الفصل الثالث و الأربعون

2.2K 28 10
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الثالث و الأربعون

بقلمى / هدير خليل

ألتفت ماسة نحو والدها قائله بتساؤل و هي عاقدة حاجبيها بأستغراب و ابتسامه مستهزئه على حديث زين .
= انت تعرف عن الجنان اللى بيتكلم عنه ده .
هوى قلب أدهم  بين قدميه خوفاََ و رعباََ عليها من هيئتها هذه و نظراته تتجول على ملامحها بجنون و قلق و تصرخ بشتى أنواع و معاني القلق ، فهو يشعر انه عاجز و لا يستطيع انقاذها من مصير محتوم ، ليقترب منها ثانيتاََ بهدوء و رويه حتى لا تنهار و تفزع اكثر لياخذها باحضانه لتنتفض بين ذراعيه ليضمها بشدة لصدره بحنان ابوي و حب وجد لها خصيصاً مدللته التي ذاقت ما لا يتحمله بشر اخر فهي تحملت ما لا يتحمله الجبال ، ليربت على ظهرها و فوق حجابها بحنان و حب و عينيه تنضح بالخوف و القلق عليها ، ليبلع أدهم ريقه بصعوبة و يحمحم قائلاََ بخفَوت و قلق .
= ماسه ممكن تهدى علشان اعرف افهمك .
لتومأ  ماسة برأسها يميناََ و يساراََ تنفي بشدة و هسترية و هي تهتف بصوت عالي غاضب و عصبية و هى تبتعد عنه بقوة .
= انا مش عايزه افهم حاجه انا عايزه اطلع من هنا أنا و ابنى و بس مش عايزه اعرف هو مين ولا عايز ايه ؟
ليطالعها أدهم قليلاََ بحزن ثم يطأطأ راسه و يخفض بصره بالأرض و يهتف بقلة حيلة و حزن على وضعها .
= ماسه انتى متقدريش تمنعيه انه يأخد سليم منك هو.....
انتفضت ماسة في مكانها بعصببه و هي تهتف بحدة و شراسة و عينها تطلق شرارات نارية من الغضب .
= لييييييييه ليييييييه ؟ مقدرش ليه ؟ مسك عليك زلة علشان ياخد ابنى .
ليهتف بصوت مرتبك و متوتر و هو يبلع ريقه بصعوبه و خوف عليها .
= ماسه اهدى و انا هقولك ك......
إحمر وجه ماسة غضباََ لتهدر بغضب و قسوة و قد توحشت عيناها و هي تنقل بصرها بينهم  بجنون و حزن فما يحدث معها فوق طاقتها و فوق احتمالها .
= أنا مش عايزه اسمع حاجه مش عايزه اسمع حاجه منك أنت بتتصرف فى كل حاجه على مزاجك و بتأخد قرارات عنا و كإنك ملاك مش بتغلط بس انت مش ملحظ انك بتغرقنا انا رميتنى بدل المرة اتنين و جوزتنى غصب عنى و دلوقتى حتى ابنى عايز تخليه ياخده منى حتى محمد جوزته غصب عنه و من غير ما يعرف علشان ترد الجميل على حساب سعادته و ليث جوزته غصب عنه بحجة انك عايز توقف التار و هو اللى بيدفع نتيجة اختيارك و أوس نفس الوضع مختلفش عنا حاجه برضوه اجبرته يتجوز مهره اللى اكبر منه علشان تلم الموضوع برغم كان فى طرق كتير تقدر تلم بيها الموضوع غير انك تجبره بس أنت عمرك ما اهتميت انك تاخد رأى حد فينا حتى جوازك من ماما كان برضوه غصب عنها ههه دا حتى خالى آدم و حمزه برضوه جوازهم كان غصب علشان تظهر لينا انك الكبير اللى بيحل لينا مشاكلنا بس كنت بتغرقنا و لسه مصر انك الصح انا مش عايزه اسمعك ولا اشوفك تانى انا تعبت من تصرفاتك و تحكمك فى حياتى تعرف انا عنى اعيش فى الذل اللى شايفه منه ولا أنى ارجع اعيش معاكم تانى .
كان أدهم يقف مبهوتا مشدوها و جحظت عيناه و رمش بها بعدك مرات غير مصدق لما القته مدللته و صغيرته ماسته على مسامعه من كلمات مثل السوط من نار ، لقد فاق  تخيلاته ما هذا ؟! و من هذه؟! و هل انا فعلاََ كنت بهذه القسوة و انى السبب فى دمار حياتهم ؟ هل انا السبب كما تقول ، و جميعهم يعانى منه لهذه الدرجه ولم يشعر بهم حتى اصبحوا كالقنبلة الموقوتة !
كان الذهول و الصدمه هم ما يسيطرون عليه  بهذه اللحظه لم يستوعب و فقد الشعور بما حوله ، هل بعد هذا العمر يظهر انه هو السئ فى كل ما حدث هو من تسبب فى حزن و وجع ابنائه لهذه الدرجه اصبحوا ابنائه يكره بسبب اعتقاده انه يحميهم حتى زوجته كان يظن انه هو الضحية هل هو فعلا الظالم فى نظرهم هل هو سئ إلى هذه الدرجه ؟ كان محمد سوف يهاجم ماسه و لكن أدهم منعه من الحديث عندما وضع يده على كتفه يحسه على الصمت و حاول ان يسيطر على دموعه المجتمعه فى عينه و لكنها خانته عينه و هبطت دموعه على وجنته  تشق رجولته قبل وجنته ، لم يستطيع ان يخرج حرف من فمه و كل ما فعله انه انزل عينه بانكسار ارضا يخبئ ضعفه بعيد عن اعينهم حتى لا يروا دمعته الخائنه و جر قدمه إلى خارج البيت يتبعه محمد الذى يبكى على منظر والده الذى لا يرد عليه و خفق قلبه فزعاََ عليه بعد ما حدث معه الان ، فقد كان أدهم تائه عن كل ما حوله هل حقاََ ما سمعه من صغيره التي صفعته بكلماتها بقوة و عنف ام انها مجرد تهيئات أصابته ، بعد ان غادر أدهم المكان تطلع زين بأشمئزاز و نفور الى ماسه و هو يهتف بضيق و غضب .
= تعرفى انك جاحده و تستأهلى كل اللى بعمله فيكى ، ابوكى اللى كسرتيه قدام واحد غريب زى فضل يحاول بكل الطرق علشان يمنعنى ان اخد سليم منك و لما مقدرش اضطر انه يوافق على جوازك منى .
ليكمل زين حديثه بسخريه و هو ينظر لها بحتقار و عدم تصديق و هو يرفع جانبي شفتيه بأشمئزاز .
= انا مش عارف سليم حب فيكى ايه ؟ بس اخويا طول عمره اهبل و بيتغش فى الناس .. مالك مستغربه كده ليه ايوه انا ابقى اخو سليم بس من الاب بس لكن امهاتنا مختلفين ابويا اتجوز مرتين امى و ام سليم بس ام سليم رفضت تسكن مع ابويا هنا فى الصعيد فكان بيروح ليها كل شهر علاقتى ب سليم مكنتش كد قده بس لما جه هنا و قرار يشتغل مع ابوكى فى المصنع علاقتنا اتحسنت و انا بعت له نصيبى فى المصنع علشان حاجه مش بفهم فيها محبش اشتغل فيها .
عاد زين الى الجلوس فى مكان بسترخاء ظهر على عكس عينيه المشتعله من الغضب و الذي أصبح بياضها متلون باللون الأحمر من  العصبيه ، زفر بقوه لعل و عسى يستطيع كبح أنفعالات جسده قبل أن يقوم يمزقها اربا ارباََ فهو يبغضها بشدة و يبغض أفعالها ، ليهتف زين بحدة و عصبية و هو يصك أسنانه بغضب و يكمل .
= مش هنسى اليوم اللى جانى فيه الفرحه هتنط من عينه و هو بيقولى انه بيحبك حولت انصحه انه ميظهرش حبه ده غير لما يتأكد انك بتحبيه بس هو مسمعش منى و فضل يحاول معاكى مرة وراه مرة علشان ترضى عنه حتى بنظره كان قلبى ب يوجعنى لما كان يشتكى لى انك مش راضيه تديله فرصه علشان ظهر لك حبه حتى بعد ما بقيتى مراته الوضع متغيرش بل بقى اسواء و حالته بقى تصعب على الكافر بس هى الهانم عندها قلب علشان تحس به .
رمقها بكره و حاول ان يسيطر على غضبه حتى لا يتصاعد و يتنهد بعمق و هو يكمل حديثه بعدم تصديق و تساؤل .
= غاب عنى شهر و بعدها لقيت حاله اتبدل و بيحكى على حبك له و عشقه ليكى انا مصدقتش ايه حصل خلكى تقولي له انك بتحبيه بصراحه سؤال لغايه دلوقتى هموت و اعرف اجابته .
ماسه تجاهلة سؤاله وكإنها لم تسمعه فهي كانت تائهه بعالم اخر من الحقائق والاكاذيب والغش والتدليس ظلت جامده لم ترد عليه غير مصدقه ما سمعته أذنيها كم وجعها العذاب الذى ناله سليم من حبها ، ما لبثت قليلا لتستوعب الأمر و تلملم شتات نفسها  متحدثه ببرود و جَمود بعد أن استوعبت الصدمه.
= كل ده ما يهمنيش اللى يهمنى انت ازاى تقدر تأخد ابنى منى مفيش قانون فى الدنيا يسمح ان عم ياخد ابن اخوه من امه .
ليجيبها زين بخبث و هو يرفع حاجبيه بمكر و ابتسامة مستفزة .
= لا فى لما اثبت انك انسانه غير سويه و غير مأهله لرعيته .
لتهتف بعدم تصديق و بصدمه و هي تطالعه بذهول .
= انس... أنت بتقول ايه ؟
ليجيبها زين بنبرة تشبه فحيح الافعى و هو يحدق به بقسوة و حقد .
= انا قدرت اجيب كل الورق اللى يثبت انك واحدة غير سويه من المستشفى اللى اتحجزتى فيها كام يوم لما اغت... لما اتقتل سليم و رفعت قضية و كسبتها و اخدت حضانة سليم .
وقفت ماسة مصعوقة بمكانها بالكلام الذي نزل على مسامعها منذ لحظات قليله و لم تستوعب ما سمعته للان و هي تهز رأسها يميناََ و يساراََ  بعدم تصديق و هي تبلغ ريقها بقلق و خوف عندما وقع بصرها على ملامحه التي لا تبشر بالخير بسبب غضبه المتزايد بينما هو ظل يتابعها بتشفي وشر دفين .
لتعقص ماسة ملامحها باستغراب و هى تهتف بالنفي و عصبية .
= انا مستلمتش أى ورق بخصوص قضية زى دى أنت كدب .
ليبتسم زين بجانبيه و هو يهتف بنبرة متخابثة .
= مستلمتيش أى ورق لأنى كنت أنا اللى بستلم الورق ده لما كتبت عنوان شقة سليم اللى فى القاهرة و كنت مخلى واحدة تسكن فى الشقة علشان تستلم  الورق على أنها انتى لغاية ما القضية خلصت .
لتهدر ماسة بغضب عارم و عصبية .
= دا اسمه تزوير أنا هبلغ عليك و أوديك فى داهيه .
ليهتف زين بقسوة و ببرود و هو يرفع حاجبه باستهزاء .
= اللى عندك اعمليه و أن قدرتى تثبتى انه مش أنتى اللى استلمتى الورق اثبتى بس لغاية ما تعملى كده ابن اخويا مش هيطلع من هنا و احمدى ربنا انى بس اكتفيت انى اخد سليم منك بس لأنى بصراحه انا كنت ناوى اوريكى الجحيم و خليكى تتجنى بجد و ارميكى فى اى مستشفى مجانين بس علشان خاطر ابوكى اللى بهدلتيه من شويه ده وفقت انى اتجوزك من غير ما أذيكى و اسيبك مع ابنك .
لتفتح ماسه عينيها على وسعهما بصدمه و هي تهتف بتلعثم و عدم تصديق .
= يعنى... يعنى لما جيت البلد و ضربت بالنار و الكلام اللى طلعته عليا ده كل من تخطيطك .
ليبتسم زين بمكر و هو يهتف بنبرة شيطانية .
= اممم مش كله الصراحه انا كنت جاى البلد ناوى اخد سليم و اذلك بعدها براحتى بس اتفاجات ب واحد بيضربوا عليه النار ف ساعدته و من حظى الحلو انه طلع ابوكى هو مش حلو اوى لأن ابوك مدخلنيش بيته غير لما جاب تاريخى من يوم ما اتولدت و عرف انا مين ف لعبت معاه على المكشوف و كان ابسط حاجه لانقاذ الوضع انى اتجوزك بس هو كان ظهر انه هيرفض فاضطرية انى اجبره عن طريق انى ابعت ليكى واحد تقفى معاه و اخلى الكل يتكلم عليكى و طبعا انتى خدمتينى ب غبائك و عدم سماعك كلام حد ان تمشى كل حاجه زى ما انا عايز .
زين و هو ينهض و يتجه إلى سليم الذى قام محمد ب وضعه على الكنبه و قام بحمله و تحرك به ليصعد لغرفته و هو يحدث ماسه بما يخالجه صدره و بما يخفيه عنها ، و هو يبتسم بسخريه و يتحدث بقسوة و مازال مكملاََ طريقه
= على العموم أنتى متهمنيش فى حاجه و كل اللى يهمنى ابن اخويا صح فى البداية كنت عايز اقتلك زى ما كنتى السبب فى موت اخويا بس علشان خاطر سليم الميت و الحى هسيبك فى حالك و القرار قرارك ان كنتى عايزه تقعدى معنا او تمشى دى حاجه ترجعك .
تركها زين تتخبط فى صراع بين نفسها و العديد من الأفكار تتلاطم برأسها ، و دموعها تهبط بآلم تتمنى الموت الان لا محال فما نزل على مسامعها منذ قليل و ما حدث معها بالاونة الأخيرة لم يعد يتحمله قلبها اكثر أصبحت قدرتها على الاحتمال ضئيلة ، فقد فقدت روحها و لم تعد تبالي سوا لصغيرها ظلت صامتة جامدة بمكانها تتسائل بنفسها لما يحدث مَعها كل هذا ؟ لما لا أحد يشعر بها و لمتي ستظل هكذا ؟ لما هي منبوذة و متهمه من الجميع ينفر منها ، هل هذا عيباََ بها ام ذنباََ اقترفته وجاء موعد حسابها ، هل هذا انتقام يالله ؟ و اذا كانت لها جانب سئ لما لا أحد منهما نظر لها بعين شفقة أو حب ، لقد نسي الجميع ما عانته هذه المسكينة و الأدهي ما تعرضت له من وحشية لم يراعي احد طهارة قلبها و روحها و يرحمها .
اما عند أدهم فبعد ان خرج من عند ماسه و تبعه محمد الذى يشاركه البكاء فقد صدم  ادهم كثيرا من رد فعل ماسه ذاك و اغمض عينيه بألم و حزن ليهتف محمد منادياََ ابيه بصوت بكى و هو ينظر له بحزن و قلق .
= ب.. بابااااا .
استند أدهم على السيارة و هو يعطى ظهره ل محمد و يمسح دموعه قبل ان يلتفت له  بنظراته المشتته و الغير مصدقه طالعه بحزن و انكسار و قلباََ ملكوم و هو يردف بخفوت .
= سوق انت .
ليطالعه محمد بقلق و هو يتفحصه قبل أن يهتف متسائلاََ .
= انت كويس .
أدهم هز رأسه بالايجاب بدون ان ينطق بحرف و صعد إلى السيارة و هو ينظر من النافذه بشرود و حزن و بجواره محمد يقود السيارة .
ليهتف محمد منادياََ ابيه بحزن .
= بابا ..باباااا .
فاق أدهم من شروده على صوت ابنه الحزين و القلق فهو كان شارداََ بأسترجاع تلك اللحظات الأخيرة التي قد مر بها و احزنته و أشعلته قهراََ و جعلته يسقط لسابع ارض مهشماََ ضائعاََ حائراََ بلا هوية و بلا روح ليجيبه أدهم بنبرة متعبه شاحبة .
= ايوه يا محمد فى ايه ؟
لينظر له محمد بقلق و هو يهتف بهدوء عكس ما بداخله من عواصف .
= وصلنا .
أماء ادهم برأسه ثم هبط من السيارة بثقل شديد و عندما هم بالذهاب و السير احس بدوخه و تشوش برؤيته فسند على السيارة كي يستطيع إعادة توزانه مره اخري ، و عندما راه محمد هكذا وقع قلبه بين قدميه بفزع و قلق  فركض مهرولاََ عليه و هو يسنده و يساعدة على السير لداخل البناية و الصعود إلى الشقة حيث يقطنون و قلبه يتألم من داخل بقلق و خوف من وضع والده و يهتف له متسائلاََ و هو يسند ابيه على كتفه .
= تحب تقعد فين ؟
ليجيبه أدهم بوهن و صوت متقطع من الخمول و التعب .
= عايز ارتاح .. دخلنى الأوضة .
قام  محمد باسناده و مساعدته للوصول لغرفته و ايصاله إلى سريره لكي يريح جسده المنهك من التعب و الصدمة و قام بخلع الحذاء له بعد ان جعله يتمدد و ينام على السرير و قد ادمعت عينيه و امتلئت بالدموع من حاله أبيه الذي لا يرثي لها ليتمم محمد بخفوت بعد أن قام بتقبيل جبين و يدين والدها .
= هجيبلك حاجه تأكلها .
ليردف بنبرة منخفضه و بثقل و هو ينفي برأسه بتعب .
= لا.. انا عايز .. انام .
ليرمأ محمد براسه و هو يهتف بطاعه .
= حاضر .
بعد اطمئن محمد انه نام ترك الغرفة له ليستريح و خرج إلى الصالة و اخرج هاتفه الذى لم يتوقف عن الرنين منذ الصباح ليرفعه و يضعه على اذنه اليمني و يجيب بحزن و ضيق .
= آلو .. ايوه يا ليث ...
ليهتف أوس بغضب و هو يتسائل بعصبية و قلق .
= أنت فين يا حيووووان و ليه مش بترد على تلفونك من الصبح ؟
لم يرد عليه محمد و هو يشعر بالاختناق و ان صدره يضيق عليه بالخوف بل انهار فى البكاء  بشدة و دموعه تسقط بغزارة ملطخه وجنته و لم يستطع السيطره على إنفعالاته و هم مصدومين متجمدين بأمكانهم لا يعلمون ماذا حدث و لما هذا البكاء المرير لتتخبطهم الافكارهم عما حدث سبب هذا الانهيار له ، فهم لا يسمعوا منه الإ على شهقاته المتعالية المتقطعه بحرقة و الم ليهتف ليث بخوف و عصبية و هو يحرك عينيه بجميع الاتجاهات بخوف و يصرخ على اخيه .
= فى ايه يا محمد ؟ بابا جراه حاجه ؟ ما تنطططططق يا محمد نشفت دمنا .
حاول محمد ان يسيطر على دموعه و لكن لم يقدر و تحدث من وسط شهقاته و هو يقص لهم ما حدث فى منزل ماسه و ما قالته الى والدهم و كيف اصبح حاله ، ليردف أوس متسائلاََ بجنون و هو يكاد أن يموت من القلق .
= بابا بابا ايه اخبار محمد بابا حصله ايه ؟ هو فين دلوقتى ؟
ليهتف محمد بخوف و ببكاء  شديد و جسده ينتفض من القلق على ابيه .
= نايم قال عايز ارتاح و نام أنا خايف عليه يا اوس .
ليهتف ليث سريعاََ بصرامه .
= محمد هات العنوان و احنا جاين ليك دلوقتى .

ليجيبه محمد بتلعثم و بتردد شديد .
= بس.. بس بابا..
ليهتف أوس بنبرة منخفضة قليلا كي يطمئنه و هدوء مميت .
= محمد بابا محتاجنا حوليه مش انه يقعد لوحده هات العنوان و خمس دقايق كده و ادخل الطمن عليه و طمننا .
اعطاهم محمد العنوان كما طلبوا منه و هو مرتبك و خائف ولا يعلم ماذا يفعل أو ماذا سيحدث و قلبه ينبض بخوف و قلق و يكاد ان يخرج من بين اضلاعه ، و ظل و اقفل فى مكانه بتوتر و خوف انتظر قدومهم و هو يشعر انه يقف  على جمرات من نار و تردد كثير فى الدخول الى والده و هو يكاد ان يموت من قلقه عليه لتقترب منه جورى و هي تعقص حاجبيها بأستغراب و هي تهتف بتساؤل .
= فى ايه يا محمد ؟ مالك وقف كده ليه ؟ و فين أدهم ؟ انتوا ليه اتاخرتوا كده ؟
ليجيبها محمد بتوتر و خوف و هو مازال على وقفته .
= بابا تعبان شويه و....
انفزعت جورى مما سمعته و لم تتنظر سمع المزيد و ركضت سريعاََ لغرفة أدهم و فتحت الباب بسرعه و قوة و دخلت عند أدهم لتراه و تطمئن عليه و بعدها تعالت صرخات جورى مناديا علي ادهم بصوت عالي .
= ادددددددهم أدهمممممم .
الصدمه هى التى كانت تسيطر عليهم و جعلتهم متجمدين فى مكانهم لا يعلمون ماذا يفعلون و هما يرونه هكذا و لم يستوعبون  و محمد دموعه تهبط بغزاره و دون وعي على وجنته و هو يهز رأسه بالنفي يميناََ و يساراََ بعدم تصديق و ذهول تام .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now