الفصل الثانى عشر

2.9K 36 9
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الثانى عشر

بقلمى / هدير خليل

فى بيت العيلة فى الصعيد .
لم تكون الاوضاع جيده فى غياب أدهم فقد تدهور الاحوال كل من فى المنزل ، من ناحيه كان اوس و مهره الذى اصبحت الحياة بينهم مثل مسرحية هزلية سخيفة ، أما من ناحية ليث و فيروز ، الوضع لم يكن مختلف كثيرا عن وضع أوس بل هو كان أسوأ و كأن الحرب العالميه التالته قائمه بينهم فهناك حاله من النفور و الاستحقار بينهم لا تنتهي .
فى غرفة ليث و فيروز .
كان ليث يصرح علي فيروز بعصبيه و صوت جهوري يهز أرجاء الغرفه و هو يقول بعصبية .
= ما تسكتى الواد ده عايز انام .
لتردف فيروز بلامبالاه و هى تجيبه بعدم اهتمام .
= يعنى اعمل له ايه ؟ هو اللى مش راضى يسكت و جربت معه كل حاجه عشان يسكت و مش راضى .
ليزفر ليث بحنق و نفاذ صبر قبل أن يهتف بغضب و هو يرمقها بغيظ و يحاول يتملك اعصابه بدلا من ان يقوم بخنقها حتى يرتاح منها و يقول .
= يا صبر ايوب شوفيه عايز ياكل عايز يغير عايز يتنيل على عين أهل بس أهم حاجه تسكتيه .. انا مش بعرف اتزفت اتخمد و فى دوشه جنبى .
فيروز بتضع الصغير بين يدى ليث و هي تبتعد عنه و تنظر له باستفزاز و امتعاض و هي ترفع حاجبيها بتهكم و تقول بغيظ فقد تعبت منه و من ابنه الذى يشبه فى العصبيه ، لتقول ببرود .
= انا جربت كل حاجه خد انت ورينى شطرتك و سكته بمعرفتك انا جبت اخرى منه و منك .
ليطالعها ليث بغضب و هو يهتف بقوة و هو ينظر الى الفتى بتوتر كإنه به شئ معدى لا يرغب فى الاقتراب منه ليجز على اسنانه ليث و هو يحدثها .
= خدى يا بت الواد دى بدل ما ارميه فى الارض .
لتردف فيروز بلامبالاه و ثقه أنه بالتاكيد لن يفعلها ذلك فى ابنه لانه متغظ منها او يكرهها و لكنه خيب امالها .
= ارميه .
ليث مد يده ليلقى ب أدهم الصغير و لكن فيروز اخذته منه بلهفه و خوف و هي تطالعه بفزع و جنون و تصرخ به بعدم تصدق انه كان سوف يلقيه فعلا ارضا ليس يمزح ؛ فقالت بصوت عالى جهور .
= انت مجنون عايز ترميه فى الارض بجد .
هتف ليث باستفزاز و غضب عارم و هو يقول بنظرات غاضبه .
= ايوه انا مجنون فابعدى عنى انت و ابنك و اياكى الواد ده يقرب منى تانى انتى فاهمه .
لتهتف فيروز بعدم تصديق و هي تطالعه بذهول ولا تصدق ما يتفوه به ؛ فهتفت بزهول .
= ده ابنك انت كمان على فكره لو انت مش واخد بالك سيادتك .
هتف ليث بنفاذ صبر و نبرة جافه و هو يهتف بضيق .
= هو انتى مش بتفهمى ولا ايه بقول الواد ده ميقربش منى اللى عايزه له هجيبه بس من بعيد ميقربش منى .
لتنفي فيروز برأسها و هي تحركها يمين و يسار و هى تجيبه بحدة و عصبيه .
= لا مش فاهمه انت بتعمل كده ليه ؟ دا انت لو لقيه مش هتعمل فيه كده دا ابنك ياخى انا بجد مش قادره اصدق انك بنى ادم طبيعى و بتعمل فى ابنك كده .
هتف ليث بنفاذ صبر و عصبيه و هو يقول .
= يوووووه ما بس بقى اخرس يا زفت انت كمان .. و انتى سكتى الواد ده يلااا .
جاءت سارة على صوتهم عالى و هي مذهوله و خبطت عليهم و فتحت لها فيروز لتطالعهم ساره بقلق و تبادلها فيروز نظرات ضجر و تلف يديه حول نفسها ؛ لتدخل سارة الى داخل الغرفة و هى تهتف بحنق الى ابنها و هي تنظر بحنان الى ادهم الصغير و هى تقول .
= فى ايه مالكم صوتكم عالى ليه ؟ و أدهم بيبكى ليه ؟ هو فى حاجه بتوجعه ولا ايه ؟
ليث بيتجه الى فيروز و يسحب منها أدهم بعنف و يعطيه الى سارة التي تقف مشدوهه من فعل ابنها الذي يخرجها من صدمتها التي جمدتها مكانها بحديثه وَ نبرته جافه الحادة و هو يهتف ليث بغضب و قد برزت عروقه من الغضب و العصبيه
= خدى الواد ده مش عايزه ولا عايز اسمع صوته .
لتردف سارة بلهفه و هي تنظر الى ابنها بغضب و حنق و هى تقول .
= بسم الله الرحمن الرحيم اسم الله عليك يا حبيبى .. ايه اللى بتعمله ده انت اتجننت فى حد يشيل طفل بالطريقة دى .
ليومأ ليث برأسه بشده عده مرات و هو يزدف بتأكيد و قوه و هو يقول .
= ايوه انا مجنون خديه بقا و سكتيه صوتك بيعصبنى اكتر و ممكن اقتله عادى على فكره انا خلاص جبت اخرى منه و من زنه .
لتهتف سارة بحب و حنان و هى تقول .
= ليث يا حبيبى هى كل العيال كده بتبكى و هى صغيرة لما يكبر هيهدى .
ليهتف ليث بجنون و صرامه و هو يقول بعصبيه .
= انا مش عايزه ولا دلوقتى ولا بعيد هتخديه ولا اروح ارميه لحد تانى ياخده .
لتهتف فيروز بغيظ و غضب و هى تقترب منه بغضب و هى تقول بعصبيه .
= هو ايه اللى ترميه ؟؟ انت شكلك فعلا جرى لمخك حاجه ؛ انا هاخد ابنى و امشى من هنا ؛ انا مش هخليه مع واحد مش طبيعى زيك .
ليردف ليث بلامبالاه و عدم اهتمام و هو يقول .
= احسن برضوه و اهو ارتاح منكم انتوا الاتنين و من الصداع اللى بتعمله لى .
لتصرخ سارة بهم بصوت عالي و هى تقول بحدة .
= بسسس ايه الجنان اللى بتقوله ده .. تمشى فين بس انتى كمان ؟ لا طبعا معلش هو ليث بيتعصب من العيال الصغيرة انا هاخد أدهم انايمه الموضوع مش مستهل كل اللى بتعملوه ده .
لتردف فيروز بحنق و هى تقول بضيق .
= المشكلة مش فى انه مش راضى ينام المشكلة فى ابنك مش عايزه ولا عايزنى و مش ضيقنا فى اى مكان حوليه .
لينظر لها ليث بتهكم و هو يهتف باستهزاء و هو يقول .
= ياربى على الناس البارده مادام عارفه كده ليه مغورتيش من بدرى .. و بعدين ليه محسسنى انى كنت بموت فيكى قبل ما ياجى الواد .. قبل زى بعد انا بكرهك و انتى كمان ف ليه بتعملى التمثلية دى .. و الواد ده ميفرق معايا .
سارة و هى تخرج ليث خارج الغرفة ليذهب إلى جناحها ، و قامت لوضع الصغير بسرير الخاص به بجوار سرير والديه حتى لا ينفزع من أصواتهم و هى تهتف بنبرة صرامه لا تقبل النقاش و هى توجه حديثها الى ليث .
= امشى قدامى .. اطلع روح استنانى فى اوضتى على ما اجيلك .
نظر لها ليث بارهاق و هو يهتف بنعاس و تعب و هو يتثب و يقول .
= انا عايز انام يا ماما يبقا نتكلم بعدين .
لتردف سارة بجديه و قوه و نبرة لا تحمل الهزار .
= لييييث روح استننى فى اوضتى .
ليومأ ليث و يهتف بطاعه و هو يطلق تنيهد و هو يقول .
= طيب يا ماما هستنكى لما اشوف اخرتها .
غادر ليث و اتجه الى غرفة سارة و أدهم لينتظر والدته كما أخبرته حتى تنتهي مما تفعله و تأتي اليه .. فى حين عادت سارة الى فيروز و هى تهتف لها بحنان و هى تلف ذراعها حول كتفى فيروز و تتجه بها الى السرير ليجلسوا عليه و هى تقول .
= معلش يا فيروز انا عارفه ان ليث عصبى بس و الله مفيش اطيب منه .
لتهتف فيروز بسخريه و غضب و هى تقول بسخط و نبرة ساخره .
= طيب ؟؟ مش عايزه اقولك هو طيب اد ايه ؟ ده كان هيرمى ابنه فى الارض علشان مش راضى يسكت .. و فى الاخر تقولى لى انه طيب دا فى نظرك انتى و بس عشان انتى امه لكن بجد انسان مش طبيعى و مفيش فى قلبه ريحت الطيبه ولا يعرفها من اى ناحيه .
لتردف سارة بهدوء و هي تربت على كتفها و هى تقول بهدوء .
= هو بيتعصب من صوت العيال الصغيرة و مش بيقدر يسيطر على نفسه لكن صوتهم بيوتره بس انا هتكلم معاه ربنا يهديكم .
تركت سارة فيروز تريح اعصابها و أخذت أدهم الصغير من فراشه و اتجهت به الى غرفتها فوجدت ليث نائم مكان والده ف اتجهت له و وضعت أدهم الصغير فى حضنه الذى استكان فى حضن والده و هو يغمغم بنعس مما جعل ليث ينهض بفزع عندما شعر به لينتفص ليث كمن لدغته أفعى سريعا و هو يهتف بضيق و حنق .
= بعديه عنى يا ماما علشان مرمهوش .
لتردف سارة بعناد و تهديد و هى تقول بحدة .
= لا مش هبعده و تعرف لو عملت حاجه فى الواد لساعاتها لا هكون امك ولا اعرفك يا ليث انت من امتى بقيت قاسى كده .
ليردف ليث بحنق و ضجر و هو يقول لوالدته بضيق و حنق .
= ماما لو سمحتى بعديه عنى .
سارة جلست على السرير و جذبت ليث لينام على قدمها و هو يحتضن الصغير و تمسد على شعره و تبثه حنانها لتطمئنه و لكى تلين قلبه على ولده فهي قلقه عليه لتهمس سارة بنبرة منخفضه حنونه و هى تلعب فى شعره و هى تقول .
= تعرف انا لما خلفتك انت و اوس مكنتش بعرف اتعامل معاكم و دائما بتبكوا و مبعرفش اسكتكم بس أدهم كان لم يرجع من الشغل مهما يكون تعبان لما يلقيكم بتبكوا و تعبينى بياخدك منى و ينايمكم فى حضنه .. ليه خايف تقرب من ابنك يا ليث ؟
ليردف ليث بحزن و الم و عينيه تنضج بألم مما مروا به و هو يقول بحزن .
= كل اللى بتمنى قربهم بيبعد عنى و مش بيستحملنى فخليه بعيد عنى احسن له و لى انا كمان .
لتهتف سارة بحنان و هي تمسد على راسه و تقبل جبينه و هى تقول .
= يا حبيبى انت مفيش احسن منك بس لو تبطل عصبيه و تبين حنيتك للى بيحبوك هترتاح . . طيب ليه مش عايز تقرب من مراتك خايف هى كمان تبعد عنك .
ليث و هو يقوم من على قدم والدته و يضع الصغير مكانه على قدمها و هو يجيبها بهدوء و جديه .
= فيروز مش بتحبنى هى رجعت علشان تاخد بتارها مش اكثر .
لتهتف ساره باقتناع و هي تطالع ابنها بذهول و هى لا تصدق ان فيروز مازالت تفكر فى هذا الامر فقالت بعدم بصديق .
= تار ايه ؟؟ بس يا بنى هى لو عايزه تاخد تار هتستنى ده كله و كمان تخلف منك .
ليث فى نفسه و هو يضغط على قبضته بغضب و هى تقول .
= ما انتى متعرفيش الواد ده جاه ازى .
لينظر ليث الى أمه بتهكم و هو يتحدث بثقه .
= ماما انا عارفها كويس هى بس نفسها طويل و بصراحه انا عارف انها بتخطط انها تموتنى .
سارة بتنظر الى ليث بعدم تصديق و هى تقول .
= انت بتقول ايه ؟
ليردف ليث بلامبالاه و هو يقول بعدم اهتمام .
= متخديش فى بالك .
لتصرخ سارة بعصبيه و هى تطالع ليت بغضب ذهول و هى تقول .
= ليث متعصبنيش عرفت الكلام ده منين ؟ و مادام عارف انها عايزه تموتك ليه رجعتها .
ليتنهد ليث بتعب قبل أن يهتف بنعاس و حزن و هو ينهى الحديث .
= ماما انا تعبان و عايز انام ممكن نتكلم بعدين .
لتهتف سارة بغضب و قلق و هى تقول .
= ماشى يا ليث بس الموضوع لسه مخلصش نام انت هنا و انا هاخد أدهم انومه فى اوضة ماسه و انام معاه تصبح على خير .
ليهتف ليث بحزن على ما ألت إليه حالهم و يهمس بالم .
= و انتى من أهله .
غادرت سارة الغرفه و اتجهت الى غرفة ابنتها ماسه و اتجهت الى السرير و هى تاخذ أدهم الصغير بين احضانها و هى تشدد على احتضانه بقوة و هى تبكى و تتسقط دموعها مثل َامطار ديسمبر لتتاوه بداخلها على قلبها المنكسر لتجهش بالبكاء و جسدها يرتجف لتسقط كل آمالها معها في رجوعه لها فلقد أصبحت عينيها منطفئة منكسرة و فارغه كأنها بلا روح فلقد فقدت احتمالها و يتوقف قلبها من الحمل فهي تكتوي من نار العشق و الاشتياق فمن سيكون ملاذها و حضنها الأمن بعد الآن ، بعد أن نبذها معشوقها و نفر منها و تركها وحيدة رغم كل من يحيط بها ، و مازالت عينيها تذرف الدموع كالمغيبة و هي تحدث نفسها ، هل هذا انتقام الله عز وجل منها لذنب اقترفته ، هل هي لا تستحق أن تكون انسانه و تحب ، ام اكتشف أدهم عدم حبه لي و اني ذنب يجب عليه التوبه منه و اني غلطه يجب إصلاحها كما يدعي !!
تنهدت بهدوء و الم و هي تسمح لدمعاتها بالنزول بمراره فبداخلها قهر و نار لا تنطفئ بل تثور كالبراكين لتهمس سارة بصوت مبحوح من أثر البكاء و بالم لا تقوى على تحمله يمزق قلبها تناديه كأنه يسمعها و سيلبي نداءها و هى تهمس بألم و شوق .
= فينك يا أدهم انا مش قادره خلاص .. ارجع بقا انا بموت فى بعدك .
اما عند محمد فى شقته الصغيرة كان يمسك فى يده كأس الماء ليتناول دوائه ، و لكن قبل ان يضعه فى فمه قام بالقاه فى القمامه و اتجه الى الكنبه الذى يشكى بها همه و حزنه و تكور حول نفسه ، و يحدث نفسه ما فائدة ان يأخذ العلاج فهو لن يسمعه احد اذا ف ليبقى فى صمته لم يعد هناك من يرغب فى ان يسمع صوته او حتى يعرف بوجوده .
و هو فى دوامة حزنه وصلت الى هاتفه رساله واتس من صديقة فى الكليه فاعتدال فى جلسته و فتحها و وجد انها تنص على انه يخبره ان طلب اجازته و تأجيل السنة له قد رفض و يجب عليه ان يعود الى كليته مرة اخرى ، بعد ان انتهى من قرأت الرساله القى بهاتفه على المنضدة المقابله للكنبه الذى يجلس عليها ، و كل ما يفكر به ان تذهب الكلية الى الجحيم فلن تكون اغلى مما خسر و لكنه حلم والده الا يكفى انه خذله مرة فلن يعيد خطأه و يخذله مره اخرى فقرار ان يعود غدا لها و يسافر الى كليته فى القاهرة .
اخذ هاتفه مرة اخرى و اتصل برقم والده مثل كل يوم و لكن وجده كالعادة مغلق ، نهض محمد ليجهز حقيبته لكى يسافر و يعود الى جامعته .
فى مكان أخر بعيدا عن بيت العائلة كل البعد تحديدا فى المانيا .
نجد صوت جورى الذى تهتف بدلع و هى تنظر الى ادهم بدلال .
= أدهومى أدهومى .
أدهم يترك الاوراق الذى بيده و ينظر لها بقوه و هو يتنهد قبل أن يهتف أدهم بتساؤل و قلة حيلة و هو يقول .
= مش هتبطلى دوشه صح قولى يا جورى عايزه ايه ؟
لتردف جورى بتسأل و هى تقترب منه ، و تقول .
= امتى هنرجع مصر .
ليجيبها أدهم بامتعاض ظفر بضيق و هو يقول باقتضاب .
= قريب .
لتردف جورى بعناد و هى تربع يدها امام صدره و تهتف بعناد .
= لا انا عايزه ارجع بكره انت وعدتنى مترجعش فى كلامك دلوقتى بقا .
ليردف أدهم بتهرب و هو يعود بنظره مرة اخرى الى الاوراق ليهرب بعينه بعيدا عنها و هو يقول .
= جورى مش هينفع فى شغل كتير هنا لسه مخلصتهوش و كمان انا مش هسيب هنا لغايه ما اطمن عليكى و انك بقيتى كويسه و تقدرى تسافرى .
لتهتف جورى بضيق و هى تقول بانزعاج و تأفف .
= يوووه بقى انا لى ٥ شهور بتابع الزفت العلاج كفايه كده انا عايزه اروح مصر .
أدهم بصوت أمر و نبرة صرامه لا تقبل النقاش و يقول .
= جورى مفيش نقاش فى الموضوع ده .
تهتف جورى بحنق و هى تتفأف و تقول .
= اوووف ماشى بس بشرط نروح دلوقتى نشوف الدكتور و بكره نسافر ان قال انى بقيت كويسه و كده مش هيكون عندك اى حجه اتفقنا .
ليردف أدهم بضيق حتى يجعلها تهدأ و يجاريها و هو يقول .
= ماشى يا جورى ممكن بقى تسبينى اخلص الشغل اللى فى ايدى ده على ما تجهزى ، و انا هتصل مع الدكتور احجز عنده اذا كان فاضى هنروح عنده و يشوف حالتك و هو يقرار ان كان ينفع تسافر ولا لا .
لتهتف جورى بحماس و هى تقول .
= ان شاء الله هينفع انا رايحه اجهز ماشى .
قامت جورى بتقبيل ادهم على وجنتيه بامتنان ، ثم ركضت جورى على غرفتها لترتدى ملابسها لكى تتجهز ، اما أدهم بعد ان غادرت وضع وجه بين يديه هو لا يرغب فى العوده الان الى مصر ، و لكن هو وعدها ولا يمكن ان يخلف وعده هو لم يفعلها ابدا من قبل انه اخلف وعد و لن يفعلها الآن و يخلف وعده لها حتى كان هذا ضد رغبته ، قام ادهم بامسك هاتفه و اتصل بعيادة الطبيب الخاص بجورى ، هتف أدهم و هو يتحدث الألمانية .
= Hallo, wie geht es Ihnen, Doktor? Ich wollte zu dir kommen, um meine Gori zu überprüfen, ob es besser wurde oder nicht ... Danke, wir werden in einer Stunde da sein ... Auf Wiedersehen .
( مرحبا ، كيف حالك ايها الطبيب ؟ كنت ارغب فى القدوم لك لكى تفحص جورى اذا كانت تحسنت ام لا ... شكرا لك سوف نكون عندك بعد ساعة ... مع السلامة )
بعد ان انهى ادهم المكالمة مع الطبيب رجع لعمله لينهيه قبل ان يأتى موعد الطبيب و هو يدعوا الله ان تكون بخير و تحسنت حالتها ، و قبل الموعد ب نصف ساعة نهض ادهم و ذهب لغرفته ليتجهز هو ايضا ، و بعد مرور عدة دقائق خرج ادهم من غرفته و هو يرتدى ساعته و ينادى على جورى بصوت عالى و هو يقول .
= يلا يا جورى كل ده بتلبسى .
فتحت جورى باب غرفته و خرجت له لتهتف له بطفوليه و هى تقول .
= ادينى خلصت .. طلعه حلوة .
ليجيبها أدهم بحنان و هو يقول .
= قمر يلا بينا لازم نتحرك دلوقتى .
نظرت جورى الى ادهم بتفحص و هى تقول بحنق .
= انت هتمشى معايه بشكلك ده انا ناقصة البنات تقعد تعكس فيك .
ليردف أدهم بجديه و صرامه و هو يقول .
= يلا يا جورى مش كل ما نطلع تعملى الدراما دى اخلصى علشان منتاخرش .
تركها أدهم و سبقها الى الخارج ف تبعته جورى بضيق و حنق و هى تدب الأرض بغيظ و تتأفف و هي لا تقدر على تذمر أكثر حتى لا يغضب منها .
و عندما وصلوا الى العيادة و قام الطبيب بالكشف على جورى و طمئنهم الطبيب على حالتها و سمح ل جورى بالسفر و عندما خرجوا من عند الطبيب اصرت جورى على أدهم ان يحجز لهم لسفر الى القاهرة الان .
= ادهم من فضلك انت وعدتنى فمش هيفرق معك دلوقتى من بعدين طلما هتنفذ وعدتك لى صح .. انت مش بتضحك عليا مش كده ؟
لينظر لها أدهم بقلة حيلة و يحاول ان لا يظهر لها ضيقه من امر العودة مرة اخرى الى مصر فهو غير مستعد لتلك العودة الان ليزف أدهم ما فى جوفه و هو يجيبها .
= حاضر يا جورى هحجز لنا طيران لمصر ارتحتى كده .
قبلته جورى من وجنتيه بسعاده و هى تأم براسها و تردف .
= ارتحت جدا انا بحبك اوى يا ادهم اوعى تسيبنى فى يوم .
لنظر لها ادهم بعجز و هو يجيبها بابتسامه طفيفه و يقول .
= هسيبك و اروح فين بس .. تعالى نشوف موضوع السفر ده هنعمل فيه ايه ؟
تحركوا و حاول أدهم ان يحجز تذاكر طيران عوده الى مصر و لكن لم يجدوا حجز الا بعد غد .. و عادوا الى البيت و حمد أدهم ربه انه هكذا سوف يقدر على انهاء عمله هنا الذى لم ينتهى منه بعد ، قبل ان يعود الى مصر مرة اخرى .
فى تمام الساعة ال ٤ فجرا كان مازال أدهم يعمل لينجز أعماله المتبقيه لتستيقظ جورى و هى تمسح عينيها لتزيل اثار النوم لتدلف الى خارج غرفتها و تجد أدهم جالس يتابع عمله بتعب ، و تردف له جورى بنعاس و تسأل و هى تقول .
= أدهم أنت لسه صاحى بتعمل ايه لغاية دلوقتى .
ليجيبها أدهم بهدوء و هو مازال يعمل فى تلك الأوراق الذى امامه و لم يبعد نظره عنها .
= ايوه بخلص الشغل اللى معايه ، ايه اللى صحاكى دلوقتى .
لتهتف جورى بنعاس و هى تحاول ازالت النوم من عينها و هى تقول .
= قولت اطمن عليك ، قوم يلا نام كفايه شغل لغاية كده .
ليهتف أدهم بتعب و جديه و هو ينظر لها و يقول .
= فاضل لى حبه صغيرين اخلصهم بعدين هقوم انام .
لتردف جورى بدلع و هى تنهض و تمسك بيد أدهم لتجذبه و تجعله ينهض و هى تقول .
= تؤ تؤ يلا على النوم دلوقتى بدل ما و الله اخصمك و ازعل منك .
ليهتف أدهم بقله حيله و هو ينهض بارهاق و يقول .
= امرى لله يلا يا ستى ننام .
هل حب أدهم ل سارة كان ما هو الإ مجرد كذبه ، هل هذه هي مكافآته على عشقها له ، هل هي تستحق منه هذا ، هل أصبحنا بأيام من يحب بصدق و بكل قلبه يصبح مصيره الخيانه ، ام هل أدهم يفعل هكذا كانتقام ام قرر يعيش حياته و نبذها باستحقار ، ام هل لسه قلبه لا ينبض الا باسمها ولا يزال أسير لعشقها ، و لكنه يريد معاقبتها أو حمايتها و هذا مخططه !! لا نعلم اى اجابه على تلك الأسئلة و الوحيد الذى يستطيع ان يجيب عليها هو أدهم فقط .
مر اليومين على الجميع بدون جديد ف أوس تجنب مهره خلال اليومين حتى يعطيها مساحه لتفكير و تأخذ قرارها أما ليث فهو مستمر فى رفضه على عدم الاقتراب من أبنه أما محمد ف عاد الى جامعته ، فهو يسكن مع أحد أصدقائه فى شقة حتى يكون قريب من الجامعة ، ليهتف أحمد بحزن على حاله صديقه بعد ان غادورا الجامعه و قد قاموا الشباب بالسخريه من محمد ، فأخذ صديقه يواسيه و هم فى طريقهم للعوده الى البيت و هو يقول .
= متزعلش نفسك يا محمد دول شوية عيال تافه .
محمد هز راسه فقط و تابع السير شاردا لا يريد من الحياة شئ فيكفيه احساسه الذي يقتله فقد أصبح منبوذ كاللقيط عائلته تنفر و تشمئز منه ولا يريدون رؤيته لقد حاول صديقه ان يخفف عنه ما حدث فقد تعرض محمد لمضيقات و سخرية بسبب عدم قدرته على الحديث ، و فجاه توقف صديقه و يردف أحمد سريعا و هو يحث محمد على الانتظار و هو يقول .
= دقيقة يا محمد هجيب مياه من السوبر ماركت و راجعك بسرعة .
دخل احمد السوبر ماركت و محمد بنتظره فى الخارج و هو واقف و يستند بظهر الى الحاىط الذى خلفه و يتابع حركت السير بشرود رأى والده و معه أحد لم يهتم بالذى معه و حاول ان ينادى على والده و لكن لم يساعده صوته على الخروج ف جرى محمد فى وسط السيارات و هو يشاور و يحاول اخراج صوته ليسمعه أدهم و لكن مع الأسف لم يسمع .
بينما على الناحية الاخرى كان أدهم وصل هو و جورى مصر و هى رفضت ان تركب تاكسى و اصرت ان يتمشوا حتى يصلوا الى الفندق الذى حجزوا فيه للاقامه به ، و هم يسيرون فى طريقهم له كان أدهم يتحدث فى الهاتف مع سكرتيره و يطلب منه ان لا يعرف أحد عن امر رجوعه الى مصر او مكانه وسط حديث سمع صراخ جورى و هى تنظر لاحد السيارات القريبه منهم قريبه من أحد سوف تصدمه فهم كانوا يمشوا على الرصيف ، و عندما نظر أدهم رأى محمد ابنه و السيارة تقترب منه و هو غير منتبه لها فالقى ادهم بهاتفه و جرى باتجاه محمد لكى ينقذه حيث سقط قلب أدهم بين قدميه بفزع و رعب على ابنه و وجهه يصرخ بكل معاني الخوف و القلق لقد كادت عينيه تخرج من محجرها من الصدمه و الخوف و قلبه يكاد يكسر اضلاعه من قوة نبضات الخائفه المتلهفة فهو ابنه قطعه من روحه مما فعل و مهما احتقره لا يتمني له السوء .
لتهتف جورى بصراخ و صدمه و هي تتجمد مكانها عندما وجدت أدهم يحاول انقاذ ذلك الغريب و يضحى بنفسه من اجله لتصرخ برعب .
= عاااااااا حاسب يا أدهمممم لا لا لا أدهممممممم .
اطلقت جورى صرخه صيحه مفزعه و مرتبعه قوية مزقت احشاء السكون من حولها حتى انه تفوق على صوت سيارات و اصوات من حولها و اقشعر بدنها و سرت فيه رعشه من الخوف و الهلع الى فؤادها و اصابتها الفزع مما فعله ادهم بنفسه و هى متجمده فى مكانها بصدمه لا تستوعب حتى ماذا يحدث حولها .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now