لقاء القدر

2.4K 60 12
                                    

لُعبةُ الحظ دائمًا ما تتغير بين ليلة، وضحاها جرفني القدر الي طريق ظنته سعادتي التي لم أحظي بها مُنذ نعومة أظافري، وعندما بلُغت إكتشفتُ أن البدايات رائعة مُفعمة باللطف واللهو لكنها دائمًا ما تكون لها نهاية، وهذا ما حدث وسيحدث لنبدأ مُنذ الحدث الأول منذ بداية كل شئ مُنذ رؤية الرُفقاء.

تتساقط قطرات المطر تنهمر معها دموع الصغيرة " فتون" ذات الثامنة عامًا، وهي تسير أسفل المطر تُعانق جسدها الضعيف تُدثر نفسها بزراعيها لا تخشي البرد والمطر قدر ما تخشي الوحدة. شعرها الحالك السواد يغطي نصف وجهها أصبحت تركض من شدة المطر تبحث عن شئ تحتمي به لتجد شجرة صغيرة، ولكن لا بأس بها وقفت أسفلها ليتساقط رذاذ المطر مع الطمي الخارج مِن الشجرة عليها، وبينما هى ترتعد من شدة البرد.
وبِهذا التوقيت حيثُ هبطت قِطع ثلج لأول مرة فى السنة بِشكل مُفاجئ كان هَذان الفتيان يركضان بالمطر وهُما يضحكان كثيرًا بصخب وكأنهم مُستمتعين بِهذا الشتاء المُمز لهذا العام.

_«بسرعة يا"سعد" قبل متصحى البغبغان " سوزان " وتيجى تبص علينا متلاقيناش.»

_«وهو كان مين صاحب فكرة إننا نخرج نشتري حلويات!؟»

_«وانا كُنت هعرف منين انها هتمطر»!

ظلَ يركُضان سريعًا يتحاشان سقوط قطرات المطر عليهما، ماذلت الأخري جالسة لا حول لها ولا قوة خائفة ضائعة قلقة تتملكها جميع مشاعر الخوف، وضعت رأسها علي جذع الشجرة تبكي بصمت لتستمع الي صوت جعلها تذعر، وتقف تطلع ورائها لتجد ثلاثة كلاب يبدو علي محياها الشر مُستعدين للهجوم إبتعدت بخوف وبخطوات بطيئه، لتندفع الثلاث كلاب عليها هجومًا لكنها كانت الأسرع بالفرار ركضت وهي تصرخ بأعلى صوتها وهؤلاء الكلاب تنبح ورائها لكن تحت قطرات المطر القوية وذاك الرعد بالسماء تختفي جميع الأصوات، ومع نهاية الشفق وبداية غسق الليل حيث بهتت الروئية لتقترب مِن العتمة تفاجأت بأنها سقطت، ولكن ليس علي الأرض بل علي احدهم!
أتاها صُوته غاضبًا ووقف يُزيل أثر اتربة الأرض التى تحولت لطميٍ نتيجة الشتاء الذي اللتصق بملابسه، وقال:«مش تحسبي نيلتيني طينة»
لم تُعيره إهتمامًا، ووقفت سريعًا تُتابع رَكِضها ليتطلع ذاك الفتي ورائه ساببًا إيها
_«حتي معتذرتش!»
نظر ورائه مُتسائلًا لماذا تركض بتلك السُرعة أشار الفتي الأخر الذي كان معه خلفه وهو يبتلع لُعابه قائلًا

_«بص كدا وانت تعرف من ايه.»

إسترسل باقي حديثُه وهو يركض نظر الفتي الي مكان إشارة صديقه ليُسرع راكضًا وهو يتعلثم قائلًا:«كلاب كلاب لا...»
ولاذ بالفرار خلفهم بأقصي سرعته.
أصبح الثلاثه قَابلة بعضهم يركضون تنبح خلفهم الكلاب التى ابت ان تتركهم، نظر صبي من بينهم الي ذاك المنزل القديم ذي البوابه الحديديه وصاح قائلا:« بسرعه ادخلو في البيت دا.»
ادار الثلاثه أجسادهم مُتجهين الي ذاك البيت دلفو داخله، واغلقو الباب ورأهم بكل قوتهم ،ثم ولحسن حظهم كانت البوابة ذات قِفل مُحكم لم تستطع الكلاب الدلوف.
جلسو أماكنهم يلهثون بعنف ليصيح احدهم
_«كنا هنتقطع بسببك؛ ليه محظرتناش مِنهم؟»
قالت ببكاء ،وتعلثم:« انا اسفه كُنت خايفه»
_« انتِ مين»؟
_« فتون»
_«أيوه يعني عندك كام سنة شكلك صغيرة اوى!»
أخبرته انها تبلغ ثماني سنوات، اندهش سعد فكيف لفتاة بِعمرها ان يجعلها أهلها تخرج مِن المنزل الأن!
كما أخبرها الفتي انه يُدعي " سعد " ويبلغ إثنىَ عشر عامًا. وصديقه " ساهر" بعمر العشر سنوات صاح ساهر بمُزاح:«صحوبية مهببة»
قال سعد:« انتِ ايه المخرج بنت صغيرة كدا في سنك برا بيتها دلوقت!»
صاحت فتون باكيه:« نزلنا انا وماما نشتري حاجة وقالتلي إستنيني، وبعدين ببص لقتها مِشيت بالعربية معرفتش اللحقها»

رُفقاء الملجأ " الرابطة "Where stories live. Discover now