الفصل الحادى و العشرون

2.5K 46 7
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الحادى و العشرون

بقلمى / هدير خليل

بمجرد أن هتف حمزه بتلك الحماقه عن الانفصال جن جنون ياسمين ، و قمت ياسمين بجذب حمزه من لياقة قميصه ببلطجه و قوة و هي تبتسم بجنون لتقربه منها و لم يفصل بينهم اي انش و اصبحت شفتيها أمام شفتيه و انفاسهم مختلطه لتهتف ياسمين بعصبية و غيره و هي تنظر له بغضب و غيره و هى تقول ببلطجه تشبه اولاد الشوارع و تملك و ملامح ااجنون مرتسمه على وجهها .
= عشان ادخل فيك السجن انا هقعد على قلبك لغاية ما اموت و حتى لما اموت هطلع لك عفريته عشان انكد عليك عيشتك لو فكرت تبص لواحده تانى من بعدى .. بص ياض طلق مش هتطلق و شكلى اللى مش عجبك ده مش هغيره و المحك يا حمزه بتبص على اى واحدة كده ولا كده هخرم لك عينك من الاخر كده انت كلك على بعضك بتاعى أنا و بس و تحط فى دماغك انا مفيش راجل على الارض يملى عينى غيرك أنت فاهم إياك مرة تانى اسمعك تقارن نفسك بحد تانى مهما كان مين يكون انت فاهم .
حمزه نظر لها بتخبط لا يعرف اهى تحبه اما تكرهه انها عنيدة بلهاء لكنه يعشقها لكنها دائما تستفزه ببرودها و وقاحتها التي تجعله يثور كالبركان ، هو يعلم أنها بدأت تميل له وتقع فى حبه لكنها تكابر فماذا يفعل معها يتركها و يتحرر من قيود عشقها أم يبقى معها و يتحمل افعالها معه و شعوره الذى يقتله من أنها تفضل غيره ، لينظر حمزه لها بتوهان و شرود قبل أن يهتف بتساول و تخبط و هو يقول .
= أنتى عايزه ايه بالضبط ؟ عايزانى ولا مش عايزانى انا بجد مبقدتش قادر افهمك ولا افهم انتى عايزه ايه منى بالضبط اقرب ولا ابعد .
لتردف ياسمين بهدوء و جدية و عينيها تتوسله أن يفهم عليها فهى أيضا مثله تشعر بالتخبط ، فقالت ياسمين بنبرة حاولت ان تكون هادئه لا تظهر فيها تخبطها .
= أنا عايزه حمزه على طبيعته مش حمزه اللى بيحاول يقنعنى انه حد مش هو .
حمزه يقوم بجذبها الى حضنه أكثر و هو يلف يديه حول خصرها بـ قوة ليشدد من احتضانها دافنًا رأسه في عنقها يشتم عبقها و يشبع رئتيه برائحتها التي تسكره و يستشعر دفئ احضانها كالمغيب ، لتنفس تلك الرائحه التى حرم منها طول تلك الفترة الماضية ، التى الرائحة التى تدب فيه الروح بعد ان شعر انها غادرت جسده و اصبح جثه هامده من عشقها الذى اهلكه ، ليبتعد بوجهه قليلا عنه ليطالعها حمزه بشغف  و عينيه تتجول على ملامحها فهو مشتاق لملامحها بشدة و يشتاقها كلها بقوة ليهتف بحب .
= لما حمزه يرجع هيلقى ياسمينته مستنيه ؟؟
لتقترب منه ياسمين بجراه و ردت عليه بقبله رقيقه على شايفه ليصدم من فعلتها و يتشنج جسده و يقشعر و لكنه عند شعوره لدفئ شفتيها على شفايفه اوقدت نيران اشواقه و هو مطبق على خصرها بشده كأنه يخاف ان تبتعد و يكون ذلك ما هو الإ مجرد سراب او انها تتبخر من بين يديه مثل الماء ، ظلو هكذا  لثواني قبل أن تبتعد عنه ليلتقطوا أنفاسهم و تطالع لها و هو يرأه حمره الخجل تكسو وجهها و يلهثون و هو ينظر لها بعينين مغيمة بمشاعر ، ليتنحنح حمزه بقوة و هو يهمس لها بصوت متحشرج من أثر قبلتها المفاجأة له بأذنها و انفاسها الساخنه تلفح اذنيها و هو يقول بشوق و لهفه .
= احم الاحسن تبعد علشان انا واحد محروم منك لى ٥ شهور و مش عايز اتهور و اعمل حاجه هموت و اعملها و تبقى فضيح لو حد دخل المكتب .
ابتعدت عنه ياسمين راكضه و جات لتخرج هاربه منه بخجل و لكن اوقفها حمزه و هو يهتف مناديا عليها بعيون مشتعله من العشق و رجاء و هو يقول .
= ياسمين .
لتلفت له ياسمين و هي تجيبه .
= نعم .
ليطالعها حمزه لثواني برجاء و حب قبل أن يهتف بتساؤل .
= بتحبينى .
لتجيبه ياسمين بهدوء .
= ايوه .
ليهتف حمزه بامتعاض و هو يهز رأسه يمين و يسار بالنفى و هو يقول .
= مش هو ده الرد .
لتميل ياسمين برأسها للجانب و هي تردف بغباء و هى تطالعه باستفهام .
= هو رد موصلش ليك باللى عملته .
ليومأ حمزه يمينا و يسارا هز رأسه بالنفى بقوة و هو يردف .
= لا مش هو ده الرد اللى مستنيه .
لتطالعه ياسمين باستغراب و هي تهتف باستنكار فهى لأول مرة فى حياتها تكون بتلك الجراءه من أجله هو فقط من أجل أن تجعله يشعر انها تحبه هو لا غيره و لكن الآن يصدمها بحديثه انه لم يكن كذلك اذاً ما هو فى نظره لتغمغم بتعجب .
= أما كان ايه ؟
ليردف حمزه بهدوء لكن نظراته كانت تحمل الكثير من الحزن و الآلم و هو يهتف .
= كان رد فعل واحدة بتحاول ترجع جوزها بس عشان بيتها ميتخربش ، ده مش رد حبيبه على حبيبها .
لتردف ياسمين و هي تتنهد بقوه و تخفض بصرها و هى تقول .
= حمزززه متطلبش منى أكتر من طاقتى .
ليشعر حمزه بالحزن و هو يردف بضيق و رجاء و هو يقول .
= و أنا مش عايز غير أنك تحبينى... لو سمحتى متعمليش كده تانى .
لتهتف ياسمين باستغراب و هى تكشر ما بين حاجبيها بعدم فهم و هى تخطو خطوة واحدة فقط باتجه و هى تقول .
= اعمل ايه ؟
ليردف حمزه بجدية و ضيق و هو يقول موضحاً .
= متقربيش منى بالطريقة دى علشان بس تخلينى ليكى . . لما تقربى لي قربى علشان بتحبينى بس غير كده مش عايز اى قرب منك تانى .
تركها حمزه و غادر المكان هو يعلم انهم متخطون المشاعر فهو بالأخص متيم بها و مهووس بعشقها و بدأ يشعر بها تلين له و لكنه لا يحب ان يستخف احد بمشاعره لأجل فقط ان تحتفظ بعلاقتهم هو يريدها كحبيبة كمعشوقته و ليست زوجته يريدها أن تبادله شعوره و تتنفسه عشقا كما يفعل هو ، فهو تعب من برودها و نفورها منه لكنها زرعت بداخله بصيص أمل بقبلتها التي ما ان تذكرها ابتسم و مرار ابهامه على شفتيه لتزداد ابتسامته اتساعاً بالأخص انها من بادرت بها و هذا يعني أنها لا تنفر منه ، و من غيرتها عندما علمت بقصه زواجه من غيرها ليشعر ان هنا توجد نبته باسمه فى قلبها ، ليدعي الله أن يلهمه الصبر عليها و يزرع عشقه بقلبها . . أما ياسمين تنهدت بضيق فهى لا تعرف كيف تصلح علاقتهم هى تريد حمزه ان يعود الى طبيعته و هو يريد منها ان تغير أسلوبها و لكن أين السبيل ، لكنها تشعر بشعور جديد ناحيته و بالأخص عندما عاد بعد غياب و راته فهي لا تعلم ما هذه المشاعر الجديده عليها لكنها تكابر و تنفي أن تكون حب لتعناد نفسها على عدم وقوعها فى حبه لكنها قد وقعت له و هي لا تعلم لكنها بلهاء عنيدة و لكن ما تعلمه جيدا انه ملكها هى فقط و لن تسمح له بالابتعاد عنها مرة اخرى او حتى تسمح له بالانفصال عنها مهما كانت الطريق التى سوف تستخدمها لفعل ذلك ان كان مشروعه او غير مشروع لا يهمها كل ما يهمها هو حمزه فقط .
على الناحية الاخرة عند أدهم ، بعد أن ترك حمزه و ياسمين و خرج من غرفة المكتب وجد جورى تنتظره فى الخارج و عندما رأت أدهم خرج من غرفة المكتب ركضت باتجاه و هي تجذبه من معصمه بحماس و سعاده ليذهب معها الى الاسطبل و هى تهتف بحماس و هي تطالع أدهم بسعاده و هى تقول .
= انا جهزه يلا بينا .
لينظر لها أدهم لثواني ثم يردف بهدوء قبل أن يهتف مناديا اوس
= طيب اطلعى قدامى يلا .. أوس تعال ورايه عايزك .
لينظر أوس لوالدها بتوتر و هو يبتلع ريقه بصعوبة و ارتباك فهو يعلم ان والده لن يمرر امر تركها البيت بدون ان يحدثه ليهتف بطاعه و هو يطالعه بهدوء ظاهر فقط .
= حاضر .
آدم و هو يبتسم بسعاده بعودت صديق عمره مرة اخرى و اهتمامه بامور الجميع مثل السابق ، ليهتف آدم بمرح و هو يبتسم باتساع و سعادة و هو يقول .
= مش عايزنى أنا كمان .
ليردف أدهم بحب و صرامه لصديق عمره و هو يرى السعادة تشع من عينه فرحةً بعودته لهم .
= مستغناش عنك بس عايزك تتكل على الله أنت و البيه التانى و تروحوا تشوفوا شغلكم و أنا هخلص هنا و هحصلكم على هناك .
لتهتف سارة بحنق و هي تطالعه بغضب من اهتمامه بالجميع و بالحديث معهم الإ هى و ابنهم ، فقالت بغضب .
= هو أنت ناسى ان ليك ابن مرمى فى السجن ولا مش واخد بالك .
ليهتف أدهم بسخرية و هو يطالعها من أعلى الى اسفل بتهكم و هو يرد عليها .
= لا بصراحه مش و اخد بالى كفايه انتى و اخده بالك كويس .
لم ينتظر أدهم ان يستمع الى المزيد منها ، و تحرك أدهم ليتبع جورى و خرج إلى الاسطبل و تبعه أوس الذى و هو يخرج تقابلة نظراته مع مهره الذى تنظر له بسخريه فاشاح بوجه بعيداً عنها بضيق ، اما آدم نظر الى سارة بلوم و هو يردف بعتاب و هو يقول .
= خفى من أدهم يا سارة كفايه دبش و انتى بتتكلمى معه .
لتهتف سارة بضيق و هى تطالعه و تقول بحنق .
= انت مش شايف تصرفاته بقت عامله ازاى معايا .
ليتنهد آدم بقوة و هو يدور بعنيه في المكان قبل أن يهتف  بجدية و نبرة حزينة و هو يقول لها بحب و نصيحه .
= شايف علشان كده بتكلم معاكى أنتى عارفه أن أدهم رجع علشان خاطر ليث و اللى واضح انه حتى و هو بعيد عنا كان عارف كل حاجه بتحصل معانا يبقى مترميش كلام يعصب و تخرجيه عن شعوره و ترجعى تقولى انه مش مهتم ب ليث ، أنا متأكد أنه مش ساكت و بيعمل كل اللى يقدر عليه علشان يطلعه و بعدين أنتى مش شايفه انه من أول ما رجع و هو بيحل فى المشاكل اللى بتحصل حتى مشاكل العيال بيحلها اللى احنا كنا بنشوف خناقتهم و بدل ما بنحل الموضوع لما كنا بندخل ، لا دا احنا كنا بنعقده بزيده و كل واحد فينا كان بيشيل من التانى .
صمتت سارة ف آدم معه حق فى كل الذى قاله هى فقط يألمها تصرفاته معاها لم يعاملها هكذا فهو قد اخبرها عن سبب تركه للبيت و انه تعالج و رجع اذا لما مازال يعاملها بقسوة هكذا ، فالقسوة و الجفاء و التجاهل خصصهم لها هي فقط ، و هي لا تعلم لماذا يفعل ذلك معها ، فهو كان فى السابق يتفنن بخلق أنواع جديدة من العشق عند التعامل معها اما الآن فأيضا يخلق انواع جديدة كالجفاء و البرود القاتل و التجاهل المرعب لتحدث نفسها بأنه حقا ارسل لها نص الرساله بوضوح و هي انها لا قمة لها و أنها مجرد شخص عابر بحياته لذلك عندما فاق من وهم حبه لها اشمئز منها و نبذها خارج حياته بكل قسوة ، فبروده و تجاهله و قسوته تمزقها من الداخل لتصبح  عينيها ميتة منطفئه و قلبها منكسر يصرخ بألم يخرج من أعماقه فماذا تفعل و كيف ستعيش بدونه و هل انتهت قصتهم و حياتهم معا ، إذا لما يبقيها معه ، هل هي شفقه ام لأجل أبنائهم ام لأنها لم تعد تعني له شئ ولا يفرق وجودها معه من عدمه ، ليقفز سؤال آخر لذهنها هل لازال بقلبه شئ من حبه لها لذلك يحتفظ بها و هكذا ظلت تتلاذم الأفكار برأسها و هي متسمره بمكانها شارده بفكرها .
أما عند أدهم فى الاسطبل .
ساعد أدهم جورى لكى تصعد على الحصان و هو يمسكه من الجام و يعلمها كيف تركبه و طريقة التعامل معه ، و هو يوجه أدهم انظاره الى أوس و هو يقول بتسال و استفسار .
= هااا سيبت البيت ليه يا أوس باشا .
ليشيح أوس عينيه عن مرمى بصر والده هو يجيبه بتوتر فهو كان يعلم جيدا ان والده عندما يتفرغ قليلا سوف يقوم باستجوابه عن هذا الامر كما اخبره سابقاً و يعلم ايضا ان والده لن يقتنع بأى مبرر قد يخبره اياه ، فاجابه بتوتر .
= احم . . أصل مهره مكنتش مرتاحه للعيشه مع أمى .
ليهتف أدهم بتهكم و عدم تصديق و هو يطالعه بسخريه .
= و أنت مصدق الهرى ده .
ليومأ أوس براسه نافيا و هو يردف بحيرة فهو كان يحتاج لأحد يشاركه حيرته تلك لعله يجد السبيل لتخلص منها و لن يجد خير من والده حتى يخبره بتلك الحيرة فقال بهدوء و صوت يحمل الكثير من التخبط و الحيرة .
= بصراحه لا ، أنا مش عارف ليه عايزه تسيب البيت انا تقريبا الشقة مكنش بنروحها غير على النوم و اغلب الوقت .
ليردف أدهم بتساؤل و هدوء .
= فى حد فى البيت بيضيقها مثلا .
ليجيبه أوس باستغراب و ضيق و هو يقول .
= هى مش بتقول غير انها مش عايزه تعيش مع أمى و مش مستريحه كده .
ليومأ أدهم له بتفكير و هو يهتف متسائلا .
= امبارح لما رجعت من بره ايه حصل معاكم فى الاسطبل .
لينظر أوس باستغراب الى والده و هو يسأله باندهاش و هو يقول .
= انت شوفتنا أزاى ؟ احنا دخلنا مكنش فى حد تحت .
ليحيبه أدهم بهدوء و هو يداعب الحصان الذى تمتطيه جورى و هو يقول .
= كنت واقف فى البلكونه لما انتوا دخلتوا البيت قولى بقى ايه اللى حصل معكم .
ليرفع أوس كتفيه و بنزلهم و هو بمط شفتيه ليهتف .
= معرفش .
ليهتف أدهم بعصبيه و هو يطالعه بحدة و يقول .
= و حياة أمك أووووس اتعدل ايه هو اللى متعرفش اما مين اللى يعرف يا حيلتها .
لينتفض كلا من جورى و أوس الذى انتفض من مكانه فزعا و هو يهتف بتوتر محاولا تهدئة أدهم و هو يقول .
= اهدى يا حج و الله ما عرف ايه حصل معاها ان كنت راجع من بره بعد ما وصلت ماسه لقيت باب الاسطبل مفتوح روحت اشوف مين فيه جوه بس شوفت مهره وقعه فى الارض جنب الحصان و لما سألتها ايه حصل معاها قالت انها وقعت من الحصان هو ده كل اللى حصل .
ليطالعه أدهم لثواني و هو يضيق عينيه بتفكير و هو يهتف بشك .
= الشكل اللى مراتك كانت بيه امبارح ما يدلش على انها وقعت من الحصان .
ليردف أوس بجديه و هو يأيد حديث والده و هو يمسح على شعره بحيره و يقول .
= احم انا عارف بس هى مش راضيه تقول ايه حصل معاها .
ليهتف أدهم بتساؤل و أمر و هو يطالع اوس بصرامه مؤكدا على حديثه و هو يقول .
= مراتك بيحصل معاها حاجه فى البيت علشان كده مش عايزه تقعد فيه خلى بالك منها و ما تخلهش تغيب عن عينك .
ليسأل اوس والده بارتباك و قلق و هو يقول .
= انت قصدك انها بتخونى .
يهز أدهم رأسه يمين و يسار و هو يقول بجديه .
= لا ، مهره مش بتعت الكلام ده ، هى واحدة عنيده بتحب تتحمل مسئولية نفسها و بتفكر دائما انها لما تطلب المساعدة من حد يبقى ده ضعف و هى مش بتحب تبان انها ضعيفه قدام حد ، فهى حتى لو كانت فى مشكلة مش هترضى تقولك حاجه ولا تطلب مساعدتك ف علشان كده لازم تخلى عينك عليها علشان تعرف مالها و وقت ما تكون محتاجه مساعده تقدر تدخل و تساعدها .
ليومأ أوس و هو يهتف بطاعة و هو يقول .
= طيب .
ليشيح أدهم  بيديه له و هو يردف بهدوء
= خلاص روح انت شوف اللى وراك .
لم يتحرك  أوس من مكانه و هو يهتف بتساؤل و هو يطالع والده باستفسار .
= هو انت هتعمل ايه مع ليث علشان تطلعه ؟
ليجيبه أدهم  بهدوء و هو يقول .
= متشغلش بالك انا هتصرف خليك انت بس مع مراتك و اهتم بيها شويه .
أوس هز رأسه بهدوء و غادر ، نظر أدهم الى جورى الذى مازالت صعده على ظهر الحصان ، ليهتف لها أدهم بحنان و هو يقول .
= مش كفايه كده يا جورى أنا معايه شغل لازم اخلصه .
لتردف جورى بطفوليه و دلع و هى تنظر له بعيون الهره و هو يتقول .
= بس أنا لسه ملعبتش هما حبه صغيرين اللى قعدتهم .
أدهم تنهد بقلة حيلة و اخرج هاتفه و اتصل على رقم محمد ، ليرفع أدهم الهاتف على اذنه و هو يردف بهدوء و هو يقول له .
= تعال يا محمد الاسطبل عايزك .
لم يتاخر محمد علي والده كثير حتى أصبح أمامه ، حيث وجه أدهم بصره الى محمد و هو يهتف بتحذير  و هو يقول .
= محمد افضل هنا مع جورى و خلى بالك ليها و لما تخلص لعب دخل الحصان و دخلها هى كمان البيت متخلهش تروح فى حته انت فاهم اياك عينك تغيب عنها .
محمد هز راسه بطاعه ، ثم التفت أدهم الى جورى و هو يحدثها بهدوء و حنان .
= جورى انا مشى و محمد هيفضل معاكى لغايه ما ارجع عشان انا معايا شغل ضرورى لازم اروح اعمله و محمد هيقعد معاكى لغاية ما تخلصى لعب اتفقنا .
جورى اشارة الى أدهم لكى يقترب و عندما فعل اقتربت منه جورى و همست فى أذن أدهم و هى ترمق محمد بطرف عينها و تقول له .
= هتسيبنى مع المز ده لواحدى .
ليرمقها أدهم بنظره غصبه و يهتف بها  بحدة و هو يقول .
= جوررررى .
لتهتف جورى بلامبالاه و هى تقول له بهمس .
= ايه ؟ مش جوزى يا جدع .
ليجيبه أدهم نافيا بقوة و صرامه و هو يقوب .
= لا .
لتهتف جورى باعتراض و حنق طفولى و هى تقول .
= انت وعدتنى مليش دعوة .
ليردف أدهم بجديه و هو يذهب فى طريقه و هو يقول بتحذير .
= جورى احنا اتفقنا على ايه ؟ لما تكبرى يبقى نشوف الموضوع ده يلا سلام خلى بالك من نفسك .
غادر أدهم و ترك جورى مع محمد الذى أخذوا يلعبوا مع بعضهم و لأول مرة تعود الفرح الى وجه محمد منذ ان فقد صوته .
على الناحية الاخرى عند أدهم .
دخل أدهم الى البيت و بحث بعينه عن فيروز و لكن لم يجدها ، ليصرخ أدهم بصوت عالي مناديا على زوجته و هو يقول .
= ساررررة ساررررة .
سارة خرجت من المطبخ بسرعة و هى تتجه الى مكان أدهم و تقف أمامه و هى تقترب منه سارة و هي تهتف بهلع و تقول .
= فى ايه ؟ حصل حاجه ولا ايه ؟
لينظر لها أدهم و هو يتسائل و يضيق عينيه باستفهام و هو يتجاهل الاجابه على سؤالها و يقول .
= فين فيروز ؟
لتجيبه سارة  بهدوء بعد ان اطمئن قلبها انه لم يحدث مكروه فمعنى تجاهله لاجابه على سالها و ساله على فيروز ان الامر بخير حتى الآن ، فقالت .
= فى أوضتها .
ليردف أدهم بهدوء و هو يمر من جوارها و هو يقول لها بصرامه .
= طيب تعالى معايا علشان عايز اتكلم معاها فى موضوع مهم .
صعد أدهم و مع سارة الى غرفه ليث و فيروز ، و دخل الغرفه بعد ان اذنت لهم فيروز بالدخول . . فجلس أدهم و سارة على تلك الأريكه التى تقابل السرير الذى تجلس عليه فيروز ، ليهتف أدهم  بحدة و هو ينظر لها بشراسه كأنه أسد يود الأنقاض على فريسته و الفتك بها و هو يقول بحدة .
= عايز اعرف ايه اللى حصل علشان ليث يقتل ابن عمك ؟
فيروز ابتلعت ريقها بتوتر و تملكها  القلق و الخوف بل كادت أن تسقط مغشيا عليه من  قلق و خوف و هي تنظر له بنظرات متوتره  فى حين استشعر أدهم رعشتها و انتفاضه جسدها الذى رأها بوضوح و لكن لم يبالي و ظل ثابتا و وضع يديه فى جيب بنطاله و على شفتيه ابتسامه ماكره ثم توجه لداخل و لكن أظلمت عيناه و تحولت لظلام دامس يخلو قبل أن يتحدث بنبره تشبه فحيح الأفعى ، ليجلس و يضع قدم على الأخرى منتظر ردها و هو يطالعها بدون تعبير ، لتنظر لهم سارة كالبلهاء عابسه تزم شفتيها و هي بينما هي ظلت تتابعهم بحنق و تساؤل لا تعرف ماذا يحدث و لما تحول أدهم كوحش هائج لتنهد أكثر من مره بقوة و حنق  و هي تنفخ بضيق و تتفخ وجنتيها بغيظ الذي كاد أدهم أن ينهض ليلتهمهم ، ليختلس أدهم  النظرات لها من وقت لأخر و هو يبتسم داخله على طفولتها التي لم تتغير ابدا و على فضولها كالقطط و نظراتها الطفوله رغم كبر سنها ليبتسم بقوة بداخله على طفلته و معشوقته التي لن تتغير ، فهو تأكد انها مازالت طفله بتصرفاتها و ردود أفعالها ، ليحاول أن يثبت و يسيطر على نفسه حتى لا يتشتت و يتراجع و يذهب لها لكنه تظل معشوقته و صغيرته البلهاء ، الذى سوف ندم على طلب مجيأها معه لانها تفقده تركيزه مما زاد غضبه يرغب فى طردها خارج الغرفة حتى يسيطر على نفسه فهى تبعثره بتصرفاتها الطفولية و فضولها الذى يذوب بهم عشقاً ، فحاول قدر المستطاع ان يعود بتركيز الى فيروز و هو يحتفظ بجموده ينتظر اجابتها على سأله الذى جعلها تتخشب و تتجمد فى جلستها و هى تنظر إلى أدهم برعب مما قد يفعله عندما يعلم بحقيقة ما حدث مع ابنه ليث .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now