اقتباس من الجزء الرابع

2.7K 39 43
                                    

رواية قلوب صعيدية الجزء الرابع
اقتباس من الجزء الرابع
بقلمى / هدير خليل

توحشت عيني سليم  وأصبحت مظلمة حالكة السواد كـ ليلة مظلمة معتمة بدون قمر وأصبحت ملامحهم لا تبشر بالخير أبداََ ، ثم اقترب منها بخطوات سريعة ورفع يديه وقد نزع عنه قناع الجمود والبرود الذى يرتديه وجذبها من فروة شعرها بعنف ، لتصرخ رحمة بشدة وألم ودمومعها تهبط بغزارة على وجنتيها ، ظل يشد على خصلاتها ويقتلعها ويعنفها بطريقة وحشية اقل ما يقال عنها طريقة بربرية في القسوة والعنف ، وقد نسي تماماََ ان القارعه بين يديه هي فتاة ولم يشفع لها عنده انها فتاة .. فهو يشغله الان مكان الملف ومعرفه أين يوجد ومن خانه؟ فهو كان قد تلبسته كل شياطين الانس والجن لا يرى شئ أمامه ومنفصل تماماََ عن العالم من حوله ، لا يري سوا انه يريد تمزيقها ارباََ ارباََ و يفضي غضبه و يذيقها العذاب ألوان على اهمالها لعملها وخيانتها لرب عملها كما يظن ... فهو الآن أصبح لا يرى أمامه ولا يسمع ولا يميز اذا ما كانت التى امامه الان وترتعد خوفاََ  فتاة ام رجل فهو قد اعماه غضبه فى غضبه تخشاه اعتى الرجال ظل يجذبها من خصلاتها بعنف وهو يتنفس بغضب و صعوبة وصدره يعلو ويخبط بحركات تنفسية سريعة  وانفعالية شديدة من فعلتها تلك التى لم ولن يمررها لها ويجب أن تعترف فهو كان مثل  الثور الهائج  قد تحول تماماََ لشخص أخر كلياََ تحول لوحش سيفترسها ان لم تنطق وتعترف أين هو الملف؟؟ ليهتف سليم بحده وغضب وعصبيه وهو يجذبها من شعرها و أشتد بقبضته على شعرها وهو يتنفس من بين أسنانه بغضب.
= انتى هتستهبلى يا روح امك .. الملف راح فين ؟؟ الملف كان معاكى انتى انا مدهولك بنفسى غورتيه فين ؟؟ ما انا مش عبيط علشان اصدق الهبل اللى بتقوليه ده فى الاحسن ليكى تنطق بدل ما اندمك على اليوم اللى امك فكرت تجيبك لدنيا انطقققققى يا بت.
لتصرخ رحمة من شدة قبضته على خصلاتها وهي تبكي وتتأوه بآلم وبشدة وهي تضع يدها على قبضته الفولاذية التى يجذب بها شعرها حتى كاد ان يقتلعه في محاوله منها إفلات خصلات شعرها من بين قبضته ولكن هيهات ان تفوز على هذا الوحش وتقدر ان تنقذ نفسها من بين براثنه فهو فقد عقله تماماََ بسبب غضبه ولا تعلم كيف تبعد يده عن خصلاتها التى تشعر انها اقتلعت من جذورها وأصبحت تشعر بالألم الشديدة فروة شعرها من قسوة قبضته فهو كان مثل الملتصق بخصلاتها  كالغراء لا تتحدث بصوت باكي وتوسل من بين دموعها وهي تحاول محاولة فاشلة أبعاد يديه عن خصلاتها التى اقتلعتها من فروة رأسها بقسوة.
= آآه و الله يا سليم مش عارفه راح فين ؟؟ هو كان فى مكتبى و قفلت عليه لما النهارده روحت اجيبه ليك اول ما طلبته ملقتهوش.
أشتد سليم  بقبضته بقسوة على خصلاتها وهو يقتلع بعضها بين يديه و يهدر من بين أسنانه بغضب عارم و هو يجذبها من شعرها  ليجعل وجهها مقابل لوجهه ثم تطلع بعينيها بأعين مظلمة قد تحولت لظلام دامس كــ ليل بدون قمر تقدح شراراً بغضب وهو يكمل حديثه وهو يصرخ بها  بشراسه وعصبية وغضب وهو يصك أسنانه غضباََ ويتنفس بقوة وصدره يعلو وبهبط بحركات تنفسية غاضبة.
= انتى فكرنى عيل صغير هصدق الهبل اللى بتقوليه ده بروح أمك ... انطقى و قولى الملف بعتيه لمين يا بت ال**** ما انا مش هسيب اهلك النهارده لغاية ما الملف يظهر.
وصل صوت سليم الجهوري الغاضب وصراخه الذى يشبه زئير الأسد الي مسامع  معاذ ليدلف الي مكتب سليم مهرولاََ بصدمة وقلق فما كان منه إلا أنه وقف مبهوتا مشدوها لما رأه ليفتح عينيه على وسعهما من الصدمة وهو فاغر فاهه فــ سليم قد فاق توقعاته وتخيلاته ما هذا الذى يفعله هل هو فقد عقله ام انه فقد زمام السيطرة على نفسه ولم يتحكم جيداََ بصمام امان غضبه وأعصاب كيف له ان يفعل ذلك بها!!!! هل هو جن ام ماذا؟!!!!
حيث كان سليم يمسك السكرتيرة من شعرها بعنف وقسوة ولم يبالي انها فتاة ولم يهتم لكونها فتاة عامله لديه وليست جاريته أو رجلا يتنافس معه على شئ ما ويصب عليه جام غضبه ، لينظر له معاذ بخوف و فزع وعدم تصديق من الشخص الذي تحول اليه سليم بغضبه ليس شخص بل الوحش الذى يراه و معاملته الغير آدمية والبربرية مع السكرتيره الخاصة به ليسيطر معاذ على دهشته سريعاََ ولملم شتات نفسه وفاق من صدمته ليركض باتجاههم سريعاََ بفزع وقلق على هذه الفتاة البائس التى وقعت بين براثن الوحش ولم تستطع الفكاك منه و هو يهتف بصدمه وفزع وهو يحاول ان يخلص هذه الفتاة بين يدي سليم بفزع وقلق. 
= سليييييم انت بتعمل ايه ؟؟ سيبها حرام عليك.
لم يأبه معاذ لرد فعل سليم معه وهو غاضب هكذا ولم يفكر لثوانٍ ليقترب منهما وهو يحاول جذب وتخليص رحمة من تحت يدي سليم بينما تابعت هى محاولاتها ايضاََ التملص من بيديه لكنها مطبق على خصلاتها بقسوة وشده و أخذ معاذ  يدفعه بحده وقوه بعيداََ عن رحمة فتراجع سليم على إثرها واستطاع اخيراََ الفكاك بينهم و ابعادها عنه وتخليصها من بين براثنه وهو يزئر بقوة وغضب لقد صدم معاذ كثيراََ من فعل سليم ولم يستوعب ولم يصدق طريقه تعامله مع كل أنثى تقع بيت براثنه ورده فعله معها ليهتف  بها معاذ بعصبية فى السكرتيرة الخاصه بسليم بحده.
= امشى من قدااااامه دلوقتى بسرعة اخلصى.
دفعها معاذ  لتدلف لــ خارج المكتب وتحرك وتختفي من أمامه سريعاََ قبل أن يفقد سليم  زمام السيطرة على غضبه ثانيتاََ ولن يستطيع معاذ ردعه و  تخليصها منها ثانيتاََ لكن رحمة كانت فى حاله لا يرثى لها لكنها لم تنتظر اكثر من ذلك لتهرول وتفر هاربه من أمامهم و قبل ان ينهى معاذ كلماته وهي منخرطة في بكاء يمزق نياط القلب لتهرول من أمامهم سريعا وقد تعثرت اكثر من مرة من رعبها و تشوش رؤيتها من الدموع لتدلف خارجه من المكتب بخوف و لم تقوى ولم تستطع إغلاق الباب خلفها من رعبها وخوفها من سليم فـهي كانت تريد ان تهرب من الشركة باكملها سريعاََ دون رجعه ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ... بينما ظل يتابع سليم اختفائها ليهتف بغضب وصوت جهوري عالي لينتفض جسدها من صوت سليم الجهوري و هو يلقى على مسامعها تهديده لها  بقسوة وقوة استشعرت رحمة صدق تهديده لها حقاََ ليخفق قلبها فزعاً بعد عبارته تلك لتختفي خلف جدران مكتبها بــ قلق و فزع ولم تقوى على الحراك ولم تقوى على مغادرة الشركة كما كانت تريد منذ قليل....
= على الله يا رحمه تمشى من الشركه من غير اذنى اقسم بالله ما هيرف لى جفن و انا بدوسك تحت جزمتى .
ذُهل معاذ تماما مما رأى وسمع من سليم و ألجمت الصدمه عقله شُلت فكرهه ووقف لبرهه مبهوتاََ مشدوهاََ وظل يتمعن النظر بسليم  وكأنه اول مرة يراه وقف يحدق له بـ صدمة وعدم تصديق من قسوته وردود أفعاله ذاك وقت غضبه التى ليست بـ امر جديد عليه وكأنه لم يراها ويعايشها قبلاََ لكن سليم
يصدمه كل مرة عن ذي قبل فـهو بـ كل مرة يزداد قسوة وجبروت وطغيان فـهو ورث صفه عمه زين القسوة والجبروت وهذا غير مقبول اطلاقاََ وغير محبب بين الناس ... كيف له ان يصير هكذا وكيف له ان لا يشعر بهؤلاء الذين يقعون تحت بطشه وقسوته ... ليخرج معاذ تنهيدة حارة من جوفه بحنق وهو يهتف بضيق و صدمة وعدم تصديق وملامح ممتعضة مما يراه من سليم وأفعاله.... 
= انت ايه الجنان اللى بتعمل ده ؟؟ فى بنى آدم طبيعى يعمل فى بنت كده ؟؟ دى شغل عندك سكرتيره مش جاريه من سوق العبيد انت بجد محتاج تروح عند دكتور تتعالج.
رفع سليم عينيه سريعاََ بغضب نحو معاذ و عينياه تقدح شراراََ و كرات نارية مشتعلة  تتطاير من عينيه قادرة على جعل المكان  بـ أكمله كـ حفنة من الرماد .. وهو يرفع سبابته بـ وجه معاذ وهو يهدر بقسوة وتحذير غاضب.
= معااااااذ احترام نفسك و انت بتتكلم معايا ولا نسيت انى اكبر منك.
أخرج معاذ تنهيده حاره من جوفه بضيق وهو يرفع يده ويمسح وجهه بغضب محاولاََ التحكم بعقله وانفعالاته الجسدية حتى لا يدخل بـحرباََ خاسرة مع هذا الوحش الضاري ثم ابعد معاذ  يده من على وجهه وهو يرفع عينيه بحنق ويتمعن النظر ب سليم كأنه كائن فضائي يراه لأول مرة وهو يستغفر ربه بخفوت ... عكف معاذ حاجبيه بحنق وقلة حيلة وهو يفكر كيف ان يحدثه دون إثارة غضبه ونزع فتيل الأمان وجعله كــ قنبلة موقوتة قابلة للاشتعال عند لمسها زفر بقوة وهو يتمتم بأسف وعتاب...
= اسف يا سيدى .. فى ايه مالك ؟؟ ايه اللى مطلع عفريتك كده و مخليك مش طايق نفسك بالطريقه دى ؟؟
ألتفت سليم نحوه بحده وعينيه تشتعل من الغضب وتتطلق شرارات نارية وهو يتناول علبة سجائر الخاصة به وأخرج له واحدة ثم بدأ بأشعالها وهو يلتهمها بشراهه وينفث دخان وينظر عبره بأعين مظلمة داكنة من الغضب و كور سليم يديه بشدة وهو يهدر بحدة وغضب عارم.
= ملف الصفقة الاخيرة ضايع و ال*** هى اللى كان معاها الملف و دلوقتى بتقولى بكل برود انها مش لقيه.
رفع معاذ عينيه بتوتر لـ سليم وهو يبلع ريقه بصعوبه بالغه وهو ينظر بـ عيني سليم القاتمة التى تتطلق شرارات نارية غاضبه وتكاد تحرق المكان بأكملها ثم سأله بتلعثم وإرتباك واعين زائغة من التوتر.
= الملف.... الملف....
ليضيق سليم عينيه بشك وهو ينظر داخل عيني معاذ بدقه  فقد استطاع هذا الذئب مثل جده أدهم ان يرى ويشعر بتوتر معاذ ليتنهد سليم  بقنوط ونفاذ صبر وعقص حاجبيه بأستغراب وشك قبل أن يردف متسائلاََ بهدوء مريب.
= الملف فين ؟؟
رفع معاذ عينيه الخائفة لـ سليم وتقابل أعينهم ليتجمد معاذ للحظات وهو يطالعه بـ عينيه الداكنة و يخلو منها الحياة بهدوء مريب ليجف حلقه ويبلع ريقه بتوتر بالغ  وهو يجيبه بتلعثم وأرتباك.
= مع.... مع أدهم.
اسودت عيني سليم  وهو يرمق معاذ بـ نظرات نارية مشتعلة من الغضب قد دبت الرعب في قلب معاذ ثم رفع حاجبيه بأستهزاء وعلى وجهه أبتسامة باردة وهو يتقن رسم البرود على وجهه و تشدق بـ نبرة مشدوهة ممتزجة بالجمود والبرود الذين لا يعبران عما يدور بخلده الان قبل أن يهتف متسائلا ببرود. 
= هو فين الباشا دلوقتى ؟؟؟
لم يعرف معاذاَ بـ ماذا سيجيبه فقد هوي قلبه بين قدميه بـ توتر وقلق ليرفع يده اليمني وهو يملس على شعره من الخلف بتوتر و هو يحيد  بعينه بعيدا عن عيون سليم ونظراته الثاقبه التى تكاد تخترقه و هو يحرك عينيه بكل الاتجاهات بعيداً عن انظار سليم الذى يشعر انها تخترقه ليشعر انه حلقه قد جف من التوتر و أن هذا الوحش القابع أمامه سيحرقه حياً ليبلل معاذ شفتيه و يجيبه بتوتر وقلق.
= معرفش هو في...
كور سليم قبضه يده بشده حتى ابيضت مفاصله وهربت منها الدماء منعاً لغصبه وقد توحشت عينيه وعيناه تحولتان إلى قطعة من جحيم جهنم المستعر قاتمة السواد كـ ليلاََ لم يظهر به قمرٌ... فـهو يعلم جيداََ ان معاذ يكذب عليه الآن يظنه أبله لكنه يعلم جيدا أن معاذ يعلم أين يوجد أدهم ابن خاله الان لكن معاذ  لا يريد أن يخبره أين مكانه الان ، لأن سليم يعلم جيداََ ان أدهم هو من شدد على معاذ في عدم أخباره بمكانه وأين يوجد هو الآن ... لتقدح عيني سليم شراراًت نارية وهو يصك أسنانه غضباََ وهو يهتف به بجنون وشراسة وغضب.
= معاااااااااذ أدهم فين ؟؟
رفع معاذ عينيه بتوتر و خوف لسليم فهو ان تحدث الان و أخبر سليم بمكان أدهم وأين يوجد هو الآن سوف يقتله أدهم لا محالة فـهو مجنون ... و ان صمت ولم يتفوهه بمكانه سيقوم سليم بقطع عنقه ... ليرفع يده ويدلك عنقه بتوتر وخوف ولا يعلم ماذا يفعل الان وماذا سيحدث؟؟؟ هو يلعن نفسه على اليوم الذى قرر به ان يعمل مع هذان المختلان عقلياََ فكلاهما لا يرون امامهم وقت الغضب و من يقع بين براثنهم يحرقونه بني حياً وهو الآن وقع ضحيه لهم و لغضبهم هذا مثل كل مرة كالأبله ، ليأخذ معاذ نفساََ عميقاََ ويزفره بتوتر و قلق وحيرة و هو يتحدث بتلعثم وخوف و ارتباك.
= فى... فى ال...
ليضيق سليم عينيه بشك وهو ينظر لمعاذ بنظرات ثاقبة كـ أعين الصقر تكاد تخترقه نظراته دبت بـ جوف معاذ الرعب والتوتر وجعلت يشعر بالاختناق وان الغرفة تضيق عليه من جميع الاتجاهات ... ظل سليم يخترقه بنظراته الثاقبة وهو يرفع حاجبه الأيمن بحدة وعدم تصديق ثم أخرج تنهيدة حارة من جوفه لعله يستطيع كبح غضبه وشياطينه ويتحكم بأنفعالاته قليلاََ حتى لا يتناسي من أمامه ويخرجه غضبه عليه ويتأذي ليكور سليم قبضته بشدة متحكماََ بغضبه قبل ان يهتف بهدوء مريب وغضب مكتوم.
=  فين يا استاذ معاذ الباشا موجود انطق ؟؟
اخذ معاذ يحرك عينيه في كل الاتجاهات بـ نظرات تصرخ بجميع معاني وحروف الخوف والتوتر كان معاذ في حاله لا يرثي لها فهو أصبح يتنفس بتوتر وصعوبة وانفاسه تتحشرج بـ جوفه من الخوف والتوتر وصدره يعلو ويهبط بتوتر وهو يرفع يديه اليسرى ويمسح جبينه من حبات العرق المتناثرة من الإرتباك وتوتر قبل أن يغمغم بنبرة خافتة تكاد لا تسمع إلا انها وصلت لمسامع ذلك الذئب الفطن (سليم) الذى يرى توتر وإرتباك معاذ الواضح بعينيه وفرط توتره وتبليله لشفتيه بأستمرار وحركاته التنفسية المبالغه الصعوبة وهو يحدق به بنظرات ثاقبة جعلته يشعر بالتهاوي وانه يكاد يغشي عليه من التوتر والارتباك.
= هو فى.... شقته.
ليرفع سليم حاجبه الأيمن بعدم تصديق وهو يرجع بـ ظهره للخلف ويستند على ظهر كرسيه ويرفع قدمه اليمني ويضعها فوق قدمه اليسرى بأستقراطية وغرور ثم نظر الي عيني معاذ بـ دقه و غموض وعيني قاتمة داكنة من الغضب وهو يلوي شدقيه بسخرية قبل أن يهتف بحدة وعصبية وشراسة.
= فى شقته.... أدهم فى شقته.... انت بتصيع عليا ياض شقة ايه اللى هو فيها.
أنتفض معاذ من صوت سليم الجهوري الحاد ثم اخذ نفساََ عميقاََ وزفره بضيق ثم نظر بـ عيني سليم المشتعلة وهو يشعر انه سيسقط مغشياََ عليه من التوتر والفزع من سليم ليغمض معاذ عينيه بضيق وتوتر لعله يستطيع التحكم بانفعالات جسده حتى لا يتسبب بأثارة شياطين سليم اكثر من ذلك وهو يرفع يديه ويفرك بين حاجبيه بحنق وتوتر قبل أن يتحدث بحدة طفيفة وغيظ.
= اللهى يدوسنى قطر يا شيخ و اخلص منكم علشان ترتاحوا هو قعد فى شقته انا مش عارف ايه اللى رمانى على المر ده بس يا ربى.
التفت سليم حول مكتبه بخطوات ارستقراطية و قوية كقوة شخصيته و هو يعود الى جلسته السابقه ويجلس بهدوء مريب على كرسيه و هو يتكأ على مكتبه بيديه الذى رفعهما و وضعهم تحت ذقنه بتفكير وعدم تصديق ثم رفع عينيه الحادة نحو معاذ وهو يطالعه بغموض معكفاََ حاجبيه بشك وعدم تصديق ظل يحدق بمعاذ الذى مازال يحدث نفسه كالمجنون وهو يتمتم بسخط و هو يسب نفسه و يلعن نفسه على انه اغبى مخلوقات الكون لانه جاء بقدميه كالأبله لهذا المكان و العمل  مع هذين المختلين الفاقدين سيطرتهم على اعصابه وانفعالاتهم وقت غضبهم ، لم يهتم سليم لسخط معاذ ولم يبالي له وحتى لم يهتم أو يبالي الي ما يتفوه به الى نفسه وسبه ولعنه لنفسه ... لينظر له سليم بنظرات تحذيرية غاضبه وحانقه قبل أن يهتف به بأمر لا يقبل النقاش و هو يتحدث بصرامة و برود وعلى وجهه ابتسامة سمجة لا تبشر بالخير ابداََ.
= اممم ماشى يعنى هو دلوقتى فى شقته .. تمام معاك نص ساعة تروح له شقته تجيبه و تاجى.
نزلت كلمات سليم الصارمة على مسمع معاذ وقع الصاعقة لينتفض بفزع وجنون من جلسته بعد ان كان قد جلس هو الاخر ليريح اعصابه قليلاََ من هذا التوتر الذى مر به منذ دقائق ولياخد أنفاسه قليلاََ لعل وعسى يهدأ ويذهب عنه التوتر والقلق و لكن لم تدوم لحظات راحته تلك طويلاََ حتى انتفض برعب وخوف عندما وصل لمسامعه كلمات سليم التي تفوه بها ببرود وصرامة وبنبرة لا يقبل بها النقاش معه ليبلل معاذ شفتيه بقلق وهو يهتف بذعر وجنون.
= مين ده اللى يروح يجيبه ؟؟ لا لا لا انا مش رايح فى حته عايز تروح روح انت ياخويا ... انا اخر مرة رحت صحيته كان هيموتنى لولا البواب الله يكرمه نجدنى من تحت ايده كان زمانك بتقرأ عليا الفاتحه و توزع قراص على روحى برغم انى عارفكم معفنين مش هتعملوا كده ولا هتفتكروا اصلا ... دا يمكن عم حسن بتاع البوفيه يفتكرنى و انتم لا ... الراجل الطيب الله يكرمه دا عليه فنجان قهوة عجب انت اكيد ج...
التفت له سليم  بحدة و هو ينظر إلى عيني معاذ بـدقة و ذلك الذئب يعلم جيداََ ان معاذ  عندما يرغب فى التهرب من امر ما او يريد اخفاء شئ ما عنه فهو يستمر فى المرواغه والكذب والثرثرة ببلاهه ، ليقاطعه سليم عن إكمال ثرثرته ومرواغته و هو يطالعه بملامح لا تبشر بالخير ويهتف من بين أسنانه بحدة وشراسة وغضب قائلاََ بنبرة تشه فحيح الأفعي.
= معاذ قول اللى تعرفه من غير لف ولا دوران .. أدهم فييين ؟؟ و بيعمل ايه ؟؟ و على الله تكدب علشان متكونش نهايتك على يدى انا المرة دى.
لينظر له معاذ بأعين واسعه من الرهبة والفزع وهو يحك ذقنه بيديه اليمني بتوتر واضح وقد بدأ يتعرق بشدة وشعر ان حلقه قد جف من التوتر والرعب فهو يعلم جيداً ان سليم لم يمرئها هذه المرة لـ أدهم مرور الكرام مثل كل مرة  اذا علم اين هو الآن و ماذا يفعل ؟؟ فهو لم يكذب عندما اطلق عليهم انهم مختلين عقلياََ وحوش ضارية تتنافس على لقب من أكثر غضباََ وقسوة وجنون ... اخذ معاذ يحاول كبح انفعالات جسده حتى لا يفتضح أمره اكثر انه متوتراََ وانه يخفى شيئاََ ما وبدأ يحاول ان يجمع شتات نفسه سريعاََ و هو يفكر كيف له ان يهرب من نظرات سليم الثاقبه له التى تخترقه ويشعر أنه ككتاب مفتوح له يقرأه بسهولة و قف معاذ يدعوا وبناجي ربه ان تأتى اليه نجده من السماء تنقذه من هذا الوحش  الذى يجلس أمامه بهدوء مريب وملامح لا تبشر بالخير جالساََ بترقب كما يترقب الأسد لفريسته كي يستطيع مباغتها والتهامها بشراسة وجنون و لكن ليس كل ما يرغبه الانسان يناله فتأتى دائما الرياح بما لا تشتهى السفن و تغرق سفينته فى عاصفة سليم التى تأخذ بطريقها الأخضر واليابس ليضمن معاذ  لنفسه نهاية لا مفر لها على يد كلاهما وهو يستسلم لمصيره المحتوم الذى سيكون به هالك لا محالة.

النهاية 🥰🥰

انتظروا الجزء الرابع ان كتب لنا الله فى العمر بقيه ... ايه رأيكم فى السلسة ؟؟
إلى اللقاء

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now