الفصل الحادى و الستون

1.6K 25 0
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الحادى و الستون
بقلمى / هدير خليل

بعد مرور نصف ساعه من تحرك يوسف وابنته من أمام منزل المسماه بزوجته السابقه، كان قد وصل إلى المطار و ترجل من السياره وهو يحمل ابنته الصغيرة على ذراعه ومعه حقائبه ودلف للداخل ذاهباََ باتجاه احد الموظفين و أنهى إجراءت السفر ثم صعد إلى الطائرة هو وابنته ، وجلس بمقعده واجلس صغيرته على المقعد المجاور له وهو يحزم لها الحزام ويعطيها ابتسامة محبة حنونة، ثم وجه نظره النافذة وهو يتطلع لخارج الطائرة ويضع يديه تحت ذقنه وشرد بحياته و مر به خلال السنوات الخمس السابقة منذ أن ترك منزله و وطنه وعشق طفولته منهزماََ حتى وطأت قدمه هذه البلاد وتعرفه على أنجليكا وحملها و أنجابها لصغيرته وأميرته تاليا حتى وقته هذا وما حدث معهم منذ قليل من هذه الشنعاء زوجته السابقه وهذا الدنئ الذى يرافقها، لترفع الطائرة عجلاتها وتقلع مغادرة هذه البلاد الذى غيرت من شخصيته وأضافة لها طبع قاسى قلق مستمر على طفلته، ليتنهد يوسف بعمق وهو يوجه بصره لصغيرته ليجدها تغُط بسبات عميق ليطالعها بحب قبل أن يمد يديه ويفتح لها حزام الكرسي و يأخذها بأحضانه وهي تغط في سبات عميق ليبتسم على لطافتها وبراءتها وهو يضمها داخل أحضانه بشدة ويقبل أعلى راسها بحب وحنان وهو يرجع رأسه للخلف ويغمض عينيه مبتسماََ حتى يتم الإعلان عن هبوط عجلات طائرتهم على أرض الوطن، مر عدة ساعات قبل أن تحط الطائرة على أرض الوطن وتم الإعلان عن وصول الطائرة للوطن ليفيق يوسف وهو يجلس صغيره بكرسيها ويشد لها الحزام ويشد حزام كرسيه مستعداََ للهبوط، هبطت الطائرة بسلام لينظر يوسف للخارج لثوانٍ معدودة ثم أخرج تنهيدة حارة من جوفه وهو يستعد للقادم ثم فتح حزام كرسيه وكرسي صغيرته ومد يديه وحملها وهو يقبلها من وجنته بحب وحنان، و نزل يوسف  من الطائرة وخرج من مطار مدينه القاهرة الدولي، و وضع نظارته الشمسيه وهو يحمل صغيرته ومعه حقائبهم ، واستأجر سيارة ليعود بها إلى بلدته، ليستقل السيارة وهو يحمل الصغيرة ليقوم السائق بفتح باب السياره له  ليدلف الأخير وهو يضع صغيرته باحضان ويضمها له ويسند رأسها على صدره لتنعم بالراحه أثناء نومها وهو يمسد على رأسها بحنان وأغلق السائق الباب ثم وضع الحقائب بالخلف و توجه إلى المقعد الخاص به ... ليتحدث يوسف بصوت رخيم مخبراََ اياه عن وجهته ليومإ له السائق بالايجاب وقاد السيارة متحركاََ بأتجاه وجهته التي اخبره بها يوسف،  ليعود يوسف لشروده مره اخرى وهو يطالع الطرق والسيارات والمارة من حوله، ويفكر كيف سيستقبلون صغيرته وهل سيتقبلونها ام يرفضونها لان والدتها لم تكن من اختيارهم، وماذا يمكن أن يحدث وهل جميعهم اشتاقوا له كما هو اشتاق لهم ولبلدته، ليأخذ نفساََ عميقاََ ويزفره بحدة وهو يفكر هل سيري معشوقته وماذا سيحدث له عند رؤيتها فهو اشتاق لها بجنون هل هي أيضا اشتاقت له ام انها نسيته تماماََ لينبض قلبه بين أضلاعه بعنف وعشق ولهفة وجنون وطيفها يمر من أمام عينيه عندما تذكرها، لكن هل هو نساها من الأساس كي يتذكرها فهي كانت رفيقة عقله وروحه وطيفها ملاصق له بسفره طوال فترة غيابه برغم انه علم انه لا يوجد اى أمل بينهم ... دخلت السيارة البلدة وسارت خطوات قليلاََ حتى توقفت أمام منزل يدل على الفخامة والاصالة والألفة، ليطالعه يوسف قليلاََ ثم حمل صغيرته وهو يحدث السائق ببعض كلمات تنم عن امتنان له بأدب واستقراطية ثم نزل من السياره وانزل له السائق حقائبهم أمام باب المنزل من الداخل ثم تركه وغادر ... ليقف يوسف قليلاََ يطالع المنزل بأبتسامة طفيفة هادئه وشريط ذكرياته بهذا المنزل مع عائلته منذ سنوات يمر أمامه كشريط سينمائي سريع قبل أن يخرج تنهيدة حارة وهو ينظر لصغيرته  ليجدها قد استيقظت من نومها وهي تفرك عينيها بطفوليه وبراءة ليبتسم باتساع وسعادة وحب وهو يسير بها اتجاه المنزل ويمد يديه ويطرق الباب ... فها قد عاد الغائب بعد طول غياب عاد متلهفاََ ومتشوقاََ .. وعاد و هو يحمل معه ثمرة غربته و بعده عن أهلة و أحبته عاد و هو يشعر أنه كبر فوق عمره مئة عام عاد بعد أن آصبح شخص آخر مختلفاََ تماماََ عن يوسف القديم والذي لنا يتبقى منه إلا بعض خصال صغيرة محدوده جدا ... ليقف مكانه منتظراََ وقلبه يرجف وينبض بعنف و بقليل من خوف على صغيرته من ردود أفعالهم و من المواجهه التى تنتظره عند اللقاء بأسرته بعد هذه الغيبة فهو قد عاد بعد أن أصبح شخصياََ يعتمد عليه لكنه عاد بقطعه من روحه ايضاََ لم يعلم عنها أحد من قبل .. كان يوسف يشعر بالخوف من هذا اللقاء وما سيحدث به .. كان يشعر ايضاََ بالحنين لبلده وأسرته وخاصةً والديه .. يشعر باللهفه والاحتياج والحنين فى ان يلقى بنفسه بين  احضان والديه ويشتم عبق رائحتهم لعله يحصل على بعض الامان و الراحة الذى افتقدهم فى تلك الغربة وطوال هذه السنوات الماضية التي جعلت منه شخص آخر .. انزل صغيرته لتقف بجواره ينتظر ان يفتح احدهم له الباب .. ابتلعت ليلى ريقها بتوتر وصعوبة غير قادرة على الإستيعاب ان ابنها الغائب يقف امامها ، اقتربت منه وكان على بعد إنش واحد منها ... لترتمي فورا بأحضان ابنها تضمه بلهفة وبشدة ... احتضنها يوسف ايضاََ بقوة حتى كاد يكسر ضلوعها وهي منخرطة بالبكاء بشدة وهو يضمها يستمد منها الأمان والحنان والحب والدفئ الذى افتقدهم بالسنوات الماضية ظل هكذا هما الاثنين لوقت ليس بقصير قبل إن يقطع هذا السكون صوتها المبحوح من كثرة البكاء وهي تتحدث معه بعتاب وشوق ولوم وحب.
لتهتف ليلى بعتاب ولهفة بين دموعها الذى تتساقط بغزارة على وجنتيها وهي تحتضنه بشدة  كأنها تريد أن تزرعه بين اضلاعها خوفاََ من أن تفقده مره اخرى.
= كده يا يوسف كل ده غيبه خمس سنين حريمنى من شوفتك.
ليبتسم يوسف باتساع وهدوء وهو يأخذها بأحضانه بحب، وهو مطبق عليها بشده كأنه يخاف ان يفقد هذا الحنان والدفئ والأمان الذى وحده بأحضان والدته ظلو هكذا دقائق او ساعات لا يعلم احدهم فقد مر الوقت دون أن يشعروا فهما يعوضون ما مضى وما افتقدوه طوال هذه السنوات الخمس الماضية.
ليبتسم يوسف بهدوء وهو يهتف بحب ومرح.
= ادينى رجعت يا ست الكل و مش هسيبك ابدا لغاية ما تزهقى منى وتقولى ايه اللى رجعك.
لتهتف ليلى بحب وعدم تصديق وفرح وهي تقبله من جبينه بحنان وهي منخرطه بالبكاء.
= انا عمرى ما ازهق منك ... الحمد الله أنى شوفتك قبل ما اموت كنت خايفه يجرالى حاجه قبل ما املئ عينى منك.
تملك آدم الفزع والخوف عندما ألقت ليلي كلماتها الأخيرة على مسامعهَ وخفق قلبه بعنف وخوف على محبوبته وشعر بالاختناق من حديثها، ليطالعها آدم بضيق وعتاب ممزوج بالحب والحزن وعلى وجهه معالم الامتعاض والحزن هو يتحدث بضيق.
ليهتف آدم بصوت عالي وعصبية وهو يطالعها بضيق وحدة.
= ليلللللى مش قولت ليكى مليون مرة متجبيش سيرت الموت على لسانك.
التفت له ليلى سريعاََ وهي تبتسم له بحب فهو حبيب الطفولة و المراهقة و الشباب و الكبر مازال كما هو يعشقها و يخاف عليها و يرتعب من مجرد كلمات تشعره بالفراق هى تعلم أنه اليوم سوف يلقنها درساََ ويعطيها عقاباََ محبباََ لقلبها على كلماتها تلك التي ألقته على مسامعهَ دون أن تبالي له ولا لمشاعره .. فـ عقابه لها هو أن لا تقوم بالابتعاد وترك أحضانه و يتشبث بها كالطفل الصغير الذى يطبق عليها بشدة بأحضانه كأنه يخاف ان يفقد امه أبتسمت بسعاده لتفكيرها بعقابه المحبب لها والذي يدغدغ قلبها بسعادة لتتورد وجنتاها باللون الأحمر القاني و أبتلعت لعابها بتوتر بالغ من نظرات محبوبها المليئة باللون والعتاب لتبتسم له بخجل وحب وهي تشيح بنظراتها بعيداََ عنه قبل أن يتقدم منهم ليعانق ابنه هو ايضاََ.
اقترب منهما آدم سريعاََ وجذب يوسف من بين احضانها وهو يبتسم له بحب واتساع ثم احتضنه بشدة ولهفه واشتياق فهذا هو ابنه الأكبر وسنده بالحياة ظل آدم يشد على احتضانه ويوسف يبادله بحب وسعادة وهو يبتسم بهدوء ويتنهد بعمق بعدما وجد ما افتقده طوال هذه السنوات بغربته بين أحضان والديه وهو يشعر انه أصبح افضل مما كان عليه عندما كان في طريقه قادماََ من المطار الي منزله.
ليهتف آدم بحنان وسعادة وهو يحتضن ابنه ويربت على ظهره بقوة.
= وحشتنى يا سندى كل دى غيبه.
ليبتسم لهم يوسف بسعاده برغم ما مر به من قسوة في تجربته الإ أنه سعيد ، فهو يشعر بالسعادة تغمره بعدما رأي لهفة والديه عليه و اشتياقهم له وحبهم الكبير له ، يشعر ان قلبه يخفق بجنون من السعاده أن والده لا يشعر بالخزى والعار  منه و أنه لم يعد ذلك الفاشل المخفق والمنهزم الذى خذل والديه والتى ضحكت عليه أحد فتيات الليل ليسقط مثل الغبى فى حبها بعد أن نسجت وأحاكت خيوط لعبتها حوله بمهارة لكن كل ما مر به شئ و ان خسر معشوقته وحب حياته وطفولته شئ آخر ... فهو وسط مر به يبغض أنه خسر حب حياته بسبب بلاهته وغبائه فهو كان كالمعمي على قلبه قبل عينيه لقد اخفق وخسر معشرقته و حب حياته الذى اكتشف حبه لها عندما انزاحت الغشاوة عن عينيه وقلبه و فاق من  سكرات حبه المزعوم و الوهمى لتلك العاهرة التي أوقعته بفخها بسبب غبائه لكن عندما فاق من غيبوبته وانزاح من عليه قلبه الغشاوة التي غلفت قلبه وجد معشوقته أصبحت ملكاََ لرجلا غيره و حظى بمعشوقته أمام عينيه و خسرها للأبد ... كل الحب والعشق الذي ربطها به أصبح ملكاََ لآخر ،
تشكلت غصه مريره بحلقه عندما تذكرها ومرت على ذاكرته وعندما مرر اسمها بعقله ليتنهد بألم كبير وهو يغمض عينيه بقهر وألم و قلبه بات ينبض بجنون لم يحدث له من قبل و خاف ان يصل صوت نبضاته للجميع فـهو كلما تذكر أن معشوقته أصبحت ملكاََ لغيره ومعه وبمنزله الان شعر بكل أجزاء جسده وقلبه يئن ويتأوه كرجلاََ جريحاََ يصارع الموت وشعر بالارض من تحته تتحرك بقوة وتدور وكأنها تمردت على الطبيعه واصبحت الريح قوية تعصف به وبقلبه بشده وتجعله يتخبط بين ضلوعه بغير آتزان كأنه فقد توازنه واصابه خلل ما وهو يفكر أيضا كيف سيعيش هنا بدونها وبدون رؤيتها وكيف سيدخل للمنزل المحمل بعبقها وهي لا تتواجد به وظلت الأفكار تتلاطم برأسه وقلبه وروحه يطالبونه بالترأف بهم قليلاََ .
انتفض يوسف خارجاََ من شروده بأسترجاع ذكرياته وتلك اللحظات والسنوات والايام التي مر بها وشارداََ بحب حياته وطفولته ولحظات التي مر بها معها وأسعدت نفسه و بعد أن انتهى من مبادله والديه وأخيه اشواقهم ولفتهم وحبهم .. فاق على صوت والدته المندهش ليطالعها وهي تقعص ملامحها استغراباََ ومسلطه بصرها اتجاه تاليا التي كانت تتابعهم بتوتر لتتسائل ليلى بزهول واستغراب.
= من العسل دى يا يوسف ؟
التفت يوسف لصغيرته التي تلتصق به وهي تتشبث بثيابه بتوتر وخوف وأنحني الي مستوى صغيرته ومد يديه وحملها بحنان وهو يقبلها من وجنتيها المكتنزة البيضاء التي تشبه التفاح الناضج الشهي التي تدعوك لتناولها وهو يبتسم لها بحب وحنان قبل أن بهتف بهويتها  بحب وسعادة.
= دى تاليا بنتى.
نزلت كلمات يوسف الأخيرة على مسامعهم وقع الصاعقه و تجمد الجميع بمكانه للحظات قبل أن تشهق ليلى بصدمة وعنف وجحظت عيناها من الصدمة و رمشت بهن عدة مرات قبل أن تقدح عيناها شراراً بغضب و تجمد يوسف للحظات بمكانه وهو ينظر في عيني والدته المشتعلة من الغضب وتتحدث بحده وغضب وعصبيه جعلت قلبه يرجف خوفاََ وحزناََ على صغيرته التي افزعها صوت ليلى الجهوري الغاضب الذى تهتف بصياح غاضب.
= انت امتى اتجوزت و خلفت ؟
لتنتفض تاليا فزعاََ من صوت ليلى الجهوري وتختبئ بأحضانه ابيها بفزع وهي تتشبث به بخوف ليحتضنها يوسف وهو يطالع والدته بحنق وغضب واستنكار من طريقه حديث والدته وتعاملها مع صغيرته وصوتها العالي الذى افزع صغيرته وجعله ترتجف خوفاََ ليهتف بضيق وحزن على ابنته وهو يزفر انفاسه بقوه لعل وعسى يستطيع كبح أنفعالات جسده ويخطئ برد فعله مع والدته .. نعم هي أرعبت صغيرته وأخافتها لكنها تظل والدته التي يجب عليه احترامها وطاعتها.
ليعكف يوسف حاجبيه بحنق وغضب من حديث والدته وصوتها الذى افزع صغيرته وذكرته بهذه المرأة المستغلة وهو يجيبها بضيق وامتعاض.
= اتجوزت زميلتى اللى كانت معايا فى الشغل اللى قلت ليكم عليها قبل كده لما اتكلمنا.
أمتعضت ملامح ليلى وهي ترد بأعتراض و بغضب وبحدة و بسخريه وهي تعكف حاجبيها بعصبية وحنق وقد انتفخت اوداجها لغضب فهي تشتعل من الداخل كبركان ثائر سيأخذ ما يقابله بطريقه ويقضي على الاخضر واليابس فهي لم تتقبل هذه الصغيرة ولن تتقبلها فهي لن يفرض عليها هذا كأمر واقع .. كيف لأبنها البكري ان يفعل بها هذا و ان لا يستمع لها ... قطبت ليلى حاجبيها بعدم رضاء ولكنها لم تعلق أكثر و اخذت شهيقا ثم زفرته على مهل وببطئ عكس ثورتها من الداخل.
لتطالعه ليلى بغضب وسخط وهي تهتف بحدة وعصبيه.
= و وقتها قلنا لك يا يوسف جواز من هناك لا برضوه عملت اللى فى دماغك و يا ترى فين الهانم مراتك ولا ت....
ليلتفت لها آدم بملامح ممتعضة وهو يطالعها بأستنكار وهو يشير للصغيرة بسبابته وينظر لليلى بتحذير وهو يتحدث بهدوء ممزوج بالحزم والضيق والامتعاض من أفعالها.
ليقاطعها آدم سريعا بحزم وجدية وهو ينظر لها نظرة لوم وعتاب قبل أن يكمل حديثه بهدوء.
= خلاص يا ليلى رعبتى البت مش وقته عتاب و أسئلة ده و احنا وقفين على الباب البيت بالطريقة دى ... يستريحوا بعدين حققى معه براحتك.
ليتحنح يوسف بتوتر وحيرة وهو يبلع ريقه بقلق من رد فعل ابيه وهو يحرك عينيه بتوتر بالغ وبنقل بصره بين والديه محاولا التبرير لوالده وتوضيح ما حدث له قبل أن يوقفه أبيه عن اكمال حديثه الان لحين ان يستقر هو وحفيدته ويزالون عنهم عناء السفر.
ليلتفت يوسف لأبيه وهو يطالعه بحيرة ويتحدث بتبرير وصوت منخفض قبل أن يقاطع حديثه صوت أبيه الصارم وهو يوقفه عن تكملة حديثه.
= بابا انا .....
ليربت آدم على كتف يوسف الأيمن ويعطيه نظرة مطمئنة فهذا ليس الوقت المناسب لهذا الحديث الان يجب أن يرحبا بقدوم ابنه وحفيدته المشتاق لاحتضانها وحملها وسماع صوتها وهي تحدثه ثم مد يديه ليأخذ حفيدته من بين يدي ابنه بلهفة وهو يبتسم بشدة وسعادة وحب لها.
ليطالعه آدم بهدوء وهو يهتف بجدية وحزم قبل أن يتسائل بأستغراب.
= بعدين يا يوسف يبقى نتكلم ... مش هتدينى بنتك اشوفها.
ابتسم يوسف بشدة وسعادة لكلمات أبيه  وشعر بالأمتنان والسعاده لتقبل أبيه لأبنته وعدم نبذه لها وبغضه لها فهو كاد يموت خوفاََ وقلقاََ مما ستواجهه ابنته مع عائلته و ان يبغضوها ويعاملونها بقسوة فحقاََ يكفيها ما عانته مع والدتها وكراهية والدتها لها التي أصابت قلب صغيرته بالحزن والخذلان الذى جاهد محاولا تعويضها عن كل هذا زرع الابتسامه بقلبها قبل شفتيها.
ليبتسم يوسف لأبنته بحب وهو يهمس لها بنبرة منخفضه وحنان.
= صغيرتى هيا اذهبى إلى جدك هو يريد ان يرحب بك.
إحتضنت تاليا والدها بـقوة دافنًة رأسها في عنقه وهي تتشبث به بخوف وحزن .. وهي ترتعد خوفاََ ليقلق يوسف عليها ويبدأ بالتهدئة من روعها وزرع الأمان بقلبها حتى تتكيف معهم ولا تهابهم ولا تشعر بالوحدة وسط عائلته
لتومأ تاليا برأسها الذى تحشره بعنق ابيها خوفاََ يميناََ ويساراََ بالنفي بشدة وهي تتحدث بحزن وخوف.
= لا أريد ف هم لا يحبونى دادى ... هيا بنا نعود الى منزلنا ارجوك.
ليربت يوسف على ظهرها بحنان وهو يقبلها من وجنتها محاولا التهدئة من روعها وهو يحتضنها بـشدة دافنًا رأسها في عنقه وبهمس لها بحب وبرجاء وحنان .. لتتحدث تاليا بصوت مختنق بالبكاء وهي تنفي بشدة وخوف ... فهي قد فقدت الأمان مع والدتها سابقاََ وشعرت بالحزن والرفض و ظلت تتذكر ما حدث معها ودموعها تتخذ مجراها على وجنتها ليضمها يوسف بقوة فهو يشعر بها ويعلم ما يدور بخلدها الطفولي الان.
ليربت يوسف علي ظهرها بحنان وهو يهتف بحب وحنان ابوي ويقبلها من جبينها مهدئاََ من روعها فهي أصابها الفزع والخوف من والدته.
= لماذا تقولى ذلك حبيبتى هم يحبونك مثلى صغيرتى ... هيا اميرتى اسمعى كلامى و اذهبى الى جدك.
لوت ليلى شدقها وقالت بـحنق و تعاقدا حاجبيها بعدم رضاء وتسائلت بـإمتعاض
وحدة وشراسة وهي تبتسم بسخرية لاذعه وهي تستشيط غصباََ من الداخل وقد بدى على وجهها الامتعاض والنفور والغضب وهي تهتف بغضب وعصبية.
= كمان مش معلمها تتكلم عربى.
لينظر لها آدم سريعاََ بأستنكار ونطق بضيق واستهجان وعلى وجهه علامات الامتعاض من ردود أفعال زوجته.
= فى ايه يا ليلى مالك ؟ دا على أساس انك جاهله و مش فاهمه هى بتقول ايه ؟ ولا هتعرفى تتعملى معها اهدى شويه.
تقدم آدم منهما بهدوء وخطوات متمهلة وألتف من خلف يوسف و وقف لجواره حيث يصبح وجه تاليا مقابلاََ له ويستطيع التأثير عليها ظل يطالعها بحب وسعادة وهو يبتسم لها بأتساع وحنان قبل أن تخطر بعقله فكرة طفولية يستطيع بها جذب اهتمامها واستمالتها لها وأيصال حبه لها كي تثق به ولا تهابه وتشعر بالأمان معه.
ليقف آدم بجانب يوسف و مقابلاََ لوجهه تاليا وهو يبتسم لها بحب وهدوء ويحدثها بحنان وحب.
= ما بها أميرة جدها الصغيرة لا ترغب فى تحياتى ؟ أم يخيفك وجهى العجوز.
لجأ آدم الي حيلة طفولية كي يكسب ودها وينال محبتها ويشعرها بالأمان من اتجاهه ولا تهابه فخبأ آدم وجهه بين كفيه و أخذ يبكي بكاء مصطنع وهو ينظر لها ولرد فعلها من بين أصابع كفيه وهو يشعر بالأمل والسعادة من نظراتها الطفولية لتنجح خطته وقد كان حسب ما اراد ليجدها تمد يدها الصغيرة وتضغط على يده برقة وطفولية في محاوله منها لإيقافه عن بكاء وهي تهمس له بـرجاء باكي.
و رفعت تاليا عيناها الخائفه نحو أبيها وهي ترمش بعينيها عدة مرات ببراءة وطفولية وهي تتشبث بثيابه بتوتر ليبادلها يوسف النظرات بالعتاب لتبتلع تاليا لعابها بتوتر بالغ قبل أن تعود ببصرها لـ آدم وهي تحدق به بقليلاََ من الخوف والتوتر قبل أن تتشدق بصوت طفولي وهي تهتف بصوت طفولي أدخل السعادة على قلب آدم فور تحدثها معه.
= أرجوك لا تبكى ف أنت وجهك جميل لا يخيفنى.
أبتسم آدم بسعاده لكلماتها وصوتها الطفولي الذي يدغدغ قلبه بسعادة ولهفه لها لكنه استمر في اصطناع البكاء وهو يقاوم رغبته في ضمها وتقبيل وجنتيها المكتنزة الطفولية التي تشبه التفاح الناضج الشهي وهو يتحدث بحزن مصطنع كي يكسب قلبها ويجعلها تشعر انها حفيدته واميرته وانه مصدر الأمان والدفئ والقوة.
ايه رأيكم فى رد فعل ليلى ؟
ايه رأيكم فى الفصل ؟؟
انتظروا الفصل القادم ؟؟
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now