الفصل السابع عشر

2.5K 40 15
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل السابع عشر

بقلمى / هدير خليل

أما على الجانب الاخر عند أدهم فى غرفته .
فقد صعد الى غرفته بعد نقاشه الحاد مع سارة و القى بنفسه على أحد المقاعد الموجوده فى الغرفة و هو يفكر فى كيف يمكنه ان يخرج ابنه ليث من هذه الورطه و لم يبقى على هذا الوضع كثيراً حتى وجد سارة تقتحم الغرفة الذى امتلأت بدخان السجائر الذى يتناولها ادهم بشرود ، و عندما دخلت سارة الغرفة اخذت تسعل بقوة و هي تسأل بضيق و هى تنظر له .
= ايه ده ؟ انت من امتى بتشرب سجائر ؟
لم يجيب أدهم على سؤالها الذى تجاهله تمام و سأل بالمقابل و هو مازال على جلسته كما هو يستند بذراعيه على قدميه و هو ينفث دخان السجائر حوله بين الحين و الأخر .
= عايزه ايه ؟
فتحت سارة الشرفة ثم سحبت السيجارة من بين يد أدهم و اطفاتها و من ثم جلست بجواره و هي تسأل مجددا .
= سيبت البيت ليه يا ادهم ؟
نظر لها أدهم بتعجب و هو يقول بسخريه .
= مش المفروض تسالى على ابنك بدل ما تسألى انا سيبت البيت ليه ؟
حركت سارة راسها بالنفي و هى تجيبه بضيق و عتاب .
= ما انت لو مكنتش سيبت البيت مكنش كل ده حصل ؟ فخلينا نبدء من الاول سيبت البيت ليه يا ادهم ؟ حبيت تعمل ايه ؟ من غير ما انا اعرف ؟
تنهد أدهم و هو يجيب بعدم إهتمام و هو يطالعها .
= معملتش حاجه و حتى لو عايز اعمل حاجه مش هخاف منك يعنى عشان معملش اللى انا عايزه ؛ من حقى اعيش لنفسى شويه ولا ايه ؟
نظرت له سارة و هي تحرك راسها يمين و يسار بالنفي .
= لو حد تانى قال كده ممكن اصدق بس ادهم ابن عمى و جوزى عمره ما يفكر يعمل كده مش انت اللى بتفكر فى نفسك ولا بتفكر بالطريقه دى .
سخر أدهم بابتسامه و هو يهتف بسخريه .
= مكنش كده كلامك عنى من شويه مش كنت انانى من شويه ايه اللى غير رأيك فيا فجأه كده .
تنهدت سارة و سألت بتعب من تهربه و بعده الذى اتعبها حتى و هو قريب .
= بعدت عنى ليه يا أدهم ؟ عشان خاطرى ريح قلبى كفايه وجعى قلبى على ابنى متبقش انت و هو ؟
لم يتحمل أدهم دموعها و تحدث و أجاب بتنهد و هو يتطالع فى الفراغ امامه و هو يقول بهدوء و تعب .
= روحت اعمل المتابعه اللى بعملها كل ستة شهور و كنت بحس بألم شديد فى جنبي و لما الدكتور عمل لى الاشعه لقى عندى ان الكلتين حصل ليهم تلف من الكيماوى اللى كنت باخده و كان المفروض اعمل عمليه و اخد من حد كليته .
ابتلعت سارة صرختها التى كاد ان تنطلق من بين شفتيها و شعرت بالألم فى اعماق قلبها عندما استمعت الى ما كان يعانى و تحدثت بحزن و هى تنظر له .
= و طبعا سيادتك رافضة ان حد فينا يتبرع ليك بحاجه صح ولا انا غلطان .
نظر لها أدهم و هو يتكئ بيده على قدمه و هتف لها بهدوء و هو مقتنع بكل حرف ينطق به و فعله و يقول .
= عايزنى اخد من عيالى كلية و هو يعيش بواحد و يفضل قدامى بيتوجع ؟ دا لو جاله دور برد مش هيتحمل ؛ انا مش هتحمل اشوف حد من عيالى فى الوضع ده انا واحد عشت حياتى و مش هبكى على اللى فاضل فيها لو تعبت و انا عجوز ربنا انعم عليا بالصحه فى شبابى الحمد لله بس عيالى لسه فى عز شبابهم من حقهم يعيشوا حياتهم زى اللى فى سنهم .
صاحت سارة به و هى تشتعل من غضب و غيظ و هى تهتف به بحده من تفكيره و تصرفاته التى يتصرفها فى كل مرة يقع فيها فى مازق .
= فى ناس بتبيع كليتها علشان توكل عيالها و بتعيش حياتها عادى ف متتحججش بأى كلام عشان تبرار لنفسك .
انفعل أدهم و قال بضجر و هتف بعدم اقتنع بما قالت .
= هو بيضحى بكليته هو عشان يوكل عياله مخدش كلية حد من عياله يعنى .
نهضت سارة بإنفعال و هتفت بعصبيه و ضيق من تحديثه الغير منطقى من وجهة نظرها و هى تقول .
= انت عايز تعصبنى هما عيالك لو مكنوش يقفوا معاك و يساعدوك و يبقوا سندك يبقى انت خلفتهم ليه اصلا ؟ كنت عيشت من غير خلفه احسن مادام مش عايزهم جنبك وقت شدتك .
حرك أدهم رأسه بدون فائدة و هو يقول بهدوء .
= كل واحد و تفكيره انا عندى اتحمل الموت و لا انى اتحمل اشوف حد من عيالى بيتوجع قدامى و اكون انا السبب فى الم حد فيهم .
قلبت سارة عيناها و هي تسأله بحزن و هى تقول بعتاب و الم .
= هو انت موجعتهمش لما سيبت البيت و مشيت بالمنظر ده ؟ و هما مش عارفين رأسهم من رجليهم ولا عارفين ايه اللى بيحصل معا ابوهم اللى ساب البيت فجأه كده كإن فى عفريت بتجرى وراه .
تنهد أدهم و أجاب و هو يشعر بالحزن داخله مما حدث لابنائه هو لم يتركهم فى تلك الظروف برغبته فهتف بحزن .
= وجع عن وجع يفرق ؛ و بعدين هما كبار كفايه مش عيال صغيرين يعنى عشان يتاثروا انى سيبت البيت .
ردت سارة عليه بسخريه و هى تطالعه بضيق و سخط .
= معاك حق هما كبار كفايه . . هما كبار لدرجه ان واحد منهم مرمى فى السجن و التانى ساب البيت و التالت مطرود منه و الرابعه انطوت على نفسها و بعدتنا عن حياتها و عايشه كإنها مش عايشه لو كل واحد فكر انه يسيب بيته مع اول مشكلة كده مش هيفضل ولا بيت عمران لان الكل هيسيب عياله و بيته البيوت مش بتخلى من المشاكل و الوجع بس احنا ربنا ميزنا بعقل عشان نعرف نفكر و نحل المشكلة اللى احنا فيها مع بعض مش نهرب و نفتكر ان كده بنحمى اللى حولينا لما اشيل الحمل لواحدى .
أجاب أدهم بإهمال و بتعب من الجدال معها و قال .
= ده اللى شوفته صح فعملته .
نظرت له سارة بتفحص و هي تسأل بتعجب و قلق .
= امال اخدت كلية مين مادام رافض انك تاخدها من عيالك ؟ او تاخدها من حد ؟ يبقا مين اللى قبلت انه يتبرع لك بكليته ؟
ضيق أدهم عيناه و هو ينظر لها بدهشه و يسالها باستغراب و هو يقول .
