الفصل الثالث و العشرون

2.6K 37 22
                                    

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيدية الجزء الثالث }
الفصل الثالث و العشرون

بقلمى / هدير خليل

فى بيت العيلة عند أدهم .
عاد أدهم من الخارج و هو يتلفت حول فى المنزل و هو ينادى باسم زوجته بصوت عالى لعلها تستمع له لتهرول له سارة و هى تقف امامه و تتفحصه و اعلى راسه حتى اخمص قدمه فقلبها ارتعب عندما استمعت الى ندائه لها بتلك الطريقه و اعتقدت انه قد اصابه مكروه ، لتقول بلهفه .
= فى ايه مالك ؟ انت كويس ؟ فى حد حصله حاجه .
ليطالع أدهم لهفته تلك عليه بقلب ينتفض بين صدره و لكن اخفا لمعة عينه تلك حتى لا تلحظها و هتف لها بهدوء ليهدأ من روعها .
= اهدى مفيش حاجه حصلت .
ليتلفت حوله و هو يسألها .
= هى فيروز فين ؟
لتجيبه سارة و هى تقضب جبينها باستغراب من سأله على فيروز .
= قعدة فى اوضتها من اول ما جات و هى مطلعتش منها .. ليه هو فى حاجه حصلت مع ليث ؟
ليهز ادهم راسه و هو يجيبها .
= لا لسه مشوفتش المحامى انا بس عايز اتكلم معها و اعرف ايه اللى حصل فعايزك تاجى معايا علشان اطلع لها .
لتهز سارة رأسها بطاعة و تقول .
= طيب .
ليرجع أدهم خطوة الى الخلف ليسمح لها بالتحرك قبله حتى تنبه فيروز لقدومه و عندما تحركت خطوتين و هو خلفها وجدت ادهم يجذب يدها لكى يوقفها على اولى درجات السلم و هو يهتف بتفحص و هو يطالعها من اعلى الى اسفل .
= ايه اللى انتى لبساه ده ؟ انتى مكنتيش لبسه كده قبل ما اطلع فى الصبح ؟
لتنظر سارة الى نفسها فهى كانت ترتدى عباية بيتيه تضيق عند الصدر و تنزل الى اسفل باتساع بسيط فهى قد ضاقت عليها بعض الشئ لذلك اصبحت ترتديها عندما تقوم بالعمل فى المطبخ فهى مازالت تحتفظ برونقها لتسأله سارة باستغراب .
= لبس عباية يعنى هكون لبسه ايه ؟ و ايوه مش هى دى العباية اللى كنت لبسها فى الصبح دى بلبسها لما بشتغل فى المطبخ .
ليهتف أدهم بحده .
= و مين شاف الهانم بأم العباية دى ؟ و طبعا كنت بتلبسيها لما تشتغلى فى المطبخ و انا مسافر صح ؟
لتنظر له سارة بتعجب و هى تجيبه .
= ايوه كنت بلبسها ايه فيها العباية محترمه و مفهش حاجه و بعدين حتى لو حد شافنى بيها انت ناسى ان كل اللى فى البيت عيالى و اخواتى يعنى مفيش حد غريب .
لضغط ادهم بدون شعور على ذراعها بغيره و هو يردف بحده .
= نععععم هى فين دى اللى محترمه لو الهانم مش واخده بالها العباية ضيقه و جسما جسمك .
لتلمع عيون سارة بسعادة من كلماته تلك و هى تستشعر غيرته بها و هى تقول بدلال .
= و مالك مضايق كده ليه ؟ ايه غيران ؟
لطالعها أدهم و يتدارك نفسه و هو يجيبها بقسوة و هو يقترب من أذنها و يهمس لها .
= اغير على مين ؟ عليكى ؟؟ اكيد لا بس انا بنبهك علشان العباية دى مخليكى كبيرة فى السن و مبينه انك تخينه فعلشان كده بنبهك و انتى حره .
ليبتعد عنها أدهم و ينظر الى عينها هو يعلم انه قسا عليها فى كلمات و لكن يعلم ان طريق الرجعه بينهم اصبح مستحيل لذلك فعل يجعها هى ايضا تتأكد من ذلك حتى لا تعيش على امل كاذب فهو لن يعود ذاك الساذج الذى يغدقها بكلمات عشقه و فى المقابل يحصل منها على الجفاء ، و لكن عندما رأه الدموع فى عينها لم يتحمل و ابعد يده عن ذراعها و هرب بعينيه بعيدا عنها ، لتردف هى بصوت متحشرج .
= شكرا على النصيحه بس انا عجبنى شكلى كده .. تخينه ممكن نطلع بقى خلينا نخلص علشان معايا شغل فى المطبخ .
جز أدهم على اسنانه منها فهى تعلم جيدا انه يرغب ان تغير تلك العباية اللعينه التى ترتديها و لكنه سلك الطريق الخطأ معها ليهمس من بين اسنانه .
= اطلعى غيرى ام العباية دى الاول بعدين هنتزفت نروح لفيروز اوضتها .
لتنظر له سارة بتحدى هى تعلم انه يغار و بشده ايضا و لكنه لا يرغب فى الافصاح عن ذلك لا تعلم ما به او لما يعاملها بتلك الطريقه و لكنها لن تتهاون معه طلما اختار هذا الطريق لتفاهم بينهم ، لتقف على اطراف اصابعها و هى تهمس امام شفتيه .
= مش هغيرها يا ادهم لو عايزنى اغيرها قول انك غيران و انا هغيرها لكن غير كده مش مصدقك .
قبل ان تبتعد عنه احاط خصرها ليقربها منه لتستند هى بيدها على صدره و هو يقول بتحدى .
= انا قولت لك السبب بس انتى اللى واخده قلم فى نفسك بس حاضر هديكى سبب تانى يمكن ينفعل معكى و تقتنعى .
لتهمس له هى الاخر بابتسامه .
= و هو السبب ده بقا الل....
لم تكمل حديثها من الصدمه التى تطالع بها ادهم و عبائتها التى قام ادهم بتمزيق مقدمتها حتى ظهر رقبتها و عضمة التريق و جزء و صدرها امام عينيه التى تنظر لها بتحدى ليهتف هو بابتسامه جانبيه منتصره .
= انها مثلا مقطوعه و مش هينفع تتلبس .
لتردف سارة بزهول .
= انت قطعت عبايتى ؟؟
ليبتسم أدهم على مظهرها المصدوم من فعلته ليهتف ببراءه زائفه .
= تؤ دا انا كنت بس بعدل لك اللياقه و هى علشان قماشه مش كويسه مستحملتش و تقطعة يلا روحى غيرها .
لتهتف سارة بصدمه .
= ادهم انت انت ...
لا تعلم بماذا تصف؟ فعجز لسانه عن وصفه فأدهم لم يكون طفوليا بتلك الطريقة ولا طائش لا تعلم ماذا حدث له و خاصةً معها يتحول الى شخص اخر لا تعلم من هو ، لم تشعر بنفسها انه قد سحبها خلفه ليصعد بها الى اعلى باتجه غرفة التى تمكث بها و فتح الباب و دفعها الى الداخل بهدوء و يتجه هو الى الدولاب الخاص بها و يخرج لها عباية رقيقه واسعه بعض الشئ و قام بوضعها بين يديها و هو يهتف .
= يلا روحى غيرى بسرعة علشان نروح لفيروز علشان الحق الروح للمحامى متتاخريش .
تركها ادهم و غادر الغرفة و اغلق الباب خلفه و تركها فى صدمتها ، لتفيق من صدمتها من تصرفاته على صوت اغلق الباب فمنذ متى يترك لها أدهم المكان حتى تغير ملابسها لتتنهد بتعب من هذا الأدهم الجديد عليها و تتجه لتغير ملابسه حتى لا تتاخر عليه ، لتمر بضع دقائق و كان أدهم و سارة يجلسون فى غرفة ليث و فيروز ، حيث تجلس سارة بجوار ادهم و تجلس امامهم فيروز الذى يستمع اليها ادهم بانصات تام و هى تقص له ما حدث معها هى و ليث و كيف وقع ليث فى تلك المكيدة .
ليتنفض أدهم من  مكانه و نهض بعصبيه و هو يهاف بغضب و اظلمت عينيه بظلام دامس و قال بصوت هادر قد أسرى الرعب فى أوصالها حتى سارة ارتعبت منه و هى تنهمر دموعها على ابنها الذى غدروا به .
= يا ولاد*** رميتى ولدى فى السجن فى جريمه معملهاش علشان تاخدى بتارك منه مادام عايزين تاخدوا بالتار ليه وافقتوا على الصلح من الاول ليه وافقتى على الجواز لا و كمان خلفتى منه علشان منشكش للحظه انكم لسه بتخططوا ازاى تاخدوا بتاركم منه .
لتردف فيروز بحرقه و الم و حقد و هي تنظر في عينيه بغل .
= شوف انت ازاى محروق على والدك متخيل احنا حسينا بايه لما قتلتوا اخويه اللى مليش غيره و خلتونى انا و امى ملطشه للى يسوى و اللى ميسواش لا مكفش ابنك اللى عمله فى اخويه كمان يكمل عليا انا كمان ياخى اتقى الله اللى مترضهوش لنفسك و عيالك مترضهوش لغيرك .
ليهتف أدهم بجديه و هو يطالعها بأستغراب و مازالت معالم الغضب مرسومه على وجهه و هو يسألها بحده .
= قوليلى ايه عمل فيكى ليث و انا اجيبلك حقك منه بس مش تاخد حقك منه بالطريقة الزباله دى مهما عمل هو ميستهلش منك كده انتى من يوم ما دخلتى بيتى و انا بعتبرك زى بنتى و لو جيتى اشتكتي لى منه كنت هجيبلك حقك منه .
لتنظر له فيروز بسخريه و هي تهتف بحقد .
= كداب مش هتقدر تجبلى حقى .
ليردف أدهم بتساؤل و هو يضيق عينيه بشك و هو يتغضى على قلة ادبها معه و هو يردف .
= ايه عمل ؟
لتجيبه فيروز بقهر و حرقه و الم و هي توزع نظرات بينهم نظرات محمله بالألم و النفور و الحقد .
= عايز تعرف ابنك عمل فيه ايه؟ اغتصبنى ابنك اغتصبنى هتجبلى حقى منه هتعمل مع ابنك زى ما عملت فى ابن عمى لما اغتصب بتك اكيد لا يبقى متلمنيش على اللى عملته فيه .
صدم أدهم من تصرف ليث لم يكن يتوقع ان يفعل ابنه ذلك يعرف ان ليث متهور و يفقد اعصابه و لكن لم يكن يتوقع انه اخد حقه من زوجته بهذه الطريقه فهو بالتأكيد لم يفعل ما تقوله قبل الزوج لان ليث لم يكن يعلم من هى حتى فى المرة الواحدة التى صدف بها و عكسها لم يكن يعلم انها اخت حامد ليحدث بينهم الخناقه و تنتهى بقتل حامد على يد ليث حتى عندما سأل ادهم ابنه انه بالتاكيد يعلمها هى نفسها تلك الفتاة التى عكسها فنفى ليث و هو يقسم انه حتى لم يراه وجهها هو فعل ذلك عندما علم انها من عائلة حامد الذى لا يكف عن مضايقه فتات عائلتهم لذلك اراد ان يرد لها صاع على طريقته مادام الخناق لا يجدى معه فى كل مرة ليتنهد ادهم بتعب و هو يوجه حديثه الى فيروز .
=أنتى عايزه ليث يتعدم علشان تحسى انك اخدتى تارك ؟؟
فيروز نظرت الى أدهم و لم تتحدث ، ليهتف ادهم و هو يركز عينيه عليها .
= لو هى دى الطريقه اللى عايزه ترجعى بيها حقك منه انا مش هطلعه و هسيبه يتعدم فقولى عايزه ايه ؟ انا لما طلبت ايدك لابنى من اول ما دخلتى بيتى و انا بعتبرك انت و مهره بناتى زى ماسه و اللى مقبلهوش على بتى مش هقبله على واحدة فيكم فقولى انت عايزه ايه؟
لتنتحب فيروز و تبكى و دموعها تسقط بغزارة تحرق وجنتها و هي تهتف بحزن و قله حيلة و بعض من الحب الذى اظهرته لهم .
= مش عايزه ابنى يبقى يتيم .
أدهم نظر لها بابتسامه و جذب سارة الجالسه تبكى فى صمت لا تعرف ماذا تقول فهى عاشت ما توصفه فيروز هى ايضا تم اغتصابها و عندما تحدثت فيروز سرحت سارة فيما حدث معها من زمان ، ليردف أدهم بهدوء و جديه و هو يدلف للخارج مع زوجته و هو يحاول ان يفهم ما بداخل فيروز اتجه ابنه و لكن لم يظهر لها ما يفكر به و هتف بهدوء .
= هعمل اللى انتى عايزاه ، يلا بينا .
لم يجد رد من سارة فامسك بيدها و خرجوا من عند فيروز و ذهبوا الى غرفتهم ، اجلسها أدهم على السرير و هو ركع امامها ، فهو يعلم بما تمر به و بما تشعر الان فهي تعرضت لصعقه مما سمعته و ارجعتها لذكرياتها السيئة التي عاشتها قديما ، فلما لا يشعر بها ولا يقرإ أفكارها و هي هوسه و عشقه فهي حب طفولته و ثمره حبه التي كانت تكبر امامه ، ليشعر بالحزن عليها و قلبه يتمزق لألامها ، ليبتلع ريقه بصعوبه من رؤيه دموعها و عيونها المتألمة ، ليتابعها بألم و داخله براكين تثور فهي مؤخرا أصبحت تتلقى الصدمات و القسوة من الأغلبية و أولهم هو لقد تحملت فوق طاقتها و فوق قلبها  فهو خائف و مرتعب أن يصيبها مكروه أو تتدهور صحتها ، فكيف سيتحمل ألامها فهي توأم روحه ، يالله الطف بنا ظل يكررها بعقله ، ليهتف أدهم باسم ساره مناديا بحنان و حب و هو يضم كفيها بين كفى يديه ليخرجها من شرودها .
= سارة سارررة .
سارة نظرت له بوجع و دموعها مازالت تتسقط لينهض أدهم و يجذبها لحضنه هو لم يتحمل ان يراها بهذا الشكل و أخذ يهدأها و يطمنها انه معها ليربت أدهم على ظهرها و هو يضمها بقوة ليدفنها داخل احضانه و يبثها الأمان و هو يهمس باذنها بحب و حنان و اطمئنان .
= حبيبتى خلاص اهدى انا معاكى متخفيش .
سارة شدت على حضنه اكثر و ازاد بكائها ، ليهتف أدهم و هو يمسح على شعرها بقلق عليها و حب و حزنا على دموعها .
= خلاص يا سارة علشان خاطرى كل حاجه خلصت خلاص .
لتردف سارة بصوت مبحوح إثر البكاء و شهقاتها الطفوله تملئ الغرفه و تمزق انياط قلب إدهم الذى يشدد على احتضانها ليبث لها الأمان .
= ليه انا بيحصل معايه كده ؟ ليه بيحصل مع عيالى كده ل....
ليقاطها أدهم هامسا لها باطمئنان و حنان و هو يقبل كفيها بحب و يمنعها من الاسترسال اكثر و هو يغمغم .
= هششش استهدى بالله احنا مش هنعترض على امر ربنا ، عيالنا و الحمدلله بخير و ان كان على ليث ده درس ليه بس و متخفيش انا هطلعه منها و نرجع زى الاول .
لتردف سارة  بحزن و ألم  و دموعها تتساقط بكثره من عينيها التى تطالعه بقهر و الم .
= مفيش حاجه هترجع زى الاول ولا انا ولا انت ولا حتى عيالنا .
سارة بتبتعد عن حضن أدهم و هي تطالعه بأعيننا مننطفئه و ميته و روحا تائهه و قلب منكسر فهي لم تعد تتحمل كل ما يحدث و خصوصا منه فهو سندها و أمانها ، لتهتف سارة بنبرة منخفضه مستهزئة و هي تبعد عينيها عنه تدور بها بأنحاء الغرفه .
= روح شوف اللى وراك معلش علشان ازعجتك يا ابن عمى .
أدهم نظر لها باستغراب كور ادهم  قبضه يده بشده منعاً لنوبه غضب من حديثها الذى تقطع به علاقتها به و كإن ما يربط بينهم ليس الإ انهم ابناء عمومه واحدة ليجز على اسنانه و هو يهتف باستنكار و ذهول .
= ابن عمك ؟؟؟ و ايه ازعجتينى دى انتى مراتى ولا نسيتى .
لتردف سارة بحنق و حده و هى تبتعد عنه فى جلستها و تعتدل حتى تصبح فى مواجهته و هى تغمغم بحده .
= شكلك انت اللى نسيت انك طلقتنى .
ليبتسم لها أدهم بحب و هو يردف بجديه بهدوء .
= ورديتك لعصمتى .
لتطالعه سارة بامتعاض و هي تهتف بتساؤل .
= و ده من امتى ان شاء الله .
ليهتف أدهم بحنق و هو يرفع حاجبه الأيمن بأستغراب من ردودها الذى يظهر له عدم رغبتها فى العودة الى عصمته من جديد .
= دلوقتى فى مشكله .
لتهتف سارة ببرود و لامبالاه و هي تشيح بيديها و هى تكتم حنقها منه و تصرفاته فكيف يتصرف هكذا بدون ان يأخذ رأيها يقترب وقت ما يريد و يبتعد وقت ما يريد و هذا ما زاد من حنقها الذى حاولت عدم اظهاره له و هى تهتف ببرود .
= مش هتفرق .
ليطالعها أدهم بذهول و هو يضيق عينيه و يهتف بتساؤل .
= قصدك ايه بانه مش هتفرق ؟
لتهتف سارة مغيرة الموضوع بدون اهتمام .
= ولا حاجه ، هتعمل ايه دلوقتى علشان تطلع ليث .
ليطالعها أدهم لدقيقه و هو يحاول ان يضبط انفعالته ليجيبها بهدوء و اطمئنان .
= متشغليش بالك .
لتهتف سارة باستنكار و هي تحدق به بحدة فها هو يعود مرة اخرة الى تهميشها لتقول بحده .
= ايه هو اللى مشغلش بالى انا عايزه اعرف ايه هتعمله ده ابنى زى ما هو ابنك مش واحدة من الشارع بتسألك .
لينظر لها أدهم بهدوء و يتنهد بقوة و يعتدل فى جلسته ليردف بجديه و هو يوضح لها ما ينوى ان يفعل .
= هدور على الزفت اخو محمود ده واجيبه علشان اثبت ان ليث مقتلهوش علشان شهدت فيروز مش هتفيد لواحدها .
لتردف سارة متسائله بأستغراب .
= هتعمل كده ازاى طيب و الجثه اللى لقيها البوليس دى جثة مين ؟
ليجيبها أدهم و هو ينظرلها بشرود و يهتف بحيرة .
= معرفش بس الجثه على كلام فيروز بتقول انها وشها محروق .. انا اللى مش فاهمه ازاى البوليس لما وصل ملقيش فيروز هناك مع ليث .
لتردف سارة بتساؤل .
= ليه مسألتهاش كنت عرفت منها الاجابه على سؤالك ؟
ليتنهد أدهم و هو يجيبها بثقه .
= مش هتقول حاجه .
لينهض أدهم و يتجه الى البلكونه الخاصة بغرفته فوجد محمد و جورى يلعبون مثل الاطفال لتتبعه سارة عندما لحظة تركيزه على نقطة ما فى الخارج و عندما عرفت الى ما ينظر هتفت بغيره و حنق و هي تطالع جورى باستنكار .
= البت دى هتفضل قعده هنا لغايه امتى ؟
أدهم نظر لها ببرود مثل ما فعلت معه و هو ليردف متسائلا ببرود .
= مش هتفرق معاكى ولا ايه ؟
لتنزلق سارة بالحديث من غيرتها ثم تتلاحق نفسها و هي تهتف بنبره منخفضة .
= لا يفرق انا مش عايزها تقرب منك.. من محمد .
أدهم بيقرب من سارة و يحجزها بينه و بين الحائط ، و هو يطبق على خصرها و الأيد  الأخرى تحجزها على الحائط لتحاول الابتعاد  عنه فهي تكاد تنفجر من الخجل من قربه المهلك لها و سارت القشعربرة في جسدها إثر لمساته لها ليبتسم بحب و اتساع على خجل معشوقته منه الى لآن الذي لا يقل مهما مرت بهم السنوات ، ليبتسم أدهم بمكر و هو يطالعها بنظرات شقيه و يهتف بخبث .
= من محمد برضوه .
لتومأ سارة برأسها و هي تردف بتوتر و تلعثَم  و نظرات زائغه و قد تلطخت وجنتيها باللون الأحمر القاني .
= ايوه .. ابعد كده فى ايه ؟
ليميل أدهم برأسه و هو يقترب منها بشده لا يفصلهم الا انش واحدا و هو يهمس لها بجوار اذنها بحب و اشتياق و هو يطالع ملامحها بلهفه و جنون و هو ينسى كل ما كان يحدث نفسه انه لن يضعف امامهم مرة اخرى و انه لن يترجا حبها ولا لا تبادله و لكن الآن تبدلت كل هذا بقربها و اصبح قلبه ينتفض لوجدها بجواره بهذا الهدوء المهلك له .
= وحشتينى .
كنت سارة مغمضه العينين عندما اقترب منها أدهم ف ابتسم لها و هو يهمس لها بخبث و استفزاز و هو يبتسم باتساع و شقاوة .
= مغمضه عنيكى ليه ؟ مش هبوسك .
سارة فتحت عيونها بغضب و ازاحت أدهم بقوة جعلته يخبط بظهر فى سور البلكونه بقوة جعلته يتأول لاصطدام بمكان عمليته فهو لم يكن يتوقع هجومها هذا بينما هى لم تبالى له و دخلت الى الغرفه بغضب و ضيق من نفسها فى هى تذكرت كلمته لها فى بدايه زواجهم فى موقف مشابه .
Flash back
كان فى فترة اكتشاف ادهم ان سارة لم تكون بنت بنوت فأخذها و سافر بها الى الغردقه و كان يعاملها معامله سيئة .
استيقظ ادهم على اذان الفجر و وجد ان ساره مازالت مستيقظه و بدون اى حديث اتجه الى الحمام لكى يتوضى و يصلى و اتجه الى الجامع المجاور الى تلك الغرفة التى يمكثون بها ، ليعود بعد الشروق و احضر معه الفطار مثل كل مره يخرج بها ، ليهتف أدهم و هو يضع الطعام على المنضدة الصغيرة .
= خدى حضرى الفطار .
لتنهض سارة و تتجه الى الطعام الذى احضره لتقوم بتحضيره له ، ليتناول ادهم فطاره بهدوء على غير العادته فى الايام السابقه و هى ايضا فطرت و لكنها كان فضولها يقتلها لكى تعرف لماذا هو لا يتحدث؟ لتقوم بجمع بقايا الفطار فى حين هو كان جهز نفسه و يرتدى ملابسه متكونه من جلباب اسود و لف على رقبته شال (كوفيه) ابيض كان طالع وسيم و تعطى له هيبه و غموض مختلف عن البنطالون و القميص حين يرتديهم ، لم تستطيع سارة ان تتحاول اكثر لتقترب منه و هى تهتف بتساؤل و قلق مما يخفيه فهى تشعر انه الهدوء الذى يسبق العاصفة لتقول بفضول .
= مالك ؟؟
ليجيبها ادهم  بضيق و برود .
= مالى ما انا زى الفل اهينى .
لتهتف ساره بحيرة و استغراب و هي تنفي بشده .
= لا على غير العاده ساكت و مش بتضايقنى .
ادهم قرب منها و هى بترجع حتى صدم ظهرها بالحائط الذى خلفها ليقترب منها أدهم بخبث و هو يهتف بلؤم .
= و إنتى مضايقك سكوتى ليه ؟
ليقرب ادهم وجهه من وجهها و هو يكمل همسه .
= ولا يكون وحشك صوتى مثلا .
اقترب منها اكثر حتى اصبحت شفتيه على وشك تلمس شفتيها لتعتقد ساره ان ادهم سوف يقوم بتقبيلها لتغمض عنيها باستسلام و لكن ادهم ابتعد عنها و نظر لها و هى مغمضه و اقترب من اذنها ليهمس أدهم في اذنها باشمئزاز و حقد و هو يقول .
= مكنتش فاكر إنك رخيصه كده و بكلمه تسلمى .
ابتعد عنها و ساره فتحت عنيها بصدمه و هى تلعن نفسها على استسلمها له و هى قد صعقت من حديثه الجارح و تردف بقهر و صدمه .
= انت بتقول إيه انا م...
ادهم قطعها و هو يجلس و يقوم بوضع ساق فوق الاخرى و هو ليطالعها بغل و هو يردف بنبرة امره و حاقدة .
= تعالى امسحى الجذمه و بس رغى .
لتقف ساره فى مكانها متجمده فتره و هى لا تصدق ما يحدث معها ليهتف بها ادهم بعصبيه و سخريه و هو يطالعها باشمئزاز .
= هتفضلى متنحه كده كتير اخلصى و ابقى فكرنى اديكى صوره ليا مادام عجبك للدرجه دى .
لم تعلم ساره كيف ترد عليه من الصدمه و بذهبت بقهر و هى تجلس اسفل قدمه و تقوم بمسح حذائه الذى يضعها فى وجهها ، لتهتف ساره فى نفسها بغضب و عصبية .
= اصبر عليا يا ادهم و يعدى كم شهر كده و هوريك إزاى تعمل فيا انا كده اما خليتك ما تقدريش ترفع وشك من الارض ميبقاش اسمى ساره .
فى حين كان ادهم كان يتأملها و يحاول ان يكره نفسه فيها و يموت حبها فى قلبه بعد فعلتها و لكنه لم يستطيع فهو ليس له سلطان على قلبه ليهتف أدهم بحدة و شراسه بها .
= لما نوصل متفتحيش خشمك مع حد و وشك ده حطى اى هباب يدارى اللى فيه .
ليقرار بعدها أدهم ان ايام تعذيبها الانفرادى قد انتهت ليعودوا الى ديارهم فى محافظة قنا مرة اخرى .
Back

اعتقدت سارة ان ادهم الآن ابتعد عنها أيضا لآنه مازال يراها خائنه و رخيصه ، دخل أدهم الغرفه فوجدها تمسح دموعها بقسوة كإنها تعاقبها على نزولها جلس أدهم على الكرسى المقابل لسرير امامها و هو ينظر لها بندم و هو يهتف بحزن و ضيق و يوضح لها .
= مش قصدى اللى بتفكرى فيه ده .
نظرت له سارة بعدم فهم و ضيق فأدهم يحفظها أكثر من نفسها و يعلم ماذا تفكر الآن و كيف لا يعرف و هى حب طفولته و صباه و حتى و هو كهل ، ليهتف أدهم بحزن و حب مختلط بقهر  و عينيه تدور على ملامحها بألم .
= انتى مش هتسامحينى ابدا على اللى حصل زمان حتى بعد العمر ده كله لسه فاكره .
لتهتف سارة بسخريه و هي تنظر له بتهكم .
= افتكرك ايه يا بصله و انتى كل قطمه منك بدمعه .
ليهتف أدهم  متسائلا بحزن و هو يستشعر عدم رغبتها به ليتسلل اليأس الى قلبه و هو يقول .
= عايزنى امشى .
لتردف سارة  بحنق و تساؤل و هي تحدق به بأستغراب .
= هو فى ايه ؟ مالك ؟ ما انت كنت مش طيقنى ايه اللى حصل رجعت بتعملنى كويس من تانى ليه ؟
ليجيبها أدهم  بهدوء .
= لازم يكون فى سبب .
لتهتف سارة  بسخريه و هى تجيبه .
= زى ما كان فى سبب انك تبعد .
ليردف أدهم  بحب و هو يروغ فى الاجابه .
= يمشى معاكى وحشتينى .
لتصرخ به سارة بعصبيه .
= أدهممممم بطل طريقتك دى فى ايه ؟ انا م....
جذبها أدهم لحضنه بقوة و هى تحاول ان تبعده عنها و لكن لا تقدر ولا تفهم تصرفات أدهم ، ليهمس لها برقه بجوار أذنها و بحب و حزن و اشتياق مشاعر مختلطه لا يعلم كيف خىجت جميعها فى حديثه بتلك الطريقة .
= لو جرالى حاجه سامحينى على كل حاجه عملتها فيكى بحبك .
ختم كلامه بقبله أسفل أذنها ، فهو يعشقها بجنون و يقرأ أفكارها و يعلم عدد نبضات قلبها فهي عشقه الأول و الأخير معشوقته و ملكته و غادر الغرفه بسرعه بدون ان ينتظر رد فعل سارة و هو يتمنى أن يعودوا معا جميعا و يعيش معها بحب و أمان و سعادة مثل قبل ، و عندما فاقت سارة من شرودها لتجحظ عينيها من الصدمه و  ركضت خلفه و هى تنادى على اسمه بخوف و فزع و بصوت هادر حتى تمنعه و لكنه كان قد غادر تملك سارة  القلق و الخوف ، و هي تكاد يغشي عليها قلقاً و فزعا  مما يحدث مع معشوقها فهو ملك قلبها مهما يحدث منه لها ، ليدق قلبها بجنون و يكاد يخرج من قفصها الصدري و هي تدعي و تتضرع إلى الله أن يحمي لها حبيبها و زوجها و دموعها تنهمر بشده و انفاسها متحشرجه ولا تقوى على التنفس لكنه تعلم و على يقين أن الله ارسل رحمته عليها و لن يكسرها قلبها و سيعود معشوقها بسلام ، لكن لماذا قال هذا الكلام، ماذا يعني!!؟ هل به شئ ام يخفي عنها شئ سئ اخر لا تعلمه ، لتحدث ربها بأنها تستطيع  تحمل أي ألم و حزن لكنها لن تستطيع مفارقته و هي تذرف دموعها كامطار ، فقربه المهلك و الموجع لها افضل بكثير من بعده عنها .
يتبع .
******

رواية فى عشق القاسى { قلوب صعيديه الجزء الثالث } مكتملةWhere stories live. Discover now