الفصل التاسع و الثلاثون

2K 33 6
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل التاسع و الثلاثون

بقلمى / هدير خليل

أخذت سارة تتحرك فى المكان بانفعال ذهاباً و اياباً و هى تكاد أن تموت من شدة القلق و التوتر الذى يسيطر عليها هى لا تعلم لما تشعر بانقباض فى صدرها هل هذه بسبب ضيق أدهم منها و خناقتهم التى تسببت فى تركه المنزل بتلك الطريقة بدون أن يخبرها إلى أين ذهب ؟ أما انها تشعر ان هناك شئ سيئ قد يحدث ؟ لا تعلم بالتحديد ما هو سبب هذا الشعور ، هى كل ما تعلمه انها ترغب بشدة فى الاطمئنان على زوجها و ابنائها فى تكاد ان تفقد الوعى من التوتر و الخوف عليهم فجميعهم مختفيون ولا تستطيع التواصل مع اى احد منهم ، لتلتف إلى محمد و أخذت سارة تصرخ بنرفزه و عصبية و هي تقعص حاجبيه بغضب .
= أنا عايزززززه اعرف فين أدهم دا طلع من الظهر و لسه مرجعش و دلوقتى الساعة بقت نص الليل فين أبوك و أخواتك ؟ ما تنطقققق .
وقف محمد  مكانه لم يتحرك أو يرمش فقد كان حائراََ تائهاََ فهو لا يعرف ب ماذا يجيبها هو لا يعلم أين هم ذهبوا ، ف والده اتصل به و طلب منه أن يبقى فى البيت يراعى النساء و ان حدث شئ خطر يتصل به و لكن غير ذلك لا يتصل به ، زفر بقوة و هو يعكف حاجبيه بضيق و قلق ، فى وسط عصبية سارة عليه اخرج هاتف و كتب لها أنه لا يعلم أين هم ؟لتهدر سارة بغضب و بزعيق و هي تطالعه بعدم رضا و غضب لتقطع حديثها الغاضب فجأة و هي تسمع من يصرخ بأسم محبوبها لترتعد أطرافها و تنصعق بمكانها ظناََ انه قد أصابه سوء .
= يعنى ااااايه متعر....
قطع عليها كلامها هبوط جورى و هى تبكى و تنادى على أدهم بصوت عالي و صراخ و دموعها تغرق وجنتها .
= أدددددهم أددددهم ، محمد فين أدهم ؟
محمد وقف أمام جورى و هو يحاول أن يجعلها تهداء بالأشارات و لكنها لم تهداء لتنتفض سارة بمكانها هاتفه بفزع و تساؤل فحالة جورى توحى بأن هناك شئ سيئ حدث لتهتف بقلق .
= فى ايه ماله أدهم حصله حاجه ؟ انتى تعرفى حاجه عنه ؟ انطقى هو جراله ايه ؟
أجهشت جورى بالبكاء بشدة و هي تصرح بقلق و بنهيار فهى حتى لم تستوعب ولا حرف مما نطقت به سارة حتى تريحها و يجب عليه .
= أنا عايززززه باباااااا أدددددهم أدددهم هاتى أدهم يا محمد انا عايزه أددددهم .
سارة لم تعد تتحمل هذا الضغط فقد استفذتها جورى بصراخها و افقدتها ما تبقى من عقلها بسبب حاله الهياج التي بها فيكفيها ما تعانيه من قلق و خوف على معشوقها الذي لم يعد للان لتأتى هذه و تفقدها صوابها بصراخها و تفزعها على من أحبته بروحها قبل عقلها يكفيها ما هي فيه و تمر به لتصرخ بها بصوت هادر كي توقفها عن الصراخ لكن لم  تحسب نتيجة ذلك و لم تتوقع رده فعلها هذه ، ألتفت سارة نحوها قائله بحده و صراخ لكن يقطع حديثها ركض جورى من أمامها لتصرخ مناديا بأسمها قبل أن تهتف بحنق لابنها المتسمر بمكانه مصدوماََ .
= بطلى بقى أدهم مش موجود بطلى شغل العيال ده ، محمد اخفيها من قدامى مش عايزه اشوفها وانا مش ناقصه و فيا اللى مكافينى مش عايزه دو... جووووورى استنى جوووورى روح وراها بسرعه أنت وقف كده ليه ؟ روح الحقها بسرررعة .
محمد كان مصدم فى مكانه عندما وجد أمه تتحدث بهذه الطريقة إلى جورى فهى تعلم حالتها جيدا و أدهم حذر الجميع أن يراعوا تصرفاتهم مع جورى لم يفق من صدمته الإ على صوت أمه تطلب منه أن يلحق جورى التى فرت إلى خارج البيت و هى تبكى بعد أن استمعت إلى حديث سارة ، لم تعد تتحمل ما يحدث معها فجرت إلى خارج المنزل و لم تعير محمد الذى ينادى عليها أى اهتمام حتى وصلت إلى الشارع الرئيسى و أخذت تتلفت حولها تبحث عن سيارة ف السيارات تكون قليله فى مثل هذا الوقت ، لم يكن محمد قد وصل لها و لكنه يراها و رأها تتلفت حول نفسها ف اعتقد أنها تبحث عن سيارة حتى تغادر و لكنه قبل أن يستطيع الوصول لها حتى جحظة عيناه من الصدمه و الرعب فقد تفاجأ بها تلقى بنفسها عند أول سيارة رأتها عينها لكى تتخلص من حياتها ، تصنم مكانه و جسده ينتفض بشده و قد أفزعه منظرها و هوى قلبه بين قدميه فقد صدم كثيراََ من فعلتها تلك ، ليصرخ محمد منادياََ اسمها و عينيه متسعه من الصدمه و رعب فقلبه يكاد يقف من شدة الآلم الذى يشعر به .
= جووووووورى لااااااا .
وجد السيارة تمر على جسدها فلم يستطيع ان يتحمل و انهار فى أرض و هو يبكى و ينادى عليها .
ليطالع ليث والده بخوف و هو يهتف بفزع و قلق .
= باباااا بابا أنت كويس .
نظر أدهم الى جورى المنكمشه فى حضنه و هى فاقده الوعى و عندما اطمئن أنها بخير و لم يصيبها أى مكروه سقطت رأسه أرضا بعد أن فقد هو الأخر الوعى فقد تم كل شئ سريعاََ و حدث كل ذلك في لحظات ، ليهتف آدم برعب و صراخ و بصره مصوب على أدهم بخوف .
= لييييث شيلوا معايا يلا خلينا نلحقهم ليجرالهم حاجه .
أوس اتجه إلى محمد المنهار على الجانب الأخر من الطريق و لم يرى أن أدهم قد أنقذ جورى من أمام السيارة ، قام أوس بجذب محمد من ذراعه بقوة و جره إلى حيث يوجد والده و هو يهتف به بعصبيه و حده و هو ينظر له بانفعال .
= شيلهااااا اخلص عايزين نلحق ابوك .
ليهمس محمد بتوهان و عدم استيعاب و هو ينظر الى أبيه و جوري بصدمه و عدم تصديق و يتمتم بصوت مبحوح .
= أنا !!! اشيلها ازاى ؟
قد إحمر وجه أوس غضبًا ليهدر بصوت عالي غاضب .
= أنت لسه هتسأل شيل مراتك اخلاااااص بسرعة مفيش وقت .
لم يستوعب محمد ما يقال له و لكنه حمل سريعا جورى بعيدا من والده و قام ليث و أوس بحمل أدهم ، ليهتف أوس بخوف و هو يتفحص ابيه بعينيه بقلق و رعب .
= ليث ، بابا بينزف من رأسه .
ليطالعه ليث بخوف هو الأخر و يهتف بقلق و تساؤل .
= هتعرف توقف النزيف فى البيت ولا نروح المستشفى .
ليجيبه أوس سريعاََ بقلق .
= هعرف هعرف يلا بسرعه .
اتجهوا إلى البيت سريعا و كان محمد يتبعهم و خلفهم باقى الرجال ، عندما دخلوا البيت كانت سارة تقف أمام الباب تنتظر ان يأتى محمد ب جورى و لكنها وجدت ليث و أوس يحملون أدهم و هو يشبه الموتى ، فأخذت تصرخ و تضرب وجهها ، ليصرخ بها آدم بزعيق و قد تلون بياض عينيه باللون الأحمر من الغضب .
= اخررررررسى يا سارة انتى بتفولى عليه اسكتى مش عايز اسمع صوت حد بيصرخ فاهمين .
فى ذلك الوقت كان ليث و أوس قد وضعوا أدهم فى غرفته و على الكنبه المقابلة الى السرير الموجود عليه أدهم قام محمد ب وضع جورى و قام أوس يجرى إلى غرفته حتى يجلب حقيبته الطبيه و قام بوقف النزيف الذى يوجد فى رأس أدهم من الخلف و قام بفحصه و اطمئن أنه بخير و لكنه يحتاج الى محلول حتى يعوض ما فقده من دماء ، ليهتف حازم بتساؤل و قلق .
= طمننا يا أوس ، أدهم كويس حصله حاجه ؟
و بعد مده ليست بقصيرة  بدأ اوس بيأخذ نفسه بعمق و يزفره بقوة أخيرا بعد أن اطمئن على والده و هتف مطمئن اياهم .
= الحمد الله يا خالى هو كويس شويه و يفوق .
التفت أوس إلى صوت محمد الذى يهمس اسمه برعب الذى ينظر إلى جسد جورى الذى ينتفض بطريقة مفزعه ، ليصرخ اوس بقلق و هو يزيح محمد من طريقه و يهتف بعملية و جديه الى يوسف .
= بعد بعد يا محمد .. يوووووسف بسرعة روح أى صيدليه جيب منها حقنه اسمها ** و محلول بسرعه .
لم يغب يوسف كثير ففى أقل من عشر دقائق قد كان يحمل الدواء الذى طلبه أوس الذى قام بحقن جورى بها فهو ذهب الى منزل الصيدلى و ايقظه و اعطاه الدواء ، بعد ان اعطاها اوس حقنه مهداءه قد هدأت تشنجاتها و اتجه إلى والده و قام بتعليق المحلول له ، كان الجميع فى حالة صمت تام ينتظروا أن يفوقوا ، بعد مرور ساعتين و هم على هذا الوضع وجدوا جورى تتحرك بهستيريا و قامت و هى تصرخ و تنادى على أدهم ، حاول اوس السيطرة عليها و لكنه لم يستطيع و كذلك فعل محمد ليفيق أدهم على صراخها و هو يحاول أن يعتدل فى جلسته و يهتف بصوت واهن بآلم و هو ينظر لها بقلق و خوف .
= جووورى جووورى انا هنا متخافيش .
لتنتفض جورى من مكانها سريعاََ عندما سمعت صوته جرت عليه و القت بنفسها فى حضنه و هى تبكى و تشهق بشدة ، لم تسيطر على دموعها لتجهش بالبكاء الحار حتى بللت قميص أدهم الذي يرتديه ليعكف أدهم حاجبيه بشك من حالتها التي أصابته بالقلق و الفزع و لكنه حاول ان يطمئنها و يهمس لها بحنان مهدئاََ اياها و هو يربت على شعرها ثم وجه بصره للجميع و هو يهتف متسائلاً .
= هششش اهدى يا بابا بس ايه حصل لكل ده ؟ فى حد ضيقك جوووورى ردى عليا .. ايه حصلها ؟
انتظر أدهم ان يجيبه أحد و لكنه لم يجد رد كأنه لم يتحدث و لم يسمعه احد ، بينما جورى كان جسدها ينتفض بشده و أفزعه منظرها ب ليجذبها أدهم في أحضانه بشدة و ظل يملس على شعرها بحنو بالغ و هو يسمع شهقاتها التي لم تتوقف لكنها هدأت قليلا رفع حاجبيه باستنكار و هو يهتف بصوت جهوري برغم الآلم الظهر فى صوته .
= ما تردووووا عليا ؟؟ ايه اللى خلها تنهار كده ايه حصل ؟
لتهتف ليلي بقلق و خوف عليه أن تسوء حالته .
= اهدى يا أدهم أنت لسه تعبان مش كده .
أحتدت ملامح أدهم ليهتف بعصبيه و غضب .
= انا مش بتكلم على انى زفت دلوقتى أنا بسأل ايه عملتوا فى جورى فى غيبى يخليها ياجي لها انهيار و تنتحر .
لتهتف ليلي بهدوء و هي ترفع كتفيها للأعلى و تنزله بعدم معرفه .
= منعرفش هى نزلت من اوضتها بتبكى و تنادى عليك و سارة اتكلمت معاها شويه بعصبيه فلقنها طلعت تجرى بعد من....
أدهم نظر الى سارة بغضب و عصبية و قد  اظلمت عيناه فجأه تحولت لظلام دامس يخلو منها الحياه و جمرات من النار المشتعلة   تتطاير من عيني أدهم لو كانت حقيقه لكانت حرقت سارة فى مكانها ، ظلت سارة جامدة مكانها تطالعه بجمود ، و قد إحمر وجه أدهم غضبا ليهدر و هو يصك أسنانه بغضب و هو لا يبالى بمن حول .
= اطلعى بررررررره .
تطلعت له سارة بانكسار ، و نظرات أخرى بلاهاء من الصدمه و عدم تصديق ، فهي أصبحت لا تتعرف عليه و تشعر انه غريباََ عنها ، فأصبح يهنيها و يكسرها و يذلها أمام الجميع حتى أخيها يقف بصفه ولا يبالي لها و لم تجد من ينصفها ، فشردت بذهنها بوجهه و هي تطالعه بغرابة فتارة يريدها و تارة يهينها و يذلها ، يمارس عليها قسوته كلعبة ينفث بها عن غضبه ، أبتلعت سارة لعابها بتوتر بالغ و هي تهتف بارتباك و تلعثم لتوضح له الامر لكنه قاطعها صوت أدهم الغاضب .
= أدهم ان....
ليقاطعها ادهم  بشراسه و عيون حادة كأنها فريسته التي يود الفتك بها .
= بررررره .. بقول امشى من وشى مش عايز اشوف وشك اطلعى برررره .
ليلتفت أدهم و هو ينظر حوله بعصبيه و غضب و قد لاحظ انه فى غرفته هو و سارة لتمتعض ملامحه و تنكمش عند استيعابه لهذا ، لينتفض أدهم من مكانه بغضب و هو يهتف بأمتعاض و يتحمل على نفسه لينهض .
= استنى انا اللى مفروض اطلع من هنا .
أدهم جذب المحلول المعلق فى يده بعنف مما جعل يده تنزف و لكنه لم يهتم و قام بحمل جورى التى مازالت فى حضنه و متعلقه فى رقبته .
ليهتف اوس بصدمه و هو يطالع ابيه بقلق .
= بابا أنت بتعمل ايه ؟
ليهدر أدهم بوجهه بغضب و عصبية .
= اااابعد من وشى دلوقتى .
ليعكف آدم حاجبيه يضيق و هو يهتف متسائلاً بأستغراب .
= فى ايه يا أدهم ؟ انت رايح فين دا أوضتك و....
قاطعه أدهم و هو يغمغم بعصبية و انفعال و اعين مشتعله من الغضب .
= دى مش أوضتى ولا دا بيتى دا بيت أختك أنا مليش مكان هنا ولا أنا ولا اللى يخصنى .
ليهتف ليث بعتاب و هو يطالعه بهدوء .
= ايه اللى بتقوله دا بس لا طبعا دا بيتك .
ليزفر أدهم بحنق و هو يهتف بامتعاض و غضب .
= قولت مش هقعد فى البيت ده دقيقه واحدة ف ابعدوا عن طريقى .
ليهتف حازم بضيق و حنق من رده فعل أدهم المبالغ بها و انحيازه لهذه الطفله و أهانة و كسر من أحبته وضحت بالكثير من أجله و هو موقف غير مقصود و وراد حدوثه فلما هذا التحيز و الأنفعال فهو لا يجوز ان يهين زوجته امام الجميع بتلك الطريقة .
= اهدى يا أدهم مش كده كل ده علشان سارة شدت مع جورى شوية اكيد متقصدش ولا أنت عايز تهرب زى قبل كده من المشاكل و.....
أدهم ضحك بهستيريا و بصوت مرتفع برغم من آلمه ليقطع ضحكاته فجأه كما ظهرت فجأه و هتف بتهكم و استنكار و هو يطالعه بسخرية .
= لا بجد انا !! أنا اللى بهرب من مشاكلكم أنا ؟؟ تصدق معاك حق أنا ابن الكلب اللى مش بهتم غير بنفسى و بهرب من المشاكل و مش بفكر غير فى نفسى أنا اللى هربت من المشاكل زمان مع علاء أنا اللى هربت من المشاكل من التار أنا اللى هربت من مشاكل كل واحد فيكم حتى و أنا بموت فعلا انا هربت من كل ده طيب مادام انا واحد خيال المأته له فايده عليه سبوووونى فى حالى سبوووونى بقى أنا تعبت منكم .
صمت أدهم ثوانى فى محاوله فى ضبط انفاسه لتمتعض ملامح  أدهم  ليردف بحنق و لامبالاه .
= أنا رجعت علشان اطلع ليث و طلعته رجعت علشان محمد يرجع يتكلم و اهو اتكلم رجعت علشان ماسه يتصلح حالها و تخلصى من همها و جوزتها رجعت علشان خاطر أوس يرجع البيت هو و مراته و اهو رجع دلوقتى أنا وفيت بوعدى و رسالتى خلصت معاكم سبووونى بقى فى حالى انا استكفيت منك ارحمونى و سبونى فى حالى .
تحرك أدهم خطوتين و لكنه توقف و عاد تحت نظرات سارة التائهه و الغير مصدقه ما يحدث الآن ، نظرت لهم أدهم بإحتقار و شراسه ثم نطق بنبرة خشنة متهكمه و على وجهه علامات نفور و إمتعاض .
= آه صح علشان بس اكون خلصت من كل الموضيع اللى فى رقبتى الورث اللى سيبته ليكم متقلقوش محدش هيشركم فيه البت اللى كنت اتجوزتها دى ممرضه كنت اتجوزتها علشان تقدر ترعينى من غير ما حد يعرف و الحوار اللى عملته مع محمد ده علشان أنا رفضت اقرب لها فقالت تضربنى ب محمد علشان قطع عليها خطتها انها تقرب لى و أنا طلقتها قبل ما اسافر و لما رجعت حسبتها بطرقتى على غلطتها بيتهيألى كده حياتى مبقيش فيها أى حاجه تعنيلكم .
أدهم أخذ جورى و خرج ، نظر محمد الى الجميع بحقد و نفور و هو يهتف بصوت مبحوح و نبرة حزينة يشوبها الألم .
= أنا برغم ان الكل كان فاكر انى عملت علاقة مع مرات ابويه بس بابا اول ما شافنى انقذنى من الموت و مسبنيش و كان واثق فيا لكن أنتوا معملتوش كده ضربتونى و رمتونى بره البيت و محدش فيكم سأل عليا يشوفنى حى ولا ميت ، أنا كمان مليش مكان بينكم .
خرج محمد و هو يجرى خلف والده و هو يهتف منادياََ على ابيه بصوت عالي .
= بابااااا باباااا استنى .
ليجيبه أدهم بجمود و نظرات باردة .
= ارجع يا محمد .
ليردف محمد برجاء و حزن و هو يبكى  بشدة .
= لا لا مش رجع انا مليش حد غيرك كلهم اتخلوا عنى قبل كده لما سيبتنى و ممكن يعملوها تانى عادى علشان خاطرى خدنى معاك .
أدهم بيأخذ نفس طويل ثم هتف بهدوء و ايجاز مشيراََ له على السيارة .
= اركب .
بعد ان ركبوا السيارة و تحرك أدهم ، هتف محمد متسائلاً بحيرة و هو ينظر الى الطريق الذى يسلكه والده .
= احنا هنروح فين ؟
ليجيبه أدهم بهدوء و لامبالاه و اقتضاب .
= بيتى .
ليهتف محمد بصدمه و هو يطالعه بذهول و عدم استيعاب .
= انت عندك بيت تانى ؟
ليومأ أدهم برأسه و هو يهتف بالايجاب .
= ايوه .
ليهتف محمد بارتباك قبل أن يقاطعه أدهم المغتاظ .
= هو انت متجوز ا......
ليهتف أدهم بحنق و هو يطالع الطريق أمامه و يرفع جانبي شفتيه بغيظ .
= محمد ابلع ريقك و بطل رغى .
ليومأ محمد برأسه و هو يجيبه بطاعه .
= حاضر .
محمد صمت دقيقتين ثم عاد مرة اخرى للحديث ، ليهتف منادياََ ابيه .
= بابا..
ليهمهم له أدهم دون أن ينظر له و زال نظره معلق بالطريق .
= اممم .
ليردف محمد متسائلاً بتوتر و هو يطالع ابيه بأرتباك و حبات العرق تتناثر  على جبينه . = هو.. هى جورى صح مراتى ؟
رفع أدهم رأسه و نظر له فى المرايا و هتف له بأستنكار و هو يطالعه بقوه و يعقد حاجبيه بغيظ .
= هى لو مش مراتك كنت سيبتها تنام على كتفك .
محمد نظر الى جورى الذى تضع رأسها على كتفه ف بدون ان يشعر لف يده حول خصرها يضمها إلى حضنه بفرحه و تملك و أخذها فى أحضانه يعتصرها بشده و كأنه يريد أن يدخلها بين ضلوعه ليبتسم ابتسامته الساحرة بانتصار و بسعادة و لكنه عاد للواقع و عكف حاجبيه متسائلاََ بااستغراب .
= بس ازاى ؟؟؟
ليجيبه أدهم بلامبالاه و هو يتجنب الحديث فى اى شئ الآن .
= بعدين يا محمد .
أما على الجانب الأخر عند سارة لم تستوعب ما حدث معهم منذ قليل ، لتظل متسمرة بمكانها ببشرة شاحبة و أعين مُنطفئة و قد تاهت عما حولها ولا تعي شيئاََ ، فهو قد تناسى انها زوجته التي عشقها و هى عشقته بل تهيم به عشقاََ و قد نسي من هي و عملها بمنتهى الوحشية و القسوة و فضل عليها أخرى و وثق بها و لم يثق بها انها لم تكن تعي ما يحدث و لم تقصد بسبب الضغط النفسي عليها ، أليست ببشر مثلهم يخطأ و يصيب و يشعر و يصدر منه ردودد أفعال مثلهم قد تكون احيانا خطئة لكن يبدو انه اصبح قاسى لدرجة لا تقبل العفو ولا المغفره ،  و بعد مده ليست بقصيره عندما بدأ يستوعب عقلها ما حدث رمشت عدة مرات بعيناها قبل أن تضع يديها على قلبها و تنكمش ملامحها بألم لتسقط أرضا فاقده الوعى و صوت سقوطها على الأرض جعل من حولها ينهض بفزع و قلق و خوف َمن مكانه يركضون اتجاهها برعب .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum