الفصل السابعون

1.8K 36 3
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل السابعون
بقلمى / هدير خليل

فى بيت العائلة الذى اسسه أدهم وسارة سوياََ مؤخراََ بعد أن عاد لبعضهم مجدداََ وتعاهدا على البدء من الجديد ... فى غرفة أوس و مهره .. أوس عاد من عمله متعباََ مرهقاََ لا يقوي على حمل جسده من كثرة العمل الذي ارهقه اليوم ثم دلف اوس الي غرفة المعيشة وقام بتحية عائلته والاطمئنان عليهم سريعاََ وهو واقفا بمكانه ثم استأذن منهم ليذهب لغرفته ليذهب للنوم بعد أن يأخذ حماماََ يزيح عن جسده تعب اليوم وتركهم والتفت ذاهباََ بأتجاه الدرج وصعد للأعلى بخطوات منهكة ومرهقة متوجهاََ الى غرفته هو زوجته مهرة و عندما كان على بعد خطوات من غرفته وقبل ان يضع يده على مقبض الباب لفتحه وصل لمسامعه صوت زوجته الغاضب والثائر .. ليأخذ نفساََ عميقاََ ثم زفره بقلة حيلة وانهاك قبل أن يفتح باب غرفته ويدلف الى داخل الغرفة ليجد زوجته العزيزه و مهرته الجامحه و الغالية تصرخ بصوت جهوري على ابنتيه بـ غضب وعصبية و يبدو انهم قد افقدوها صوابها بالفعل وجعلوها تجن ولا تستطيع التحكم بأنفعالاتها بسبب مشغباتهم و شقاوتهم المستمره والمرهقه ذهنياََ وبدنياََ لها.
لتنظر مهره لابنتها بأعين قد تحول لون بياضها للون الأحمر من الغضب وهي تهتف بصوت جهوري غاضب.
= زييييينه بطلى حركه و اقعدى لغايه ما اخلص لبس ل أختك.
لتنتفض زينه بمكانها بفزع من صوت والدتها الجهوري الغاضب لتجلس على الفور فى مكانها بهدوء وبخوف من والدتها وما تتلقاه من عقاب ان خالفت حديثها لترفع عينيها الخائفة لوالدتها و هى تبتسم لها بــ هدوء وطفولية لتنظر لها مهرة بجانب عينيها بغيظ بينما أخذت تبرطم بالحديث الغاضب و هى تتمتم ببعض الكلمات الحانقة الغاضبة وكانها تحت تأثير تعويذة ما .. ليطالعها الطفلتين بأستغراب واحده تبتسم لها بهدوء وبراءة والأخرى تبتسم بشقاوة.
لتعكف مهره حاجبيها بأستهجان وهي تهتف بغضب وملامح ممتعضة.
= انا كان مالى و مال الهم ده .. قال كنت هموت و اتجوز ابوهم ما كنت فضلت جنب امى ملكة مليش فى الغم ده ادى اخرت اللى بيتجوزه و يخلفوا بشد فى شعرى منهم و من ابوهم.
جلست زينه على طرف الفراش بهدوء وهي ترفع عينيها الخائفة لوالدتها وتطالعها بابتسامه متوتره ماكره يشوبها الخوف قليلاََ من رد فعل والدتها معها و راحت تحرك عينيها على ملامح والدتها الداكن بسبب غضبها وهي تزم شفتيها بطفولية وتبلع ريقها بتوتر وهي تفكر بعقوبه والدتها لها إذا افتعلت أي مشاغبة أو قامت بقلب البيت رأساََ على عقب بشقاوتها و لكن عندما ألتفت برأسها أتحاه باب الغرفة وقع نظرها على والدها الذى كان يقف قابضاََ على مقبض الباب وهو يتابعهم بهدوء وينقل نظراته بينهم بضجر ... لتضييق زينة عينيها بمكر طفولي وهي تنظر له بهدوء ثم بدأت بالصراخ والبكاء بشدة فجأه ثم هبطت من الفراش و ركضت بأتجاه والدها بخطوات طفولية واسعه وهي تمد يديها لوالدها الذى انحني قليلاََ ثم مد يديه و تلاقاها و قام بحملها على ذراعه و هو يضمها لصدره بحب وحنان و يبتسم لها أوس بمحبه و هو يتمتم على مسامعها ببعض الكلمات الابويه الحنونه المحبة وهو يقبلها من وجنتها بحب ويتسائل بحنان.
= مالها بنوتى الحلوه بتبكى ليه ؟؟
لتقعص زينه ملامحها الطفولية بحزن وهي تشير على والدتها وتبكي بكاء مصطنع وتهتف بنبرة ماكرة وشقاوة لا تناسب عمرها.
= بابى .. مامى بتزعق لى و بتضربنى.
حاول أوس رسم الضيق على وجهه و هو يعبس بوجهه ويعقد حاجبيه وهو يقبلها من وجنتيها المكنتزة قبل أن يهتف بعدم رضاء مصطنع وحب ابوي.
= بتضربك ؟؟ ليه هى بنوتى الحلوة بتعمل حاجه غلط علشان حد يضربها ؟؟
لتومأ زينه برأسها يميناََ ويساراََ بالنفى وهي تقوس شفتيها بحزن وتنظر لأبيها بجانب عينيها بمكر و هى تهتف له بنبرة باكية مصطنعة وهي تحاول أستمالة أبيها وأستعطافه والتأثير على مشاعره الأبوية.
= بابى اضربها زى ما ضربتنى.
مهره بصدمه و هى تنظر الى ابنتها و التى زهلت من حديثها مع والدها و ألتفت نحوهما سريعاََ و بحده و جحظت بعيناها من الصدمة ورمشت بهن عدة مرات وهي تعكف حاجبيها بذهول وتنظر لأبنتها بأعين مشتعلة من الغضب و هي تهدر بحده وغضب وعصبيه ولم تستوعب ما تفوهت به بـ ثورة غضبها و تهدر بغضب عارم واستنكار.
= يا بنت الكلب يا كدابه انا ضربتك يا بت انتى .. ردى يا حيوانه انا امتى مديت يدى عليكى يا فردت جزمه قديمه.
تجمد أوس بـ مكانه للحظات وهو يعيد كلمات مهره الأخيرة على عقله لعله يستوعبها فقد نزلت كلماتها وسبابها اللاذع له على اذنه وقع الصاعقة وهو لم يعي للان أن ما سمعه صحيح وليس تهيؤات أصابته نتيجة الإرهاق والاجتهاد من العمل ... ليفيق من صدمته ويسير اتجاها بخطوات بطيئة متمهلة وهو يطالعها يهبط بـ هدوء حاد مريب ويرفع حاجبيه بذهول قبل أن يهتف بها بغضب وذهول وعدم تصديق وحدة ويضيق عينيه بعدم تصديق واستنكار تام لما سمعه منها وتفوهت هي به .. و تقابلت أعينهم بكثير من النظرات هو يطالعها بحدة وغضب واستنكار وهي ترمش بعينيها عده مرات في عدم استيعاب مما تفوهت به فاهها وهي اطالعها بخوف وتوتر وقلق وندم .. ليشير بسبابته على نفسه بأستنكار وهو يتسائل بأستهجان وغضب وذهول.
= بنت الكلب ؟؟؟ دا اللى هو أنا يعنى ؟؟ انا كلب ؟؟
استوعبت مهره ما تفوهت به منذ لحظات في ثورة غضبها على ابنتيها المشاغبتين الذين يفقدوها صوابها دوماََ فــ زوجها أوس قد حذرها بصرامة وحدة وشدد عليها أكثر من مرة أن لا تسب وتلعن أمام الصغار و لكن يبدو أنها لا تتعلم ابداََ ولا تطيع حديثه معها بهذا الشأن فـها هي مرة أخرى وبسبب انفعالها الذى لا تستطيع التحكم به من تصرفات ابنتهم قد نسيت نفسها و تفوهت أمامه وأمام ابنتيها بهذا الاسلوب الغير لائق وقامت بالسب وسبته بأبشع الألفاظ لكن بالتأكيد لن يجعل الأمر يمر مرور الكرام هذه المرة لكي تتعلم درسها جيداََ ولا تعيد الكره مره اخرى فهى الشخص الوحيد و اكثر من تعلم اوس جيدا ... لترفع مهره عينيها الخاذفة والمتوترة لتقع عينيها داخل عينه التى تشتعل من الغضب لتبلع ريقها بصعوبة بالغه وخوف لتجده يحدق بها بحده وغضب وعصبيه لتطالعه مهره بتوتر و ارتباك و هى تتحدث برجاء وتوتر ونبرة منخفضه من الخوف فهي لا تعلم بماذا ستبرر فعلتها وسبابها له ولابنتيها أمامهم رغم تحذيره الجاد والصارم لها الذى ضربت به عرض الحائط في ثورة غضبها من ابنتيها.
ابتلعت مهره ريقها بتوتر بالغ غير قادرة على التحدث فهي لا تعلم ماذا ستقول له وبماذا ستبرر فعلتها وسبابها له وقت غضبها من ابنتيها فهي مشوشه لتفتح فاهها وتتحدث بنبرة منخفضه وصوت متوتر.
= أوس أنا.... أنا مش قصدى هى بت ال... اقصد هى اللى طلعتى عن شعورى و مخدتش باللى ايه بقول .. بس أنا مش بقول كده قدامهم صدقنى.
أمتعضت ملامح اوس وهو يمد يديه ويعطيها زينة بهدوء حاد مريب وهو يعكف حاجبيه بعدم رضا وغضب وقد أصبحت ملامحه داكنة من الغضب ثم تركها كما هي بمكانها وتحرك من أمامها بعد أن رمقها بضيق وغضب وحدة عندما تفاجأت مهره بأنه يتحرك مبتعداََ عنها تمسكت بيديه سريعاََ وهي تهتف بنبرة باكية ورجاء وعينيه تتابعه بتوتر وندم وخوف.
= أوس أنا...
استشعرت مهره غضبه الذى يحاول كتمه والسيطرة على انفعالاته امام ابنتيه ظلت مهره تحدق به كالمغيبة بنظرات مشتتة تائهه و بحزن ودموع متجمعه فى عينيها و بعد مده ليست بقصيرة استطاعت ان تستجمع القليل من شجاعتها لتبرر فعلتها الشنعاء بحقه وأمام طفلتيه كي يغفر لها ما تفوهت به ويسامحها لترفع عيناها الخائفه نحو اوس سريعاََ لتهمس بتلعثم وتوتر ورجاء ليقطعها اوس عن إكمال حديثها معه بصرامه و هو يهتف بـ صوته الرخيم في جدية وصرامة وهو يشير لابنتيه بسبابته و هو يحدق داخل عينيها بأعين كالصقر تحمل بداخلها كرات من النار كأنهم جهنم مستعرة ليجف حلق مهرة وتبلع ريقها بصعوبه وراحت تحرك عينيها بتوتر و قلق....
لينظر لها أوس بضيق وغضب مكتوم وهو يسحب يده بعيد من يدها ويشير بسبابته على ابنتيه قبل أن يهتف بصرامه وضيق.
= كملى تغير لبس ل البنات.
تركها أوس بمكانها ولم يبالي لها بعد أن نظر لها بأعين تطلق شرارات نارية من الغضب و ذهب متجهاََ الي المرحاض الحمام المتواجد بداخل غرفتهم ... دلف الي داخل المرحاض لكى يأخد دش سريع يسترخي به عقب يوم منهك له ومرهق ... مد يده وادار المقبض لتنزل المياه الساخنة وتلتمس جسده وقد جعل الماء الساخن من عضلاته ارتخت وشعر جسده بالاسترخاء، ليتنهد بعمق وهو يغلق المقبض ولف جذعه بمنشفة كبيرة، وأخذ منشفه أخرى ووضعها حول عنقه وهو يدلف خارجاََ من المرحاض و هو يجفف شعره المبلل بـ المنشفة التى يضعها حول عنقه و مر من جوار مهره دون أن يلقى عليها نظرة واحدة و دون أن يبالي لها و ذهب باتجاه خزانة الثياب وبدأ يختار و يخرج ثياب له لكى يرتديها ، لتعكف مهره حاحبيها بذهول وتنهدت بحنق قبل أن تنهض من مكانها سريعاََ بتوتر وحزن و هى تهمس له بنبرة منخفضه مختنقة بالعبرات لترفع مهره عينيها لأوس الخائفة وهي تفرك يديها معاََ بتوتر قبل أن تهمس له وقد تجمعت للدموع بعينها.
= الهدوم مجهزها ليك على السرير.
لم يلتفت لها اوس ولم يعيرها اهتماماََ ولم يبالي لها وكانها لم تتحدث وكأنه هو لم يسمعها وهو يكمل بحثه فى ثيابه وينتقي منها ثم انتقي تيشرت أبيض له و بنطال قطنى كحلى اللون واخذهم ثم اتجه إلى المرحاض مرة أخرى حتى يرتديهم وتركها تقف بمكانها مدهوشه تتابعه بنظرات ذهول وحزن وتوتر وكان جسدها قد توقف عن الحركة وخلايا جسدها قد شلت من صدمتها من رد فعله ذاك معها ، فـ هو كان يعاملها ببرود رهيب وتجاهل قاتل لها ، ظلت واقفة بمكانها تنتظره حتى يخرج من المرحاض وعينيها مركزه على الباب فها هو يستفزها ببروده معه وتجاهله لها لتتيقن أنه يتحتم عليها التحدث معه فيما حدث بينهم منذ قليل .. فـ هي ترى انه ليس من الجيد ولا المحبب أن يصبح هذا هو التعامل بينهم خاصه امام ابنائهم ف بناتهم اصبحوا يستغلوا ما يحدث بدون قصد منهم ، فهم مازال أطفال لا يعلمون ما يحدث، وايضا لا تريد خلق فجوة بينهم وتركها حتى تتوسع وتكبر ولا يستطيعون السيطرة عليها
ظلت هكذا شاردة بافكارها والأفكار تتلاطم برأسها حتى قاطع عليها التفكير وفاقت من شرودها على صوت باب المرحاض الذى يفتح و أوس يدلف خارجاََ منه مرة أخرى، و هو يرتدى ثيابه بالكامل وقد تجاهلها للمرة الثانية وكأنها ليس لها وجود ولم يلقى لها بالاََ و هو يتحرك مكملاََ طريقه إلى المرآه المتواجده على يسار الفراش كي يمشط شعره ويضبط هندامه وهيئته وهو يفعل كل ذلك فى هدوء حاد ومريب لتقعص مهرة ملامحها استغراباََ وهي تتابعه بتوتر وذهول ثم تحركت من مكانها وهي و تقترب منه بخطوات بطيئة متمهلة متوترة و وقفت على بعد خطوتين منه وهي تفرك يديها معاََ بتوتر وتحرك عينيها بكل الاتجاهات بأرتبام وقلق قبل ان تهتف بهدوء قدر الإمكان عكس الثورة التى بداخلها الان من الغضب والحنق والعصبية والاستنكار.....
= أوس احنا لازم نتكلم ... مينفعش التصرفات دى .. البنات بقوا يستغلوا الموضوع كل ما يشفوك يبكوا و يجروا عليك يشتكولك زى ما حصل النهارده كإنى مرات ابوهم اللى بعذبهم طول اليوم و لما ياجى ابوهم يشتوا له من مراته الشريره اللى مطلعه عين اهلهم.
التفت لها أوس و هو يضع يده فى جيبه و ينظر لها بجمود و هو يتمتم و أمتعضت ملامح أوس وهو يطالعها بحدة وغضب ثم كور يديه بغضب ووضعها بجيبي بنطاله منعاََ لنوبة غضب قد تتاذي هي بها فمهما حدث هي معشوقته ويخاف عليها حد الموت من غضبه ولن يسامح نفسه ابداََ اذا أصابها أذى في ثورة غضبه عليها ليرسم على معالم وجهه الجمود ليقطع هذا الصمت الموقت و هو يهتف بصوته الرخيم و ببرود قاتل قد أصابها بالقشعريرة وكأن برودة نبرته ومعاملته انتقلت لجسدها ولعظامها.
= خلصتى ؟؟ لو خلصتى كلام ابعد من قدامى علشان مش فاضى.
القى عليها أوس نظرات باردة غير مبالية وتحرك من مكانه محاولا ان يعبر من جوارها ويتخذ طريقه للفراش ويتركها بمكانها دون أدنى اهتمام منه ... صدمت مهرة كثيرا من رد فعله ذاك معه لتتحرك هي الأخرى وتقف بطريقه وهي تقبض على يديه مانعتاََ اياه من أكمال طريقه و هي تطالعه بنظرات حادة غاضبة نارية تطلق الشرار من عينيها وتعاقدا حاجبيها بأستنكار وحنق قبل أن تهتف به بعصبيه و حده من تصرفه هذا معها و طريقة حديثه تلك التى لا تفضلها ابدا و تقبلها ومن تجاهله لها وبروده معها.
= لا يا أوس مش هبعد ... ولا بلاش الأسلوب ده معايا ... انا مأجرمتش انى بزعق فى بناتى لما بيعصبونى انت مش بتشوف هما بيعملوا ايه معايا طول اليوم ؟؟ انا بتطلع عين أهلى معاهم طول اليوم و كمان فى الأخر ولا عجبك ولا عجب بناتك و أنا فى الأخر اللى بطلع ست مفتريه و بعذب بناتى و فيا كل العبر.
رفع اوس عينه وطالعها ببرود مرعب و هو يشير بسبابته لها بتحذير حاد قبل أن يتحدث بحده وصرامة من بين أسنانه ولم يأبه لحديثها ولم يأبه لحدتها.
= صوتك ميعلش عليا ... و بعدين أنتى عارفه كويس أنا ليه بتصرف معكى كده .. ف بلاش تدخلى المواضيع فى بعض.
اخذ اوس نفساََ عميقاََ و زفره بقوة وحدة لعله يستطيع السيطرة على أنفعالاته وأعصاب وقت غضبه وان لا يثور عليها عكف حاجبيه بضيق واستنكار وانتعضت ملامحه وهو يبتسم بسخريه بينما لازال يكمل حديثه الحاد والغاضب من بين أسنانه بقسوة و اظلمت عيناه فجأه و تحولت لظلام داكن وهو ينهي حديثه معها بنزق وضيق ولا مبالاه.
= أنا حذرتك أكتر من مرة إياكى تشتمى قدام البنات بس الهانم بترمى كلامى وراه دهرها ولا بتعمل له أى اعتبار ... أنتى عارفه كويس انى بعقب زينه على موضوع الكدب ده و مش بأخد بكلامها ولا بشوفك المراه الشريره ... بس أنتى لما تحبى تدارى على غلطك و تطلعى اللى قدامك غلطان بتدورى على أى حوار علشان تطلعى نفسك انتى الملاك ... بصى يا مهره علشان تعبت من كتر ما احنا بنتكلم فى الموضوع ده الطريقة اللى بتربى بيها البنات دى متنفعش و انا مش متقبلها فبهدوأ كده يا أما نتفاهم و تغيرى من طريقتك دى يا اما البنات تسيبى تربيتهم لى ملكيش اى علاقة بيهم ولا بتربيتهم.
تجمدت مهره بمكانها للحظات وهي تعكف حاجبيها بشك من حديثه لم تستطيع هز رأسها وقد تاهت عن كل ما حولها هل حقاً ماسمعته أو هو مجرد تهيؤات إصابته ظلت شاردتاً به وهي لم تعد تعي حتى ماذا يقصد وهي تحدث نفسها وهي تنظر داخل عينيه المشتعلة بـ هل ما فهمته هي صحيح ؟ هل هو بكامل وعيه؟ ماذا حدث له؟ وتناست فعلتها بحقه وعدم طاعتها له لتضييق عينيه بتوجس وهي تطالعه بضيق وغضب وعدم تصديق لم تستطع التحكم بأنفعالاتها وغضبها من حديثه اكثر من ذلك لتردف بحدة وعصبية وهي تطالعه بتوجس وضيق قبل أن تتسائل بحده وعصبية.
= أنت قصدك ايه ؟؟ ازاى يعنى مليش علاقه بيهم ولا بتربيتهم.
ابتسم اوس بسخرية فهي من بدأت وهي من لا تخضع ولا تغيير من نفسها وهي من جلبت هذا الي نفسها وقد حذرها و وبخها اكثر من مرة و وعدته بألا تعيد الكره لكن على من يكذب فهي لم تغير من نفسها ولن تغيير الا اذا اتخذ هو موقفاََ منها يجعلها تغيير من نفسها ويردها عن تكرار فعلتها ذاك مرة أخرى نظر لها بجمود قبل أن يكمل طريقه الذى قطعته عليه وهو يهتف ببرود ولا مبالاة وبرود قاتل.
= اللى فهمتيه يا مهره هو ده اللى اقصده.
تنهد أوس بقنوط فهو لم يكن لديه القدرة التى تسمح لسماع شكوها الذي لا توقف من فمها وتنهال عليه بها من ابنتيه منذ أن أنجبتهم حتى الآن لذلك لم ينتظر أوس أن يسمع منها اي رد اخر على حديثه ولم يبالي لها ولم يهتم لأي اعتراض أو شكوى قد صدر منها يكفي فهو مرهق بما فيه الكفاية ايضاََ ليتركها اوس مع صدمتها من حديثه وذهولها الذى اتضح على معالم وجهها من المقصود بهذ الحديث و غادر المكان و ترك لها المنزل بأكمله وخرج ليذهب الي عيادته لعل وعسى انحراطه بالعمل يجعله ينسى قليلاَ ما حدث منذ قليل ولكي يستنشق الهواء ويسترخي قليلاَ ويعود مرة أخرى ... ظلت مهرة جامدة بمكانها ثم انخرطت بالبكاء دون صوت و ظلت العبرات الساخنة تهبط وتجري على وجنتيها كأنها شلال وهى شاردة فى أثره منذ أن تركها وغادر المكان لتحدث نفسها وهي تبكي بألم وعدم تصديق ... هل حبهم هش الى هذه الدرجه؟؟ حتى يتاخذ قراره بالابتعاد عنها واقصائها من حياته وحياة ابنتيهم فــ أول صدام وخلاف بينهم ؟ بترفع مهره يديها وتزيل دموعها بظهر يديها بعنف كالاطفال ثم أخذت قرارها و ما سوف تفعله مع أوسها الغاضب فهى قد تعبت مما يحدث معها وما تعانيه مع ابنتيه يومياََ وخصيصاََ زينة و رد فعله وتأنبيه لها ... مر باقي اليوم و حان وقت عودة اوس الي المنزل .. قد عاد اوس من عيادته مرهقاََ ومنهكاََ كثيرا من العمل ومن تفكيره بالأحداث الأخيرة والخلاف الذى حدث بينه وبين مهرة ... دلف لداخل المنزل واتجه للدرج وصعد للأعلى متجهاََ لــ غرفته لكى يأخذ قسطا من الراحة قليلا بعد ما مر به بهذا اليوم المرهق الذى استنفذ كل طاقته وجعله غير قادر على حمل نفسه حتى غرفته ... أدار اوس مقبض باب غرفته وفتحه على مصرعيه و هو قد اتخذ قراره فى نفسه انه سيعاقب مهره قليلا و يتجاهلها ويعملها ببرود قاتل حتى تعرف خطأها ولا تعيد فعلتها ثانيتاََ ، و لكنه هو من تفاجأ عندما فتح الباب وصدم بــ فتاتيه يركضون له و هم يصيحون بأعلى صوتهم بطفوليه منادين عليه بإسمه ... ليطالعهم أوس بذهول وهو يعكف حاحبيه باستغراب و ذهول، وهو ينحني قليلاَ ويمد يديه ليحمل الفتاتين و يردف متسائلاََ باستغراب وعد فهم فهذا ليس من عادة مهرة والفتاتين إذا ماذا يحدث هنا؟؟!!! ولما هم مسايقظين للان ولما لم تظهر مهرة للان ولما لم يصل إلى مسامعه قبل دخوله الغرفه صوت صراخ مهرة عليهم بغضب وعصبية؟؟!!!!
عكف أوس حاجبيه بأستغراب وهو يطالعهم بعدم فهم ويتسائل بذهول واستغراب.
= أنتوا بتعملوا ايه هنا ؟؟ و ليه صاحين لغايه دلوقتى ؟؟ مش المفروض تكون نايمين.
