  بعشق و لهفه و بداخله بدأت تنبت بذور الأمل أن تغفر له و تسامحه و تعود لاحضانه و يانس وحشته بمعشوقته فبعد ما مر به منذ لحظات  من قربها التي نعم به و لحظاتهم و هي متخدرة غائبه بين يديه و عينيها التي تكلمت عن مشاعرها فقد شعر أنه لمس السماء بمجرد لمسها و قربها و اختلاط انفاسهم ، ليحدث نفسه لقد افقدتني صوابي ببرودك معي و تجاهل لي و عدم اهتمامك بي لكن تظل  لهفتك و عشقك لي واضحين بعيونك لكن لمتى ، فقد ضاق صدري على قلبي و لم يعد يستطع التنفس ببعدك ، لم أعد أجد الراحه الا بقربك ووبين احضانك متى سيشعر قلبك بي و متى يرق على مذنب قد اخطا مثلي متى ستدخليني جئتك ثانيا ام سأظل مطرود منها واقف على أبوابها بلهفه و تمنى .
ليفيق أدهم من شروده بها على نظرات أوس المتوترة له ليتقدم منه ادهم بعصبيه و هو يطالعها بحدة و يهتف بغضب و غيظ .
= لم نفسك يا اوس و بطل تصرفات العيال اللى بتعملها دى انت فاهم .
لينظر أوس لوالده بارتباك و قلق فهو قد علم أن مزاج ولده غير رائق ليبتلع ريقه بتوجس و هو يتمالك نفسه و يهتف باسف و نبرة منخفضة .
= آسف أنا....
ليهتف أدهم  بحدة و هو ينظر له بشراسه .
= عايزك انت و حمزه قدامى و كل واحد معاه مراته .
ليهز أوس راسه و هو يهتف بطاعه و يبتلع ريقه بصعوبه و هو يجيب والده .
= حاضر .
بعد ان غادر أوس التفت أدهم الى حيث غادرت سارة ليهتف أدهم بحنق و عصبية و هو ينتهد بضيق .
= هو انا هلقيها منها ولا من عيالها .
ليجلس أدهم على اقرب كرسى له ينتظر قدوم أوس و حمزه و زوجاتهم ليعرف ماذا قراروا هل سوف يستمروا فى حياتهم معا ام اتخذوا الانفصال طريق للحياة بينهم .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now