الفصل الخامس عشر

2.6K 36 4
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الخامس عشر

بقلمى / هدير خليل

اراد محمد الهروب من هذه المواجهه فهو يعلم ان والده بالتأكيد لن يصدقه لذلك فضل ان يغادر المكان و لكن منعه أدهم من ذلك عندما قام بجذب محمد إلى الداخل ، و اه من هذا الألم الذى يعترى كلاهما أحدهما يبحث عن الحقيقة و الأخر يريد أن ينطق بها و ينفض عن كاهله هذا الحمل الذى ثقل عليه ، أدهم بعدما اجلسه أمامه حتى يرى عينيه بوضوح ولا يستطيع أن يكذب عليه يجب أن يعلم الحقيقة كاملة منه و لا يوجد مكان لكى يخبي شى عليه ، و تحدث أدهم بهدوء عكس ما يعتريه من غضب من هذا الأحمق الماثل أمامه .
= ايه حصل؟
محمد و هو يدعى الهدوء أيضا و لكن يعتريه القلق امسك هاتفه و كتب انه لم يحدث شئ
، و لكنه كان فى وضع لا يحسد عليه من القلق و التوتر و هو ينظر لوالده ، الذى تحدث له بسخريه .
= و الله ، يعنى مقامتش مفزوع عشان جورى كانت بتلمس رجلك .
محمد و قد بهت من القاء والده الحقيقة فى وجه ، و كيفية معرفة ابيه ما حدث و اتسعت عينيه من الصدمة و لم يستطيع الرد ، فاقترب أدهم من جورى بغضب و هو يصرخ بها بعصبيه من تصرفها الذى قامت به مع ابنه .
= ادخلى اوضتك مش عايز اشوف وشك قدامى يلاااا .
فزعت جورى من صوت صراخ أدهم بها و قالت بخوف و توتر .
= ادهم انا بس ك..
أدهم نظر إليها نظرة افزعتها و هو يقترب منها و امسكها من ذراعها و هو يجز على أسنانه بغضب .
= مش عايز اسمع حاجة على اوضتك و التصرف اللى عملتيه ده هحسبك عليه بعدين يلاااا على اوضتك .
جورى و هى تنظر له بتوسل ان يستمع لها .
= عشان خاطرى اسمعنى انا ب...
و قد وصل أدهم لأقصى قدرته فى التحكم بغضبه و هو يقول .
= أمشى من قدامى عشان متشوفيش تصرف ميعجبكيش و زعلك بجد وقتها يلا على اوضتك .
جورى عندما علمت انه قد فقد القدره على السيطرة على غضبه و يجب عليها أن تذهب حتى لا يطولها غضبه هذا و يصبه عليها و لذلك غادرت الغرفة و هى تتوقع الأسوء من أدهم على ما فعلته و تتمنى ان تمر هذة الليلة على خير ، أما فى الخارج ، قام أدهم بجذب محمد من لياقه قميصه و هو يتحدث له بغضب بالغ .
= عايز اعرف كل اللى حصل بينكم و من غير كدب يا محمد و دى اخر فرصة ليك عشان اسمعك .
امسك محمد الهاتف و هو يحاول ان يكتب لأبيه انه برئ و انه لم يحدث شئ بينه و بين جورى .
= و الله ماعملت ليها حاجة هى اللى خبطت رج ...
نظر له أدهم بجمود و هو يعيد له الهاتف و هو يقول .
= انا عارف اللى حصل بينك و بين جورى مش عايز تفسيره له .. انا بتكلم على الزفتة التانية إيه حصل بينكم .
محمد و هو ينتهد و يتذكر ما حدث معه فى هذة الليلة التى كانت السبب فى كل ما حدث معه و ما إلت إليه الأمور ، اخذ يكتب ما حدث فى ذلك اليوم لوالده و ادهم اخذ يقرأ ما يكتبه .
= انت لما اتصلت بيا فتحت عليك و فضلت فترة انده عليك بس انت مردتيش عليا فقلقت عليك فقولت طلعت الاوضة عندك عشان اطمن عليك خبط و هى فتحت ليا و كانت رافضة ان ادخل او تندهك لى و ده قلقنى اكتر ف انا زقيتها و دخلت لقيتك نايم بس حسيت انك مش طبيعى حاولت اصحيك بس انت مصحيتش ف روحت ليها اسألها مالك ف... ف...
توقف محمد على الكتابه و هو ينظر الى والده بتوتر ، فنظر أدهم له و هو يحثه على إكمال ما بدأ فى حكى ما حدث و قام بهزه حتى يتابع و هو يقول له .
= اخلص كمل ايه حصل بعدين .
محمد و هو متردد و امسك الهاتف مرة اخرى كى يكمل ما بدء و يكتب لوالده ما حدث .
= شديتها من شعرها و ضربتها عشان تتكلم ف قالت انك اخدت منشط بس يعنى مكنتش أد كدة و مستحملتش و نمت بالمنظر ده يمكن عشان المنشط فيه نسبة مخدر ، انا اتعصبت عليها لما كانت بتتريق عليك و ضربتها جامد و طردها بره الاوضة بس هى فضلت تخبط على باب الاوضة و هى بتهددنى انها هتفضحنا ف فتح ليها الباب و لما سالتها عايزة ايه لقيتها بتقفل الباب و بتقرب منى بطريقة مقرفة ، و لما بعدتها عنى قالت براحتك انت الخسران ، فضلت جنبك و لقيتها بتلم هدومها و هتمشى سألتها هى غايرة فين ؟ فقالت إنى مليش دعوة و ادتنى الجواب و مشيت .
ثم توقف عن الكتابة و نظر مرة اخرى إلى والده فوجده صامت فتوتر محمد من ملامح والده الذى لم يعرف كيف يفسرها ، فأشار له أدهم مرة اخرى حتى يتابع ما يحكى ، و اكمل محمد كتابة و هو يستعطفه والده .
= بابا و الله ده هو اللى حصل انت مصدقنى ؟
انتظر محمد من أدهم اى رد فعل على ما قاله
نظر أدهم مطولا الى محمد ثم قال بتساول .
= ليه اول ما انا صحيت مكنتش لبس هدومى .
استرسل محمد فى كتابة ما حدث و هو يجيب والده على تسأله .
= مش عارف انا لقيتك كدة .
أدهم نظر له ثم تنهد و هز راسه بتفهم ، محمد و هو ينظر لأبيه فى توسل انه يكون قد صدقه فيما قال و كتب له بتسأل .
= بابا انت مصدقني .
أدهم و هو ينظر له و يبتسم ابتسامة حب و تفهم و نظرة اخرى لم يفهمها محمد ، قال له أدهم و هو يتجاهل للمرة الثانية الاجابه على تسأل محمد له .
= قوم ادخل اوضتك استريح على ما احجز ليك عند دكتور يشوف حل لحالتك دى .
نهض محمد لكى يذهب إلى غرفته و لكنه توقف فجأة و نظر إلى والده نظره تحمل المزيد من التسأل ، فنظر أدهم له و علم ما يريد ان يسأل عنه فأجابه بهدوء .
= بعدين اسأل اللى انت عايزه يلا روح اوضتك .
فنظر محمد لوالده ثم غادر ، نظر أدهم فى اثره ثم اخرج هاتفه و قام بأجراء مكالمة ب نبوى ذراعه اليمين و الذى كان يخبره بكل ما يحدث فى مصر فى غيابه .
= السلام عليكم ازيك يانبوى .. ايه اخبار اللى عندك .. تمام خليك متبعهم و لو حصل حاجة بلغنى .. كنت عايز منك خدمة .. الأمر لله عايزك تجيبلى البت الممرضة اللى اتجوزتها من تحت الارض .. تمام جيبها و حلوتك محفوظة .. صح يا نبوى انت ليه مبلغتنيش باللى حصل مع محمد .. ماشى بس ده مش عايزه يحصل تانى انت بلغنى بكل حاجه و انا وقتها هتصرف .. ماشى مع السلامة .
اتجه أدهم إلى البلكونة و جلس على أول كرسى فى مواجهته و اخذ ينظر على الطريق و المارة و يفكر فى ماذا سوف يفعل ؟ و لماذا يحدث له و لأولاده كل هذة المشاكل ؟ و كيف سيتخلص منها و يخلص أولاده ، تنهده و هو نظر إلى السماء و يهمس برجاء .
= يارب ساعدنى فى الحمل ده يارب .
أما عن الجانب الاخر عند اوس و مهرة .
قام أوس من جوار مهره عندما نامت و خرج من الغرفة و ذهب الى التلفزيون و جلس امامه و لكن عقله فى مكان اخر ، هو أيضا متخبط لا يعلم ايترك قلبه لها و يحبها اما يبعدها عنه مر الوقت بدون ان يشعر حتى وجد مهره تجلس بجواره بدون اى حديث و ملامحها تصرخ بما داخلها هى الاخرى ، ليقرار هو ان يكسر هذا الصمت و هو يسألها فيما تفكر الآن بعد الذى حدث بينهم .
= ندمانه ؟
أجابته مهره بجمود و هى لا تنظر له و تجمد نظراتها على شاشة التلفزيون الذى حتى لا تراه ما الذى يبثه .
= لا .
التفت لها أوس و سألها بتعجب .
= اما مالك ؟ شكلك بيقول غير كده .
التفت له مهره و نظرت له باستغراب مما يتفوه لتقول .
= بتسألنى أنا ؟ ولا بتسأل نفسك .
أوس نظر لها مطولا و تنهد و أخذ نفس طويل قبل ان يتحدث .
= انا مش هكدب عليكى و اقولك بحبك و فى نفس الوقت مش بكرهك .. انا بس كل اللى عايزه ان نادى بعض فرصه يمكن نقدر نستمر مع بعض .
نظرت مهره له و هى تسأله .
= هو انت محبيتش خالص قبل كده يا اوس .
أوس و ارتسمت على وجه ابتسامه جميله حالمه كأنه يرى معشوقته أمامه و هذا كسر قلب مهره و هى تلحظ تغير ملامحه و تستمع الى كلماته الذى طعنة قلبها .
= حبيت مرة واحدة بس ، كانت بتحبنى و بتغير عليا جدا و شخصيتها كانت قويه بس بتاجى عندى و تقلب كتكوت عشقتها من عشقها لى .
نظرت مهره له بألم و هى تسأله بنبره يشوبها الحزن و الخذلان و هى تغمغم بانكسار .
= طيب هى فين ؟ و ليه سيبتوا بعض ؟
نظر لها أوس بنظره غريبه لم تفهمها مهره قبل ان يجيبها بهدوء و هو يقول .
= هى فى الدنيا ، و احنا مسبنش بعض مش عارف ايه اللى حصل بس كل واحد فينا بقى غريب عن التانى .
مهره بتسأل برغم من الألم الذى ينبض به قلبها الإ ان فضولها فى معرفة تلك التى استطعت ان تسرق منها قلب حبيبها و تجعله يهيم بها بتلك الطريقة حتى فى غيابها .
= ليه محولتش تعرف اللى حصل معاها خلها تتغير ؟ ليه مرجعتهش ليك لو كنت بتحبها بجد ؟ ليه سمحت لها انها تبعد عنك ؟
اوس و هو يتهرب من سؤالها حتى لا يجيب .
أوس :- أنا جعان هو مفيش أكل ولا ايه ؟
مهرة و هى تحاول أن تحبس هذة الدموع الخائنة المهددة بالنزول و هى تضغط أكثر على جرحها و تسأله .
= لسه بتحبها .
أوس نظر فى عيون مهره بقوة و هو يراه الدموع المجتمعه بهم قبل أن يجيبها .
= هفضل احبها لغايه ما اموت .
صدمت مهرة من هذا الاعتراف فكيف يقول هذا فى وجهها فحاولت ان تثأر لكرامتها و قلبها الذى تسمع صوت تكسيره من الداخل فهى لم تعد تتحمل الآن فقط صدق قلبها الاحمق انه لم يعد لها مكان فى حياته مهما فعلت لن تحصل عليه لذلك نطقت بما لعله يرحمها من هذا العذاب الذى تعيش فيه معه .
= طلقنى .
أوس جلس مرة اخرى بجوارها بعد ان كان ينوى ان يترك المكان و هو يسألها باستغراب .
= بتزعلى ليه من الحقيقه ، انا بحبها و هفضل احبها بس حبها ده مش هيأثر على علاقتنا انا مش عايز انهى اللى بينا بالطريقة دى عايز ادى فرصة لحياتنا مع بعض .
نظرت له مهره بسخريه و هى تقول له بضيق .
= لو انا قولت ليك انى بحب واحد غيرك و هفضل احبه بس هستمر معاك ايه هيكون ردك وقتها .
ابعد أوس نظره عنها و هو يجيبها .
= انا غير .
نظرت له باستفهام و هى تقول بعصبيه .
= غيرى فى ايه بقى ان شاء الله ؟ عشان انت راجل يعنى و انا ست فأنت يحق لك تعمل ما بدالك لكن انا لا .
أوس و هو يهز رأسه بالإيجاب .
= ايوه انا راجل اعمل اللى انا عايزه لكن انتى لا مش من حقك تكونى معايا و تفكرى فى غيرى .
نظرت له مهره بسخط و هى لا تصدق ما يتفوه به لتقول بسخرية و حده .
= اممم و المفروض انا اقبل بالهبل ده .. بص يا بابا انا زى الفريك محبش شريك و الكلام اللى بتقوله ده ميدخلش فى ذمتى بتعريفه .
سألها أوس بنفذ صبر و هو يطالعها و يقول .
= و المطلوب .
مهره تقول باصرار و هى لا تبالى بالنتائج او بماذا سوف يحدث فى حياتها بعد ذلك .
= تطلقنى طول ما الهانم دى فى حياتك يبقى انا برها اما لو عايزنى انا ، يبقى هى تطلعها من حياتك و قبل حياتك تطلعها من قلبك .
اوس هز رأسه ببرود و هو يقول .
= اممم ماشى هعمل اللى انتى عايزه ، بس قبل ما اطلق و اعمل كده عايزك تجوبينى بصراحه انتى بتحبينى ولا لا .
مهرة بلامبالاة وهى تنظر فى عينيه و كأنها غير مهتمة عكس ما بداخلها من اعاصير اذا خرجت سوف تدمر كل ما هو باقى ، و نهضت حتى تغادر فهو اعلان عن اختياره و انتهى الامر و لن يغير حديثها معه اى شئ لتقول ببرود ظاهرى .
= مش مهم .
اوقفها أوس و هو يجذبها له بعد ان وقف هو الأخر امامها و هو يقول .
= لو مش مهم بالنسبه ليكى فهو مهم لى انا اوى فجاوبى على سؤالى بتحبينى ولا لا .
اجابته مهره بنرفزه و اندفاع من تلعبه معها و سخريته من مشاعرها لتجذب ذراعها من بين يديه بقوة و هى تقول له .
= بحبك هااا بعدين ايه هتعمل لما عرفت ؟ ولا اى حاجه انت هتفضل زى ما انت و حبك ليها مش هيتغير فى ثانيه عشان عرفت انى بح .. اممممم .
و فى لحظة جذبها اليه ، و اصمتها بقبله عاشقه و عندما حاولت الابتعاد ثبت رأسها و هو يضع يده خلف رأسها ليجذبها له أكثر و يعمق قبلته لها أكثر و لم يفصل قبلتهم الإ عندما احس بحاجتهم للهواء و قام بوضع جبينه على جبينها و هو يهمس أمام شفتيها بعشق .
= اللى بحبها اسمها مهره حبيبتى اللى بعدت عنى علشان بتكره امى و ابويا حبيبتى اللى قصاد عينى بس مقدرش اقرب ليها حبيبتى اللى اختارت الانتقام و الكره على حبها لى اللى اختفى بعد ما خليتنى اعشقها .
اتسعت عين مهرة من الصدمة، و هتفت بعدم تصديق و هى تحاول ازاحته بعيدا عنها بوضع يدها على صدره لتقوم بدفعه و لكنه لم يتزحزح من مكانه لتصرخ به بانفعال .
= انت كداب .
نظر اليها اوس بعشق و هو يقول .
= انا مش هخاف منك عشان اخبى عليكى ولا اقول كلام كده انا لو بحب حد تانى هقولك فى وشك ولا هيهمنى .. انا بحبك من زمان بس حبك جه عليه شويه رماد من بعدك عنى و مصحيش غير لما بقيتى مراتى .
ظلت تنظر اليه غير مدركة ما قاله احقا يحبها كيف و متى ؟ سألته بما يجول بخاطرها لعل يريح قلبها .
= بتحبنى من امتى ؟
أوس و هو يلعب بشعرها بحب و هو يقول بعشق و هو يجلس و يجلسها على قدمه .
= من اول ما كنتى بضفاير .
جاء أوس ليقترب منها و لكن هى وقفت فجأه ، استغرب اوس من وقوفها و ابتعدها عنه فجأه ، فسألها .
= ايه ؟؟؟ فى ايه ؟ قومتى ليه ؟
مهره تقول بتهرب .
= هعمل الفطار اكيد انت جعان .
نظر لها بابتسامه و علم انها تحتاج بعض الوقت لتستوعب ما قاله لها .
= ماشى .
تركته مهره و ذهبت الى المطبخ تحت نظرات أوس الذى همس لنفسه .
= ايه اخرتها معاكى يا مهره .
على جانب اخر فى بيت العائلة ، عند ليث الذى مازال جالس فى البلكونه ينتظر عودت فيروز من الخارج ف لها فترة و هى خارج البيت و لم تعد الى الآن ، فمسك هاتفه لكى يتصل بأحدهم حتى يعرف الى اين وصلت فيروز الآن .
= الو ايه الاخبار هى فين دلوقتى ؟
اجابه المخبر الذى اوكله مهمه مراقبة فيروز .
= انا متابعها زى ما سيادتك امرت بس هى يا باشا دخلت بيت و لسه مطلعتش لغايه دلوقتى .
نهض ليث و هو يجز على اسنانه من العصبية ، و هو يقول بغضب .
= و ليه يا زفت لما دخلت بيت مقولتليش ؟ بيت مين ده ؟
اجابه المخبر بتوتر و هو ينظر حوله .
= معرفش يا باشا .
تحدث له ليث بغضب و هو يصرخ به .
= فيييين الزفت ده ؟ اوصف لى المكان .
وصف المخبر ل ليث موقع البيت ف أغلق ليث الهاتف و خرج من البيت و هو يجرى و يظهر الغضب عليه و لم يتوقف حتى عندما سمع نداء الجميع له ، قامت سارة من مكانها و هى تركض خلفه حتى تلحق به بقلب أم قد فزع من شكل وليدها الغاضب ، و هى تنادى عليه بهلع .
= ليييث ليييييث فى ايه ؟ طيب انت رايح فين ؟ ليييييث .
اسرع يوسف خلف سارة و هو يقول لها .
= ادخلى يا عمتى و انا هحصله .
اجابته سارة برجاء و هى تقول .
= بسرعه يا يوسف وطمنى عليه بالله عليك اوعى تسيبه .
يوسف و هو يطمئن عمته و يطبطب على كتفها علها تهدء و هو يقول .
= حاضر .
ذهب يوسف خلف ليث و لكن لم يستطيع الحاق به ، مر أكثر من خمس ساعات و لم يعود ليث و لكن يوسف رجع البيت .. و جرت عليه سارة حتى يطمئنها و لكن ما قاله زاد قلقها .
= فين ليث يا يوسف ؟ حصل ايه ؟
أجابها يوسف باحباط .
= معرفش يا عمتى حاولت احصله و اسال اى حد شافه بس مقدرتش اوصله ف رجعت .
سارة و هى تشعر ان الدنيا تميد بها و هى لا تدرى ما به أبنها و ماذا حدث له حتى يخرج بهذة السرعة و شكله الذى افزعها ، و انقباض قلبها الذى يدل على أن القادم ليس ابدا بخير ، و هى تهمس بحزن .
= هيكون راح فين بس ؟ يارب جيب العواقب سليمه يارب .
و كلما يمر الوقت يزداد خوف و قلق سارة حتى انتقل قلقها لكل فرد فى البيت ، حتى انهم اتصلوا ب أوس و ماسه حتى يأتوا ، و قد بلغ من سارة القلق و الخوف و انهارت فى بكاء مرير و هى تقول برجاء .
= انا عايزه ابنى حد يجبلى ابنى يارب يارررب .
ليلى بتحتضن سارة و تحاول أن تواسيها و هى تقول لها .
= وحدى الله يا سارة ان شاء الله هيرجع بالسلامه .
سارة و هى تهمس بنواح .
= لا اله الإ الله ، لا إله الإ الله ، يارب يرجع بالسلامه يارب .
رجع الرجال إلى المنزل عندما لم يستطيعوا ايجاد ليث ، و عندما رأته ركضت سارة عليهم و هى تسألهم بلهفه .
= عملتوا ايه ؟ فين ليث ؟
أجابها آدم بخيبه و هو يقول .
= معرفنش هو فين ؟ و تلفونه مقفول و مش عرفين نلقيه و....
قطع حديث آدم دخول ادهم الذى القى ما كان غير متوقع و صدم الجميع به ، و هو يتحدث بغضب .
= ابنك ملقح فى السجن ؟ انا عايز اعرف ازاى تسيبوه يطلع بعد اللى عرفه و انتوا عرفين ان ليث مش بيشغل دماغه و متهور .
سارة صدمت مما قاله و ركضت عليه و هى تبكى و تمسك بذراعه و تتوسله بلهفه ان يطمئن قلبها الملتع .
= أدددددهم ابنى ايه اللى حصله ؟
نظر ادهم لها بغضب .
= ابنك محبوس ؟
نظرت اليه و دموعها لا تتوقف و هى تردد بصدمه ما قاله .
= محبوس ؟؟؟ ليه هو عمل ايه عشان يتحبس ؟
ادهم و فى نبرة صوته تهكم و سخرية و يقول لها .
= هى الهانم متعرفش ابنها راح فين ؟ و كمان متعرفش هو طلع من البيت متعصب ليه ؟
و استرسل فى كلامه الموجه الى سارة بغضب بدون حتى ان ينتظر ردها على حديثه و هو يقول .
= ابنك يا هانم محبوس لانه متهم بجريمة قتل .
شهق الكل بصدمه ، و قال حازم بعدم تصديق .
= قتل ؟؟؟ قتل مين ؟
لم يهتم ادهم بكلامهم و نظر الى أوس ، و هو يقول له .
= أوس اتصل بالمحامى على ما ارجع .
القى أدهم هاتفه الى أوس و ذهب بسرعه الى غرفة مكتبه و سارة تبعته حتى تعرف ماذا حدث ل ابنها ، ف وجدته يفتح أحد الادراج الخاصه به و يخرج منها اموال و اوراق ، فسألته سارة مستفسرة و هى منهارة من البكاء .
= انت بتعمل ايه ؟ انا عايزه اعرف ابنى ليه محبوس ؟ عشان خاطرى يا ادهم قولى ابنى ماله و ليه محبوس ؟ هو معملش حاجه انا عارفه ابنى .
نظر ادهم لها ثم تنهد بقلق و عصبية و هو يعبث فى الأوراق بعصبيه .
= بجد عارفه بصى انا مش ناقصك دلوقتى خلينى اعرف اخلص من المصيبه دى .
سارة و هى تمسك أدهم تمنعه من المغادره و هى تقول .
= لا مش هتمشى غير لما افهم فى ايه ؟ مش كل مرة هتهرب منى و تاجى تلبسنى اى نصيبه تحصل ؟
تفاجئ ادهم من ردها عليه بهذة الطريقة و هو يقول .
= البسك اى نصيبه ؟ هو مش المفروض انك تاخدى بالك من عيالك طول ما انا مش متزفت موجود .
سارة و هى غير مصدقة ما يقول لها أيرمى عليها الآن المسئوليه .
= يعنى دلوقتى بقت مسئوليتى انا ، و سيادتك كنت فين ؟ ولا انت مش مسئول زى .
ادهم و هو يحاول ان يبعد يديها عنه و يغادر و هو يقول .
= نتحسب بعدين ابعدى عشان الحق اتصرف .
خرج أدهم بعد أن أخذ كل ما يحتاجه و نظر الى أوس ، فسأله هل تحدث إلى المحامى كما طلب منه أم لا .
= كلمته .
أوس و هو يهز رأسه بالإيجاب .
= ايوه .
قال أدهم و هو يغادر بعد ان اخذ هاتفه من اوس .
= تمام .
سارة تمسكه من ذراعه و هى تقول بلهفه .
= ايه هو ده انت رايح فين ؟ و ايه اللى خدته معاك ده ؟
أدهم ابعد يدها عنه و هو يقول بسخط .
= اخدت فلوس ولا مش من حقى اخد فلوسى .
هزت سارة رأسها بالنفى و هى تجيبه .
= انا مش بتكلم على فلوسك انا بتكلم هتعمل ايه .
أجابها أدهم بضيق .
= مش شغلك ، انتى ليكى ابنك يرجعلك غير كده ملكيش فيه .
أدهم بيذهب الى محمد الواقف هو و جورى امام باب البيت و الذى لم يلحظهم أحد ، و قال لهم .
= يلا بينا .
اوس و هو يتبع والده ، الذى نظر له أدهم باستفسار من قدومه ، و هو يقول .
= انت رايح فين ؟ خليك هنا معاهم .
أوس برفض و هتف بتصميم على الذهاب مع والده .
= لا طبعا انا هاجى معاك مش هقعد هنا زى الولايه .
ادهم لم يتحدث اكثر و صعد السيارة و تبعه أوس و محمد و جورى إلى السيارة .
نظر اوس باستفسار لوالده و سأل واحد يجول بخاطره ، كيف عرف والده عن ما حدث لليث .
= هو انت عرفت اللى حصل منين ؟
أدهم نظر له بضيق و تجاهل سؤاله ، و سأله مغير الحديث .
= كنت فين لما اخوك طلع و هو مش شايف قدامه .. و إزاى تسيبه يطلع ل واحده و هو ب المنظر ده .
أوس بكسوف و توتر ، لا يعلم بما يجيب على والده فقال بتوتر .
= اصل .. اصل مكنتش قعد فى البيت .
سأله أدهم بسخريه .
= اما سيادتك كنت فين ؟
أدهم بتوتر و خوف من رد فعل والده .
= كنت .. كنت .. فى شقتى .
نظر له أدهم بضيق و نظره تحمل الوعيد .
= شقتك ؟؟؟؟ اخلص من موضوع ليث و بعدين افوقلك يا أوس و اشوف حكاية شقتك دى كمان .
أوس بلع ريقه بتوتر و اخذت عينه تدور فى كل مكان حتى لحظ الان و جود محمد و جورى ، و سأل بتعجب .
= ده بيعمل هنا ايه ؟
اجابه أدهم بسخط .
= هو مش اخوه اللى اتحبس زى ما هو اخوك ولا ايه ؟ الاحسن ليك يا أوس انك متقلبش فى حاجه و تقعد ساكت عشان حسابك معايا تقيل و بذات اللى عملتوه انت و الغبى التانى فى اخوكم .
فى هذة اللحظة احس أوس انه من الافضل ان يصمت حتى لا يطاوله غضب والدهم ، و لذلك
صمت اوس و لم يتحدث أحد حتى وصلوا الى القسم المحتجز به ليث ، حاول أدهم ان يجعلوه يقابل ليث ، و لكن لم يسمحوا له و فقط سمحوا للمحامى ب رأيته ، و أدهم يجلس ينتظر المحامى و اعصابه تحترق من الانتظار ، مر بعض الوقت حتى خرج لهم المحامى ، و بلهفة ذهب اليه أدهم و هو يسأله بستفسار عن حال ليث .
= ايه الاخبار يا متر .
اجابه المحامى بأسف .
= مقدرش اخبى عليك يا بشمهندس موقفه صعب ده غير ان هو متعصب و مش فى واعيه و اى كلمه هيقولها هتتحسب عليه .
ادهم و هو يبلع ريقة و خوف ، و شعر بالتخبط لا يعلم كيف يخرج ليث من هذة الورطة التى دخل فيها ، فنظر الى المحامى و هو يسأله بقلق .
= و الحل ؟ هو هيفضل كده ؟ مش هتقدر تطلعه بكفاله حتى .
المحامى بأسف .
= لا مع الاسف دى جريمة قتل ميقدرش يخرج بكفاله المشكلة الاكبر فى أهل الميت عايزين يتنزلوا على المحضر .
أوس باستغراب و قال .
= كويس فين المصيبه فى كده هو مش لو هما اتنزلوا يبقى ليث هيطلع احنا مستعدين ندفع اللى هما عايزينه .
وجه ادهم نظره الى أوس و هو يقول .
= انت فاكر انهم عايزين يطلعوا اخوك عشان سواد عيونه ، دول عايزين يطلعوا عشان يأخدوا بالتار اللى حصل قبل كده ب اللى عمله اخوك قومهم عليه تانى و هيخدوا بالتار منه ، يعنى السجن بالنسبه له رحمه على الاقل هيفضل عايش ، سال أوس والده بقلق .
= طيب هنعمل ايه ؟
هم ادهم بالخروج من المكان و هو يتحدث الى أوس .
= انا هحاول اتصرف يلا بينا شكرا يا متر .
تحرك أدهم و خلفه الجميع ، و سأله أوس مستفسرا .
= هتعمل ايه ؟
أجابه أدهم و هو يفكر بصوت عالى معه .
= هشوف حد من معارفى يقدر يطلعه ولا لا .
سأله أوس بقلق ف والده يجيبه باقتضاب .
= و بعد ما يطلع .
اجابه أدهم و هو يقول .
= هسافره بره و اقدم انا الكفن مكانه .
أوس معترضا عن الحل الذى قاله والده .
= لا لا ازاى يعنى انت كبير العيلة مينفعش ت..
يقطع حديثه أدهم و هو يقول .
= و انا مش هسيب ابنى يتقتل قدامى عشان انا كبير العيلة .
أوس يقول باعتراض .
= انا هقدمه مكانه .
نظر ادهم له بتنهيده و قلق مما هو يقول .
= لما يطلع الاول بعدين نشوف ايه هنعمل ؟
وصلوا الى البيت و دخل أدهم و الجميع عندما وقفوا و ركضت سارة لهم و تبحث عن ليث بين وجههم و لماذا لم يأتى معاهم و لكن لم تجد ضالتها بينهم فتقدمت عليهم و هى تجر قدمها و تسألهم بلهفه .
= فين ليث ؟
أدهم لم يرد عليها فهو كان يتحدث فى الهاتف و ترك مهمة الرد ل أوس ، و الذى قالها بجمود .
= محبوس .
سالته سارة و هى بانهيار و دموع لا تتوقف .
= و ليه مطلعتهوش .
أجابها أوس باحباط .
= موقفه صعب و لو طلع هيقتلوه.
ماذا هذا يعنى انه مفقود فى الحالتين ام محبوس او مقتول كيف ؟؟ سارة لم تستحمل سماع المزيد ف أغمى عليها ، ف تلقها اوس القريب عليها و هو يتلقها بفزع و خوف عليها .
و احد منهم يعلم ماذا سوف يحدث مع ليث و لكن فكره انها سوف تفقد ابنها اما بالتار او الحبس جعلها لا تتحمل و تترك نفسها لتلك السحابه السوداء الذى سحبتها فى اغماء مفزع لجميع .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu