"باقة ورد"

205 24 0
                                    

مساء يوم الثُلاثاء طرقات هادئة علي باب منزلها اتجهت صوب الباب لتظهر فتاة بشعر قصير يظهر أنه مصبوغ دلالة علي اللون الأحمر المُنتشر به ملامح وجهها هادئة عيناها سوداء قاتمة تضع مساحيق خفيفة إبتسمت لـفتون قائلة:«مساء الخير.»
بادلتها فتون الإبتسامة:«مساء النور أهلا»
تحدثت الفتاة قائلة:«أنا ملك عثمان زوجة شادي الجندي إحنا جيرانكم الجُداد في البيت ال قدامكم دا.»
قاطعتها فتون:«أه أنا أسفة بجد، هو انا سمعت فعلًا إن فيه جيران جديدة بس مخدتش بالي كان عندي شوية مشاكل ونسيت أرحب بيكم مُتأسفة إتفضلي جوا
أردفت ملك:« مرسي يامدام أنا بس كنت جاية أستفسر عن مكان اقرب مدرسة هنا، وتكون كويسة بما إنك ممكن يكون عندك أولاد في المدارس، وأكيد عارفة.
أومأت فتون برأسها:« أيوا فيه أتفضلي طيب هتفضلي واقفه ع الباب.»
دلفت ملك علي إستحياء وإتجهت بها فتون لصالون جلست
قائلة:«نورتي ياملوكة بجد لحظة وجاية»

إستأذنتها فتون بقت ملك تتطلع لأرجاء المنزل خمس غرف ظاهرين أمامها، وصالون واسع في مؤخرته تظهر سفرة متوسطة الحجم، بيت لطيف هكذا جاء ببالها.
ظهرت فتون حاملة صنية بها بعض المشروبات والكعك وأردفت أتفضلي.
قالت ملك:« تعبتي نفسك ليه بس يامدام»
ثم حمحمت قائلة:«بعتذر كل شوية بقولك يامدام أصلي معرفش أسمك.»
قالت فتون:«اشربي حاجة الأول وبعدين هقولك أسمي.»
أخذت ملك عصير برتقال وشرفت منه قليلًا شاكره إياها
قالت فتون:« بالهنا أنا يستي أسمي فتون النجار.»
جوزي سعد الشرقاوي»
أردفت ملك:«أه المحامي المُتخصص بقضايا القتل أسمع عنه تشرفنا بجد.»
_«الشرف ليا اني اتعرفت علي جميلة زيك، بالنسبة لموضوع المدارس إطمني هي شوية إجرأت بسيطة جدا هتخلص علي طول والمدارس جمبنا هنا مش بعيد»
قالت ملك:«المشكلة أننا جاين في نص الترم وكدا فاتها حاجات كتير.»
قالت فتون:« هو بنتك في سنة كام طيب.»
قالت ملك:«عندي بنتين ريم وضحي ضحي في ٣ثانوي وريم في ستة أبتدائي»
إبتسمت فتون مُتفاجأه:ايه الصدف دي أنا إبني أنس في ٣ثانوي وفارس أخوه في ستة بردو.
إندهشت ملك قائلة:«صدفة غريبة فعلًا»
قالت فتون:«حيث كدا بقا متقلقيش هتتعرف علي شهرزاد بنت صحبتي وكمان ابني فارس وداليدا وهيبقو صحاب ان شاء ﷲ» أردفت ملك:«طمنتيني بجد متشكرة جدا.»
جلست ملك معاها قليلًا ثم غادرت لمنزلها سعيدة.

بِمنزل ساهر وتحديدًا داخل غرفته هو ومـي قام بتزينها جيدًا قبل عودتها من عند، والدتها التي تزورها أسبوعيًا كما حضر بيده وجبه من السمك التي تعشقه مـي مع السلطات المُختلفة
جلس قليلًا ينتظرها مُستعدًا لمُفاجأتها من داخله قرر إرضائها يعلم أنه أصبح جاف معاها تلك الفترة.
بعد نصف ساعة تقريبًا أتت مـي تحمل روفان الصغيرة دلفت بها لـ غرفتها هي وشهرزاد وضعتها كما قفزت شهرزاد لسريرها ودثرت نفسها بالغطاء.
ضحكت مـي علي فعلتها، وغادرت الغرفة لتغير ملابسها
معالم الغرفة بالكامل مُعتمة أشعلت النور بضيق فـهي تكره الظلام الدامس هذا، ولكنها بالطبع تفاجأت بـ البلونات تهبط علي رأسها وساهر يحتضنها فزعت من تصرفه وأفلتت نفسها ونظرت له بندهاش هل فعل هذا حقًا هو من زين الغرفة هكذا، وعانقها لتوه! هل هذا ساهر لم يحب ساهر الرومانسية قط بل رومانسيته بنسبة لها أن يفاجأها بمقلب ما كعادته.
لتو كانت ستتحدث قاطعها هو مُظهرًا باقة ورد وقدمه لها.
وقال:«وحشتيني انا عارف اني كُنت مشغول عنك جامد متزعليش مني يامـي انا فعًلا بحبك.»
هذه الزهور التي قدمها لها وإستقرت بيدها أخذت تنبت زهورًا اخري داخل قلبها الذي بدأ ينبض ويتوهج من جديد وإزدهر وكأن ما فات قد مات الأن.
كم أنتِ غربية أيتها الأنثي تغضبين، وكأنك ستُدمرين العالم ولكنكِ تبكين فقط، تقولين أنك غاضبة وحزينة ولن تُسامحي قط ولكن كلمة لطيفة عِناق أو ربما إبتسامة تجعلك تنسين كل شئ
لا تتعجبي فتلك ميزة ميزك ﷲ بها أنتِ جوهرة، والجواهر تظل لامعة لا تنطفأ ابدًا وإن إنطفئت يأتي من يُزيل الغبار العالق بها لتتوهج من جديد.
إبتسمت له مـي، وعانقته وقالت:«مسمحاك، بس ينفع متعملش كدا تاني لإنك حسستني اني مش مهمة عندك»
رفع رأسها ملامسًا ذقنها وقال بندم:«أنا اسف لو كُنت حسستك الأحساس دا ياروحي»
وأكمل ممازحًا:«وعلشان كدا عملتلك اكلتك المفضلة وحتي لو مش جعانة هتكلي»
وأذال الغطاء عن الطاولة الموضوعة امامها إتسعت إبتسامتها بحب وقالت:«أنا أكلت أه بس اظاهر انك عدتني، وبقيت طفسه زيك ياحبيبي.»
قال:«طب ليه كدا طيب، يعني انا جيبلك ورد وإنتِ تعيرني يعني ماشي طب مش هتكلي من السمك وانسي الكلام الـ قولتهولك
إتجهت مـي بسعادة له وتسلقت ظهره كالقرد الأبله وقالت
_«حبيبي حبيبي ياسهورة هات بوسة انا بهزر معاك يابيبي»
قال ساهر الذي وقع علي السرير عندما تسلقت فوقه:« بيبي! سهورة! أنتِ مـي بجد اتعلمتي بيبي دي فين اعترفي؟»
قالت مي متذمرة:«قصدك ايه يعني يازفت اني بئية ومن حواري بوخرست؟»
واخذت تقول بدلع:«أنا أصلا ست راقيه ودلوعة كدا وفرفوشة انت بس الـ بتعصبني.»
قال ساهر:«أيوا هتاكلي الأكل دا ولا لا»
قالت:« لو مكنتش تحلف بس.»

رُفقاء الملجأ " الرابطة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن