الفصل الثانى و الثلاثون

2.5K 32 9
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الثانى و الثلاثون

بقلمى / هدير خليل

نزل أوس و تبعته مهره و وجد حمزه و ياسمين يجلسون أمام والده و الجميع أيضا جالس ماعدا يوسف و ماسه لم يكونوا متواجدين وسط هذا الحضور ليجلس أوس و بجواره مهره ، ليطالعهم أدهم بهدوء و يرى ردود أفعال كلا منهم و هو يردف بصرامة .
= عايز اعرف قراركم .
ليجيبها أوس بقوة و نظرات واثقه و هو يلتفت الى مهره لثوانى يطالعها ثم يعود بنظره الى والده .
= انا مش هطلق مراتى .
ليحول أدهم انظاره الى مهره و هو يهتف متسائلا .
= و انتى يا مهره عايزه تكملى معاه ولا لا ؟
لتجيبه مهرة بجدية بعد ان بادلات النظرات بينها و بين أوس .
= هكمل معاه .
ليردف أدهم بجديه و صرامه .
= لو مش عايزه متخافيش أنا هطلق منه حتى لو هو رافض ده هخليه يطلقم غصبا عنه .
ليطالع اوس والده بحنق و صدمه و هو يهتف باستنكار .
= ايه يا حج دا انت ابويه مش كده .
ليصرخ به أدهم بصوت عالي موقفه عن الحديث .
= أووووس .
ليتحنح اوس بارتباك و هو يردف باقتضاب و اسف .
= حم.. مش قصدى انا بهزر بس احنا قرارنا و مستغراب انك بتقنعها انها تطلق .
ليهتف ادهم موضحا معنى و هدف حديثه بجدية .
= انا مش بقنعها بحاجه انا عايزها تاخد بقرارها بدون ضغط و تكون عارفه ان احنا هنكون معاها فى اى قرار هتاخده .
لتهتف مهرة سريعا و بلهفه و قوة .
= و أنا مش عايزه اطلق .
ليومأ ادهم برأسه لها بتفهم و هو يدعو لهم .
= تمام ربنا يهديكم .
ليهتف اوس بفرح و ابتسامة واسعه و عينيه تلمع من سعادة .
= يارب عندى ليكم خبر حلو كمان .. مهره حامل .
بارك له الجميع على هذا الخبر السار بعد التهانى نظر أدهم الى حمزه و ياسمين الذى تبكى بصمت ليبعد أدهم نظره عن ياسمين و ينظر الى حمزه و هو يهتف بتساؤل لكنه يعلم بقرارة نفسه ما هو قرار حمزه الأخير و قد وضح هذا للبعض أيضا من هيئتهم .
= و انت يا حمزه ايه قرارك ؟
ليجيبه حمزة بحزن و هو يتحاشى النظر الى ياسمين حتى لا يرجع عن قراره .
= مش هقدر اكمل معها يا عمى .
ليطالعه أدهم بحزن و هو يهتف مذكرا اياه بوضعهم .
= متأكد يا حمزه أنتوا بينكم طفله .
حمزه هز رأسه بدون أن ينطق بكلمه ف نظر لهم أدهم بحزن ليهتف أدهم بقله حيرة و حزن .
= اللى يريحكم .. ياسين روح هات المأذون .
ليجيبه ياسين بطاعة و حزن على ما ألت اليه حياة اخته .
= حاضر يا خالى .
ليهتف حازم بغضب و عصبية و هو يطالعهم باستنكار من أفكارهم و تصرفات الهوجاء فهو لا يتحمل ان يظل صامت و هو يراه ابنه و هو يدمر حياته بيده .
= اقعد يا ياسين محدش هيطلق .. انت اتهبلت ولا ايه عايز تخرب بيتك من غير سبب مش قدرين تستحمل بعض من أولها أما لو واجهتكم مشكلة بجد هتعمله ايه ؟ انا عايز اعرف انتوا عايزين تطلقوا ليه ؟ قولوا لى سبب واحد مقنع يوصلك لطلق و تشردوا بنتكم فى النص بينكم .
لينظر له حمزة بجمود و هو يهتف ببرود ولا مبالاه .
= بابا مفيش داعى ان نتكلم فى الموضوع ده انا و هى اتكلمنا مع بعض ولقينا ان احنا مش هنعرف نكمل مع بعض .
ليهتف حازم بعصبيه فكيف لابنه أن يكون بهذا البرود و لايبالي حتى لو هي أخطأت فلينظر لابنته و يضعها أمام عينيه و كيف يدعي حبها و يتخلي عنها بسهوله و يردف و هو يجز على أسنانه بغضب عارم من ابنه الذي تحول لشخص آخر قاسي بارد غير مبالي .
= لا و الله مادام انتوا شويه عيال اتجوزتوا ليه ؟ ايه ذنبها بنتكم تترمى ، هى و اكيد هياجى يوم و تتجواز و بنتها هتسيبها و انت كمان هتشوف حياتك و تتجوز ، ايه ذنبها بنتك تتربى من غير اب و ام و تتيتم برغم ابوها و أمها لسه عايشين .
ليهتف حمزة بجمود و ببرود .
= انا اصلا مش هخلى بنتى تروح معاها لو هى عايزى تتجوز براحتها بس بنتى مش هيربيها حد غريب .
ليجيبه حازم بسخريه و هو يرفع حاجبه بتهكم و استهزاء و قد حاصر حمزة في منطقه ضيقه من أفكاره جعلته يصمت رغما عنه و هو يغمغم بسخرية .
= لا و الله بجد و سيادتك بقى مين هيربى بتك ؟ ولا هترميها لمين فينا ؟ احنا مش هنعيش ليها العمر كله؟ ما لو حتى قولنا انك مش هتتجوز علشان تراعيها هتسيب كمان شغلك علشان تقعد جنبها ما طول ما احنا عايشين هتتربى معنا لكن بعد ما نموت هتعمل ايه ان شاء الله عايز افهم .
حمزه تضايق من حديث والده برغم انه يعلم ان والده معه حق و هو يعشقها فهي حب طفولته ، لا يقدر على رؤيتها مع غيره ولا الابتعاد عنها و يشعر بانفاسه تضيق عليه و قلبه يتمزق و لكنه لا يرغب ان تكون مرغومه على الباق معه و اجبارها على حبه و العيش معه فرجولته و حبه لها لا يسمحوا بهذا قطع عليه صراعه مع نفسه بين رجولته التى تمنعه من البقاء معها و حبه الذى يدفعه اليها ، لتهتف ياسمين بحزن و الم و عينيها تذرف الدموع بغزارة ملطخه و جنتيها و أصبحت عيونها متورمه من كثرة البكاء .
= أنا مش عايزه اطلق .
حمزه نظر لها كإنه يسألها حقا ؟ فهو لا يصدق ما سمعه اتراجعت عما اتفقوا عليه قبل هبوطهم الى الاسفل بسبب رفض اوس طلاق مهره ، و شعورها بفقدان فرصتها فى الحصول عليه لذلك اختارت البقاء معه ليشتعل حمزه غضباً لتتحاش ياسمين النظر له حتى لا تراه غضبه منها و تنهار و حاولت ان تستجمع قوتها لتردف ياسمين بنبرة منخفضة من بين دموعها و صوت مبحوح إثر البكاء يملئه الحزن و الألم .
= انا.. انا عارفه انى كنت مقصره معاه بس انا عايزه فرصه تانى علشان اصلح غلطى ده .
ليحول أدهم انظاره الى حمزه و هو يتنهد بقوة قبل أن يهتف متسائلا .
= ايه رأيك يا حمزه ؟ هتدى حياتكم فرصه تانى لو مش علشانك فكروا فى بنتكم .
حمزه بينهض بعصبيه و عنف من مكانه و هو يطالعها بغضب عارم و الم وقهر ووجهه احمر من العصبيه والغضب و هو يهدر حمزة بغضب و عينيها تطلق شرارت و داخله يفور كالبركان الثائر يكاد يحرق ياسمين بنظراته .
= تمام يا خالى بس دى اخر فرصه علشان بعدين لو ضيعتها هطلقها من غير ما استنى رأى حد .
لم يضيف حرف أخر و ترك لهم المكان و غادر البيت بأكمله ، و هو يحدث نفسه لما لا تحبه هو ؟ لما تحبه كما هو ، لما لا تشعر به و بقلبه و تجبره على اتخاذ قرارات قاسية بحقها و هو يتألم عند رؤيه دموعها و حزنها لينظر لها أدهم بغيظ و هو يهتف بامتعاض و حزن بعد ان غادر حمزه المكان .
= حمزه مش هيصبر كتير و لحظى انك ضغطى عليه انه يكمل برغم ان شكلكم متفقين على الطلاق بس استغليتى وجودنا علشان يرجع فى قراره و ده مش هيعديها ليكى فكرى بالعقل ازاى هتصلحى الدنيا مع جوزك و ترضيه .
هزت ياسمين رأسها بالموافقه بشرود و هى تفكر كيف يكون الطريق لقلب زوجها ، و تتمنى أن يغفرلها و يجعلها تتقرب منه فهي قد وقعت بحبه ولا يعلم ، و تتمنى أن يكون مازال يحبها و ان لا يكون وقع لغيرها و اصبح ملكا لأخرى فهي لن تتحمل ، ليرفع ادهم نظره و هو يهتف مستغربا بتساؤل .
= أما فين ليث ؟ من اول ما رجع مشوفتهوش ولا مرة هو فين ؟
لتهتف فيروز بغيظ و هي تلوي شفايفها بضيق و حنق .
= نايم و طردنى من الأوضه علشان يعرف ينام .
ليهتف أدهم باستغراب و هو يضيق عينيه باندهاش .
= يومين نايم ليه له سنه منامش ؟
لتجيبه فيروز بحنق و هي تزم شفتيها بضيق .
= معرفش ، انا عايزه اعرف هو طلع ازاى .
ليهتف ادهم لها بهدوء .
= طيب روحى صحيه علشان يأكل حاجه و هحكى ليكم ازاى طلعته .
صعدت فيروز لغرفتهم و ايقظت ليث الذى هبط معاها و هو يشعر بالنعاس ليدلف لهم و هو يتثاذب و يفتح عيونه بصعوبه . 
= صباح الخير .
أجابه أدهم بسخريه و هو يطالعها باستهزاء .
= صباح مين ؟ احنا المغرب يا باشا هو انت هتقضيها نوم بس ولا ايه ؟
ليث بيجلس بجوار والدته ويضع رأسه على قدمها لينام و هو يجيب على والده بلامبالاه  و هو يغلق عينيه بنعاس .
= هعمل ايه يعنى ؟ ولا اصحى ليه ؟ ما انا موقف عن العمل .
ليهتف ادهم بغيره لم يستطيع السيطرة عليها و صوت عالي و هو يطالعهم بحنق و شراسه فهو قد تعدي على ممتلكاته 
= اتعدل يا ليث .
ليث و هو يعتدل بجلسته و هو يطالع ابيه الغاضب بذهول و يتسائل ما به ألم يكن هادئ منذ قليل ، كيف تحول لبركان ثائر هكذا ، ليهز راسه بقله حيرة ليهتف ليث باستغراب و عاقد حواجبه بدهشه من غضب والده العارم الغير مبرر بنظره فهو لم يقول شئ يثير غضبه بتلك الطريقة .
= فى ايه يا بابا ؟
ليطالعه أدهم يضيق فهو مازال يغلي و يفور من غيرته و تتاكله النيران كما تتأكل النار الحطب ليهتف بجدية و نبرة حانقه .
= انا كلمت ناس معارفى و قالوا انها هيتصرفوا فى موضوع شغلك و قالوا انك من الأسبوع الجاى هترجع لشغلك تانى .
ليث و هو يعود الى وضعيته الأولي ينام على قدم سارة و يحتضن خصرها بقوه فهو لا يشعر بالأمان الا مع والدته و يشعر بالحب بين احضانها فهي روحه و قد اشتاق لها و يعلم أن والدتها تعبت بغيابه قهرا عليه ليردف ليث ببرود و لامبالاه و هو يكمل حديثه بنعاس .
= طيب لسه الأسبوع الجاى مجاش سيبنى انام شويه .
لينهض أدهم و يجذبه بعيد من سارة و يجلس هو مكانه حتي لا يعود ليث و يجلس بجوارها أو يحتضنها ، و ينظر إليه بعينين مشتعلة حاده ، و هو يجز على أسنانه بغضب فكيف له أن يجرؤ و يقترب منها ، ليزم شفتيه بحنق و غيرة و هو يهتف بحدة و شراسه و هو يضيق عينيه بشراسه و يشيح بيديه له و يدفع ليث بعنف مغتاظ منه و هو يلتصق بمعشوقته منعا  ابنه من الاقتراب منها مره اخرى فهو يكره أن يقترب منها أحد او يلمسها حتى لو كان أبنائها فهو يغار و يغار بجنون أيضا .
= روح عند مراتك خليها تنومك .
ليظل أدهم ينقل انظاره بين ليث و سارة الممتعضه من فعلته بغيره و كأنه يتحداهم أن يعيدوا الكره مره اخرى لتنظر سارة في عينه المشتعله و تبلع ريقها فهو أصبحت ملامحه مليئة بحده و غضب و عصبيه من غيرته عليها ، لتتوقف عن تململها للابتعاد عنه عندما زمجر بها بغضب و غيرة حدق بها بنظرات غيوره حادة كأنه يقول لها كيف تسمحين له أن يقترب منك هكذا ، و كيف له الحق و انا تبتعدين عني و تنفرين مني ، ليأتي بذاكرته اَكان أثناء غيابه يحتضننها و يجلس معها و ينام على قدمها ، ليضيق عينيه بشك و شعر بالنيران تتاجج بصدره و قلبه يتاكل ، ليزم شفتيه و يطالعها بوعيد و غيرة و هو يلتصق بها أكثر كإنه يثبت لها قبل أبنائها انها ملكه فقط و انها ملكة مملكته ممنوع المساس بها أو الاقتراب منها و هو ينظر لليث كأنه يود الفتك به من غيرته لتهتف فيروز بفضول مخرجه إياهم من جو إعلان الحرب و دق الطبول الذي كان بدأ يجهز له أدهم و هو يطالع ليث  كغريم له او كوحش لم يرى احد مثله سينقض على فريسته إذا اقترب من معشوقته .
= هو انتوا مش هتقولوا ازاى طلعتوه من السجن .
لينظر لها ليث بغيظ و هو يهتف باستنكار .
= ايه مضيقه علشان طلعت ولا مكنتيش عايزانى اطلع اصلا ؟
فيروز بترفع كتفها بلامبالاه و تمط شفتيها ببرود و هى تجيبه بلامبالاه تستفزه و تحرق أعصابه .
= عادى .. بس عندى فضول اعرف ازاى طلعت مش اكتر .
ليهتف ادهم بجديه و مكر و هو يجيبها لينهى هذا النقاش بينهم .
= أنا كنت مخلى رجالتى يراقبوا عمك و كل عياله علشان اكيد هيتواصلوا مع ابن عمك و ده اللى حصل حد من عيال عمك اتواصل معاه و قبضنا عليه و ودناه القسم و طلع ليث .
سالت فيروز بندهش و هي تهتف باستغراب .
= بسهوله دى كده طلع .
لينظر لها أدهم باستنكار و هو يردف .
= و ايه اللى هيصعبها ما الميت اللى اتحبس بسببه طلع مش ميت هيفضل محبوس ليه يعنى ؟
طالعها أدهم باستنكار من رد فعلها على ما حدث مع زوجها فتصرفاته توضح لجميع عدم رغبتها فى خروجه من السجن و انه غير سعيد بذلك و هذا جعل الجميع ينظر لها بتعجب من امرها .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now