بدأ أوس يحرك عينيه بكل الاتجاهات وبكل ركن بالغرفه يبحث عن مهره فهو للان لم يراها ولم يسمع لها أي صوت بالمكان لكنه لم يجد لها أثر فى الغرفه ليقعص ملامحه بأستغراب ثم طالع ابنتيه بتساؤل واستغراب قبل أن يردف متسائلاََ بتعجب وذهول عن مهرة واين هي ولما هي تركتهم لوحدهم ولما لم تضعهم بفراشهم للان.
ليطالع أوس ابنتيه بتساؤل وهو يهتف متسائلاََ بأستغراب وتعجب.
= هى ماما راحت فين و سبيتكم صاحين لغاية دلوقتى؟
لتضع زينه يديها تحت ذقنها بطفولية ثم اجابته سريعاََ بتلقائية وطفولية لتنظر له زينه بهدوء وهي تجيبه سريعاََ بتلقائية.
= ماما مشيت.
ليعقص أوس بين حاجبيه و ضيق عينيه بعدم استعاب و هو يهتف متسائلاََ بنبرة مشدوهه وقلبه يخفق بعنف وهو يعكف حاحبيه بأستغراب.
= مشيت راحت فين ؟؟
نظرت له صغيرته درة ببراءة وطفولية و هى تمد يدها الى والدها برقه بالغة لتجعله يلتفت لها و هى تعطيه ورقه صغيره مطوية كانت تحتفظ بها بين يديها بصمت وهي تصدر همهمات حتى تجذب انتباه والدها إليها ويفهم انها تريد أن تبلغه شيئاََ ما فـ هى برغم من أنها تؤام زينه المشاغبة و البالغه من العمر ٤ سنوات الإ انها حتى الآن لا تستطيع التحدث بل تصدر همهمات فقط و قد ذهب بها أوس إلى الكثير من الأطباء و لم ييأس من حالتها ابدا ولم يكل ولم يمل، لكن للان لم يستطيع أحد منهم أن يساعد فتاته ان تتحدث، و الجميع اجمع انها ليس بها أى خلل عضوى و هى إذا ارادت أن تتحدث فـ ليس هناك ما يمنعها من فعل ذلك و لكن حتى الآن لم يحدث هذا، لكن اوس ومهرة بانتظار هذه اللحظه على أحر من الجمر فهما ينتظرنا ويتشوقان لسماع صوتها بشدة وان تغرد به مثل الكروان وتملأ المنزل بصوتها وبهجتها مثل توامتها المشاغبة فـ درة نقيض زينة توأمتها تماماََ فهي خجوله وهادئه وتعشق والديها كثيراََ وبريئة عكس توأمتها فـ من يراها تخطف قلبه قبل عينيه كأنها ملاك..
أخرج اوس تنهيدة حارة من جوفه ثم قام بوضعهم على الفراش بهدوء بعد أن قبلهما من وجنتيهما بحب وحنان، ثم مد يده اليمني و أخذ من درة تلك الورقة التى تحتفظ بها بيديها ثم جلس بجوارهم على طرف الفراش فــ اسرعت زينه وغيرت جلستها عندما قامت بـ الجلوس على قدم والدها اليسرى بمرح وابتسامة طفولية متسعة، اما درة فــ لم تتجرأ على التحرك من مكانها ورفعت عينيها بحياء الى والدها وهي تبتسم ببراءة وحياء ... ليبتسم لها اوس ابتسامة محبة وهو ينظر لها بحنان، ثم قام أوس بحملها و وضعها على قدمه الأخرى ثم قام بتقبلها من وجنتيهما بحب وحنان و هو يهز رأسه بيأس و قلة حيلة من فتاته فــ هى خجوله جدا على نقيض تؤامها ، فهـو يريدها ان تتجرأ قليلاََ ولا تخجل منه هو ، فـهي فتاته وصغيرته يعلم انها تعشقه كثيراََ لكنها تخجل منه كذلك قام بتقبيل زينه المشاغبة حتى لا تغار من شقيقتها ليتنهد أوس بعمق ثم نظر بعدها اوس الى تلك الورقه التى بين يديه بقلق فهى خير من يعلم جنان معشوقته وتهورها.
يا ترى مهره راحت فين ؟؟ و ايه اللى مكتوب فى الرسالة ؟؟
ايه رايكم فى الفصل ؟؟
انتظروا الفصل القادم.
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang