الفصل الثامن و الثلاثون

2.1K 26 17
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الثامن و الثلاثون

بقلمى / هدير خليل

كان زين يقف أمامهم و هو يشتعل من الغضب و لكن حاول التمسك حتى لا يفقد أعصابه عليهم و أخذ يفكر فى عقاب يليق بهم ، ظل واقفاََ متسمراََ مكانه بهدوء مريب و  يتطلع لهم بدون اي تعبير على وجهه سوى عيناه  التي تقدح شراراً بغضب و هو يمرر عينيه على ثلاثتهم من اخمص قدميهم لأعلى رأسهم بأبتسامة شيطانية مظلمة و التي اشعرتهم بعمق و صدق تهديدات عينيه و قد اسرت القشعريرة و الخوف في جسدهم زفر بقوه لعل و عسى يستطيع كبح أنفعالات جسده و تنظيم أنفاسه الحانقه الغاضبة و هو يفكر كثعلب ماكر بما سيكون عقابهَم الذي سيودي بعنادهم إلى الؤد بالتراب كي يفكرون أكثر مره قبل خروجهم عن سيطرته ويتمردون عليه مره اخرى ، قطع هذا السكون صوت زين الرخيم و هو يهتف بمكر بينما أبتسم بسخريه و هو  يتحرك ليكمل طريقه مبتعداََ عنهم .
= روحوا اعملوا الغداء على ما اغير هدومى .
صدم كلا متواجدين من رد فعله هذا ، و أفاقت صفاء من شرودها و هي ترمش بتعجب و قد تعاقدا حاجبيها بعدم رضا و عبست بوجهها ممتعضة من رد فعله فهى لم تتوقع رد فعله أن تكون هكذا ، فتدمرت خيالاتها الوردية التي رسمتها منذ قليل و ظلت جامدة مما اشعل الحزن و نار الغيره فى قلبها ، بعد أن غادروا لتنفيذ ما قاله تحدث أحمد بابتسامه ساخره و هو يهز رأسه بعدم تصديق و يهتف بتأكيد و ذهول من رده فعل زين .
= اقدر اقول ده الهدوء اللى بيسبق العاصفة أصل على جثتى اصدق أن ده رد فعلك على اللى عملوه .
ليبتسم زين بمكر و هو يشيح بيديه و هو يغادر مكملاََ طريقه نحو الأعلى لكن قبل أن يكمل ، ليهتف زين ببرود .
= خليك فى حالك.
طريقه يقاطعه صوت أحمد الذي يكمل حديثه مناديا عليه بصوت عالي حانق .
= ماشى ، زززين .
ليستدير له زين و هو عاقد حاجبيه و يهتف بنزق .
= عايز ايه ؟
ليهتف احمد متسائلا بحنق .
= أمتى هترد على طلبى ؟
ليجيبه زين ببرود و نظرات حادة قوية .
= لما تخلص كليتها يا أحمد أنا جولتها ليك بدل المرة ألف .
أحمد بيأخذ نفس طويل و يخرجه بتعب و ضيق و هو يهتف بنفاذ صبر من مماطلة زين له .
= حرام عليك انا استنيت العمر ده كله طيب خلينا حتى نعمل خطوبه و بعد ما تخلص السنة دى يبقى نتجوز .
توحشت عيني زين و هو يهتف بحده و شراسه .
= جولت لا يا أحمد و إياك اشوفك جريب منها ولا حتى بتتحدت معاها أنت فاهم و الإ جسما بالله لو عملت كده لكون مجوزها ل غيرك و أنت عارف طبور العرسان اللى بيتجدم ليها .
لينتفض أحمد من مكانه بنرفزه و بسرعه البرق و هو يهتف بضيق و غضب من تهديد زين الواضح له .
= هو أنا عملت ايه ؟ ما أنا بشوفها قدامى و بحط جزمه فى خشمى و لما بكلمها بتكلم معاها ولا كإنى بكلم واحد صاحبى لدرجه انها بقت تطيق العمه ولا تطيقنى.. و بلاش كل شويه تحرق دمى بموضوع العرسان اللى بيتزفت يتقدم ليها علشان معملش حاجه تزعلك منى .
ليتطلع له زين بدون تعبير و هو يهتف بحدة و شراسة .
= أنا مبتهددش و اعلى ما فخيلك اعمله بلاش الأسلوب ده معايا علشان أنا اللى مزعكش .
أمتعضت ملامح أحمد و اشتعلت عينيه من الغضب ليترك البيت و خرج و هو متعصب فهو يعشق بنت عمه و لكن كل مرة يحدث بها مع زين تكون هذه ردوده لا يعلم لما يفعل ذلك ، كل ما يحزنه أن حبيبته لا تطيقه و تعامله بجفاء رهيب و برود يقتله من الداخل حتى أنها ببعض الأحيان الأخرى تتجاهله كأنه غير مرئي لها فبرودنا يستفزن كثيرا و يجعله يرغب بتمزيقها ارباََ و ترغب فى أن تتزوج بعيدا عن البيت ولا ترغب فى الزواج منه ، مما يشعل الغضب فى قلبه يأكله و توحشت عيناه و بدأت نيران الغيرة تندلع بـ صدره  و هو يزفر بـيأس ، فهي الوحيدة عن جدارة تشعل راسه و فواده معاََ ، فهو يقدر ل زين أنه يرفض كل من يتقدم لها بحجة انه لن يزوجها حتى تنتهى من تعليمها و لكن الى متى ف قلبه يرتعب أن يأتى يوم و تعجب بأحد من جامعتها و يأتى ليتقدم لها و هى تكون موافقه عليه ، هوى قلب أحمد بين قدميه بخوف و فزع و ملامحه نطقت بشتى معاني الخوف ليشعر  و كأنه كالمشلول  لا يتخيل ماذا ممكن أن يحدث له أو حتى ماذا سوف تكون رد فعله فهى حب طفولته و مراهقته و شبابه ، ليسير كالمغيب و قد تملك منه القلق و الخوف الذي ينهش روحه قبل قلبه ، ليحمر غضباََ و هو يشعر أن أنفاسه ثقلت و صدره يضيق عليه بينما لازآل يكمل طريقه الى الخارج كانت كل هذه الأفكار التي تسيطر عليه منذ لحظات ، مرت نصف ساعة و كان الغداء قد تم تجهيزه و اجتمع الكل على الأكل حتى أحمد قد عاد إلى المنزل مرة اخرى فهو لا يقدر على تفويت اى فرصة تجمعه بمحبوبته ، ليهتف زين بجمود و برود و هو يطالعهم بمكر فهذا هو عقابهَ القادم على عصيانه .
= اعملوا حسابكم أن بكره هدبح بجرتين هتجهزوا عليهم عشا هيأكلوا أهل البلاد .
صدمت كلا من ماسة و صفاء و مريم ما يطلب يعد انتحار ف ما يطلبه يتطلب نساء كثيرة حتى يستطيعوا تجهيزه هذه الوليه ف كيف يطلب ذلك منهم هم الثلاث فقط ، قطع صدمتهم صوت ضحكات أحمد الذى كان يعلم جيدا أن زين لم يمرارها لهم مرور الكرام ، تهتف صفاء باستنكار و غضب و هي تطالعه بصدمة و ذهول .
= اللى بتجوله ده مستحيل ازاى هنجهز أكل ل أهل البلد كلها احنا الثلاثه بس .
ليردف زين ببرود و هو يحدق بها بتحدي .
= انتوا الاتنين بس .
كانت صفاء سوف تقاطعه بغيره فهى اعتقد انه يقصدها هى و مريم ، ليهتف زين بحده و نبرة جافه و هو ينظر لهم ببرود .
= متجطعنيش انتى و ماسه اللى هتحضروا الوكل ، مريم هتراعى ل أمى و الواد الصغير .
لتفتح ماسه عينيها على وسعهما بصدمه و هي تهتف بعدم تصديق .
= لا أنت بجد انسان مش طبي.....
مال عليها زين فهى كانت تجلس بجواره و كانت انفاسه قريبه بشده تلفح رقبتها و وجنتها كانت انفاس غاضبه و هو ينظر لها بقوه للحظات قبل أن يهمس بنبرة شيطانية جعلتها تبلع ريقها بصعوبة و تقطع حديثها الذي ترغب في قذفه بوجهه كطلقات نارية .
رفع زين حاجبيه بـإستفزاز ثم همس بإذنيه بنبره تشبه فحيح الافعى .
= شكلك عجبتك الجعدة هنا علشان اكده رجعتى ل طولت لسانك من تانى و نسيتى اللى اتفجنا عليه .
لم تسمع صفاء ما قاله لها و لكن منظره و هو بهذا القرب ضيقها و جعلها تشعر بالاختناق ، و بغصه مريره تشكلت بحلقها عند رؤيتهم بهذا القرب لتتنهد بألم كبير و هي تغمض عينيها بحزن و قهر و غيرة لم تستطع اخفائهم عن الجميع ، فهي شعرت بالنيران تنهش قلبها و جوفها من غيرتها ، فنهضت و تركت لهم المكان لتسير بخطوات بطيئة و هى تحاول حبس دموعها ، نظر لها زين و قد تاه معها و هو يتابع خطوات مغادرتها بقلق و خوف حتى أختفت من امام عينيه فهو قد لمح عينيها الممتلئة بالدموع ، دموعها التي تمزق قلبه و تجعله كالعاجز و تفقده رجولته امامها ، ليتنهد بحزن عليها فهو علم انها فَهمت قربه و همسه من غريمتها بصورة خاطئة لكنه لا يستطيع أن يخرج لها ما بجعبته الان ليحزن عليها بشده فهي حبه عمره و ظل هكذا شاردا مبهوتاََ بمكانه يطالع أثرها حتى أنتفض من شروده و جذب انتباه صوت عمه الغاضب الذى هتف بضيق و حدة و هو يطالعهم بحنق .
= بكفيها مسخرة اللى عم تعملها على الوكل ده .  
أمتعضت ملامح زين ليهتف متسائلاً بسخريه لاذعة .
= فين المسخرة دى يا عمى ؟
ليجيبه عم زين بغضب و هو يرفع حاجبه بملامح ممتعضة .
= اللى بتعمل مع السنيورة اللى جنبك و أنت مش مراعى حتى مشاعر بت عمك ولا حتى عامل اعتبار لى لا و كمان عايز تفحتها فى شغل البيت بكره علشان طج فى دماغ تعمل وليمه لييييه يعنى ايه حصل علشان تعمل وليمه ولا هتعزم الناس و تجول الوليمه دى بمناسبه انها طجة فى دماغك علشان تكسر بت عمك .
ألتفت زين نحوه بقوة و ملامح ممتعضة قائلاً و محذراََ بحده و عصبية و هو يصك أسنانه بغضب .
= أولا أنا مسمحش لحد يتكلم على مرات زين الجناوى بالطريجه دى ف راعى كلامك يا عمى و ثانيا مفيش حاجه طجة فى دماغى زى ما عملت وليمه ل بتك لما اتجوزتها مراتى التانى كمان من حجها يتعمل ليها وليمه زيها أنا مش هظلمها علشان خاطر حد و هعدل بينهم بشرع ربنا و اهو بجولها ليك تانى يا عمى بتك لو عايزه تكمل معايا على عينى و على رأسى لكن لو مش طايجه و مضيجه من العيشه معايا زى ما بتجول يبجى كل واحد يروح من طريجه .
نظر زين الى ماسه بغموض و مكر و يتنهد بعمق و تفكير قبل أن يحمحم ليتحرك من مكانه و يترك المكان و يصعد غرفته ، ليقترب زين من ماسه بخطوات هادئه و هو يهتف بغموض و نظرات غير مباليه ممن حوله .
= لمى الوكل و عملى لى كباية شاى و حصلينى على فوج عايزك و يكون احسن لو سيبتى ولدك مع مريم ولا نومتيه .
لم ينتظر أن يسمع ردها و تركها و صعد تحت نظراتها المشتته و الغير مصدقه بعد أن اصدر أوامره التى بثت الرعب فى قلب ماسه ، فهي لم تستطع حتى هز رأسها بل ظلت جامدة شاردة ليخفق قلبها بفزع بعد عبارتها تلك ، لتبتلع لعابها بقلق بالغ ، و قد جحظت عينيها من الصدمة و الرعب هل هى فهمت جيدا ما يعنيه ب كلمة " عايزك " أم انها تتوهم ، لقد ساعدت مريم فى لم الطعام و حضرت له الشاى و صعدت له و هى تسير كالمغيب عينيها مليئة بالدموع و هي تضم ابنها إلى قلبها بشدة و تحاول ان تستمد منه الطمئنينه ، و قد  تملكها الخوف و القلق يكاد يقتلها من تفكيرها مما سيحدث لها ،  و نظراتها تتحدث بشتى معاني الفزع و القلق ، و عندما دخلت و جدته يجلس بسترخاء على السرير و هو يشرب سجارته ، رفعت ماسة عيناها الخائفه نحوه لتقول بتلعثم و أرتباك و ملامحها مليئة بالتوتر و خوف .
= أنت .. عايزنى فى ايه ؟
زين نظر لها بعد ان أخذ نفس طويل من سجارته و بث دخانها حوله و هو يهتف بسخرية و استنكار .
= عريس جديد بيجول لمراته عايزك هيكون عايزها فى ايه يلعبوا كوتشينا مع بعض مثلا عايزك يعنى عايزك ايه اللى مش مفهوم فيها .
لقد صعقت ماسه من حديثه و تجمدت بمكانها و شعرت بالبرودة تسري في أطرافها و جحظت عينيها بصدمة و الغضب أخذ يتصعد داخلها و هي تبلع لعابها بتوتر بالغ و خوف و قلق .
سألته ماسة بـنبرة مشدوهة و قلب يخفق بـ عنف .
= بس أنت قولت انك مش هتقربى لى ليه بترجع فى كلامك دلوقتى .
ليهتف زين باستفزاز و هو يرفع حاجبه بمكر .
= مزاجى كده .
لتستفز كلماته ماسه كثيراََ لتصرخ به بعصبيه و نظرات غاضبة .
= مش عليا .
ليهتف زين بعصبيه مماثلة و حدة محذراََ اياها  و هو يطالعها بغضب .
= عليكى و على ألف زيك ف لمى لسانك علشان مطلعش عليكى شياطينى .
لتهتف ماسه بأزدراء و غضب و هو تطالعه باشمئزاز و نفور و تقوم بوضع صغيرها على الفراش قبل ان تغمغم بكره .
= حاجه متوقع من واحد زيك كلكم كلاب لشهوتكم و مزاجكم بس هستنى ايه من واحد بيرجع فى كلامه و مش رجل و.. آآآآآه .
ألقت ماسة جملتها لتتحول عيني زين لسواد مظلم و تشتعل بغضب و كأنه تحول لوكش لم يره أحد مثله قبلاََ سوى ماسه التي ستعايش أسوأ لحظاتها و ستراه بأفظع الطرق لكنها من جنت على نفسها فقد استفذته تلك الكلمه التي ألقتها على مسامعه كثيرا لينهض بسرعه البرق و يُمسك فكها بقسوة و ينظر لها بنظره شيطانيه ليرفع زين يديه و يهبط بها على وجنتها و صفع ماسه صفعة قوي اسقطها أرضا من شدته و قام بجذبها من طرحتها التى لم تخلعها منذ ان دخلت بيته و قام بتقبيلها بعنف حيث أنه أخذ يعض شفتيها بعنف جعلهم يتورمون و ينزفون لم يفصل قبلتهم مهما حاولت أو تأوهت و لكنه ابتعد عندما أحس بحاجته إلى الهواء ف ألقها أرضا بعنف ، لتنظر ماسة في عينه المشتعله و تبلع ريقها بخوف ليتكلم هو بحده و غضب و انفعال .
= بجى أااااانا مش رجل يا بت ال** جسما بالله ليله انى حلف ما المس مره غير بت عمى كنت علمتك الادب و عرفتك مين ده اللى مش رجل بصى يا زباله أنا جيبك هنا علشان اعلمك الآدب على تصرفاتك انتى و حد تانى بس أنتى هنا زى ما جولت ليكى فى بيت اهلك جيبك خدامه تحت جزمتى مستنضفش واحدة زيك تنام على فرشتى مش المسها بس أنتى الطريجه الكويسه مش جيبه معاكى نتيجه خلاص تتعاملى زيك زى ما بعامل البهايم اللى اكيد هتزعل لما اشبه واحدة زيك بها .
يكمل زين حديثه و هو يهدر بغضب و عصبية و هو يطالعها بأشمئزاز و نفور .
= جوووومى فزى غوررى جهزى لى الحمام .
لم تنهض ماسه و لم يتلقى منها أجابة فهي شاردة و كل ما تفكر به ان تنهض من الأرض و تقوم بقتله و تأخذ ابنها و تهرب منه و من هذا المكان و هي تصرخ داخلها بألم و حزن و تتأوه داخلها بأهات أنثى مذبوحه موجوعه على وضعها و على ما فعله بها أبيها الذي قام برميها بالنار لتتلقي شتى أنواع الذل و الإهانة و لم يسأل عنها تخلص منها كأنها قطعه زائدة أو كومة نفايات فور عودته للمنزل لتبتسم داخلها بسخرية و الم على ابيها ملاذها الأمن الذي تخلى عنها و جعل من حياتها و حياة صغيرها قطعه شطرنج بأيدي من لا يرحم فسكوتها عما يحدث معها نابع من خوفها على صغيرها ليطوله بطش زين القاسي البارد ، ليهتف زين  بصوت هادر و نبرة شيطانية قد أسرى الرعب فى أوصالها .
= تؤ تؤ لو مكانك هسمع الكلام و ابطل الهبل اللى بفكر فيه لو خايفه على عيلك علشان المرة اللى فاتت كانت هزار بس المرة دى أنا مش بهز و الله ادفنه و هو حى من غير ما يرف لى جفن و أنا عمرى ما حلفت كدب اخلااااااصى .
نهضت ماسه و انتفضت بسرعه و فزع من صوته الجهوري و هي تائهه مصدومة و حالتها لا يرثي لها مما يحدث و تتعرض له لتتحرك بالمغادرة لتنفذ كلامه و تجهز له الحمام ، و هو اتجه إلى خارج الغرفة و وقف اعلى السلم و نادى على اخته مريم ، ليصرخ زين بنبرة حاده و صوت عالي منادياََ .
= مررررريم مررررريم .
أتت مريم و هى تجرى و وقفت أمامه ، لتجيبه مريم باحترام و طاعه و هي تلهث من الركض .
= ايوه ياخوى رايد حاجه .
ليهتف زين بهدوء .
= اعملى رضعه ل الواد ده علشان أمه تنومه .
صعدت مريم بعد أن نفذت ما طلبه منها زين و جهزت الرضعة لصغير فاخذها منها و اتجه إلى دخل غرفته و أغلق الباب خلفه بعد ان غادرت مريم ف طلب منها زين ان تغادر و اتجه الى السرير و حمل الصغير بحنان على عكس ما يظهر و اخذ يعطيه رضعته و عندما جاء ليتجه إلى السرير ليضعه عليه و انحنى ليضعه بهدوء و لكنه شعر بخروج ماسه من الحمام ليفكر بفعل عمل شنيع كي يرهبها و يؤدبها و يجعلها تترتب منه فقام بوضع سليم بسرعه و هدوء و حنان على السرير قبل أن تراه و من ثم قام بضرب السرير ب يده بقوة افزعت ماسه و جعلت من قلبها يهوى بين قدميها و جسدها ينتفض بشدة خوفاََ و قلقاََ على صغيرها و تفتح ماسه عينيها على وسعهما برعب و هي تهتف بفزع و قلق .
= انت عملت ايه ؟ اااااانت ازاى ترمى عيل صغير كده على السرير انت مجنون .
زين بيمسك ب ذراعها بقوة يمنعها من حمل طفلها حاولت التملص من بين يديه لكى تذهب و تتطمئن على صغيرها و عينيها تنطق بجميع معاني الخوف عليه و لكنه لم تستطع الإفلات مَنه فهو مطبق على ذراعها بشدة غير مبالي برعبها و قلقها على صغيرها لتتاون بخوف و الم و ادمعت عينيها بعجز و رعب و انكسار   لتطلق العنان لدموعها أخيرا أن تنزل بقوة كبيرة ، لتتوحش عينين زين بحدة و شراسة  و هو يهدر بغضب من بين اسنانه .
= لو مش عايزه جنانى يطلع بجد يبجى لمى نفسك المرة دى رميته على السرير الله و اعلم المرة الجايه هرميه فين ؟ غورررررى اتلحدى بعيد عنه و الإ جسما عظما لو شوفتك شيله من غير ما تاخدى أذنى لتكون اخر مرة تشوفيه تانى .
زين تركها تقف متجمده بجوار السرير و هي تفتح و تغمض عينيها بحزن و ألم على ماضيها الهادئ السعيد الذي تحول لكابوس و ندم و دمر حياتها و قلب موازينها فبسبب حاضرها الذي تحول لَالي كابوس مرعب و قاسي لا يوجد به مكان للرحمه أو الأمان تعاني الويلات هي و صغيرها الذي لم يرى من حياته شيئاََ بعد بينما زين اتجه إلى الحمام لكى يأخذ دش سريع و يهداء من اعصابه التى تنفلت كلما رأها ، أما ماسه فظلت مكانها متجمدة و كل ما تفكر به هو أن تأخذ ابنها الآن و تهرب من هذا البيت هى و صغيرها كي تحميه من بطشه و كي لا يرى بعينيه البريئة ذل و انكسار والدته الذي أصبحت له أب و أم معاََ فكيف ستعلمه الحب و الاحترام و المبادئ و هي تهان و تذل هكذا من الجميع يجب أن تتخذ خطوة تنتشلها من هذا الضياع للاستقرار و الأمان هي و صغيرها ، فإن لم يقبلها عائلتها و تحميها ، ستجد بلداََ آخر يقدم لها الاستقرار و الامان بعيداََ عن الجميع بعد هروبها منهم جميعا كي تحي و تنشأ ابنها ببيئه صالحه و تجعله كما كان يحلم و يأمل والده به و لن يتحقق حلم زوجها سليم الا بابتعادها و هروبها من براثن هذا الوحش هي و صغيرها حتى و لو خسرت عائلتها معه كي تفوز بحياة ابنها و حلم زوجها قبل رحيله ، فهي لا تستطيع ان تبقى مع هذا المختل لحظه يجب ان تهرب و تعود إلى عائلتها بتأكيد سوف يحموها منه و ان لم يفعلوا ستلجأ للحل الآخر الذي سينهي هذه المهزلة نهائياََ اقتربت بسرعه من السرير حتى تأخذ صغيرها بدون ان تفكر مرة أخرى فى ماذا ممكن ان يحدث لها عندما تقدم على فعلتها تلك .
أما على الناحية الاخرى فى بيت العيلة عند أدهم ، كان أدهم يجلس بسترخاء يسند ظهره على ظهر الكرسي مريحاََ نفسه و هو يتنهد بهدوء ينتظر أن تضع سارة الطعام لم تغب كثير عن عينه حيث اتجهة له سارة بغيظ و هي تطالعه بغضب و تهتف بتهكم و انفعال و هي تنظر له بحدة .
= الأكل جاهز يا سى أدهم تأمر بحاجه تانى .
ليجيبها أدهم بشقاوة و بعبث و هو بغمز لها بعينيه اليمني و يبتسم بتلاعب .
= و الله نفسى فى حاجات كتير بس اعمل ايه حكم الظالم بقى .
لتهتف سارة  باسمه بحدة و هى تعكف حاجبيها بحنق .
= أاااااادهم .
ليجيبها أدهم بهيام و حب و هو يبتسم لها بحب .
= عيون أدهم من جوه .
لتهتف سارة بعصبيه و غضب و عينيها تطلق شرارات نارية غاضبة .
= انت ازاى بالبرود ده فى واحد حاول يغتصب مرات ابنك ، و ابنك على شعره و يموته و كل الدنيا حوليك بتضرب تقلب و أنت كل همك الأكل و المسخره أنا مش عارفه امتى بقيت انسان انانى ما بتفكرش غير فى نفسك و اللى يبسطك و بس بجد انا بقيت مش طيقك .
أدهم اعتدل فى جلسته و نظر لها نظره لم تستطيع تفسيرها استشعرت منها جديته و غضبه عليها و هو يتطلع لها بدون تعبير و ابتسامة صفرا ساخره لاذعه بينما يهتف بجديه زياده .
= معاكى حق أنا فعلا واحد ابن*** و مش بفكر غير فى نفسى بس ايه الجديد ما ده رأيك فيا من قبل حتى ما اتجوزك بس معلش يا بت عمى استحملينى بس الكام يوم دول اللى قعدهم معاكم لغاية ما اتقدف و اسافر أو اتقدف فى قبرى بعيد عنك .
سارة شهقت بفزع عليه و رعب و رفعت عيناها بذهول و فزع نحوه لتقول بتلعثم و أرتباك من تسرعها لكنه لم يعيرنا بالاََ كأنها لم تتحدث و غادر مكان سريعاََ .
= بعد الشر عليك ان... أدهم أدهمممم استنى .
تركها أدهم بدون أن يسمع منها أى مبرارات لقد تعب من مبرارتها و تسرعها فى الحكم عليه فهى تصدر الحكم حتى قبل أن تسمع منه سبب أفعاله نعم هو يعلم أنها لا تتمنى له الشر ابدا لكنها متهورة متمردة تصيبه بالجنون و الغضب الذي يحاول أن يكظمه كي لا يثور عليها و ينفجر بها كقنبلة موقوتة فهو يخاف عليها بشدة من غضبه أن يؤذيها و هو مغيب فيتاذي هو قبلها و يتوقف قلبه بسبب خسارتها لقد ترك أدهم لها البيت طول اليوم لم تعلم أين هو ؟ و كل ما تسأل عليه أحد لا يعطيها أجابه تريحها و تطمئنها عليه فهو كاره لأي شئ فعدم و جودها جواره وباحضانه و معه جعله مبغضاََ للدنيا و ما فيها فهو غارقاََ بعشقها لدرجه انه يشعر أن روحه بقى لها القليل و ستغادر جسده أن لم تعود هي الي أحضانه ، فهي اذاقته المر بأنواعه كانت تعامله بجفاء رهيب و برود قاتل و تجاهل و علمته معنى أن يهجرها و يتركها خلفه و يتجاهلها بعد أن يهينيها و يكسر قلبها و حبها لتثبت له   أن غضبها أقوى ، فكلما حاول التقرب منها صدته بشراسة ، و كلما حاول مشاكستها أو خلق حديث معها تتجاهله ببرود قاتل مرعب ، نعم هي فرحت بعودته و كانت كطائر فتح قفصه حر طليق يشتم الهواء لأول مرة و رأى هذا بعينيها رغم انكسارها و لكنها لم تسامحه و لم تتقبله للأن فهو جرحها جرح غائر مهما كان تسرعها و تهورها لم يعد يتحمل اكثر من ذلك فهى تضغط بكل قوتها عليه ، فهو غاضب منها على تهورها و على عدم مسامحتها له ، فبرودها فى التعامل معه يقتله بل يمزقه إرباً من داخل لا يستطيع التحدث بحرفاً واحد فهو يستحق بل يستحق أكثر و أمر و العن من هذا فهو من كسرها و هجرها و اهانها و نبذها من حياته ، لكنها تستفزه أيضاََ برودها الذى يقتله فهو أكثر ما يكرهه و يبغضه هو تجاهلها و عدم اهتمامها بها و برودها لكنه مع غيره على طبيعتها ليكور يديه بغضب و غيرة و هو لا يرى امامه فهي ملكه هو فقط تهتم به هو فقط ليقسم أن يلقنها درساََ حتى لا تتجاهله و تبعده عنها ثانيتاََ فهو جن جنونه من غيرته و اشتياق لها لكن لتنتظر قليلاََ عليه هيهات هيهات .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now