الفصل الحادى و السبعون

1.9K 38 13
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الحادى و السبعون
بقلمى / هدير خليل

فى منزل أدهم تحديداً فى غرفة أوس الذى يجلس ابنتيه على قدمه و يحمل بين يديه تلك الورقة التى تركتها مع ابنته .. ليتنهد أوس بعمق ثم نظر بعدها الى تلك الورقه التى بين يديه بقلق وأستغراب ثم قام بفتح الورقه حتى يقرأ ويرى ما بها.
《 مساء الخير يا أوس .. انا مش عارفه ابتدى الكلام منين ؟؟ انا مكنتش اقصد اشتم قدام البنات ولا انى حتى فكرت فى ثانية انى ارمى كلامك وراه ظهرى زى ما انت فاكر بس بناتك بيطلعونى عن شعورى و بيعصبونى فبشتم بدون ما اخد بالى و انت بدل ما تهدينى و توسينى و تهونى عليا اللى بيعملوه فيا طول اليوم و انت سيبنى معاهم لواحدى بتضغط عليا و تعلق لى المشنقه علشان احيانا بنسى تحذيرك ف انا حبيت اسيبك تجرب اللى بناتك بيعملوا فيا و بما انك مستغنى عنى و بتهددنى ب الطلاق و البعد و انك تقدر تجيب ل بناتى اللى تستحملهم و تربيهم احسن منى ف انا فضيت ليك الطريق علشان تعمل كده .. بناتك عنك اتصرف معاهم براحتك ياريت تستحملهم انت او حتى اللى هتجيبها مكانى .. و ياريت متدورش عليا لان حتى لو عرفت مكانى مش هرجع معك .. اتمنى لك وقت ممتع مع بناتك
مع تحيات
زوجتك مهره 》

بعد انهي أوس قراءة الرسالة رفع عينيه سريعاََ و نظر الى بناته بصدمه وعدم تصديق و هو ينقل بصره بينهم و بين الورقه التى بين يديه وقد شعر بالبرودة تسري بأطرافه وقد شل خلايا جسده من الصدمة والذهول و هو يغمغم بعدم تصديق وصدمة مما فعلته مهرته به وهو يحدث أبنتيه بأستغراب وأستنكار ثم أخذ نفساََ عميقاََ وزفره بهدوء وهو يكمل حديثه بضيق وغضب مكتوم.
= امكم سابت البيت .. هو مين فينا اللى غلطان علشان يزعل من التانى .. دى بتربينى انا عشان شايف طريقتها غلط و عايز نتفهم فى طريقه صح نربيكم بيها .. براحتك يا مهره فكره انى هجرى ادور عليكى و انتى الغلطان مادام هان عليك و سيبتينا مش هدور على واحدة باعتنى.
نهض أوس من مكانه بهدوء و هو يحمل الفتاتين على يديه ثم قام بـ وضعهم فى الفراش حتى ينامون ونظر لهم بهدوء وهو يبتسم لهما أبتسامة محبة و يتحدث معهم بحنان وهدوء ولا تزال أبتسامته على شفايفه ليتنهد أوس بحنق ويآس قبل أن يشير لابنتيه على الفراش وهو يهتف بحنان وحب.
= يلا يا حلوين ناموا علشان انا كمان عايز انام.
انحني أوس ليأخذ الغطاء وقام بوضعه علي الفتيات ثم قبلهما من جبينهما بحب أبوي وتركهم يغطون بالنوم واتجه إلى خزانة ثيابه و اخرج ثياب له ثم اتجه بطريقه الي المرحاض لينعم بـ حمام ساخن يساعده على الاسترخاء حتى ينام ويأخذ قسطاََ من الراحه و أثناء ذلك كانت أعين الفتيات تتابعه بهدوء وطفولية حتى دلف الى المرحاض وأختفي بداخله عن أنظارهم، ليبتسموا الفتيات يشقاوة ثم نظرت كلا منهما للاخري قبل أن ينهضوا من تحت الغطاء و اخذوا يلعبوا ويقفزون على الفراش وصوت قهقهاتهم الطفوليه يملأ الغرفة ، بعد ربع ساعة تقريبا كان أوس قد انتهى من حمامه و ارتدي ثيابه بالمرحاض ووضع منشفة صغيرة حول عنقه ودلف خارجا من الحمام و هو يجفف شعره بالمنشفه التي حول عنقه، ولم يمر لحظات وقد انزل المنشفه من على رأسه وازاحها بعيداََ عن وجهه بصدمة وهو يفتح عينيه على وسعهما بذهول عندما وصل لمسامعه صوت ضحكات بناته الذى أدخلهم فراشهم وانامهم قبل دخوله للمرحاض، ليرفع عينيه بذهول اتجاه الفراش فـ وجدهم يلهون بنشاط ومرح فى الغرفة ليقف قليلاََ وهو يحمد الله انه قد هداه تفكيره لأخذ ثيابه معه وارتدائها داخل المرحاض و لم يخرج مثل العاده بالمنشفه فقط حول خصره كما يفعل دوماََ ويخرج بتلك الهيئة امام فتياته، ليطالعهم اوس بتعب ثم اخرج تنهيدة حارة من جوفه وهو يحدق بهما بنظرات تائهة وغير مصدقه لما يراه ولما هو فيه الآن عاد يسير أتجاهما ببطء وهو يتقدم منهم بخطوات هادئه متمهلة و هو يهتف متسائلاََ بصوت شاحب و بهدوء و إنهاك .
ليحمحم أوس بخفوت وهو يقترب منهم بخطوات متمهلة قبل أن يردف متسائلاََ بصوت شاحب هادئ وانهاك.
= انتوا بتعملوا ايه ؟؟ انا مش قولت لكم تناموا.
لتنظر له زينة وهي تهتف بطفولية وهدوء.
= يا بابى احنا مخدنش دش قبل ما نام ولا غيرنا هدومنا مامى بتعمل لنا كده علشان ننام.
نظرت لهم درة بخجل ثم همهمت بــ بعض الأصوات وكأنها تخبرهم بالانتباه لها قليلاََ لتخبرهم بما تريد هي أيضاََ ... نظر لها والدها وتوأمتها بحب وقد فهمت عليها زينة ماذا تريد أن تتحدث لتتولي هي هذه المهمة وتوضح لأبيها ماذا تريد توأمتها فــ اكملت حديثها وهي تخبره بما كانت تريد قوله درة له وهي تنظر له ببراءة وطفولية ... لتلتفت زينة لتوأمتها وهي تعطيه نظرة مطمئنة بأنها قد فهمت عليها وهي تعيد بصرها لابيها وتنظر له بنظرة القطط وتهتف بطفولية وبراءة.
= بتقول ولا حتى اكلنا اى حاجه من الصبح و انا جعانه اووووى اوووى يا بابى و كمان درة برضوه جعانه زيي.
صدم أوس كثيراََ ورفع حاجبيه بذهول شديد من حديثها ثم نظر لهم بحيرة وتشتت و هو يبتلع ريقه بتوتر بالغ و هو يعبث فى شعره من الخلف بحيرة وتوهان وغيظ ثم أومأ اوس لهم برأسه ثم تحرك من مكانه على عجالة كي يأخذهم للأسفل ويبدأ بأطعامهم أولاََ ثم يفكر بحل لكارثته الأخرى وهو ينظر لهم بـ نظرة مشتتة ممتزجة بالحنان وهو يبتسم لهم ابتسامة محبة هادئة و هو يهمس لهم بصوت ناعس منهك لكنه ممتزج بنبرة حنونة.
= لو على الأكل سهل بس ... بس الشاور و التغير هو اللى.... طيب تعالوا اعمل لكم أكل بعد كده نشوف ايه هنهبب فى الباقى.
نهض أوس من مكانه على عجاله وهو يحمل طفلتيه بين يديه واتجه للدرج ثم هبط بهم إلى الأسفل وقف قليلاََ يتطلع حوله وهو يبحث عن أي أحد متواجد بالمكان و لكنه لم يجد أحد فـ سار بخطوات بطيئة منهكة متجهاََ بهم َ إلى المطبخ و دلف للداخل وأضاء المصابيح ثم قام بأجلسهم على الرخامه فى المطبخ بهدوء وتركهم وبدأ يتحرك بالمكان قبل أن يتجه إلى الثلاجه وقام بفتحها لكى يري ما بها وما يستطيع أن يقوم بـ تحضيره لهم سريعاََ كي يستطيعوا تناوله الفتيات .. ظل يبحث بعينيه داخل الثلاجه وهو تائه ومشتت ولم يقوي على فتح عينيه اكثر من كثرة النعاس والارهاق .. لتنظر زينه الي والدها المنهمك بالبحث بالثلاجة وهي تهتف بطفولية وبهدوء.
= بابى انا عايزه اكل مكرونة بشاميل و درة عايزه بيتزا.
تنهد أوس بحنق وقلب عينيه بضجر وهو مازال يبحث داخل الثلاجه ويتفحص ما يوجد بداخلها ويستطيعوا ان يتناولوه ويستطيع هو تجهيزه لهم عندما وصل لمسامعه صوت زينة وهي تحدثه بهدوء ليرفع حاجبيه بغيظ وهو يهتف بحنق وعصبية طفيفة و يلوي ثغره بأستهزاء.
= ده عند مامى يا روح قلب بابى .. مش عندى انا الكلام ده و اسكتى شويه يا زينة خلينى اشوف ايه هبب ليكم علشان ناكل.
تناول أوس احد المأكولات التى وقعت يديه وعينيه عليها وهو يخرج تنهيدة حارة من جوفه ثم أغلق الثلاجة وتوجه الي الموقد وبدأ يجهز ويعد لهم الطعام وهو يحدث نفسه بداخله بغضب وحنق ويتوعد لمهرة بأقسي عقاب على فعلتها تلك ليعلمها درس لن تنساه
لكنه ظل يسأل نفسه هل هذه مكافأة عشقه لها تتركه وتهجره دون أدنى اهتمام ولم تفكر به ولا بحاله ولا بأبنتيه .. هل هكذا يتم التفاهم وحل خلافاتهم بأفتعال فجوة بينهم والتخلي عن بعضهم البعض بالهجر بقسوة و اللامبالاة .. بعد ان انتهى أوس من اعداد الطعام تنهد بعمق وهو يقدمه لفتياته بابتسامة محبة ثم بدأ يطعمهم بيديه وهو يلاطفهم بحنان وحب و أثناء تناولهم الطعام والضحك معاََ تفاجأ بدخول سارة عليهم الذى اخذت تطالعهم بتعجب وهي تفعص ملامحها استغراباََ وتنقل بصرها بين ابنها وبين حفيدتيها وما يفعلوه فى هذا الوقت لتردف بتساؤل وأستغراب.
لتقعص سارة ملامحها بأستغراب وهي تنظر لهم بأستفهام قبل أن تردف بتساؤل وأستغراب من تواجدهم بهذا الوقت بالمطبخ.
= انتوا بتعملوا ايه هنا فى الوقت ده ؟؟
لتطالعها زينة ببراءة وهي تهتف بطفولية وهي تمد يديها لـ سارة ببعض الطعام.
= بناكل يا تيته .. خدى حته.
لتومأ سارة برأسها يميناََ ويساراََ بالنفى وهي تبتسم لها بحب وتحدثها بحنان قبل أن تنظر لأوس مرة أخرى بأستغراب وهي تتسائل بقلق و عدم فهم.
= لا يا قلب التيته كلى أنتى علشان تكبرى .. اما فين مهره يا اوس ؟؟ و ليه هى مش اللى بتحضر لكم الأكل ؟ هى كويسه ولا تكون تعبانه ؟؟
لينظر أوس لوالدتها ببرود وهو يجيلها بلامبالاة وجمود وينهي حديثه وهو يبتسم بسخرية لكنه بداخله يتوعد لها ويقسم ان يعلمها كيف يكون الغضب الهادئ الصامت القاتل .. لينفي أوس برأسه سريعاََ وهو يبتسم بسخرية ويجيبها بلامبالاة وبرود.
= لا هى بس سبت البيت و البنات.
لتشهق سارة وهي فاغرة فاهها بصدمة تجمدت بمكانها من كلمات ابنها التى نزلت على مسامعه كالصاعقه لتجلس بجواره و قد جحظت عيناها حتى كادت ان تخرج من محجرها وهي تهز رأسها يميناََ ويساراََ بعدم تصديق وأستغراب لتنظر بعيني ابنها
الذى ظل بنظر داخل عينيها ببرود وهدوء مريب و هو يبتسم بسخرية ولامبالاة قبل أن تهتف متسائلة بذهول وعدم تصديق...
= ليه ايه حصل لكل ده عشان تسيبكم ؟؟ ايه النصيبه اللى حصلت بينكم لدرجادى ؟؟
ليأخذ أوس نفساََ عميقاََ وزفره بحدة وغضب ثم لؤي شدقيه بحنق وأستهزاء قبل أن يهتف بضيق وحزن.
= محصلش حاجه يا ماما .. ماما ممكن بس تساعدينى و تخلى درة و زينة ياخدوا شاور و تغيرى لهم هدوم علشان انومهم لغاية ما الم انا الاكل ده بعد ما يخلصوا أكل.
لتبتسم له سارة بهدوء وهي تهتف بحنان وهدوء.
= من عنيه يا حبيبى .. هودى ل ابوك بس مياه علشان يشرب على متخلصوا أكل اكون جيت.
أوس هز رأسه بالإيجاب و هو يتابع اطعام الفتيات.
فى غرفة سارة و أدهم .
صعدت سارة الدرج للأعلى متجهه الى غرفتها هي وأدهم و بين يديها تحمل ابريق المياه الذى طلبه منها أدهم وصلت للغرفه و ادارة مقبض الباب وهي تتنهد بعمق وهي تدلف للداخل وتغلق باب الغرفه خلفها وأتجهت ناحية أدهم وناولته كوب من الماء الذى طلبه لكي يروي عطشه كما طلب منها وظلت واقفه بمكانها حتى انتهى أدهم من تناول المياه و وضعت الكوب بمكانه على الكمودينو ثم ألتفت وتحركت من مكانها خطوتين لكى تغادر وتذهب إلى ابنها اوس لتساعده هو وفتياته كما طلب منها منذ قليل و لكنه توقفت فجأه عندما امسك أدهم بــ يدها وهو يجذبها له مرة أخرى قبل ان تغادر و هو يطالعها بأستفهام ويعكف حاجبيه باستغراب من تصرفها ثم سألها بأستغراب وعدم فهم وهو يردف.
= أنتى راحه فين ؟؟
لتنظر له سارة بهدوء وهي تنتهد بعمق قبل أن تجيبه بحزن.
= راحه ل أوس علشان اساعد بناته و غير لهم هدومهم.
ليرفع أدهم حاجبيه بأستنكار وضيق وغيرة قبل أن بهتف بملامح ممتعضة وغيرة جنونية وحنق.
= و أنتى مالك ... هما صغيرين يعنى ما مراته معه ايه العيال ولاد الكلب دول اللى وخدينك منى و هما صغيرين و هما كبار.
لتبتسم ساره بشدة فهي كانت مستمتعه بــ غيرته عليها حتى من أبنائها نظرت له نظرة محبة وضربات قلبها لم تعد منتظمة من شدة سعادتها بعشقه له وغيرته عليها وقد تلونت وجنتيها بحمرة الخجل من نظراته لها ومن فرط السعادة بغيرته عليها للان فهو متيم بها بجنون لتقبله سارة من وجنتيه بحب ولهفه وشغف قبلات صغيرة ناعمة و هى تهتف بمرح وحب.
= يالهوى عليك ... ايه اللى بتقوله ده انت مش هتكبر ابدا يا أدهم.
رفع أدهم عيناه المشتعلة بالغيرة لها وهو يزم شفتيه بحنق ليتحدث بسخرية وغيظ وملامح ممتعضة
= هكبر اكتر من كده ايه تانى ؟؟ روحى يا سارة روحى.
وقفت سارة تنظر لأدهم بحيرة وتوتر وهي لا تعلم ماذا تفعل الان وكيف ترضيه وفي ذات الوقت لا تتخلى عن مساعدة ابنها الذى لا تعلم ما حدث معه لكنها فضلت الصمت وعدم النبش بجرحه عندما رأيت حزنه وضيقه مما حدث لترفع يديها وتضع وجه أدهم بين كفيها وتحاوطه بهم بحب وحنان وهي تعطيها أبتسامة محبة شغوفة لا تظهر الا له هو فقط قبل تهمس برجاء و بصوت مبحوح أثر مشاعرها الجامحه التى سيطرت عليها الآن معه وهي تحاول تنظيم ضربات قلبها والتحكم بعقلها الذى يؤمرها بترك كل شئ وأن تظل بأحضان معشوقها ولا تبالي ولا تهتم لشئ آخر .. لكن قلبها وأمومتها أستطاعت تحكم بها وخلقت اديها ثبات انفعالي شديد حتى عودته مرة اخوةري لعرين معشوقها.....
لتغمغم برجاء.
= علشان خاطرى متزعلش هما بس خمس دقايق بس و هرجع انا عارفه انى مقصره معك و من حقك ت......
ليقاطعها أدهم سريعاََ عن تكملة حديثها و هو يبعد يدها عن وجهه و يبتلع ريقه بصعوبه بالغه وتوتر وضربات قلبه أصبحت غير منتظمة ويعلو صدره ويهبط بحركات تنفسية سريعة وعينيه أصبحت مغيمة بمشاعر جامحة فـ لقد سارت القشعريرة في جسده إثر فعلتها تلك و لمساتها الرقيقه وقربها منه وانفاسها التى تلفح بشرته ليضع يديه على يديها بتوتر في محاوله منه لإبعادها قبل أن يسوء وضعه ويفقد رزانته ويجعلها سجينة هذه الغرفة وهو يعلمها فنون العشق حقاََ.
ليطالعها بأعين مغيمة بمشاعر جامحه ويهمس بصوت متهدج أثر قربها منه ومشاعره الجامحه.
= انا راى تروحى تشوفى ولدك عايز ايه بسرعه و تعالى لى صلحينى براحتك انا معاكى ل الصبح.
ثم نظر لها أدهم بنظرات متخابثه وهو يغمز لها بعينيه اليسرى بوقاحة لتشتعل وجنتيها من الخجل والتوتر وتلطخت وجنتيها باللون الأحمر القاني حتى أصبحت تشبه التفاح الناضج الشهي الذي يجذبك لتناول ليبتسم أدهم بأستمتاع وازدادات إبتسامته اتساعاََ وهو يشاهد توترها وخجلها الذى لا يقل ابداَ مهما مر بهما من العمر الذى جعل وجنتيها تزداد وتكاد تنفجر بحمره الخجل ليثيره ما يراه كثيراََ وقد تملكته الرغبه فى سجنها بهذه الغرفة و تقبيلها بجنون وشغف ... لتحرك سارة عينيها بكل الاتجاهات بعيداََ عن مرمى بصره وقد تلطخت وجنتيها باللون الأحمر القاني وتوترت وهي تهمس بحياء و قلب يخفق بعنف.
= عمرك ما هتبطل قلة أدب.
ليقهقه أدهم بشدة وأستمتاع على خجلها الذى يزداد ولا يقل رغم كل هذه السنوات ثم تحدث من بين ضحكاته بمرح وهو يغمز لها بعينيه اليسرى بشقاوة.
= ههههه هو أنا لسه عملت ولا قولت حاجه انتى اللى بقى تفكير منحرف.
لتضرب سارة بقدميه الأرض وتزم شفتيها بغيظ كالاطفال قبل تهتف باسمه بصوت متحشرج وغيظ وهي تنظر له بخجل وتوتر
= أددددهم.
ليقهقه أدهم عليها بأستمتاع وهو يجيبها بحب وهيام.
= هههه عيونه.
لتنظر له سارة بغيظ وخجل قبل أن تتحرك من مكانها وهي تتركه و تغادر الغرفة بخجل فـ منذ ان تصارحوا هى و أدهم وتصافوا معاََ وتعاهدوا على الحب والتفاهم والود و أن يكون شخص واحد بروحاََ واحدة اصبحت هذه هى حياتهم لا تخلوا من مشاكسة أدهم لها ونثر عشقه عليها و أصبح لا يستطيع ولا يرغب فى الابتعاد عنها و اخذ يعوضها عن حرمان السنوات التى مرت وهي تفعل المثل و كإنه قد عادوا بـ الزمن عشرين عاما إلى الخلف فـ كم ندمت هي على انها لم تعترف له بـ حبها له وانها متيمة به حد الجنون كل هذه السنوات كي تطمئن قلبه الملتاع لها لعل وعسى وقتها ما كان حدث معهم كل ما حدث ولا حرمت انفسهم من هذه المتعه التى تعيشها معه ولم يضيعوا سنوات من عمرهم لم يطفأ فيه كل منهما شوقه وعشقه للآخر فــ يكفيها نظرة الحب التى تلمع فى عينيه كلما رأها وكأنها تضئ ببريق خاص لها ولحضورها لتلوم نفسها بداخلها وهي تهتف بداخلها أنها كم كانت غبيه!!!! َكم كانت هوجاء ورعناء كل هذه السنوات الي مرت عليها!!!
دلفت سارة للمطبخ وهي تطالع حفيدتها بحب قبل أن تسأل ابنها باستفهام.
= خلصوا أكل ؟؟
ليومأ أوس برأسه بالايجاب وهو يجيبها بحزن وضيق.
= ايوه .. معلش يا ماما هتعبك معنا.
لتقعص سارة ملامحها بأمتعاض وهي تهتف بهدوء وحب.
= طيب بطل هبل و شيل درة هاتها ورايه و انا هخد زينة.
هز أوس رأسه بأذعان لوالدته وهو يبتسم لها بحب وهدوء ويعطيه نظرة امتنان وتقدير لما تفعله من أجله قبل أن يهتف بطاعه....
= حاضر.
ليبتسم اوس لابنته ابتسامة محبة وهو يقترب منها ويحملها على ذراعه الأيمن ويقبل وجنتيه بحب حنان ثم تحرك بأتجاه الدرج وصعد للأعلى ومعه ابنته درة خلف والدته كما طلبت منه متوجهين جميعهم إلى غرفة الفتيات و لكن قابلهم أدهم بنهاية الدرج وهو ذاهب إليهم لـ يتقدم بهدوء من اوس الذى كان يحمل درة بين يديه ليطالعه بحنق وغيرة قبل أن يمد يديه ليأخذها منه وهو يبتسم لحفيدته ابتسامة محبة على عكس نظراته الجافه التى ألقى بها أوس منذ لحظات لتنظر درة لجدها بسعادة وبراءة ثم القت بنفسها على الفور بين احضان جدها بفرح ولهفة فهي تعشقه كثيراََ وهو الوحيد الذي لا تخجل منه وتشعر معه بالدفء والأمان والسعادة ... ليبتسم أدهم لها ابتسامة محبه وهو بمد يديه يتلاقها من اوس ويحملها وهو يقبلها بحنان ويردف بحب.
= حبيبة جدو يا ناس.
ليرفع أوس حاجبيه بذهول وهو يهتف متسائلاََ بأستغراب وفضول وتعجب.
= نفسى اعرف ليه انت الوحيد اللى مش بتتكسف منه.
ليلتفت له أدهم وهو يرفع حاجبيه بأستهجان ويهتف بملامح ممتعضه وغيظ قبل ان يقطع حديثه ويهتف موجهها حديثه لاوس بتفهم و رزانه.
= ولا عمرك هتعرف علشان انت حم... بلاش علشان البنات قعده.
نظر أوس لأبيه بأمتنان وهو يبتسم له بحب واتساع لتفهمه ورزانته وهو يهتف بهدوء....
= طيب الحمد لله بدل ما هيبتى تروح فى الارض.
ليعكف أدهم حاجبيه بغيظ وغيرة وهو يهتف بحنق وغيرة.
= طيب يا خويه يلا هوينا انا هساعد سارة روح شوف وراك ايه ؟؟
لينفي اوس سريعاََ براسه وهو يشعر بقليل من الخجل من والديه قبل أن يهتف بمرح وهو يغمز لأبيه بعينيه بشقاوة.
= لا لا هى ماما بس تسبحهم و تغير لهم هدومهم و انا هنومهم ... انا عارف انك بتدعى عليا علشان خدتها منك و.....
ليرفع أدهم حاجبيه بغيظ وهو يلوي شدقيه بأستهزاء يهتف بحنق وسخرية وعينيه تطلق شرارات من نارية الغيرة.
= شكلك فعلا عايز تتشتم قدام بناتك ... امشى يا اوس من قدامى ... قال تنومهم قال مادام انت بتنام على نفسك قدامى امشى ياض.
اقترب أوس من والده بخطوات سريعة و قد تشكلت ابتسامة متسعة ممتنة على ثغره وهو يقبل أدهم فى وجنتيه بحب ويهتف بامتنان وحب.
= ربنا ما يحرمنا منكم.
ليتمتم أدهم بالمثل قبل أن يقطع حديثه وهو يرفع عينيه وينظر لاوس بملامح ممتعضة ويهتف بغيظ.
= ولا منكم ... يلا غور ياض روح نام شويه.
ليغمز أوس لأبيه بعينيه اليسرى بشقاوة وهو يبتسم ابتسامة سمجة ووضع يديه في جيب بنطاله وهو يتحدث بمرح ووقاحة ولازالت تلك الابتسامة السمجة الماكرة على شفتيه.
= هو فى ايه يا حج ؟؟ مالك مصر اوى كده على مشيتى ... هو انت عايز تتحرش بالمزه ولا ايه ؟؟
التفت له أدهم بملامح ممتعضة وهو بطالعه بـ هدوء حاد مريب وهو يضع درة الصغيرة أرضاََ بهدوء وهو يحدقها بحنان وحب ويعطيها نظرة مطمئنة كي تذهب لجدتها وهو يتوعد بداخله لأبنه وقد أصبحت عينيه داكنه من الغيرة
= ادخلى يا درة عند تيته جوه يلا و أنا جاى وراكى.
أومأت درة الصغيرة برأسها بأذعان سريعاََ وهي تبتسم لـ جدها بحب وسعادة وبراءة ثم ركضت درة إلى الداخل عند جدتها بخطوات صغيرة طفولية كما أخبرها أدهم ... تابع أدهم درة الصغيرة حتى اختفت عن أنظاره ثم ألتفت لأوس سريعاََ بحده ورفع قدمه اليسرى وقام بخلع نعاله ثم ألقاه على أوس بعنف الذى فر هاربا من أمامه سريعاََ وهو يقهقه بشدة ومرح فور ان لمح ابيه يخلع نعاله ليقذفه به.

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن