الفصل الرابع و الستون

1.8K 31 3
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الرابع و الستون
بقلمى / هدير خليل

على الجانب الأخر فى مكان ما في الصعيد، وفي أحد المنازل الكبيرة و القريبه من بيت العائلة فى منزل أدهم.
حيث انه منزل ذات ذوق رفيع والوان متناسقة تجمع بين الطابع الكلاسيكي والطابع العصري الحديث كان المنزل واسعاََ بدرجه كبيرة مساحته لا تقل عن مساحة منزل العائلة بل فاقته حجما فعند الدلوف من بوابة المنزل  تظهر حديقة تحتوى على ارجوحه و العاب للأطفال و تكعيبه محاطه بالاشجار بطريقه تريح الاعصاب .. ليظهر ممر على جانبيه بعض اللوحات العصرية والأباليك العصرية التي تتماشى مع طابع المنزل وديكوراته وفي نهاية الممر درجات قليله تؤدي إلى أحد غرف المعيشة والتي تحتوي على صالون كبير وغرفه أستقبال تحتوي علي الاثاث من اللون الفضى والابيض ذا طابع حديث، أثاث يجمع بين الراحة والهدوء والأناقة كما انها واسعه بدرجه كبيرة فـ غرفة المعيشة هي اكبر الغرف الموجوده بالمنزل فهى ساحة المنزل الذى راعى ادهم ان تكون بهذا الوسع حتى تسع عائلته، وقد تم الاعتماد على السجاد المصنوع من الفرو أو الصوف الذى يتناسق مع لون الأثاث و تضفي لمسةً خاصةً على غرفة المعيشة، لذلك قام أدهم أيضاََ بالتركيز على كل من الإضاءة الطبيعية والصناعة والدمج بينهما، واختيار النوافذ الكبير، والمصابيح التي تعطي أضاءة جيدة، ولأكمال الديكور العصري الكلاسيكي قام أدهم باختيار ساعة الحائط الحديثة (( الساعة الخشبية التي تتميز بوجود إطار منحوت)) و التي جعلت الغرفة تبدو أكثر تناغماً وأناقة، كما يوجد مطبخ واسع من الطراز الإيطالى وهو يجمع ما بين البساطة والرقي في التصميم، واعتمد هذا على الأخشاب للارضية وبعض الجوانب والأحجار المرصعه بالحائط، بمختلف أشكالها وألوانها وعندما نصعد مع الدرج للأعلى نجد بالدور العلوي على الكثير من الغرف الكبيره ملحق بها مرحاض خاص بها لا يقل مساحه عن غرفهم السابقة بمنزل العائلة ويحتوى ايضا على غرف صغيره نسبيا ملحق بهم أيضا مرحاض حيث صممها من اجل احفاده ، وقد تميزت غرف النوم التي تم تصميمها وفقًا للطابع الكلاسيكي الحديث الذى يدمج بشكل كبير بين الكلاسيكية وبين النمط العصري ويمتاز بالبساطة خصيصاََ في  ديكورات الأسقف التي تم استخدام النقوشات مثل الخطوط والرسومات الذهبية عليها، تم تزيين جدران العديد من الغرف الداخلية للقصر برسومات جدارية تُناسب النمط الكلاسيكي، وتم الاعتماد بشكل كبير في غرف النوم الكبيرة على استخدام اللون الأسود والفضي سواء في كل أجزاء الغرفة أو بعض أجزائها على حسب زوق كل شخص منهم حيث انه صمم غرف لجميع العائلة اما الغرف الصغيرة والتي قد تخص منها الأطفال قد تم استخدام اللون الأزرق والفضى ببعض منها وبعض الغرف تم استخدام اللون الوردي مع الرمادي و تم اختيار قطع الأثاث المصنوعة من الخشب بالطراز الكلاسيكي القديم لغرفتي أدهم وآدم الذى قام أدهم بتنسيق غرفه له بمنزلهم ، واختيار قطع الأثاث المصنعه من الخشب الكلاسيكي الحديث لباقي الغرف وبعض الاباليك الإضاءة التي تمنحك أجواء هادية وراحه مليئة بالدفئ.
انتفضت سارة بعنف وهي تستقيم على قدميها وتقدمت من أدهم  بخطوات سريعة و سألته بـ نبرة حزينة ومليئة بالألم من اعماقها.
لترفع سارة  عينيها بقلق وتوتر وهي تهتف متسائلة بحزن وألم.
= نام ؟؟؟
أومأ أدهم بحزن عيناه مغيمه بمشاعر مختلطه بين القهر والحزن وقلة الحيلة والندم لما حدث مع ابنه ووضع يديه على رأس أدهم الصغير وهو يمسده على شعره وعلى شفتيه ابتسامه حزينة ثم انحني قليلا ولازالت تلك الابتسامه على شفتيه، وقام بتقبيل الصغير من جبينه وجنتيه بحب وحنان وهو شارداََ بمصيره في الأيام القادمة.
ليتنهد أدهم بتعب وهو يغمغم.
= ايوه 
لتتنهد سارة بعمق وحزن وهي تبلل شفتيها بلسانها قبل أن تهاف متسائلة بحزن وملامح ممتعضة.
= ايه هتعمل مع ليث ؟ من يوم اللى حصل و هو مش بيطلع من أوضته غير كل فين و فين ؟ و كل ما يشوف أدهم الصغير بيتعصب و زعق له و الواد بيتفزع منه و بقى يترعب منه.
أبتلع أدهم لعابه بتوتر وهو يجلس بجوار أدهم الصغير يتطلع عليها بدون تعبير قبل أن يلتفت بحزن ويحدق بأدهم الصغير بقلق خوف عليه من القادم بل يكاد يموت قلقاً عليه مما سيحدث له وما كتب له من معاناة ومن مصيره بعد فعلة والدته وتحول والده لشخص آخر بل وحشاََ لن يعاني معه ولن يراه إلا هذا الصغير.
أخرج أدهم  تنهيده حاره من جوفه ليتكلم بصوت شاحب حزين.
= عايزانى اعمل ايه ؟ انا اتكلمت معه اكتر من مرة و كل مرة بيتحول أسواء من الأول.
اخذ أدهم نفساً عميقاََ ثم زفره بوهن وحزن وهو يرفع عينيه المليئة بالقلق والحزن والندم والحب  الى سارة قبل أن يهتف بعشق خلق لها خصيصاََ وبقلة حيلة وحزن من أفعال أبنه الذى تحول بين ليله وضحاها لشخص آخر ... ليشير لها أدهم بيديه ان تأتي لأحضانه كي يطمئنها ويجعلها تغفو قليلاََ وهو يعطيها نظرة مطمئنة ويهتف بحب وحنان.
= هتكلم معه تانى ... تعالى نامى انتى كمان من الصبح و انتى وقفه على رجلك مخدتيش نفسك.
لتنفي سارة برأسها سريعاََ وبشدة وهي تهتف بصوت هادئ شاحب.
= مش جاى لى نوم تعال نقعد نتكلم فى البلكونه شويه.
غصه مريره تشكلت بحلق أدهم قبل أن ينهض من مكانه وهو يتنهد بألم وحزن كبير قبل أن  يغمض عينيه ويفتحها سريعاََ كي يتحكم في انفعالات جسده ووجهه وهو يزين شفاتيه بـ ابتسامة محبة هادئة و يسير بخطوات بطيئه متمهلة بأتجاه الشرفة وهو يضع يديه على كتفي سارة ويقربها من صدره محتضنا اياها بحب وحنان، دلف الي الشرفة وهي مازالت بأحضانه ليجلس على أحد الكراسي المتواجد بالقرب من سور الشرفة وهو يجلسها بأحضانه ويضمها ويقبلها من رأسها بحب وحنان و يضيق أدهم عينيه وهو يعكف حاجبيه بضيق ويتسائل بحنق.
= هو الزفت حمزه و ياسمين متكلموش معاكى.
نظرت له سارة بطرف عينيها بحزن عميق
وابتسمت لها ابتسامة بسيطة حزينة شاحبة لتتحدث بصوت شاحب وهي تومأ براسها بالنفي يميناََ ويساراََ وهي تهتف بصوت شاحب.
= لا... بيعوضوا خمس سنين الحرمان.
أبتسم أدهم بسخريه وتعاقدا حاجبيه بعدم رضاء وهو يأخذ نفساََ عميقاََ ثم زفره بحنق وهو يلوي ثغره بضيق و قال بصوت ساخر وغيظ وشراسة يعكس ثورته من الداخل وملامح ممتعضة.
= على قفايا أنا و آدم و البشوات كل واحد فيهم سحب مراته و راحوا يعملوا شهر عسل جديد.
لتقعص سارة ملامحها استغراب وهي تقهقه بمرح وترفع حاجبيها بذهول وتهتف متسائلة بشقاوة.
= ههه انت غيران ولا ايه ؟
نظر إليها ادهم بـطرف عيناه  بضيق وهي  تقهقه بمرح واستفزاز، امتعضت ملامحه وعبس بوجهه كالاطفال وهو يتحدث قائلاً بهمس خشن وحنق وأستنكار وهو يهتف بحدة وحنق.
= انا هغير من شويه البقر دول ... انا كل اللى غيظنى انهم ليهم أكتر من شهر مسافرين و رامين عيالهم لينا حتى الدكتور خد مراته و ساب البنات قال ايه معه امتحانات مش هيعرف يذاكر منهم.
لتقهقه سارة بشدة وهي تلتفت له بعدم تصديق وابتسامة متسعه قبل أن تهتف بأستفزاز وعدم تصديق.
= هههههه اللى يشوفك كده ميقولش انك مش بترضه انهم يناموا الإ فى حضنك كل ليله الإ ما عملتها من حد من عيالك.
أخرج أدهم  تنهيده حاره من جوفه ليبتسم بحب وحنان وهو يرجعها لحضنه مجدداً و يضمها اليه بشدة وحب قبل أن يتحدث قائلاً بصوت رخيم و بحب وعينيه تلمع كنجمتين بسماء مظلمة من فرط حبه لابنائه وزوجته وسعادته.
= اعز الواد ولد الواد ... البت ماسه وحشتنى هى و سليم.
لترفع سارة حاجبها الايمن وهي تنظر له نظرة كأنها تقول له حقاََ قبل أن تشبك يديها ببعضها وتهتف بأستغراب.
= ما انت لسه مكلمها لحقت توحشك.
ليحدق بها أدهم بحب وأبتسامة هادئة ويهتف بحب وهدوء.
= تعرفى ليله انه عيب كنت جبتها هى و جوزها و ابنها و عيلته كلهم يعيشوا معنا علشان محدش من عيالى يبعد عن عينى لحظه.
لتنفرج شفاه سارة عن ابتسامة متسعه سعيدة وهي تنظر له بنظرات محبة شغوفة و هي تحضنه بشدة و تضم نفسها داخل أحضانه كأنه تريد أن تخترق اضلاعه وتهمس له بعشق وهيام.
= أنا بحبك أووووى يا أدهم و بحبك اكتر لما بشوف حنيتك دى.
اعتدل أدهم بجلسته حتى أصبح الاثنين متقابلين وجهاََ لوجه و كانت أنفاسه الحارة قريبه بشده تلفح وجهها و نظر بقوه فى عينيها و تااه بداخلهم للحظات وقد سحر بهما ثم ما لبث حتى فاق وابتسم بشدة وسعادة وقال بهمس خافت وبشغف وهيام امام شفتيها لتتلامس شفايفهم معا و انفاسهما مختلطة معاً أثناء نثر ادهم لكلماته العاشقة على مسامعها بعشق وهيام.
= و أنا بموت فى شفايفك دى لما تقولى بحبك.
لتفتح سارة صغرها لكى تتحدث لكنه يسكتها أدهم ويقاطعها بقبلة شغوفة مليئة بالحب والسعادة واللهفة والاشتياق.
= ا.... اممممم
لم يعطيها أدهم أدنى فرصة للرد ولم ينتظر ردها ومال بشفتيه لينهل من نهر عسل شفتيها و قبلها بشغف جامح وظل يتعمق اكثر و لم يكن امام سارة سوى ان تبادله شغفه بشغف جماح و لفت يديها حول عنقه و هو يعزف سنفونيته الخاصه على هذه الشفاه الورديه التي يعشقها و لم يفصلها الإ عندما شعر بحاجتهم لـ الهواء ليهمس أدهم بعشق امام شفتيها بنبرة مبحوحة أثر قبلاته لها.
= بعشقك 
مد أدهم يده و حركها على وجهها وملس عليه برقه بالغة ليقبلها بجانب شفتيها مره تلو اخري ولكن بقبلات عميقة ليبتعد مره اخرى ويرها على نفس وضعيتها مغمضة الأعين وصدرها يعلو وبهبط بشدة و بحمره اشد خجلا من السابق وجنتيها تكاد تنفجر من الخجل وتشبه التفاح الناضج الشهي ليثيره ذلك المشهد اكثر من الاول ليعانق شفتيها مره اخرى  ومرات عده بقبل مغلفه باللهفه والشغف والعشق والاشتياق ولم يفصل قبلاته لها سوي صوت ابنهم محمد الجهوري الذى هز أركان المنزل و الذى أصابهم بالفزع والخوف وجعل قلبهم يتهاوي بين قدميهم من القلق والفزع، لينهض أدهم من مكانه سريعا بقلق وارتدي ثيابه سريعاََ ودلف خارجا من الغرفه ليري ماذا حدث ولما ابنه يصيح هكذا وترك سارة ورائه بالغرفه لكنها قامت بتبديل ثيابها و ذهبت خلفه راكضه لترى ماذا يحدث بالأسفل ولما هذا الصوت العالي لابنها الذى أصابهم بالفزع والخوف.
دلف أدهم خارجاََ من غرفته وهبط الدرج الي الأسفل مهرولاََ وهو يتوجه الي غرفة المعيشة بخطوات متعجلة، ودلف لغرفة المعيشة ليجد ماسة وزين ومعهما سليم الصغير الذى وقف ملاصقاََ لزين ومتشبثاََ بثيابه وهو مُنخرط بـالبكاء بشدة وبشرته اصبحت شاحبة و عينيه مُنطفئة من كثرة البكاء ليعكف أدهم حاجبيه بأستغراب قبل أن يتسائل بقلق.
= فى ايه ؟ ازيك يا زين ؟
ليهز زين رآسه وهو يجيبه بأدب ويتسائل بود وأبتسامة هادئة وهو يمد يده لسلام عليه.
= بخير يا عمى ... ايه اخبار صحتك .
ليجيبه أدهم بهدوء قبل أن ينظر لحفيده الذى دموعه تسيل بغزارة على وجنته وهو يتسائل بقلق.
= الحمد الله ... ماله سليم بيبكى ليه ؟
نظر سليم بحزن عميق لجده أدهم ودموعه تتخذ مجراها على وجنتيه ثم قال بصوت مبحوح حزين ورجاء من بين دموعه وشهقاته التي ملئت المكان.
= جدو خلى عمى يخدنى معه أنا مش عايز اسيبه .
وجه أدهم بصره الى سليم الصغير وهو يطالعه بعدم فهم قبل أن يسير بخطوات بطيئة متمهلة ووقف امام الصغير وانحني على ركبيته وأزال له دموعه بسبابته ثم مد يديه وحمله على ذراعيه وهو يقبله من جبينه ووجنته اليسرى بحب وحنان ثم رفع عينيه سريعا لماسة وزين وهو يطالعهم  بأستفهام وعدم فهم لتبلع ماسه  ريقها بتوتر وتبدأ هي بالحديث وتخبره بما يحدث معهم بتوتر وقلق وهي تبلل شفتيها بلسانها وتهتف بهدوء و  بتوضيح قبل أن يقطعها همس أبيها بكلمات بيكاد يكون مسموعه.
= انا و زين اطلقنا و.....
نزلت كلمة ماسة الأخيرة على مسامع أدهم وقع الصاعقه وتجمد مكانه للحظات وظل جلسته امام سليم يحدق بها كأنها كائن اخر اول ما يراه وقبل أن يستطيع النهوض وهمس بذهول وعدم تصديق و  بنبرة خافتة لم يسمعها احدا غيره.
= أنتى وحشتينى بس مش لدرجه دى.
لتقعص ماسه ملامحها أستغراباََ وهي تتسائل بأستغراب وهدوء.
= بتقول حاجه يا بابا ؟؟
ليومأ أدهم براسه بالابجاب وهو شارداََ بنقطة بعيدة ويتسائل بهدوء ورزانة.
= بقول ايه حصل علشان يوصل الموضوع بينكم لطلق حتى من غير ما تبلغونى قبلها ؟ 
لتتنهد ماسه بعمق وهي تنظر لأبيها بدقة وهدوء وتهتف بهدوء وعقلانية ووقار.
= انت عارف انا و زين اتجوزنا ليه ؟ و بصراحه انا مش حبه افضل فى الوضع ده و هو كمان مش مجبر انه يتحمل مسئوليتى انا و سليم كفايه الفترة اللى فاتت تقلنا عليه.
ليلتفت لها زين سريعاََ وهو يهتف موضحاََ حديثها بهدوء حتى لا يصل بمعنى اخر لأسرتها.
= انا مشتكيتش من مسئوليتك بس انا مش حبب اشيل ذنبك و انا بفرق بيك و بين صفاء انتوا قدام ربنا انتوا الاتنين زى بعض.
ليحدق بهما أدهم بهدوء وهو يهتف متسائلاََ بجدية.
= يعنى الخلاصه ان ده قراركم انتوا الاتنين.
ليومإ  كل من ماسه زين براسه بالايجاب وهما يقولوا بصوت واحد معاََ بالتأكيد.
= ايوه
ليهز أدهم رأسه بتفهم وهو يهتف بعقلانية وهدوء قبل أن يكمل موجهاََ حديثه لزين بهدوء ورزانة.
= انا مش هقدر اجبركم على حاجه انتوا مش عايزينها ... و انت يا زين فى اى وقت عايز تشوف سليم تقدر تشوفه هو فى الاول و الاخر لحمك و ملهوش غيرك.
ليهتف زين بقوة وجدية قبل أن يكمل حديثه بهدوء وأدب وهو ينهض من جلسته سريعاََ بحزن على فراق ابن أخيه الذى أصبح ابنه هو أيضاََ.
= سليم مفيهوش تفريط و انا كل كام يوم هاجى اشوف و اخده يقضى معايه اليوم ... بعد أذنكم مضطر امشى علشان الوقت اتاخر سلام عليكم.
ليهز أدهم  رأسه وهو يهتف سامحاََ له بالمغادرة بهدوء.
= وعليكم السلام.
غادر زين المكان رغم اعتراض سليم الصغير الذى كان يبكي بشدة ويشهق بقوة ليحتضنه أدهم الصغير وهو يربت على ظهره بحنان ويقبل أعلى رأسه بحب وحنان حتى هدأ قليلاََ اخذ أدهم يبث الطمأنينه والهدوء بقلبه ثم بدأ ادهم يفسر ما يحدث ويوضحه لسليم بهدوء وعقلانية.
جلس محمد بمكانه يتابعهم بضيق وضجر وغضب فقد نزلت كلمة ماسه الأخيرة على مسامعه وقع الصاعقه ليتصنم بجلسته  للحظات وهو يتنفس بغضب بعض الشيء من فعلة شقيقته تلك التي لم تكن بالحسبان مطلقا وهو لا يعلم كم المعاناه التي مرت بها وما اوصلها لها وما حدث معها والسبب الحقيقي خلف قرارها هذا ، لينظر أدهم لأبنه بجانبي عينيه وهو يعلم بماذا يفكر قبل أن يهتف بمكر واستهزاء.
= قول اللى عندك ل تفرقع.
ليهتف محمد بغضب وأستنكار  وهو يعكف حاجبيه بضيق وحدة.
= عايز افهم اللى بيحصل مع ماسه ؟ ازاى قبل انها تطلق كده من غير سبب .. هو الجواز ده لعبه .. حتى مراعاش الأصول وجابها لينا و بلغنا بطلق مش يأخدها ويطلقها.
لينظر له أدهم قليلاََ قبل أن يرفع حاجبيه بتهكم من نبرة ابنه الغاضبة لكنه تجاوز ذلك بالوقت الحالي وهو يهتف بتوضيح وحزن و قلة حيلة ممزوجين بالهدوء و العقلانية.
= انا اجبرت ماسه تتجوز زين علشان يحاول معها انها تتعالج لانها مش هتسمع من اى حد منا ده اولا لأن فى الفترة دى كانت مش طيقه حد ... ثانيا علشان زين مكنش طيق ماسه و كان هيرفع عليها قضيه حضانه بسبب حالتها النفسيه اللى كانت فيها و كان بسهوله يقدر يثبت انها بتعانى باضطراب بسبب اللى حصل لها و ياخد منها حضانة سليم علشان كده وفقت انه يتجوازها .. بس دلوقتى ماسه اتعالجة و بقت كويسه و زين عرف ماسه كويس و عرف انها ملهش ذنب فى موت اخوه و انه فعلا حبت اخوه .. و هما الاتنين مقدروش يكملوا مع بعض زى اى زوجين علشان ماسه مش قادره تتقبل زين كزوج مكان سليم و كمان زين بيحب مراته و مش هيقدر يجراحها بقربه من ماسه ف احسن حل ل حالتهم الانفصال مع مراعاة حالة سليم اللى متعلق بيهم هما الاتنين فهمت ولا لسه فى حاجه تانى.
نزلت كلمات أدهم  على مسامعهَ محمد وقع الصاعقه و تجمد مكانه وهو  يتطلع لأبيه بدون تعبير لم يستوعب بعد ما تفوهه به أبيه .. هل كانت تعاني شقيقته هكذا وهو لا يعلم هل الفتاة الصغيرة والمدللة كانت غارقة بمأسيها وهما يقسون اكثر عليها هل لهذه الدرجه كان كلا منهم هو وأشقائه ملتفتون لحياتهم ولم يبالوا لها ولم يهتموا لآلآمها وكانت هي بمنفي عنهم، ليشعر بالضيق من نفسه والاشمئزاز لانه لم يكن سنداََ لها كما يجب ليأخذ نفساََ عميقاََ ويزفره بحدة وعندما أنهى أبيه حديثه هز محمد رأسه عدة مرات بتفهم ولم ينبث بكلمه أخرى رفع أدهم عينيه بحزن الي ماسة ليجدها منخرطة في بكاء يمزق نياط قلبه على حال ابنها وعلى حديث والدها الذى كان يعلم بكل شئ فى حياتها وهى التى اسأت الظن به .. ليبتسم أدهم لها بحب وهو يفتح ذراعيه لها بحنان لتركض ماسه وتحتضن أبيها بشدة ودموعها تتساقط بغزارة على وجنتيها وهي تشهق كالاطفال وتتشبث بأبيها بشدة ليقبلها أدهم من رأسها بحب وهو يربت على ظهرها بحب وحنان محاولا تهدئتها وزرع الطمأنينه و الأمان في نفسها.
= تعالى يا ماستى.
لم تنتظر ماسة ولم تفكر  حتى لتركض باحضان ابيها التى اشتاقتها بشدة وهي منخرطة ببكاء شديد مزق نياط قلبه فهي اشتاقت لهذا الدفئ والحب والحنان، أشتاقت لأبيها وسندها ليربت أدهم على ظهرها بحنان وهو يقبلها من رأسها بحنان ويبثها الدفء والحنان والطمآنينة الاي افتقدتهم هي بالاونة الأخيرة.
لتهتف ماسه بندم ممزوج بالحب من بين دموعها التى اغرقت ولطخت وجنتيها المكتنزة والبيضاء كالثلج.
= سامحنى يا بابا .. انت احس اب فى الدنيا كلها بتعرف احنا موجعين من ايه من غير ما ننطق.
نظر لها أدهم وعلى شفتيه ابتسامه محبة وهو يعطيها نظرة مطمئنة ليقبلها أدهم من رأسها بحب وهو يهتف بحب وحنان.
= انتوا حته منى لو محسيتش بيكم هحس ب مين يعنى ؟ خدى ابنك و اطلعى اوضتك استريحى و متفكريش فى اى حاجه طول ما انا عايش و ارمى حمولك على الله.
لتقبل ماسه كتف ابيها الأيمن بحب وهي تهتف بأبتسامة محبة.
= ربنا ما يحرمنا منك.
اخذ أدهم نفساً عميق للغايه ثم زفر به بهدوء وهو يضع وجهها بين كفيه ويتقبلها من رأسها بحب وحنان وهو يمسح دموعها بسبابته ويهمس لها بحب.
= ولا منكم يا حبيبتى.
أنصاعت ماسه لحديث ابيها وهي تومأ له بأذعان لتأخذ صغيرها وتتجه به إلى الدرج و صعدت هى و ابنها  الي الأعلى بأرهاق وخمول من بكائها الشديد لتذهب بغرفتها لتستريح بها وعندما وصلت للأعلى تقابلت مع والدتها التى كانت تقف على الدرج و تتابع ما يحدث بالأسفل بصمت و رزانة و عندما وصلت ماسه امامها ضمتها فى حضنها بشدة وحب وحنان لتشعرها بالحنان والأمان والدفء و هى تهمس بأذنها اليمني بعض الكلمات المواسية و الداعمه لها التى تشد بها من أزرها وتعلمها انها معها وبجوارها وسنداََ لها و بعد مرور عدة دقائق  تركتها سارة لتكمل طريقها و تصعد الي غرفتها لتتنهد بعمق ثم نظرت لـ أدهم الذى وجدته كان يتابعهم بصمت و ينظر لهم بحب وحنان، لتبتسم له سارة بهدوء وبادلته نظراته وهي تنظر له بامتنان و حب.
ايه رايكم فى الفصل ؟؟
انتظروا الفصل القادم.
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now