الفصل التاسع عشر

2.3K 32 4
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل التاسع عشر

بقلمى / هدير خليل

ركضت جورى من أمام أدهم بعد ان صرخ بها و صب كل غضبه عليها بدون اى ذنب او خطأ فهى طول تلك الفترة التى عرفت بها أدهم لم يعملها بقسوة ولا حتى عصبيه مثل الآن فهو كان يرعى مشاعرها الحساسه فهو كان يعملها معامله خاصه ، و خاصةً عندما علم انها كنت تتعرض لتنمر من قبل الجميع بسبب أن شكلها لا يتناسب مع سنها و قد حاولت الانتحار أكثر من مرة حتى ظهر أدهم فى حياتها الذى عوضها عن والديها الذين حرمت منهم و اعتبرته أكثر من والدها و تتأثر بحديثه حتى انها تقلده فى الحركات و طريقة الحديث ، زفر أدهم بضيق فهو اخرج غضبه بها هى ، و هى لا ذنب لها غير أنها تهتم لأمره على عكس غيرها التي لا تهتم له و تركته يفور كالبركان من الداخل بسبب اهتمامها بغيره حتى و لو كان طفل صغير حتى لو كان هذا الطفل هو حفيده ، فهي ملكه هو ! و معشوقته هو ! مهما غضب منها و يعاملها بقسوة فلا يحق لها الاهتمام بغيره أو أن تتجاهله بتلك الطريقة حتى انها عندما لفتوا انتبهها له لم تبالى لأمره ، لعن في نفسه غيرته عليها و تملكه و عشقه لها اتجه أدهم الى غرفة ماسه الذى تمكث بها جورى ، و أخذ يطرق باب الغرفة و هو يهتف بصوت منخفض اسف على ما بدر منه ، و هو يقول برجاء و اسف .
= جورى افتحى الباب عايز اتكلم معاكى .. جورى أنا آسف انى اتعصبت عليكى افتحى الباب .
لم يحصل أدهم على رد منها و لكن حصل على سخريه من شخص أخر تبعه الى حيث تمكث جورى ، و عندما التفت خلفه رأه سارة تقف خلفه ، و هى تردف بغيره و حنق و هى تنظر له باستفزاز و هى تقول .
= تؤ تؤ مش بترد عليك و انت اللى عمرك ما اعتذرت لحد ، تعمل فيك كده لا بجد اخص عليها .
أدهم بعد ان القى نظره سريعه عليها عاد مرة اخرى لطرق الباب و لكن أيضا لم يحصل على رد من جورى فزفر بضيق قبل أن يخرج هاتفه و يقوم بالضغط على عدة ازرار حتى استمع إلى صوت أوس الذى طلب منه الحضور ، ليضغط أوس على الهاتف و يضعه على أذنه و هو يهتف .
= الو ايوه يا بابا .
ليجيبه أدهم بهمس و هو يقول .
= تعالى فوق يا أوس عايزك مستنيك عند اوضة ماسه .
هتف أوس باستغراب و هو يجيب والده .
= حاضر جاى .
صعد أوس على الفور إلى والده ، و وقف امامه ينتظر ان يعرف ماذا يريد منه والده ، ليهتف أدهم بهمس و هو يلقن اوس ما يجب أن يفعله و هو يقول له .
= بص هتخبط على جورى و تقولها انى تعبت و انى عايز اشوفها بسرعة .
أوس نظر الى والده باستغراب لما كل هذا الاهتمام بها و ماذا تعنى هذه الفتاة له حتى يهتم لامرها بتلك الطريقة نفض اوس كل تلك الافكار من رأسه و فعل ما أمره به والده فى النهايه ، فعندما سمعت جورى ذلك خرجت من الغرفة مسرعه و الدموع ظاهره فى عينها و لكنها تفأجت بأدهم يقف أمام باب الغرفه لتلقى نظره سريعه متلهفه عليه تتفحصه من اخمص قدمه حتى اعلى رأسه و عندما وجدته انه بخير هتفت جورى ببكاء و غضب طفولي و هى تطالعه بحدة و هى تقول .
= انت بتكدب عليا انا بكرهك يا أدهم .
أدهم امسك يدها و هو ينظر لها بصدمة و قلق فهو لم يخطر بباله أن تعود إلى تصرفاتها السابقه بسبب حديثه صغير بعصبيه طفيفه ، ليصرخ أدهم عليها بعصبيه و هو يجذب يدها بقوة و حدة و يضغط عليها و هو يقول .
= كنت عايزه تنتحرى يا جورى هو ده وعدك لى .
جورى و هى تحاول ان تسحب يدها من بين يديه التى كانت بها جروح تدل على محاولتها فى الانتحار و هى تردف بضيق و عصبيه و هى تقول .
= ملكش دعوة بيه .
أدهم بيمسك يدها و يجذبها الى داخل الغرفه تحت رفضها و لكن لم يهتم لاعتراضها و اجلسها على السرير ثم ذهب و احضر علبة الاسعافات الاوليه و جلس أمامها على السرير و امسك بيد جورى و قام بمعالجة جرحها ، ليردف أدهم بحدة و صوت غاضب و هو ينظر لها بنظرات تحذيره غاضبه .
= المرة دى هعدى ليكى تصرفك ده بس لو اتكرر تانى يا جورى هتزعلى منى وقتها مفهوم و على الله يتكرار تانى عشان تشوفى اللى مش هيعجبك منى .
لتهتف جورى بلامبالاه و هى تبتعد عنه و هى تقول بغضب طفولى .
= ازعل براحتك .
ليردف أدهم بتساؤل و هو يطالعها بستنكار و يقول .
= يعنى زعلى مش مهم عندك .
هتفت جورى بتأكيد و هي تخفض بصرها للأرض و تجلس بعيد عنه بعد ان قام بمعالجة يدها و ربطها برابطه طبية بيضاء و هى تقول .
= ايوه زى ما زعلى مش مهم عندك .
ليهتف أدهم بحنان و اقناع و هو يقول .
= مين قالك ان زعلك مش مهم عندى ؟ هو لو مش مهم مكنتش طلعت وراكى عشان اصلحك و افضل اتأسفلك قدام باب الاوضة و انتى مش معبرانى .
جورى و هي تلتفت له نصف التفاته لتطالعه و هي تهتف بعتاب بطفولى .
= بس انت زعقت فيا و انا معملتش حاجه غلط .
ليردف أدهم بأسف حقيقي و هدوء و هو يقول .
= أنا آسف يا ستى بس أنا اللى زعلان منك على فكرة .
طالعته جورى بتساؤل و استغرب و هى تقول بحنق .
= و ليه بقى ان شاء الله ؟ هو انا اللى طلعت زربينى عليك و زعقت لك .
ليهتف أدهم بتأنيب و عتاب و هو يشير بنظره على يدها الذى تضعهم على قدمها و هو يقول .
= عشان أنتى منفذتيش وعدك معايه و حاولتى تنتحرى تانى .
لتنظر جورى له بندم و هي تهتف باسف .
= انا آسفه .
ليومأ أدهم و يهتف .
= ماشى يا جورى هسمحك المره دى بس لو كرارتيها تانى هعاقبك وقتها .
لتهتف جورى مناديا اياه بتوتر .
= أدهم .
ليجيبها أدهم و هو يهتف بتساؤل .
= ايوه يا جورى عايزه ايه ؟
لتردف جورى سريعا و هى تقول بتوتر و هى تعبث فى اصابعها .
= عايزه ارجع المانيا .
لينظر لها أدهم باستفهام و هو يقول بتسأل .
= ليه ؟ حد ضيق هنا .
جورى هز رأسها يمين و يسار بالنفى و بضيق و الدموع مجتمعه فى عينها ، فى حين أردف أدهم بتسأل و استغراب و هو يقول .
= اما ليه عايزه ترجعى المانيا ؟
لتجيبه جورى بتوتر و هى تزيد من فرك يدها و هى تقول .
= انت خلاص رجعت لأهلك و.. و انا . .
أدهم فهم ماذا تقصد ؟ فهى اعتقد انه سوف يهملها بعد أن عاد لعائلته ليردف أدهم بتأكيد و هو يقول .
= ما أنتى كمان من عيلتى ولا انا مليش مكانه عندك انا مستحيل اخليكى ترجعى المانيا لوحدك انتى عارفه انتى غاليه عليا ازاى ؟
نهض أدهم و اقترب منها و قبل جبينها و هو يكمل حديثه و يقول .
= و يلا كفايه رغى و نامى تصبحى على خير .
أجابته جورى بحب و هى ترد عليه بابتسامه مشرقة ردت الى وجهها بعد حديث أدهم المطمئن لها بعدم تخليه عنها .
= و انت من أهله .
كل هذا الحوار كله تحت نظرات أوس و سارة الغيوره فهي تكاد تفقد صوابها من معامله أدهم لجوري و قربه منها فهي كانت واقفه متصنمه بمكانها تتابعه بغضب و حنق و عينيها تطلق شرارات نارية ، فمن تكون هذه ؟ و لما يعاملها هكذا ؟ بينما أنا يكن من نصيبي الجفاء و البرود و التجاهل القاتل الذي يقتلها بصمت و يأكلها من داخلها حتى تنتهي و تسلم روحها ، ليشحب وجهها و تشل بمكانها حتى الدهشه سيطرت على خلاياها من طريقه اعتذار أدهم و قربه من جورى و تدليله لها ، لتزفر أنفاسها بغضب و داخلها نيران تكفي لتحويل هذا المنزل إلى رماد ، و أوس الذى يقف مندهش فاغر فاهه من أسلوب والده أدهم في حديثه مع جورى و أسلوب جورى و دلالها على والده فهو لا يتلقى هذه معامله من ابيها فمن هي !! و لما هي هنا !! و كيف لهم أن يكونوا بهذا القرب و التفاهم !! مستحيل هل فعلها والدي و كسر قلب امي مرة ثانية ! بل ثالثة هل هي تكون ؟ لا لا ، لا يفهم شئ مما يحدث بالتأكيد والده لن يفعل هذا و ان فعلها حقا كان سوف يخبر الجميع بذلك بدون خوف او تردد ، لينظر لهم أدهم ببرود و هو يهتف بسخرية .
= مش يلا بينا ولا هتفضلوا هنا كده كتير .
قبل ان يغادر أدهم الغرفة نادت عليه جورى مرة اخرى .
= أدهم .
لينظر لها أدهم باستفهام و ينتظر ان يستمع الى ما ترغب فى قوله .
= خد الشال ده عشان متبردش هدومك كلها مياه .
نظر أدهم الى نفسه فقد نسى امر ملابسه المبتله ليعود بنظر الى جورى و هو يقول .
= ملوش لازم انا رايح اوضتى اغير هدومى يلا نامى تصبحى على خير .
= و انت من أهل الخير .
تحرك سارة و أوس من مكانهم دالفين خارج الغرفه و هما في حاله من اللاوعي و الصدمة و الحقد و الغيرة لا يفقهون شيئا و تبعهم أدهم و اغلق الباب خلفه ، و عندما اغلق أدهم باب غرف جورى اوقفه أوس بتساؤل و هو يطالع والده بفضول .
= هى مين دى يا بابا ؟ انا من اول ما شوفتها معك و عايز اسألك عنها بس مجاتش فرصة .
ليجيبه أدهم بغموض و تعب و هو يتحرك باتجاه غرفته و هو يقول باقتضاب .
= أوس روح نام أنا مش قادر اتكلم دلوقتى بعدين يبقى اقولك هى مين ؟ و نحكى زى ما انت عايز .
أوس كان يرغب ان يعلم من هى ف الفضول يقتله و لكن مادام والده رفض الحديث فلن يحصل منه على اى اجابه الان ، لذلك ذهب كل واحد الى غرفته ليحصل على قسط من الراحه و غير أدهم ملابسه المبتله تلك .
دخل أوس غرفته فوجد مهره مستيقظه و جلسه على الفراش و هى تضم قدمها الى صدرها فجلس أوس على الكنبه المقابل الى الفراش و يحدق بها أوس بقوة و هو يهتف بتساؤل و صرامه .
= ايه حصل معاكى فى الاسطبل ؟
لتردف مهرة بتهرب و نبره منخفضه متوتره و هى تهرب بعينها بعيد عنه و هى تقول .
= مفيش كنت راكبه على الحصان و وقعت منه .
ليهتف أوس بسخريه و هو يربع يده أسفل صدره و هو يقول بعدم تصديق .
= و الله ! و بقى انهى حصان اللى ركبتيه عشان كده وقعتى منه و ايه اصلا اللى وداكى الاسطبل فى الوقت ده .
لتردف مهره بارتباك و هى تدحرج عينيها بكل ركن من أركان الغرفه بعيدا حتى لا تتلاقى بالعين اوس .
= ركبت . . ركبت حصانك و.. و راحت الاسطبل عشان اهدى اعصابى شويه بعد اللى حصل بينا .
ليردف أوس بتفكير و شك و هو يضيق عينيه و يضع اصبعه على شفتيه و هو يهتف .
= اممم بس انا لما دخلت الاسطبل لقيتك وقعه جنب حصان خالى آدم .
لتجيبه مهره بارتباك و هى تقوب كذب و تخبط .
= ها.. اه ايوه ايوه كان حصان خالى آدم افتكرت .
ليهتف أوس بحدة و شراسه غاضبه و هو يقول .
= بطلى كدب و قولى الحقيقه عشان متعصبش عليكى .
لتردف مهره بلامبالاه و هي تزفر أنفاسها بضيق و حنق و هى تقول .
= انا مش كدبه انا بقول الحقيقه عايز تصدق صدق مش عايز براحتك ، انا مش مجبره اخليك تصدق اللى بقوله .
ليطالعها أوس بغضب و هو يهتف بعصبيه و حدة و هو يقول .
= بت انتى اتعدلى بدل ما اعدلك كنتى بتعملى ايه فى الاسطبل .
لتردف مهره بنبرة متالمه منخفضة و هي تتاوه .
= مكن... آآه .
أوس نهض من مكانه بعصبيه و قد انتفخت اوداجه من الغضب و اصطبغ وجهه باللون الأحمر من غضبه ليقترب منها و عينيه تطلق أسهم نارية و امسكها بذراعها و ضغط عليه بقوة ألمتها و هو يجز على أسنانه بغضب و شراسه ، فهو فقد السيطرة على غضبه فهي تستفزه و تخرج شياطينه من مكمنها و هم يصورون و يوسوسون له على تمزيقها اربا اربا ، لكنه يتحكم بالجزء الأخير الصغير من عقله .
ليهتف أوس بغضب و صوت كفحيح الأفعى بالقرب من اذنها و هو يجز على أسنانه و هو يقبض على ذراعها بقوة و هو يقول .
= بصى يا بت علاء أنا مش قرنى ولا مختوم على قفايا اقسم بالله يا مهره لو بس شميت ريحت خيانه مش هعمل زى ليث و اقتل اللى بتخننى معاه بس لا اقسم بالله اقطعك انتى و هو حتت و اولع فيكم و رمادكم فى اقزر مكان فى العالم هرميكى فيه من غير ما يرف لى جفن و افتكرى انى جيت و قولت ليكى ايه حصل بهدوء و كنت مستعد اسمعك و اصدقك و انتى اللى ضيعتى الفرصه دى . . تحصل حاجه بعدين و هتشوفى انا هعمل ايه وقتها ؟ و قد اعذر من انذر .
ليقوم أوس بازاحتها بقوة فسقطت على السرير بقوة و هو اتجه الى دلاب ملابسه و اخرج ملابس له و ذهب ليغيرها و بعد عدة دقائق بعد ان انتهى عاد و القى نظرت قرف الى مهره الذى كانت تجلس كما تركها و اتجه الى مكانه فى السرير و نام بدون اى كلمه أخرى .
فى احد الغرف الاخرى فى المنزل كان هناك من يدخل الغرفه بهدوء و ينظر الى تلك التى تنام على السرير بسلام و وداعه ابعد نظراته عنها و اتجه الى الدلاب الموجود فى الغرفه و اخرج منه ملابس له و ثم اتجه الى الحمام بهدوء و هو يحاول ان لا يحدث اى ضوضاء حتى لا تفيق و بعد ان انتهى من تبديل ملابسه اتجه الى السرير لكى ينام ، و عندما شعرت تلك النائمه بأحد معها فى الغرفه و يتجول بها ثم اقترب من السرير و نام بجوارها صرخت بقوة و لكنه كان اسرع منه بوضع يده على فمها لمنع صراخها من ان يسمعه الجميع ، و تجعلهم يجتمعوا فوق رأسهم ، لتنتفض ياسمين من نومه و تصرخ و هي تفتح عينيها على وسعهم و هي تحاول الفكاك من بين يديه بخوف اعتقادا منها أنه لص و هى تتحرك بهستريا و هى تقول .
= عاااااامممممم .
ليهمس حمزه مهدئا اياها و هو يهمس بذهول من رد فعلها المبالغ فيه و هو يقول بذهول .
= بس الله يخرب بيتك اكتر ما هو خربان ده انا حمزه .
ياسمين و هى مازالت تتحرك بعصبيه فمد حمزه يده الاخرى الى الأضائه المجاوره للسرير و فتح النور لتتضح لها رؤيتها و تهدأ قليلا ، عندما وقعت عينها عليه ، ليردف حمزه بهدوء و نبرة منخفضة و هو يحدق بها بحب و قلق و هو يربت على يديها و كتفيه و هى تقول .
= اهدى ده انا .
ياسمين بتبعد يده عنها بعصبيه و هى تهتف بعصبيه و غضب و وجهها احمر من عصبيتها و فزعها .
= انت متخلف فى حد يعمل كده .
حمزه بيبعد عنها بعصبيه و غضب و هو يقف ينظر لها ببرود تارة و حدة تارة أخرى و هو يصرخ بها بصوت عالي و عصبيه و هو يقول .
= لمى لسانك يا ياسمين معايا عشان متشوفيش منى تصرف ميعجبكيش .
لتردف ياسمين بغضب و ضيق و هى تقول .
= كمان انت اللى غلطان و بتزعق فيا .
ليرفع حمزه حاجبه بذهول و هو يهتف بسخريه و غيظ .
= غلطان فى ايه بقى ان شاء الله ؟
لتجيبه ياسمين بحنق و ضيق و هى تقول له موضحه بسخط لاذع .
= ليه هو انت شايف انه اللى عملته ده طبيعى ؟ ما انت لو شايفه ان ده طبيعى يبقى لازم تروح تكشف عند دكتور على دماغك عشان شكلك اتجنيت فعلا .
ليهتف حمزه باندهاش و تساؤل و هو يشعر أنه على وشك الانفجار او ان صح القول انه على وشك أن يطبق على رقبتها بيده ليقوم بخنقها و يستريح منها و من لسانها السليط معه ، فقال بذهول .
= مش طبيعى علشان راجع من السفر و داخل بيتى و هنام اما الانسان الطبيعى بالنسبة لسيادتك بيكون ازاى .
لتهتف ياسمين بعصبيه و وقاحه قبل أن تقطع حديثها تلك الصفعه التى أعطاها لها حمزة على وجنتها بقوة جعلت اصابعه تطبع على وجهها ، و هى تهتف بعصبيه و استهزاء .
= و الله انا قولت انك غبى و متخ... آآآه انت بتضربنى .
كور حمزة قبضته بشدة و اصبحت عينيه قاتمة سوداء كأنه وحش سينقض على فريستها ، فهى استفزته و اوقدت براكين الخادمة بوقاحتها ، ليفقد زمام السيطرة على غضبه ليرفع يده و صفع ياسمين صفعه قوي على أثره نزفت من فمها لتشهق و تتاوه بشده و صوت عالي و طبعت أصابعه على وجنتها ، ليطالعها حمزه بنظرات مميتة و هو يهتف بحدة مختلطه باشمئزاز .
= و المره الجايه لو فكرتى تطولى لسانك عليا هقطعه ليكى جاكى القرف غورى كده من وشى جاتك داهيه .
ازاحها حمزه عن طريقه بجفاء و برود مرعب و عنف جعلها تسقط بقوة على السرير و اتجه الى الكنبه لكى ينام عليها ، و ترك ياسمين مصدمه من فعلت حمزه معها و هى التى لم تتخيل ان يأتى يوم و يعاملها بهذه الطريقه او حتى يفكر ان يمد يده عليها و هو الذى كان يتمنى نظرت رضى منها فقط أما الآن ماذا ؟ يقوم بصفعها و القاء نظره محتقره عليها كأنها حشرة يشمئز منها ، لتبقى متسمرة فى إمكانها و وجهه شحب من صدمتها فيه و دهشتها ، فماذا تريدين يا عزيزتي أن يجثو ذليلا على ركبتيه أمامك ، ام ان لا يلقى بالا لاهاناتك و اهانه رجولته و يقف مكتوف الأيدي ، ام ان تأخذي انتي من عشقه لكي ذريعة لتمردك عليه و اهاناته بدون رداع ، فهو رجلا قبل أن يكون عاشق و لكن انك تحصل على العسل طلما تعلم كيف تتعامل مع النحل ، و لكنك تلدغ منه اذا ازعجته فأحذى ايتها الصغيرة ، فحمزه القديم قد ولى و استبدل بغيره لن يغفر لكى اى خطأ فى حقه مهما كان صغير .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon