الفصل الثانى و الأربعون

1.8K 27 0
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الثانى و الأربعون

بقلمي / هدير خليل

مرت الأيام دون اي أحداث تذكر  و الحال كما هو عليه ، لقد غادرت مهره البيت و معها والدها حازم و والدتها و ذهبوا إلى منزلهم فى القاهرة حتى تريح مهره اعصابها و كذلك فعل يوسف فهو غادر البلد و سافر إلى الخارج أما أدهم فقد قرار هو الاخر أن يسافر إلى القاهرة و لكنه قرار ان يزور ماسه قبل ان يسافر فهو لم يزورها منذ ان تزوجة و هذا ضاعف من ضيقه هو يعلم ما تمر به ماسته فهي ذاقت  المر بجميع أنواعه و كانت تعبر عن غضبها و صدمتها مما يحدث من خلال الجدار الذي صنعته لحمايه ذاتها و اعتراضها على ما حدث و هو تعاملها بجفاء رهيب و برود و لامبالاه  قاتلين مميتين و غلفت هذا الجدار بطلاء من الشراسة ظناََ منها انها هكذا تخرج غضبها و تحمي ذاتها ، ليتنهد بعمق فها هو يشعر بإِنه قد أفتقدها بشدة و الندم يغلف هذا الشوق يشعر انه تسرع فى قراره بتزويجها ، و لكن تلك المشكلة جعلته يبتعد عنها ، و عند تذكره المشكله أبتسم  بسخريه و هو يهز رأسه مجارياََ ذهنه و هو يحدث نفسه بأستهزاء و امتعاض مما يحدث معه و يمر به فهو يشعر بالانهالك النفسي و الجسدي من الضربات المتتالية التي يلقاها تحت مسمى الكوراث و المشاكل ، شدد قبضته على النقود و هو يعيد بصره و القليل من انتباه الى الطريق بملامح ممتعضه يكسوها القليل من البرود و الجمود لما يحدث بحياتهم ، اخذ أدهم نفساً عميق للغايه ثم زفر به بهدوء محاولاََ تهدئة نفسه و لملمه شتات نفسه قبل وصوله الي وجهته .
ليقعص محمد ملامحه مستغرباََ و هو يهتف متسائلاً فهذا ليس الطريق الذى من المفترض ان يسلكوه لذهاب إلى القاهرة .
= احنا ريحين فين ؟
ليجيبه أدهم بصوت واهن .
= هنروح ل ماسه عايز اطمن عليها قبل ما امشى ؟
لبهز محمد راسه بأذعان و هو يهتف .
= ماشى .
ليصمتوا بعدها و يتابعوا الطريق بشرود حتى وصلوا إلى منزل زين القناوى ليترجلوا من السياره و يذهبون باتجاه المنزل و استقبلهم احمد و دلفوا جميعا لداخل الصاله ليجلس أدهم و محمد بمكانه ينتظرون قدوم ماسه و تركهم احمد و ذهب صاعداََ للأعلى متجهاََ اولا لغرفة شقيقته و حذرها بصرامه و جدية من  أن تدلف خارج غرفتها منبهاََ اياها بوجود ضيوف فى المنزل و شدد على عدم خروجها من غرفتها ثم تركها و دلف خارجاََ متجهاََ إلى غرفة ماسه ليرفع يده و يطرق على بابها بهدوء ، ليفتح له زين الباب و هو يطالعه بتساؤل و استغرب و يهتف متسائلاََ .
= خير يا أحمد ؟ فى ايه ؟
ليلوي أحمد ثغره و هو يرد عليه ببرود .
= أهل مراتك الجديده تحت عايزين يشوفها .
ليومأ زين برإسه و هو يردف بهدوء و جدية .
= طيب نزلين روح انت ضيفهم و اقعد معاهم لغاية ما ننزل .
ليومأ احمد و يهتف سريعاََ أثناء تركه المكان ذاهباََ للأسف مره اخري .
= ماشى بس متتاخرش .
هبط احمد إلى الأسفل مره اخرى ليذهب مرحبا بالضيوف و يجلس معهم قليلاََ حتى قدوم ابن عمه ، اما زين فعاد إلى غرفته مره اخرى مغلقاََ الباب خلفه و هو يخرج تنهيده حاره من جوفه قبل أن تتقابل الأعين في تحدى و عناد مختلطين بالحدة منه و الحزن منها على ما أصابها ، ليحمحم زين قائلاََ بصرامة و نبرة لا تقبل النقاش .
= جومى البسى علشان ننزل فى ضيوف تحت عايزين يسلموا عليكى .
ماسه بتحتضن ابنها برعب و تجمدت مكانها  للحظات برعب و هي تحيط ابنها الصغير بيدها بخوف و رعب و هي تضمه بصدرها بشدة و كإنها تريد إدخاله بداخل اضلاعها و نظراتها تتحدث عن  معني الخوف الحقيقي و يكاد قلبها ان يتوقف من الفزع و دموعها تهطل بغزارة خوفاََ على صغيرها ، لتومأ ماسه برأسها يميناََ و يسارا بالنفى بشدة و هي تهتف بجنون فزع .
= لا.. لا مش عايزه اسلم على حد انا هقعد مع ابنى هنا .
زين تنهد بضيق يعلم انه منذ ما حدث بينهم و هى لا تبعد ابنها عن حضنها فقد كانت ماسة حالتها لا يرثى لها ، ليتنهد زين بعمق محاولاََ الهدوء و السيطرة على إنفعالاته قدر الإمكان وبرغم من ذلك ظل محتفظ بنظرته الحاده التى يطالعها بها و هو يردف بقوة و نبرة جادة لا تقبل النقاش .
= و انا جولت جومى و ان كان على الواد خديه معاكى تحت يلا و بكفيكى لكاعه و كتر حديت .
لتنظر ماسه له قليلا حتى استقرت بنظراتها  داخل عينيه المشتعله لتبعد عينيها بخوف من نظراته الحاده و غضب و عصبيه الذين يغلفونها لتنهض ماسه سريعاََ من مكانها بقلق و ريبة و هي مشتتة الذهن و مشتعله الفؤاد على صغيرها و اتجهت إلى الدولاب و قامت بفتحه سريعاََ و أخرجت منه اول ما وقعت عليه عينيها من  ثياب لها و من اجل صغيرها حتى لا تطيل الوقت و يحدث ما لا تحمد عقباه و يحدث صدم بينها و بين زين مرة اخرى لتتوجه إلى الحمام لكى تبدل ثيابها متعجله ثم خرجت بقلق سريعاََ موجهه نظراتها الى صغيرها اولا لتطمئن ثم اخذت نفساََ عميقاََ و زفرت به بخوف لتقوم بتبديل ثياب صغيرها سريعاََ حتى تتلاشى غضبه الذي سيصبه على صغيرها بقسوة و شر دفين لا تعلم سببه ، بعد دقائق كانت تقف امام زين و هى ترتدى كامل ملابسها حتى حجابها الذى لا تخلعه ابدا و هي تنظر له بهدوء و هي تحتضن صغيرها بشدة و تردف بهدوء و لكن برغم من ذلك ظهر توترها فى نبره الصوتها التى لم تستطيع التحكم بها .
ليطالعها زين من أعلى لاخمص قدميها بتمعن بها و تفحص و يهز راسه برضا و يومأ براسه و هو يهتف أثناء تحركه من مكانه هاماََ بالدلوف خارجاََ من الغرفة امرا اياها .
= يلا .
هبطوا معاََ إلى الأسفل و كان زين يسبقها بخطواته ف لم تراه من هم الضيوف بسبب انه حجب عنها الرؤية ، لكن قلبها يدق بعنف و توتر ، بقلق لتسير و هي مغيبة و مشتتة و لكن عندما سمعت صوت والدها و هو يسلم على زين ، لم تصدق ما سمعته اذنيها خرجت من خلف زين و هي تشعر بالفرح و السعاده لأول مره منذ وطات قدميها هذا المنزل و ركضت مهروله الي والدها و ارتمت باحضانه و هى تبكى و تضمه بشدة فقد وجدت امانها و ملاذها الأمن بعد فترة لا تنسى من القهر و الخوف و عدم الأمان و الرعب ، أنهمرت دموعها تتالياً على وجنتيها لتجلس و هي  تنتحب بألم و قهر ، فهي بدأت تشعر ان داخلها بدا بالانهيار فهي أصبحت ميتة من داخل بأعين منطفئة لتهتف مناديا من بين دموعها بعدم تصديق انه أمامها الان يقف امامها .
= بابااااااااا .
ليربت أدهم على ظهرها بحنان و حب مهدئاََ اياها و هو يهتف ماسائلاََ بقلق و خوف عليها  مما قد يكون قد فعله بها زين و هى بعيده عنهم .
= مالك يا حبيبتى بتبكى ليه بس ؟ ماسه ردى عليا .
ليهتف زين بحنق و غيظ و ملامح ممتعضة .
= بكفايكى بكى عاد هيجولوا عليا بعذبك اياك .
ماسه لم تهتم الى حديثه و كأنه لم يتحدث و لم ترد عليه و اخذت تبكى فى حضن والدها دموعها أصبحت شلال غزير تتساقط من  عينيها و كأنها أنهاراََ جارية وسط جبال ، فما يحدث معها مؤخراََ أصبح فوق طاقتها ، و فوق احتمالها ، لم تعد تتحمل اكثر لتنظر ماسه الى والدها برجاء و هي تهتف بخوف و رجاء .
= باباااا متسبنيش خدنى معاك .
ليومأ أدهم براسه بالايجاب و هو يردف بهدوء و معطياََ اياها نظرة مطمئنة .
= طيب بس بطلى عياط علشان خاطرى و أنا هعمل اللى انت عايزه .
زين عندما وصل الى مسامعه حديث ادهم ذهب إلى أقرب كرسى و جلس عليه بعنجهية و ببرود و هو يتابع حديثهم بضجر و لامبالاه و يحرك ثغره بامتعاض و هو يمنحهم نظرات بارده قاسيه و شر دفين ينضح من عينيه بشدة ، بعد ان هدأت ماسه سلمت على محمد الذى أخذ منها سليم و هي جلست بجوار والدها الذى يحضنها و لم يبعدها عنه و ظل يملس على رأسها بحنو بالغ و هو يعتصرها بشدة باحضان كأنه يريد إدخالها بين ضلوعه فقد اشتعل و تمزق قلبه قهراََ عليها ، ليسألها بخفوت و قلق .
= مالك يا ماسه ايه حصل معاكى ؟
ماسه نظر له بعيون باكيه و بدأت دموعها تهبط بهدوء و غزارة على وجنتيها من جديد دون أن تتفوه بحرف واحد و تطالعه بعتاب و هي تشدد من قبضتها على فستانها الطويل
لتهتف ماسه بحزن و قهر من بين دموعها التي لطمت وجنتها البيضاء .
= مش عايزه اقعد هنا .
ليومأ أدهم برأسه ايجاباََ و هو يملس على حجابها بحنان و يهتف بهدوء و حنان .
= حاضر بس بطلى عياط .
نظر أدهم الى زين بدقة و عيون حاده كعينين الصقر الذى يجلس باسترخاء و برود ينتظر حديث ادهم ، تعاقدا حاجبي أدهم بعدم رضاء لنظرات زين لهم و يستغرب ما يحدث مع ابنته و جسدها الذى ينتفض بشده و تبكي بانهيار و حالتها وصلت لحد الانهيار فأفزعه هيئتها و حالتها التي لا يرثي لها وهوى قلبه ، بين قدميه من منظرها ليمد يده و يجذبها في أحضانه و هو يكاد ان يخبئها بين ضلوعه و سيطر عليه قلق من حالتها تلك و ظل يملس على حجابها تاره و تارة اخرى على ظهرها بحنو بالغ و هو يقبل أعلى راسها بحب ابوي كي يهدئ من روعها و شهقاتها التي تعالت و تركت صدائها باركان المكان باكمله .
ليهتف ادهم بحنق و استنكار و هو يوجه حديثه الى زين .
= انت خلافت وعدك .
ليجيبه زين بلامبالاه .
= أنا مقربتش منها .
ليعكف أدهم حاجبيه بشك و هو يهتف بتساؤل .
= اما ايه اللى وصلها ل الحاله دى انت مش شايف منظرها .
ليرفع زين حاجبيه و هو يجيبه بحدة و شراسة .
= انا قولت مش هقرب لها بس مش معنى كده انى اسيبها تتعدى حدودها معايا و تطول لسانها عليا .
ليرفع أدهم حاجبه بأستنكار و هو يهدر بغضب عارم بعد رؤيته لحاله صغيرته و حديث زين البارد .
= لو غلطة لها اهل ترجع ليهم بس ايدك ما تمدهش عليها .
ليهتف زين بلامبالاه و هو ينقل بصره بينهم ببرود و يتكأ بظهره على ظهر كرسيه بغرور .
= انا لسه ممديتش يدى لغاية دلوقتى .
ليطالعه أدهم بحدة و هو يهتف بعصبية و ضيق و يصك أسنانه بغضب .
= و انت فاكر انى هسيبها معاك لغاية ما تمد ايدك عليها انا هاخذ بنتى و امشى و مش هسيبها على ذمتك دقيقه واحدة تانى .
ابتسم زين بسخرية و هو يشيح بيديه بوجههم و يغمغم ببرود و لامبالاه .
= تمام براحتك انا مش مسك فيها بس انت ملكش هنا غير بنتك بس ابن أخويا مش هيطلع من هنا .
لتلتفت له ماسه بحده و هي تصرخ بجنون  و شراسة .
= انا مش هسيب ابنى هنا أنت اصلا متقدرش تاخده منى .
لينظر لها زين ببرود مجيباََ اياها بسخرية و حدة .
= لا اقدر أنتى فاكره انى اتجوزتك صدفه ، انا اتجوزتك و انا عارف انا بتجوز مين كويس ، و ان كان على سليم انا بس اللى من حقى ارعيه و اخده .
لتهتف ماسه بعصبيه و استنكار و هي تطالعه بشراسة .
= حقك ؟؟ حق ايه اللى بتتكلم عليه انت ملكش اى حق فى ابنى .
زين ينظر الى أدهم بغضب و ملامح ممتعضه  و عينه تطلق الشرارات المشتعله ليتكلم هو بحده و غضب و عصبيه و عينيه مليئة بالقسوة و الشر و السواد القاتم و يرفع حاجبيه باستهزاء و هو يردف بسخريه و يشير بسبابته على ماسه بلامبالاه .
= فهم بنتك ازاى من حقى اخد سليم .
تجمدت ماسه بمكانها مصعوقة مما نزل على مسامعها الان و لم تستوعب ما سمعته و رفعت بصرها الى والدها بصدمه و عدم تصديق و عكفت حاجبيها بأستنكار و قد توحشت عينيها و بدأت السنه نيران الغضب تشتعل بصدرها بعد أن تأكدت من شكها و تبلع ريقها عندما رأت ملامح وجه والدها المكفهرة و الحزينه و هو يحرك عينيه بكل الاتجاهات بإرتباك اما عن زين ظل جالسا بمكانه ببرود شديد و لامبالاه و على شفتيه ابتسامه ماكره و هو يشعر داخله بالانتصار و النشوة و لازالت تلك الابتسامه المتخابثة على شفتيه تشعر ان هذه المرة والدها قتلها لتهز راسها بستنكار مستحيل والدها يكون فعلها و جعلها تتنزل على حضانة ابنها لزين بدون ان تدرى مقابل ان يتزوجها وضعت يدها على رأسها بآلم يكاد رأسها ان ينفجر من كثرت التفكير فيما يحدث حولها .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now