= و ايه اللى مخليكى متاكده انى اخدت الكلية من حد ؟ ما يمكن لسه قعد زى ما انا و معملتش العملية و رجعت عشان اموت وسطكم .
شهقت سارة بلهفه و خوف و هى تقول .
= بعد الشر عليك .
ثم اكملت سارة و هى تردف و تنظر له بمكر و تقول .
= اصل متبقاش ادهم اللى اعرفه لو عملت كده ، هو انت لو كنت معملتش العمليه كنت هتعبرنى و تقولى اللى حصل معك . . دا انا لو بوست ايدك و رجلك مكنتش هتنطق و تقولى حرف دى مش عشرة يومين .
أخذ أدهم نفسا طويلا و قال و هو يقص لها ما حدث معه .
= تعبت جامد و اتحجزت فى المستشفى و كنت رافض انى اشترى كلية حد ف الدكتور نصحنى اسافر المانيا قال ان العلاج هناك متطور على هنا و يمكن القى علاج مادام رفض العمليه ، فسافرت و بعد ما عملت كل الفحوصات و التحاليل كانت نفس النتيجه لازم عمليه و كنت قررت ارجع اهو اموت فى بلدى احسن ما اموت هناك لواحدى فى الغربه .
اقتربت منه سارة بلهفه و عتاب .
= بعد الشر عليك متقولش كده تانى .
ابتسم لها أدهم ثم اكمل بدون ان يعلق على حديثها .
= بس ربنا كان كتب لى حاجه تانى و وقع جورى فى طريقى و كل حاجه اتغيرت من يوم ما شوفتها .
سألته سارة ببعض الغيره الذى تنطلق من عينها قبل لسانها و هى تقول .
= ايوه مين دى بقا ؟ و جايبها معاك ليه ؟ و ساعدتك ازاى ؟
ابتسم أدهم من تلك النظره التى تطل من عينها التى يعشقها و هو يقول .
= انا لو فى تحقيق مش هيسألونى كل الأسئلة دى .
أشارت له سارة بتحذير و هى تهتف بضيق .
= اتكلم يا أدهم و بلاش تلعب باعصابى بالذات فى الموضوع ده .
تنهد أدهم و نهض و هو يهتف بتعب .
= لا انا رايح الحمام .
سحبته سارة حتى يجلس مرة اخرى و صاحت به و هى تقول بحدة من مراوغته و تلعبه بها .
= مش هتتحرك الإ لما اعرف كل حاجه عن البت دى و ازاى اتغيرت كل حاجه بسببها .
ابتسم أدهم و قال لها بهدوء .
= هروح الحمام و اجى اقولك يا سارة اللى انتى عايزه .
نفت سارة و هى تهز راسها بضيق و هى تقول .
= لا ؛ قول الاول .
جلس أدهم مرة اخرى و هتف بضيق .
= كنت راجع الشقه اللى أجرتها هناك بعد ما حجزت تذكرة رجوعى بس شوف بت بتعدى الشارع و مش واخده بالها من العربيات و كانت هتخبطها ؛ فأنا جريت عليها و انقذتها و العربيه خبطتنى انا فى جنبي و اغمى عليه ، مفقتش غير فى المستشفى و عرفت ان حالتى كانت خطيره لان كليتى اتضررت جدا و كان لازم يعملوا لى عمليه فورا ؛ فعملوا لي العمليه و عرفت ان جورى هى اللى اتبرعت بكليتها لي بعد ما اجبرت مربيتها انها تمضى مكانها على موافقتها لتبرع لى عشان هى قاصر و فعلا ده اللى حصل و عملوا لها كل التحاليل الازمه و لقيوها مطابقه و عملوا لى العملية .
نظرت سارة له بشك و هي تتفحصه بتعجب و بسبب غيرتها لم تنتبه عندما اخبرها ان جورى مازالت قاصر و استمرت فى تحقيقها معه و هى تقول .
= ايوه تمام ايه اللى جابها معاك بقى .
رفع أدهم حاجبيه بعدم تصديق و هو يقول بتعجب .
= واحدة انقذت حياتى و اتبرعت بحته منها لى عايزنى اسبها لواحدها .
أجابته سارة بسخرية و هى تقول بضيق و سخط .
= لا دى تيجى برضوه جيبها معاك و ادخل عليا كل مرة فى ايدك بواحدة شكل و انت ملكش فى الحرام طبعا ف اتجوزتها يلا عشان تردلها الجميل و بالمره متسيبهاش لواحدها .
ضحك أدهم مفرجاً عن اساريره من حديثها و هو يهتف من بين ضحكاته .
= اتجوز مين ؟ جورى عندها 13 سنه يعنى مينفعش اتجوازها .
صاحت به سارة بنفاذ صبر لاعتقادها انه يسخر منها و يستخف بعقلها و قالت بحنق و ضيق .
= انت هتستهبل دى انسه قال 13 سنه قال دى عندها 19 او  20 سنه .
هدأت ضحكات أدهم و هتف لها بهدوء .
= هى شكلها اكبر من سنها انا فى الاول مكنتش مصدق لغايه ما روحت معاها المدرسه عشان اخد ليها اجازة و عرفت ان أهلها ميتين و ملهاش حد و هى كانت عايشه مع عمها اللى كان بيعاملها وحش و هى يا عينى صدق ما لقت حد يهتم بيهما و اتعلقت بيا ف خلتها تعيش معايا و اعتبرتها زى ماسه و هى اعتبرتنى والدها .
قلبت سارة عيناها و هى تصرخ به بغيره عمياء و هى تقول .
= نععععععم تعيش معاك ازاي ؟
ابتسم لها أدهم و هو يهتف بهدوء و هو يوضح لها .
= بسسس ايه سرينه مطافى صدق ما تتفتح هتلمى كل البيت علينا ؟ هى كانت ليها اوضه و انا فى اوضه و كنت بعلمها ازاى المفروض تتعامل معايه .
سألت سارة و هى تحرك قدمها بغضب و انزعاج و هى تقول بضيق .
= و امتى هتمشيها من هنا ؟
نظر لها أدهم و هو يهتف بدهشه .
= تمشى تروح فين ؟
صاحت سارة بإنفعال و هى تقول بتوتر و بعض العصبيه .
= تمشى تروح بيتها بيتها يا ادهم .
اجابها أدهم بجديه و هى يطالعها بحزم و يقول .
= جورى مش هتمشى من البيت يا سارة .. و لو مش عايزنا احنا الاتنين فى بيتك تمام بعد ما اطلع ليث هسيب ليكى البيت انا و هى .
تنهدت سارة بقلة حيلة و هى تقول بضيق .
= ده بيتك زى ما هو بيتى ، بس انت عارف انه غلط تعيش معانا هنا و كان غلط تعيش معاك لواحدك .
أجاب عليها أدهم بضيق من عدم ثقتها به و هتف لانزعاج .
= انتى عرفانى كويس انا مش ضعيف لدرجه دى علشان اتهبل على عيلة صغيرة ، لكن حكايه انك مش واثقة فيا و فيها دى حاجه فى دماغك انتى فبراحتك .
بدلت سارة الحديث سريعا لتردف موضحة له الامر عندما وجدته فهم ما قالته بطريقة خطأه ؛ فهتفت باندفاع .
= البيت فيه شباب يا ادهم مينفعش تقعد معاهم و هى ما شاء الله عليها شكلها ميديش على سنها و تخلى الحجر ينطق ما بالك بالشباب اللى فى البيت اللى كل واحد فيهم مش طيق مراته دول لما يشوفها هيريلوا على جمالها .
نظر لها بضيق فهى لم تنفى قوله بكونها تثق به و تحدث و هو ينهض و يتجه الى الحمام لينهى هذا الجدال معها و هو يقول بهدوء .
= هجوزها لمحمد لما توصل لسن القانونى ارتحتى كده .
سألت سارة باستفسار و هى تنهض هى الاخرى و تقف امامه و تساله باستفهام .
= و هتقعد فين بقى الخمس سنين دى لغاية ما تم السن القانونى ؟ اه صح هو ايه حصل بينك و بين محمد ؟ و ازاى رجع معاك ؟ انت سامحته ولا فهمت منه الحقيقه عشان كده رجعته معك ؟
رد عليها أدهم بنفاذ صبر و هو يقول .
= بيتهيألى اللى عرفتيه كفايه اوى لغاية كده و بلاش نفتح موضوع محمد عشان منخبطش فى بعض تانى .
قال ادهم ما قال ثم تركها و اتجه الى دخل الحمام ليختفى عن انظارها اما هى كانت تفكر متى سوف ينفك عنه ذلك الغموض و يصبح يتعامل معها بشفافية و وضوح مثل اى زوجين طبيعين ، فهى تثق به و لكنها تكره انه يركلها من حياته و لا يعتمد عليها و يخبها ماذا يحدث معه .
بعيدا عن بيت العيلة فى مكان اخر .
سألت فيروز و هى تقف امام عمها باستفسار و ضيق و هى تقول .
= انا عايزه اعرف انا هفضل هنا لغاية امتى و انتوا هتعملوا ايه مع ليث ؟ انتوا قولتوا عايزين تحبسوه ليه دلوقتى عايزين تتنازلوا على القضيه ؟ انا عايزه افهم انتوا بتخططوا لايه بالضبط ؟
أجاب عم فيروز ببرود و هو بيقول .
= انتى مش هتقعدنى هنا تانى و هتسافري مع حسان ابن عمك على مصر لغاية ما نخلص الموضوع ده .
نفت فيروز سريعا و هي تهز راسها يمين و يسار باعتراض و تقول .
= انا مش هتحرك من هنا لغايه ما اعرف هتعملوا ايه فى موضوع ليث و عايزين توصلوا لايه ؟
تحدث عم فيروز بتحذير و هو يشير لها و يقول .
= انتى تنفذي اللى بنقوله من غير كتر حديت فاهمه ولا لا .
صاحت فيروز باعتراض و هى تقول .
= لا مش فاهمه انتوا متفقتوش معايه على كده انا هطلع ليث و اقول ان انتوا اللى عملتوا كل ده و لبستوه هو جريمة القتل علشان تاخدوا بالتار منه .
جذبها عمها من شعرها و قال بتهديد و هو يجز على اسنانه بغضب .
= فكرى تخطى بره عتبة الباب ده عشان اقصف ليكى رقبتك و الليله هتغور مع حسان مصر و هتتلحدى هناك لغايه من نخلص من الموضوع ده فااااهمه .
صرخت فيروز بتألم و هي تنفي و تقول .
= مش هيحصل مادام انتوا رجاله ليه مخدوتش تار اخويه و ابنك و انتوا بتوجههم بدل ما بتضربوا فى الضهر كده زى الحريم ده حتى فى حريم ارجل منكم اااااه .
صفعها عمها بقوة و هو يلقي عليها وابل من الشتائم و السباب و هو يقول . 
= يا بت الـ*** انا هعرفك ازاى تطولى لسانك ده عليا يا بت المركوب و هعرفك اذا كنا رجاله ولا لا يا زباله .
اخذ عمها يضربها بقوة و من ثم نادى على ابن اخيه حسان ؛ اذا دخل بسريعة و هو يجيب عمه .
= ايوه يا عمى .
أشار عم فيروز عليها الذى تبكى بالم بسبب ضرباته العنيفه لها ؛ هو يقول بحدة .
= هتاخد بت المركوب دى و هتروحوا على مصر ( القاهرة ) و تخلى عينك عليها و مترجعش منها لغايه ما نخلص على ليث و تبقى ارمله و وقتها تقدر انت تتجوزها .
هز حسان راسه يمين و يسار بالنفى و هو يقول لعمه باعتراض على حديثه .
= لمؤاخذه يا عمى انا مخدش واحدة خدها غيرى قبلى انا هعمل اللى قولت عليه ؛ بس انا مش هتجوزها انا لما اتجوز اتجوز بت بنوت ممسهش غيرى مخدش انا بقيا ابن ادهم .
صاح به عم فيروز و هو يهتف به بعصبيه و هو يقول .
= مش وقته الكلام ده يا حسان نخلص الاول من اللى احنا فيه بعدين نشوف هنتصرف معاها ازاى .
انحنت ام فيروز و هي تنتحب و تقترب من يد عم فيروز لتقبلها و هى تهتف ببكاء على ما يحدث معها و معى ابنتها من اقرب الناس اليهم و الذين يستغلوا ان لا يوجد لديهم راجل ليدفع عنهم فبعد موت زوجها و من بعده ابنها لم يعد هناك سند لهم و اصبحوا ملطشه لجميع يلقوا بهم الى حيثوا يريدون او الى حيث تخدمهم مصالحهم الشخصية ؛ و هى تقول ببكاء بعجز و قهر .
= احب على يدك تسيبها هنا و انا مش هخليها تطلع من عتبة الباب ازاى عايزها تسافر مع واد عمها و هو يجوز لها الناس هتقول عليها ايه ؟ و هى لسه على ذمة راجل تانى ؛ مش كفايا الكل هيتكلم عليها عشان سابت بيت جوازها و هو فى الازمه دى .
أشار لها عم فيروز بتحذير و هو يقول بصرامه و قسوة .
= اللى قولته هو اللى هيحصل خلصنا خلاص يلا يا حسان خدها و اتكل على الله قبل ما الصبح يطلع و حد يشوفكم .
جذب حسان فيروز وسط صراخها و اعتراضها و حاول ان يأخذوا منها صغيرها و لكنها رفضت تركه فصاح بها عمها بغضب عندما وجد استماتها على الصغير فقال بعصبيه و قسوة .
= سيبيه يا بت ال*** ده مش ولدنا علشان نربيه خدوه منها يا حسان و ارموه فى اي داهيه تاخده وتاخدها فى يوم واحد .
رفضت فيروز ان تعطيهم ابنها و اخذت تصرخ بصوت عالى فشعروا بالخوف من الفضيحه و ان يستمع احد إلى صوتها فتتسبب لهم فى المشاكل فتركوا لها ابنها و أخذهم حسان حتى يغادروا قبل ان ياتى احد بسبب صراخها و هو يجرها خلف هى و الصغير الذى تحمله بين ذراعيها برعب و يجراها بدون اى ذرة رحمه و بدون حتى ان يراعى سترت عرضه الذى ركضت خلفها والدتها تعطيها حجبها لتستر به شعرها الذى انكشف للعيان و هى تبكى قهر و عجز على مساعدة ابنتها و انقذها من براثه هؤلاء الذين لا يعرفون لرحمه طريق فليس لديها غير ان تدعى لابنتها ان ينقذها الله مما اوقعت نفسها به هى قد حظرتها فى السابق من مشاركتها فيما يخططوا له عمها و ابن عمها فهى تعلم جيدا انهم لا يهتمون لامر ابنتها او حتى امر التار مثل ما يدعون و لكن ابنتها هى الغبية الذى صدقتهم و مشت خلفهم بدون تفكير لتضحى بزوج و عائلة برغم مما فعلوه معهم الإ انهم لم يهينوها او حتى يعبثوا معها فى كلمات الثأر مثل ما فعل عمها لتقع فريسه لمكرهم و تخرب بيتها بايديها .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now