الفصل الخامس و العشرون

2.4K 42 4
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الخامس و العشرون

بقلمى / هدير خليل

على الجانب الاخر فى منزل زين القناوى فى غرفة نوم زين و زوجته صفاء ، نهض زين و هو يجذب جلبيته الملقاه على طرف الفراش ليرتديها و هو يهتف بصوت خشن قوي .
= جومى سخنى لى الوكل .
لتردف صفاء  بمياعه و هى تسحب الفراش على جسدها و تقول .
= حاضر هاخد دش و روح اجهز ليك الوكل .
نهض صفاء و اتجهت الى الحمام لتاخذ دش سريع أما زين فقد تمدد على السرير و اشعل سجارة وراء الاخرى حتى خرجت صفاء و مشطت شعرها سريعا تحت نظرات زين التى تحمل الغموض و شئ اخر لم تستطيع تفسيره فهى لحظت نظراته فأخذت تتحرك بدلال زائد و اقتربت منه و هى تردف بتساؤل .
= عايز حاجه منى يا نضرى قبل ما انزل .
زين جذبها من ذراعها فسقطت على صدره و امسك بشعرها و جذبه بقوة الى الخلف و هو يدفن سجارته التى لا يعلم عددها فى طفائه السجائر المجاوره له ، ثم عاد بنظر الى صفاء الذى تتأوه بقوة من جذبه لشعرها بتلك الطريقة القاسية و هي تتسائل و ملامحها يكسرها الألم .
= آآآه فى ايه يا زين ؟
لينظر لها زين باستهزاء و هو يهتف بتخذير و وعيد و عيني تطلق عليها أسهم نارية .
= لو باكيه على عمرك إياكى تانى مرة اكون بتحدت مع اختى و تدخلى بينتنا فاهمه و بطلى تمثيلى على انك بتخدمى أمى أنا خابر زين ان مريم هى بتراعى امى بس انا صابر عليكى لأجل خاطر ابوكى و اخوكى فلمى نفسك علشان مجلبش عليك و خليكى تكرهى اليوم اللى خلقتى فيه و ده اخر انذر ليكى يا بت عمى .
لتتأوه صفاء و هي تهتف سريعا من بين تأوهاتها .
= آآآآه طيب طيب بس سيب شعرى .
زين بيزيحها بعيدا عنه بقوة فسقطت أرضا ، ليهتف بتساؤل و عصبية و هو يغير الموضوع بحده و قسوة .
= زفتة الطين اللى غورتى عندها مقلتش ليكى امتى هتتزفتى تخلفى .
لتردف صفاء و هى تبكى بقهر .
= لا محدش يعلم الغيب الإ ربنا هى هتعرف منين .
زين و هو ينهض من على السرير و يقترب منها فى وقفته و يهتف بامتعاض و نفور .
= و انا صبرى نفد و عايز اشوف لى حتت عيل و انتى شكلك أرض بور مش شايف منك خلفه ولا عارفه تجيبى لى طفر عيل .
لتطالعه صفاء بحده و هي تهتف بشراسه .
= وليه متكونش انت آآآآآه .
أخطأت صفاء بحديثها الاهوج هذا فهى قد اخرج شياطين زين الذى لا يقدر اعتل الرجال على تحملها استمر ضرب زين لها وسط صراخها الذى استمع له كل من فى البيت و جاءوا لنجدتها ليطالعها زين بحدة و هو يهتف بغضب عارم و هو مازال يضربها
= قصدك انى معيوب يا بت ال***.
دخل أحمد الغرفة و جذب زين بعيدا عن اخته و هو ليهتف بعصبيه و حنق من تصرفات ابن عمه مع اخته .
= انت اتجنيت ولا ايه ؟ بتضربها لييييه ؟
ليردف زين بشراسة .
= انا حر مراتى و بربيها .
ليهتف أحمد بصوت غاضب .
= يعنى ااااايه حر انت اتخبلت ياك مراتك دى تبقى أختى قولى غلطت فى ايه يستهل تضربها كده و لو ليك حق عندها انا اجبهولك منها بس متمدش يدك عليها .
ليطالعهم زين هما الاثنين بغضب و هو يهتف بعصبية و تحدي .
= انا امد يد زى ما انا عايز و انت متقدرش تمنعنى بس تمام يا ابن عمى عايز تعرف اختك ايه عملت .
ليكمل زين حديث و هو يطالع صفاء بغضب .
= بت ال*** بتجول على انى معيوب بس اجسم بالله لكون متجوز عليكى لو مسمعت الشهر ده انك حامل و اجبلك ضره و خلف منها و اوريكى مين هو المعيوب وسع اكده .
ازاح زين أحمد بعيدا عنه و اتجه الى خارج الغرفه بعصبيه و هو يلعن من شار عليه بالزواج ، بعد خروج زين من الغرفة تطالع أحمد باستنكار لأخته و هو يردف بنفاذ صبر .
= تعرفى لو ولع فيك المفروض ما اتكلم انتى جرى لمخك حاجه علشان تعايرى جوزك بقلة الخلفه انتى مخبوله .
لتردف صفاء بحنق و غضب و هي تقف امامه بعصبيه .
= انا مجولتش حاجه هو اللى شغال يعاير فيا و يجول عليه ارض بور و محدش معيوب غيره انا روحت لبدل الدكتور عشرة و كلهم جالوا انى سليمه يبجى يروح يشوف نفسه بدل ما كل شويه يهددنى انه هيتجوز عليه و مش بينفذ علشان عارف نفسه انه مش ر....
ليصرخ أحمد بها بزعيق وعصبيه ليقاطعه من مواصلت حديثها الغبى و تجريحها فى زوجها امامه .
= اخرسى الله يحرقك انتى و تخلفك ده اللى هيوديكى فى دايه و يخرب بيتك .. انتى فاكره انه مش بيتجوز عليكى علشان الهبل اللى بتقوليه لا يا عين أمك هو مش بينفذ كلامه علشان انا و ابوكى بنتوسل فيه علشان ميتجوزش عليكى بس انت شكلك عايزه تتعلمى الادب أنا مليش دعوة بالموضوع ده و الله لو قالى دلوقتى يلا بينا نخطب له لهلبس اللى على الحبل و اروح معه يمكن وقتها تعقلى لما جوزك يضيع منك و تعرفى ان الله حق .
أبو أحمد ضرب بعصاء الذى يتعكز عليه فى الارض و هو يردف بهدوء و يطبطب على ابنته .
= خلص يا أحمد انا هتحدت مع زين و هعرفه غلطه .
لينظر لهم أحمد بعصبيه من حديثهم و هو يهتف بغضب و قد انتفخت اودجه من الغضب فهو ان منع زين من تطاول على اخته هذا لا يعنى انه يأيدها .
= كمان هو اللى غلطان بقى بتك بتطول لسانها على جوزها و عايزه يسكت ليها لييييه هو انتوا مصدقين بجد انه معيوب ولا ايه احب اطمنك و اقولك انى رحت معاه لما السنيورة بتك راحت تكشف اول مرة هو كمان راح كشف و قال لى قبل ما يدخل انه لو العيب منه هيطلقها علشان تشوف حياتها و تشوف خلفه ليها اما لو العيب منها هو مش هيفرط فيها مهما كان دى عاره و طلع معندوش حاجه فشوف بتك الاول بتقول الحقيقة ولا بتضحك علينا ، بس تعرفى و الله زين ده خسارة فيكى و يستهل اللى احسن منك اللى تصونه و تعرف قيمته .
تركهم أحمد و كانت مريم قد غادرت هى ايضا خلف أخيها و تركت احمد يتحدث معه اخته و هى هتفت مناديا أخيه و هي تلهث من كثرة الجري خلف زين .
= زييييين زييين اهدى ياخوى انت رايح فين ؟ اهدى الله يخليك .
ليردف زين بحدة و عصبيه .
= بعدى من وشى يا مريم الساعدى .
لتومإ مريم بالنفي خوفا عليه و هي تهتف بإصرار .
= لا مش هسيبك تطلع و انت متعصب اكده .
زين بيجذبها من ذراعها بقوة المتها و يطالعها بغضب أعمى و هو يتحدث بنبرة شيطانيه .
= تعرفى تغور من وشى أنا شياطينى بتتنطط فى وشى و مش عايز اطلعهم عليكى .
لتردف مريم بقله حيله فهي تعلم أنه لن يرضخ لها مهما قالت .
= طيب جولى هتروح فين ؟
ليهتف زين بحدة و هو موصل الى اعلى درجات الغضب .
= هو انا من امتى باخد اذن حد لما بطلع وسعى اكده .
ازاحها زين من طريقه و اتجه الى المندرة الموجوده خارج المنزل و اتجه الى الحمام الموجود بها و أخذ دش لعله يهدء اعصابه و لكن لم يفلح فترك البيت بأكمله و ركب سيارته و غادر ، أخذ يلف بسيارته بغير هدى حتى انه لم يلحظ انه قد ابتعد عن بلدته ، ليطالع المكان من حوله و هو يهتف بغضب بعد ان اوقف سيارته و هبط منها .
= الله يحرقك يا صفاء الكلب انا فين دلوجتى .
أخذ زين يتلفت حول نفسه حتى يجد أحد ليسأله اين هو حتى يرجع من حيث أتى ، فى هذا الوقت كانت أدهم قد وصل الى المصنع هو و فيروز فهبط أدهم و طلب من فيروز عدم مغادرة السيارة و هو سوف يعود لها سريعا .
= استنينى هنا يا فيروز فى العربية هجيب الورق بسرعة من جوه و هرجع لك .
ليدخل ادهم الى المصنع و بترك فيروز فى السيارة اما على الجانب الاخر هتف زين مناديا بوقاحه و هو يجد فتاة تقف فى الطريق .
= انتى يا حرمه .
لتنظر له الفتاة بتعجب من طريقة حديثه الوقحه و هى تسأل بستنكار .
= انت بتكلمنى انا .
ليردف زين باستنكار 
= هو فى حرمه غيرك هنا .
لتجيبه الفتاة بامتعاض و ضيق .
= حرمت عليك عايشتك ايه يا بابا انت شايفنى ايه قدامك .
ليهتف زين بسخريه و عصبيه .
= لمى لسانك بدل ما جطعولك و يعنى انت مش حرمه خلص ولا تزعل يا حج .
لتصيح به الفتاة بحده .
= انت واحد مش محترم .
زين كان سوف يضربها فوضعت يدها امام وجهها فى وضع الحمايه ليتراجع زين عن ما كان سيفعله بها و هو يهتف بضيق .
= ليله انك مش حلالى كنت علمتك الادب جبر لما يلم العفش .
لتبعد يدها عن وجهها و هى تصرخ فيه بغيظ .
= ان شاء الله انت يا بعيد .
ليهتف زين بحنق و عصبيه و نظرات تطلق شرار  من الغضب .
= بت انتى لمى نفسك بدل ما اديكى كف يلزجك فى الارض .
كانت سوف ترد عليه و لكن تفاجأت به يزيحها بسرعه من أمامه و يركض باتجاه أدهم و يسقط هم الاثنين بعد ان انتشر صوت اطلاق النار فى المكان ، ليهتفوا كلاً من فيروز و ماسه معا بفزع و خوف و صوت عالي .
=عممممى / باباااااااا .
بينما على الجانب الاخر فى منزل العائلة عند سارة .
قد عاد أوس من الخارج و وجد أمه تبكى بحده و الزجاج يملئ المكان من حولها لينفزع و ينبض قلبه بخوف و قلق عليها فجرى عليها يتفحصها انش انش بعينيه ليطمئن عليها فهي روحه أن أصابها مكروه فاصابه أضعاف مضاعفة ليتنهد بهدوء و هو يرى أنها بخير و لم يصيبها أذى ليطالعها باستغراب و هي تبكي بحرقه قبل أن يهتف بخوف و قلق عليها و هو يتفحصه بعينيه بفزع .
= فى ايه مالك يا ماما ؟ فى ايه يا جماعه ايه حصل ؟
لتهتف ليلى عمته بحيرة و توتر و ههى تجيبه .
= مش عارفين كانت قعده معنا بعد ما أدهم طلع و كنا بنتكلم و هى سكته و مسهمه و مسكت كباية المياه تشرب بس مرة واحدة وقعت من ايدها و صرخت بأسم ادهم و هى من ساعتها على الوضع ده و مش عارفين ايه بيحصل معها .
ليهتف اوس مناديا ساره ليخرجها من شرودها و بكائها الذى لا يعلم سببه و هو بتسائل .
= ماما انتى سمعانى ماما فى ايه ؟
لتهتف سارة بفزع و قلق و هي تبكي و تنتحب بشدة و جسدها ينتفض بقوة .
= اوووس ابوووك يا اووس ابوك .
يهتف اوس بقلق و تسأل .
= ماله بابا هو حصل معه حاجه هو كلامك قالك حاجه ؟
لتجيبه سارة و هى تهز راسها بالنفى و مازالت تبكى بحرقه .
= ابوك فى حاجه انا حاسه انه حصل معاه حاجه ؟
ليردف أوس مهدئا اياها .
= طيب اهدى و انا هتصل بيه و اشوف هو فين ؟ و اطمنك عليه بس انتى اهدى شويه مش كده .
لتهتف سارة بلهفه و قلق .
= اتصل به بسرعه يلا .
ليومأ أوس  و هو يهتف .
= حاضر .
اخرج أوس هاتفه و اخذ يتصل بوالده عدة مرات و لكن لم يحصل على رد حاول أكثر من مرة مما اثار خوفهم ، ليلتفت لهم أوس و هو يهتف بتساؤل .
= هو مقالش رايح فين قبل ما يطلع ؟
لتنزل دموع سارة بقوة و هي تشهق كالأطفال و تهتف و هى تبكى .
= لا .
ليردف أوس بهدوء متمنيا بنفسه أن يكون بخير .
= طيب علشان خاطرى بطلى عياط و انا هتصل ب خالى يمكن يعرف هو فين ؟
اتصل أوس بخاله آدم و لكن لم يرد عليه حاول مرة اخرى و فى الثانية اجابه آدم الذى هتف بحزن و خوف و هو يتحدث بسرعة .
= ايوه يا اوس تعال على المستشفى*** بسرعه .
هتف أوس و هو ينتفض و ينهض من جوار والدته بفزع و قوة ملفته لجميع و هو يشعر ان قلبه سوف يتوقف من الرعب و هو يهتف بهلع .
= ليه هو مين فى المستشفى ؟
ليهتف ادم بنفاذ صبر و أمر و هو يتحرك و يتحدث مع أوس .
= أدهم هو اللى فى المستشفى اخلص تعال بسرعه و متقولش لحد على حاجه مش نقصين قلق .
اغلق آدم و لم يضف المزيد ولا يعلم ان الجميع قد سمع المكالمه ف أوس كان فاتح الاسبيكر بعد اصرار والدته لأخذ الهاتف منه ، ف آدم في حاله لا يرثي لها لكي يركز فهو حزين خائف و يدعى الثبات لكنه من داخل هش و يكاد يموت رعبا على صديق عمره و نصفه الآخر ، أما عند ساره فقد صعقت و شل جسدها و توقف الزمن أمام عينيها و لم تعد تسمع أو تعي شيئا فالصدمة كانت كدلو ماء مثلج سكب عليها ، لتنزل دموعها كشلال يخترق الجبال و قلبها يكاد يتوقف عن النبض من الخوف و الألم و القلق ، فها هو معشوقها يرقد بين الحياة و الموت ، هو كان يشعر و يعلم انه سيحدث هذا لذلك تفوه بهذا الحديث قبل أن يغادر اكان ايودعها هذه المرة و هو يشعر بنهايته المحتوة ، لتهتف في نفسها و هي تناجي ربها بأنها لن تستطيع تحمل فراقه ، فليأخذ روحها و يعطيها له فهى تقبل غضبه و تجريحه بها و لكن لن تستطيع العيش بدونه ، و كان حال ليلي و اوس لا يقل عنها بشئ ، ليفيق اوس من صدمته ليركض خارج من المنزل و لكنه منه من المغادره تشبث سارة به هى و ليلى و هى تهتف بلوعه و رعب .
= انت رايح فين خدنى معك انا مش هستنى هنا دقيقه واحدة من غيره .
ليهتف اوس بخوف و رجاء و هو يحاول ان يخلص نفسه منهم .
= معلش يا ماما هروح اطمن عليه بسرعة و هبقا اطمنك انا مش هقدر استنى لغاية ما تجهزوا .
لتصرخ به سارة .
= و الله يا اوس لو ما اخدتنى معك اطمن عليه لهتكون والدى ولا اعرفك ليوم الدين .
لينظر لها اوس بعجز لتردف هى و تركض الى دخل المنزل .
= هجيب الطرحه و اجيلك بسرعة و مش هتأخر .
لتركض سارة و ليلى كلا الى غرفتها ترتدى عباية سوداء و عليها طرحتها التى كانوا يرتدوها على السلم و خرجوا من المنزل و صعدوا مع اوس فى سيارته التى قادها بسرعة حتى وصل الى المسشفى و يركضوا الى داخلها و هم يدعون و يتضرعون طوال الطريق له ان ينجيه الله و يحميه لهم و عود لهم بخير .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now