الـجار الجديد

139 15 0
                                    


عاد الألم مُجددًا وكأنّه يُخبرها أنها لن تنجُو منُه أبدًا.

وقف فارس أمام باب الحمام ينادي أمه بخوف وخلفه أنس يدقون علي الباب بعنف بينما كان سعد يحاول فتح الباب صاح بداليدا:« داليدا أرجعي ورا.»
ثم نظر لـ فارس وأنس، واسترسل حديثه قائًلا:«أرجعو لورا أنتو كمان.»
أردف أنس:«يلا هنسعدك في كسر الباب»
تقدم فارس قائلاً:«وانا كمان يابابا»
ليس الوقت المُناسب لمُناقشتهم وماذل صوت فتون يصدح من الداخل وتركهم يساعدوه ضربة ثم أخري وإنكسرا الباب دلف ليجد فتون في حوض البانيو تجدف بيدها بخوف ومظهرها يوحي بـ الرعب لمن يراها هكذا عانق أنس داليدا الباكية ووقف فارس يتطلع لأمه بخوف.
وضع سعد يده علي ذراعي فتون التي ماذالت تحركهم بهستريا وافرغ الحوض مِن الماء.
وهو يردد:«فتون فوقي، حببتي مفيش حاجة مفيش مايه انتِ كويسة وإحنا جمبك.
قالها مُعانقًا إياها بقوة عله يُهدأ مِن حركاتها قليلًا، ومن ضربات قلبها ربما تشعر أنه بجانبها فتطمئن.

عند مــي كانت تقوم بترتيب الملابس وكانت تُساعدها شهرزاد وهي تكوي ملابس المدرسة أردفت شهرزاد بِحماس:« انا مُتحمسة لبكرة أوي ياماما انا بحب المدرسة أوي»
أبتسمت مي بتذكر:« مش فاهمة طالعة لمين دا لا انا ولا باباكي كُنا بنطقها»
_«بصراحة عاوزة اشوف دنيا بنت ميس عزة الـ متفشخرة دايًما بِمامتها وإنها مُدرسة المادة الـ مفكرة انها اشطر واحدة فيها تخيلي ياماما السنة الفاتت كُنت كل مرفع إيدي أجاوب حتي لو مفيش غيري في الفصل مكنتش أبدًا تخليني اجاوب.
قالت مي تُجاريها:«هتلاقيها غيرانه منك طبعًا ياشوشو.»
انتبهت شهرزاد ونظرت لـ أمها:«ماما لاا بقا كام مرة أقولك بلاش تقوليلي شوشو دي مبحبهاش قوليلي زي مبيقولي بابا والكل "زاد" أنا مش فاهمة أزاي إنتِ وبابا إتجوزتم، وإنتم مش شبه بعض خالص.
تفوهت شهرزاد بتلك الكلمات بِتلقائية
توقفت علي أثارها مـي عما كانت تفعلة وأردفت بألم:«قصدك ايه»
أنتبهت شهرزاد لما قالته برغم كونها طفلة، ولكن عقلها ناضج بما فيه الكفاية لتعلم المسافة التي بين، والدها ووالدتها تلك الفترة شعرت أنها ربُما ضايقتها بحديثها تراجعت قائلة:«لا مش قصدي ياماما بس بهزر، انا هروح أشوف شنطتي»
فرت هاربة كما فرت الكلمات من فمها فاجأة، ولم تستطع إصلاح ما قالته وإن أصلاحتهُ لم يكن ليُشكل فارقًا فقد تلف القلب وذبل جفافًا.

في اليوم الثاني ذهب الأطفال إلي مدارسهم ليبدأ كُلًا عامه الجديد كما جاء ايضًا موعد سفر سعد، ولكن رشيد أخبره أن يستريح تلك الفترة جانب زوجته بعد أن علم ما حدث معاها وتلك الأزمات التي يمر بها أبنائُه، وصديقه ساهر ذو التصرفات الغريبة ايضًا وأخبره أن يكتفي بـ الأدراة هنا تلك الفترة حتي تهدأ الأوضاع وشكره سعد مُمتنًا.
وقُرب حضور الأولاد مِن المدرسة بهذا الوقت كانت مـي تلوم
فتون علي عدم مُمارستها أومر الطبيب الخاص بِمرضها أخبرها أن تواجهه خوفها بطريقة بسيطة مع مُساعدة  أحد يبقي جانبها حين تعتاد علي الماء مع بعض أدوية المُهدأ ولكنها رفضت وأخبرتهم أنها بخير ربما رفضت خجلًا فـ لا احد يخاف الماء أو أن تلك الظاهرة ليست منتشرة كثيرًا.

رُفقاء الملجأ " الرابطة "Where stories live. Discover now