قلوب مترابطة

272 28 4
                                    

‏"علمتني سُورة يوسف: أن الجبر الإلهي إذا تأخر لا يأتي عادياً أبداً."

وقفت فتون، وسارت قليلًا لكنها شعرت انها تتأرجح، والرؤية مُشوشة أمامها شعرت بـ ألم بـ الرأس، وبعض الزغلله بـ أعينها
أحست بأن رأسها ثقيل، وأن جفون عينيها تهبط، ولم تشعر بشئ بعدها سوا بعض الهمهمات، وبعض الحركات رأت مرة قبل الأغماء سيدة قادمة اتجاها، ورأت منذ قليل نفسها بممر، وهناك من هم يركضون جانبها كان أخَر ما رأت، وجهه الذي حفر معالمه في ذكرها جيدًا

بممر بستشفي الشرطة يقف، ثلاثة علي لهيب من نار ينتظرون الطبيب، وعندما خرج أتجه ساهر إليه قائلًا: خير يادكتور؟
قال الطبيب:«خير ان شاء الله بسيطة عندها نسبة أنميا، وضعف عام محتاجة تتغذي، وهتبقا زي الفل، واضح من هذلان جسمها انها مش بتاكل عمومًا انا ركبتلها محاليل حديد، وتغذية، وربنا يقومها بسلامة عن ازنكم.»
تقدم ساهر إتجاه سعد قائلًا:«ايه الجابك مش هنطول كلام كتير في الموضوع مش هفضل اقولك أمشي.»
قال له سعد ببتسامة:«بسيطة متقولش ياحبيب اخوك»
أبتسمت مـي علي تهجم، وجة ساهر اثر كلامات سعد، اتجه ناحية غرفة فتون القابع أمامها رجلان من الشرطة سار ساهر خلفه أوقفه قائلآ له:«رايح فين انت مش هتدخل علي جثتي»
ذهبت مي خلفه قائلة:« مش وقته ياساهر سيبه»
نظر لها بغضب قائلًا:«أسكتي أنتِ»
شهقت بغضب اكبر منه كيف يصيح بها هكذا امام الشرطيان!؟ و سعد قالت لشرطيان وهي تشير لـ ساهر، وسعد: الأتنين دول خدوهم من هنا ياباشا انا سمعتهم بيفكرو ازاي يهربو المريضة الـ جوا أندهش سعد، وساهر من ما قالت ناظرين لبعض بستنكار ،وتعجب ذهب الشرطيان لشابان طاردين لهم خارج المشفي رفعت حاجبها قائلة:«فتون تعبانة، ومحتاجة ترتاح صفو خناقتكم برا محدش هيدخل غيري ثم دلفت الغرفة، واغلقت الباب.»

بالخارج، وقف سعد، وساهر في مواجهة اخري قال ساهر:«أنت عاوز ايه وعرفت الـ حصل أزاي؟»
_«قبل سبني اتولي القضية، وبعدها نتكلم.»
_«مستحيل ودا حوار مفروغ مِنه، وانا بدور ع المحامي المناسب»
صمت سعد قليلًا وأردف:«مش هتلاقي.»
أعتدل ساهر في وقفته قائلآ:«وانت ايه الـ عرفك أنت السبب صح أنت ليك أيد في البيحصل زي منتا بردو الـ خليت كريم ينسحب
تنهد سعد، ووضع يده بجيبة وأردف:«مجبرتش حد هما شايفين ان القضية صعبة»
_«وأنت بقا الـ شيفاها سهلة، وهتخرجها»
_«أنا مقولتش انها سهلة لكن انا الوحيد الـ عارف هعمل أيه كويس»
فكر ساهر قليلًا لم يتبقا سوا أقل من أسبوع علي الجلسة القادمة وتمتم قائلًا:« وأنا ايه الـ يخليني أثق فيك، وانت متستهلش.»
أخرج سعد يده من جيبة، وقال:«ببساطة لإن الجوا دي فتون!
أردف ساهر بسخرية:«دا علي اي اساس انك... صمت قليلآ
واسترسل: أنك مشيت، وانك مكنتش قد الوعد.
نظر سعد للأرض قليلًا، ووضع يده علي كتف ساهر قائلآ: دي حقيقه انا مكنتش فعلا قد الوعد بس صدقني لو عرفت الـ كان جوايا، وقتها مش هتلومني أنا فعلًا أسف، وعارف انها مش هتفيد بحاجة لكن..
قاطعه ساهر قائلًا: انا مش عاوز اعرف كان جواك ايه، ولا كنت بتفكر فيه ايه كل الـ أعرفه ان مفيش حاجة كانت تجبرك انك تعمل كدا عمومًا انا موافق بس بشرط تنهي القضية، وترجع مكان مكنت، وفتون ملكش علاقة بيها، ولا تتكلم معاها في حاجة خارج حدود القضية.
صمت سعد قليلًا، وشعر ان ساهر لن يوافق الا إن، وافقه هو لذلك قرر الموافقه، واتفقا علي ان يرحل بعد انتهاء الأمر!

رُفقاء الملجأ " الرابطة "Where stories live. Discover now