المُكالمة المجهولة

412 30 2
                                    

اللـــــــــه أكبـــــــــــر

«القاهرة التاسعة صباحآ"

كانت فتون تضع كُتبها بالحقيبة إستعدادًا لذهاب لـ العمل، وقفت أمام المِرأة في صالة السكن التي تمكُث بها هي و " مي " صديقتها، أصبحت فتون فنانة ديكور، وأصبحت مي مُحاسبة وشاء القدر لِيَلتحِقا بالعمل معًا، تلُف حجابها الأسود لفة بسيطة مع مُراعاة عدم إظهار خُصلة مِن شعرها الناعم ثُبتت الحجاب بإحكام علي وجهها المُستدير، وكان الحجاب الأسود علي بشرتها الخمرية يعطيها مظهرًا لطيفًا.
أغلقت الإسوار الأيمن من كم فُستانها الشيفون الطويل، وأصبحت جاهزة لـ الرحيل زفرت بضيق فكل مرة تأخرهم " مي " وتظل بِساعات ترتدي ثيابها صاحت:«انتِ يازفتة يا مي إنجزي الساعة 10 يابنتي مش لازم ميكب ياختي مقولنا حرام.»
_«خلصت خلاص صبرًا بقا أنا محطتش حاجة غير روج
بسيط وكريم.»
_«طب بس يلا، وبعدين الروج حرام أنتِ مُحجبه ياحببتي، والزينة للفت النظر، وإحنا مش عاوزين نجذب نظر حد، ونخليه ميغضش بصره، وياخد سيئات، وإحنا بردو ناخد سيئات فـ ليه؟»
ذمت مي فمها مُتذمرة قائلة وهي تأخذ منديلًا، وتُزيل أحمر الشِفاه مُرددة:«طيب حاضر»

"بمبني بسيط ترتفع لافته أعلاه تُسطر عليها تلك الكلمات"

" فرع التصالح المدني "

تدلف كِلتاهما أردفت فتون:« انا طالعه فوق أحط الأوراق دي في مكتب أستاذ "عمر " يا مي ونزلالك كدة كدة معنديش شغل كتير إنهاردة»
أومأت لها مي بملل وقالت:«روحي ياختي منا المتنيلة علي عيني في الحسابات شغلها مبيخلصش انا أيه الخلاني أدخل تجارة بس ياربي»

صعدت فتون الدرج ودقت علي الباب ودلفت للغرفة الأخيرة بالبهو الواسع لم تجد أحد، وضعت الأوراق علي المكتب مُغادرة لكنها توقفت عِندما سمعت صوت "عمر الشربيني" رجل بالعقد الرابع وقور وهادئ رجل بسيط لفظ اسمها قائلًا:«فتون تعالي يابنتي عاوزك.»
تقدمت فتون أمام المكتب بعد أن جلس عمر:« خير ياأستاذ عمر»
تحدث الرجل بصوته ذا البحه العاليه:« في مُنتجع ضخم في أُسترليا المسؤول عنه يبقا أبن أختي، وقررت أدخل معاه بمبلغ، ونشارك بعض هو جاي بكرة إن شاء الله، وهنقعد في إجتماع بسيط كده بس هتكوني معانا انتِ بتفهمي في الحاجات دي الديكورات والرسومات عشان هنعدل في المنتجع وهنطوره أكتر.
إبتسمت فتون:« تمام ياأستاذ عمر إن شاء ﷲ»
_«إتفضلي»
غادرت فتون المكتب، وعادت لـ مي تجلس معها يُثرثيران

قالت مي:«إتأخرتي ليه مش قُلتي هتودي الورق، وتيجي قصت فتون لـ مي ما حدث، وضعت مي يدها علي ذقنها قائلة:« أبن أخته غريبة»
نظرت لها فتون بدهشة:«إيه الغريب»؟
_«أصل الـ أعرفه إن أخت الأستاذ عمر مسافرة من فترة طويلة ومخلفتش ولاد أساسًا»
_«وانتِ عرفتي إزاي» قالتها وهي تُتدرك أنها علي أعتاب ثرثرة طويلة مِن طرف مي، وهذا ما حدث فقد نظرت لها مي وأحضرت كرسي وجلست أمامها مُحدقه بها:« انتِ فاكرة البت ريم عبد الصمد الـ كانت معانا في المدرسة، وإحنا صغيرين.»
صمتت فتون قليلًا وأردفت:«أسمع عنها من أيام المدرسة بس مكنش ليا علاقة بيها.»
سفقت مي كف يديها باليد الأخري مُصدره صوتًا بكفيها:« أهي دي تبقا بنت أخته الـ أعرفها، لكن معرفش إن ليها أخ»
قالت فتون:« عادي يابنتي مُمكن تكون سافرت وجابت الولد برا
_«لا لا حتي لو سافرت، وخلفت برا أبنها مش هيكون كبر كدا عشان يمسك مُنتجعات والأمور دي لا لا»
هزت فتون رأسها بيأس:«انتِ إيه يابنتي اخبار الناس كلها معاكي سيبي الناس في حالها إحنا مالنا»
وقفت مي عائدة الي العمل قائلة، و هي تشير بيديها:«خلاص خلاص سكتنا الحق عليا بفهمك.»
تركتها فتون، وصعدت لتنهي بقية أعمالها .

رُفقاء الملجأ " الرابطة "Où les histoires vivent. Découvrez maintenant