الفصل الثامن و الستون

1.6K 31 4
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الثامن و الستون
بقلمى / هدير خليل

حالة من الصخب والضوضاء تسبب بها كل من يوسف و تاليا خلال لهوهم بحديقة المنزل، يركضون مسافات حول المنزل ذهابا وإيابا بمرح وسعادة وهذه الطفله تلهو معه مضيفة جو من السعادة والمرح، غافلة عما سيحدث بعد قليل ظلا يلهون ويضحكان بصخب ومرح وسعادة و لم يخلو لهوهما من مرح يوسف ولا إبتسامته السعيدة التى تزداد اتساعاََ على سعادة وطفولية صغيرته.
ليهتف يوسف منادياََ ابنته  بمرح وسعادة من بين ضحكاته الصاخبة المرحة.
= تالياااااااا تعالى هنا مترحيش بعيد.
لترفع تاليا كتفيها وتهبط بهم بدلال ومرح طفولي وهي تركض مبتعدة من أمام والدها وصوت ضحكاتها يملئ المكان وهي تقطع المسافة بين الحديقة وبوابة الخارجية للمنزل بسعادة ومرح وهي تغمغم بطفولية ومرح و غافله عما ينتظرها بالخارج لتركض تاليا للخارج وهي  تقهقه بطفولية ومرح وتغمغم بطفولية وسعادة.
= لا لا الحقنى لو قدرت.
خفق قلب يوسف  فزعاً ورعباََ بعد أن وقع بصره على ابنته التى تدلف للخارج عبر بوابة الخارجية للمنزل وركضها بطفولية وعدم انتباه وتشتت بمنتصف الطريق ليتنهد بعمق وهو يهتف بجدية وحزم قبل أن يصرخ  بصوت قلق و فزع بسبب عدم انتبهها لخطورة الامر.
= تاليا كفايا كده و تعالى يلا.... تالياااااااا
ركضت تاليا بالطريق وهي تقفز بسعادة ومرح والتفت من حين لآخر لأبيها وهي تبتسم له بطفوليه ولم  تنتبه لــ تلك السيارة  التى كانت  تمر بنفس الوقت و قامت بصدمها و لكن استطاع السائق بصعوبه ان يتفادي جسدها الصغير و لكنها صدمت بـ السيارة صدمه خفيفه اسقطتها ارضا وسببت ارتطام قوي، وقع على مسامع  يوسف وارتطم معه قلبه و روحه بآن واحد ، هرع يوسف خلفها لمعرفة ما الذي حدث وعند وصوله للمكان لتعلو على  وجهه معالم الصدمة قد جحظت عيناه كادت ان تخرج من محجره وشحب وجهه وقد  تحولت معالم وجهه للحزن والكسرة على طفلته الصغيرة، فقد افزعه منظرها وهوي قلبه بين قدميه بخوف ورعب وقلق وهو يشاهده مغمضة الأعين غائبة عن الوعي ولا يعلم ماذا أصابها وهل هي ستكون بخير ام ماذا سيحدث لها، لينبض قلب يوسف بعنف كأنه سيخترق قفصه الصدري ويخرج من مكانه و هو يطالع  ابنته برعب ، فقد تم كل شئ بسرعة قبل أن  يجلس بجوارها على الأرض ومد يديه ورفع  رأسها ليضعها على قدمه و هو بملس على شعرها بحنو بالغ وقد امتلأت عينيه بدموع الخوف والقلق كان جالساََ يهتف بأسمها وهو يوزع نظراته على جميع ملامحها وجهها
ولكن لا من إجابة ليحتضن رأسها ويضمها لصدره بقوة وخوف وهو يصرخ بأسمها بألم و بخوف وقلبه يكاد ان يتوقف من شدة قلقه وخوفه عليها....
ليهتف يوسف بأسم ابنته بتلعثم وخوف وارتباك وعبرات ساخنة تجري من عينيه وتتدفق على وجنته قبل أن يقاطعه السائق بهدوء وتدارك للموقف.
= تا... تاليا يا بابا ردى عليا ... تالياااا ... تاليا ردى عليا ان...
ليقترب منه السائق وينحني قليلاََ وهو يضع يده اليمني على كتفي يوسف الأيسر ويربت عليه وهو يهتف بهدوء يحثه على الاقامه والنهوض من مكانه سريعاََ لمعالجتها.
= دى مغمى عليها شيلها بسرعه خلينا نخدها على المستشفى يشوفوها.
أومأ يوسف براسه من أعلى للأسفل ايجاباََ  بتوهان و هو لا يشعر بما حوله ثم حمل جسد ابنته بين يديه وهو يضمها لصدره بخوف وحب وقلق ونهض من مكانه ثم سار بأتجاه السيارة وركب بجوار السائق ووضعها فى أحضانه بحنان وخوف نظر له السائق بهدوء و شفقه ولكن هو لم يكن الامر بيده هى الذى ظهرت فجأه امام سيارته ليزفر بحزن و انطلق  بهم إلى اقرب مستشفى متواجد بالمكان لم يزيح يوسف بصره عن صغيرته وعينيه ممتلئة بالدموع قبل أن يرفع يده اليسرى ويضع سبابته امام انف صغيرته بخوف وفزع حتى يتأكد من انها مازالت تتنفس وعلى قيد الحياة قلبه ينبض برعب وعنف حتى هيأ له ان صوت قلبه المرتعب وصل لمسامع هذا السائق القابع بجواره لكنه لا يبالي فهو شاغله الوحيد ابنته وان يراها وهي تفيق وتفتح عينيها وتحدثه كي يطمئن قلبه ولو قليلاََ ... ظل يوسف يبكي بشدة وبدون صوت و دموعه تهبط بغزارة وتساقط على وجه صغيرته و تبلل لها وجهها ، وصلوا إلى المستشفى وتوقف السائق وقبل ان بتفوه بحرفاََ واحد كان يوسف يهبط من السيارة بالفعل وهو يحمل صغيرته و يركض بها كالمجنون فى ارجاء المستشفى و يصرخ بصوت اهتزت له الجدران وصمت لها الاذان بأن يأتي احد ما على الفور ليساعده فى انقاذ صغيرته ، هرول الممرضين راكضين بأتجاهه وقاموا بـ اخذها منه ووضعها على الحاله على سرير خاص بالمرضى راكضين بها إلى غرفة الكشف لاسعافها ومساعده الطبيب المختص بمعالحتها لم يستطع يوسف الانتظار بالخارج ولم يستطع ان يترك ابنته معهم و ينتظر حتى يخبروه ما بها ؟؟ وماذا يحدث لها ؟؟ وهل هي بخير ام ان قد أصابها سوء ... ليهز راسه بعنف عند هذه النقطه وهو يردد داخل نفسه بانفعال بالنفى ثم اقتحم الغرفة التى بها ابنته و هو يكاد يموت رعباََ وخوفاَ عليها ولا يرى شئ أمامه فهو لا يري الا صغيرته وينتظر ان يراها تفيق وتنظر له بعينيها البريئة التى تشع حياة و تعيد النبض لقلبه والحياة لروحه.....
بعد ان انتهى الطبيب من فحص تاليا وفحص مؤشراتها الحيوية وعمل لها أشعة والفحوصات اللازمه كان قد اقتحم يوسف الغرفة وقتها ليلتفت له طبيب وهو يبتسم له بهدوء ويهتف بعملية ومهنية وهو يربت له على كتفه حتى يهدأ من روعه ويزيح عن كاهله الرعب والخوف الذى يملئ قلبه ويتضح بعينيه على صغيرته.
= متخافش يا بشمهندس هى بس عندها كسر فى الدراع من الخبطه مفيش حاجه تقلق احنا عملنا ليها اشعة و الحمد الله مفيش اى حاجه.
كان يوسف في حاله لايرثي لها من خوفه على ابنته الصغيرة فهو قد تملك القلق والخوف من قلبه ويشعر بانقباضه وكأن أحدهم يحمله بيديه ويضغط عليه بقوة يعتصره فهو  يكاد يموت خوفاََ ورعباََ عليها ليتحدث بصوت متوتر مرتعب وهو ينظر الى صغيرته التى مازالت فاقده الوعى ليسأل بقلق.
= طيب ليه مفقتش لغايه دلوقتى ؟؟
ليطالعه الطبيب بهدوء وهو يهتف بعملية وجدية.
= من قوة الخبطة بس.
ليشير  يوسف بيديه على ابنته بقلق وهو يحدث الطبيب بخوف.
= طيب ما تفوقها ليه سيبها كده.
ليومأ الطبيب برأسه يميناََ ويساراََ بالنفى قبل أن يهتف بجدية ومهنية.
= لا الأحسن انها تفضل فقده الوعى لغاية ما اجبس لها دراعها علشان متحسش بالآلم.
أومأ يوسف برأسه بتفهم و اذعان ووقف صامتاََ ولكن مازال الخوف و القلق مسيطر على قلبه ويظهر على ملامحه وهو يتابعها ويتابع ملامحها أثناء نومها على هذا الفراش الأبيض وقد نطقت عينيه بجميع كلمات الخوف والفزع إلى إن انتهى الطبيب أخيراََ من وضع الجبيرة فى ذراعها  ثم قام بـ افاقتها من الإغماء، فــ اطمئن قلب يوسف وشعر بالارتياح والسعادة تغمره عندما وجدها تفتح عينيها و تطالعه ببراءتها التى تخطف أنفاسه ... ليأخذ يوسف نفساََ عميقاََ وأخرجه بهدوء وارتياح قبل أن يقترب منها وينحني قليلاََ ويمد يديه تحت ركبتيها ورأسها وحملها بين ذراعيه بهدوء وحنان وخوف وحب وقلق والكثير من المشاعر المختلطه خوفاََ عليها كأنها قطعه زجاج تكاد ان تتهشم ليضمها لصدره بحنان وحب وخوف وسار به خارجاََ من الغرفه بل من المستشفى بأكمله وعاد معاََ  إلى المنزل.....
لتنظر سارة لابنتها بغيظ وهي تزم شفتيها بحنق كالاطفال قبل أن تهتف بغضب طفيف وغيظ.
= ما تهدى يا بت خيلتينى فى ايه ؟؟ انتى مش بتقولى انها مع ابوها.
لتومأ ماسه برأسها بالايجاب وهي تهتف بخوف وقلق وتكاد ان تفقد عقلها من الخوف.
= ايوه هى طلعت هى و يوسف و قالوا هيقعدوا بره بس انا طلعت علشان اشوفهم ملقيتش حد فيهم.
لتهتف سارة بهدوء وهي تلف يديها تحت صدرها وتطالعها بتفكير.
= يمكن خدها و راح يجيب لها حاجه اهدى بقا.
لتشيح ماسه بيديها قبل أن تهتف بقلق وتوتر وهي تفرك يديها معاََ بتوتر.
= مش عارفه بس قلبى واكلنى عليها حاسه ان فى حاجه حصلت لها.
ليهتف سليم بجدية اكبر من عمره وهو يطالعها باعين طفولية ثاقبة.
= انا هطلع ادور عليهم يا ماما متقلقيش.
لتلتفت له ماسه سريعاََ بخوف وهي تهتف بقلق ورعب.
= تروح فييين ؟؟ سليم اقعد هنا انا مش نقصه قلق.
ليهتف سليم معترضاََ قبل أن يبتر حديثه وهو يصرخ بأسم تاليا بخوف.
= يا ماما ا... تالياااااااا.
فتح سليم عينيه على وسعهما من الصدمة وهو يصرخ بصوت عالي بأسم تاليا بخوف وقلق عندما شاهد يوسف يدلف للمنزل و هو يحمل تاليا المصابة بين يديه و الجبيرة ملتفة حول ذراعها و هى منخرطة في البكاء بشدة تبكي فى صمت من الآلم و يوسف يحاول أن يهدأها ويلاطفها كي يهدأ من روعها و هي تتاوهه بصوت منخفض من الألم وهو يبتسم لها رغم حزنه وقلقه والمه عليها الذى يعتصر قلبه من الداخل لكنه فضل التماسك أمامها حتى لا يخيفها اكثر ... التفت ماسه سريعاََ  بلهفة حيث ينظر ابنها سليم لتصدم بشدة وكادت عينيها ان تخرج من محجرهما من الصدمة قبل أن تركض سريعاََ بخوف ولهفة عليهم و هى ترفع يديها وتمدهم و تأخذها من بين يدى يوسف وهي تتفحصها بعينيها بفزع  وقلق بحزن ودموع متحجره فى عينيها
ظلت تتطالعها ماسه بنظرات مشتته وغير مصدقه لتضمها ماسه باحضانها بخوف وحب وحنان فـهي كانت تشعر بشئ ما و ان فتاتها الصغيرة ليست بخير و انها كانت على حق عندما لم يطمئن قلبها لاختفائها من أمام عينيها لكنها حمدت ربها انه لم يحدث ما لا يحمد عقباه فهي رغم حزنها وقلقها والمها عليها بعد رؤيتها هكذا الا انها اطمئنت قليلاََ انها لم تصب بأذى وانها عادت الي أحضانها مرة أخرى.
لتهتف بذهول وهي تأخذها من بين يدي يوسف وتتفحصها بعينها الممتلئة ابالدموع بفزع وقلق.
= اااايه حصلك ؟؟ فى ايه يا حبيبتى رد عليا ؟؟
إحتضنت تاليا بـقوة ماسة وهي تدفن رأسها في عنقها وتبكي بشدة بكاءُُ مزق نياط قلب ماسة عليها وهي تهمس بطفولية من بـين شهقاتها المنخفضة والمتقطعه الطفولية...
= ايدى و... جعانى يا ماما عاااااااا.
أخذتها ماسه باحضانها وهي تضمها لصدرها بخوف وحنان وفزع و انخرطت بالبكاء بشدة وهي تذرف الدموع بغزارة هى الأخرى وتشهق كالاطفال هي وتاليا يتشبث كلا منهما بالاخر بقوة فــ لأول مرة منذ أن تزوجت من يوسف تناديها تاليا ب أمى و دون ضغط من احد لــ تشعر ماسه بالسعادة عندنا وقعت على مسامعها كلمه امي منها لكنها عادت لحزنها مره اخرى فحزنها وقلقها على صغيرتها أقوى من سعادتها بكلمة امي فـهي تشعر ان تاليا  قطعه منها ومن قلبها تتألم لالامها ويتمزق قلبها على بكاء صغيرتها .. تشعر انها ابنتها هي حقاََ وليست أبنة حبيبها وزوجها فـهي لا تفرقها عن ابنها سليم ابداََ بل تعاملها كأميرتها وطفلتها هي التي لم تنجبها لكنها انجبتها وانجبت حبها من قلبها ... لتربت ماسه على ظهر تاليا بحنان وهي تهتف بحب وحنان أموي من بين دموعها التى لطخت وجنتيها البيضاء التى تتساقط بغزارة.
= خلص يا حبيبة ماما ... ان شاء الله انا و انتى لا يا قلب أمك.
نظرت لها  ماسة بحزن عميق ودموعها تتخذ مجراها على وجنتيها بـشدة وإحتضنتها بــقوة وأخذت تبكي معها بشدة كالاطفال بينما يوسف ظل واقفا في ثبات إنفعالي شديد حتى لا يفقد تحكمه بمشاعره ويذرف الدموع معهم ويرهبهم اكثر ليأخذ نفساً عميق ثم زفر به بهدوء قبل ان يهتف بأسم معشوقته.
= ماسه.
رفعت ماسة راسها بحدة وهي هي تطالعه بلوم وعتاب واعين ممتلئة بالدموع وهي تزم شفتيها بحنق وهي تنتهد بقنوط وعيناه أصبحت كسعير جهنم مستعر من الغضب منه ... لينظر يوسف بعينها بقوة وهو يهتف بهدوء لكنه بتر حديثه وهو يهكف حاجبيه بأستغراب من رد فعلها الذى صدمه بشدة.
= خديها نوميها و براحه عليها و اديها المسكنات دى علشان الآلم يخف من عليها و.....
مدت ماسه يديها اليسرى و جذبت منه العلاج بقوة و تركته و هى ترمقه بنظرات غاضبه حانقة واعين نارية مشتعلة ثم تركته على وقفته فاغر فاهه وهو عينيه متسعه من الذهول ولم تبالي له ولم تهتم لصدمته فهي غاضبه منه بشدة و سارت بأتجاه الدرج و صعدت للأعلى وهي تحمل تاليا بين ذراعيها وسليم يتبعها متجهين إلى غرفتهم ، وقف  يوسف يتابعها ويتابع خطواتها الغاضبه و بقوة كقوة شخصيتها تاركة اياه خلفها دون مبالاة و يتبعها سليم الصغير وهي تحمل تاليا ليقعص يوسف ملامحه أستغراباََ وهو يرفع حاجبيه بذهول من رد فعلها ذاك وهتف بأستغراب وهو يتابع سيرها وهي تتهادي على الدرج ولا تعيره اهتماماَََ.....
= و هو فى ايه ؟؟ مالها ؟؟
نظر له كلا من سارة و ليلى بقلة حيلة وعدم معرفة ثم رفعوا كتفهم له للأعلى ثم هبطوا به للأسفل وهما يمطون شفايفهم بعدم معرفه وحيرة ... ليتنهد يوسف بعمق وهو يهتف بهدوء وتساول.
= طيب انا هروح اشوف تاليا عايزين منى حاجه ؟؟
لتبتسم له ليلى بحب وهي تهتف بحب وحنان أموي.
= سلمتك يا حبيبى ... روح شوف بنتك و مراتك بعدين انزلوا علشان تتغدوا يكون ابوك و خالك لما ياجوا.
ليومأ يوسف برأسه بالايجاب وهو يهتف بحب وابتسامة محبة.
= ماشى يا ست الكل.
تركهم يوسف وتوجه للدرج وصعد ذاهباََ إلى غرفة تاليا ليراها ويطمئن عليها وقف امام الباب وأدار مقبض الباب و دلف للداخل لكنه لم يجد بها أحد ليكشر بين حاجبيه باستغراب وقلق على صغيرته ولكن نفض ذلك القلق عنه عندما تذكر انها مع حبيبته ليضع يده على رأسه يمسح على شعره وهو يتنهد بتعب من كل ما به اليوم.
يا رايكم فى الفصل ؟؟
انتظروا الفصل القادم.
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now