خائن تحت التخدير ( التنفيذ الأول )

146 15 3
                                    


«صلي علي شفيع الأمة، ثم ابدأ بالقرأة»
 

الحاقدون بِكُّل مكان أحيانًا يُصيبون الهدف واحيانًا لا، ولكن الأكيد أن اللهُ العادل المُنتقم سيُظهر الحق، وسيعاقب الظالمون مهما افسدو في الأرض يومهم اتيٍ لا مُحال.

خرج مِن دورة المياه يتمتم بضيق قائلًا للذي ماذال يدق الباب مِن الداخل: « استغفر ﷲ العظيم يارب ايه الحمام المقرف دا انت مقولتش ليه إن مفيش فيه مايه وسيبني ادخل عادي »
اجاب فارس مُقتضبًا:« هو انا لحقت ادخل انا يدوب شفت منظر الحمام وجيت اغسل وشي ملقتش مايه خرجت علطول ياذكي ومن ساعتها بَرزع في الباب قدامك وامنا الغولة دي مش راضية تفتح ثم ايه يجبرني اقولك جرب بنفسك.
انفتح الباب حينما انهي كلامه مما جعله يتراجع للخلف بخوف مِن نظراتها المتوعدة هل يترا استمعت لنعته اياها بأمنا الغولة.

صرخة انجلت مِنها عندما هبطت تلك الصفعة علي وجهها لتدفعها للخلف مِن شدتها رمقته بخوف قائلة:«ماذا فعلت أنا!؟»
رشقها بعينه المُخيفة بغضب:«مبتنفذيش بطيئة قاعدة بتتسلي بعد مأخدتي الفلوس الـ انا اتكرمت وادتهالك حتي قبل التنفيذ وانتِ بالمقابل بتستغفليني مفكراني هسيبك كدة من غير مُراقبة!
جاوبته بقشعريرة صادرة مِن فمها الذي نزف اثر الصفعة:«أني أفعل ما بوسعي لتقرب مِنه ولكن يبدو انه لا يستجيب لي اذن ما ذنبي!؟»
قال شادي: «انك غبية، والفلوس ترجعلي تاني والا اقسم بالله مهترجعي بلدك تاني لأنك هتتدفني هنا.»

قالت بذعر، وأعين جاحظة:«لا لا اعطيني فقط فرصة واحدة وسوف اُفعل ما امرتني به.»

زفر بضيق قائلًا:«بكرة.. بس بكرة اخر فرصة ليكي سامعة ياروشين.»
قالها وغادر تاركًا ايها تُفكر بخطة مُحكمة يجب تنفيذها غدًا والإ سوف تكون هي علي شفا حفرة مِن الموت.

وقف كُلًا مِن فارس، وأنس يزفرا بملل بالطابور المُصطف أمام الحمام الوحيد بالمنزل الذي تتوفر به المياه، وكان امام فارس فتيان مِن الثلاث المتواجدون معهم كانو يتحدثون معهم بسخرية واستفزاز بأصواتهم المزعجة، اما الذباب الذي كان يعم ارجاء المكان كان اكثر ازعاجًا مِنهم زفر أنس مُحدثًا فارس:«لأول مرة احس إن ازعاجك ارحم مِن المعاتيه دول»
لم يجيبه فارس بصوته لكن اجابته جائت علي هيئة حديث داخلي يقول اما أنا فقد شعرت حجم ما كُنت افعله بك!

جلست ترتب الكُتب المُتناثرة بكل مكان بغرفة فارس ابتسمت بخفوت وسخرية من يرا الغرفة هكذا يقسم ان هذا الفتي يلتهم الكتب مُذاكرة إتجهت كذلك لغرفة أنس وجدتها مُرتبة عدا بعض الأقلام المُتناثرة علي المكتب اخذتها لتضعها بالدرج كادت تغلقه حتي لاحظت ظرف كبير وكأنه مُستند لتخزين او ما شابه قلبته يمينًا ويسارًا يبدو عاديًا لا بأس مِن فتحه لذا اخذت في فتحه قبل ان تجد مجموعة من الصور القديمة للعائلة وصورهم مع أنس مُنذ الصغر ومن بينهم صورة قد اللتُقطت لثلاثتهم قبل مغادرة سعد مُنذ زمن طويل كانت قد بحثت كثيرًا عَن تلك الصورة عندما اخذت كُل ذكرة مُتعلقة بهم مِن اللعاب، ودفاتر وارواق رسم قديمة عدا الدفتر الصغير الذي كانت ترسم به مع ساهر قبيل رحيل سعد ايضًا والذي ضاع مِنها مع حشود الأطفال بالملجأ وهو ما لم تستطع ان تجده بعدها، واذا بعد تلك السنوات وجده انس ظنت انها اخذت تلك الصورة، وهي بلفعل اخذتها كيف وصلت له مرة اخري؟ قررت تركه وسؤال انس عنه فيما بعد قريبًا سيأتو فقد اشتاقت لهم بمرور هذا الأسبوع المُملل الطويل دونهم.

رُفقاء الملجأ " الرابطة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن