نجوم مضيئة

281 22 0
                                    

يامسلمة كُلما ضاقت ملابسك ضاق قبرك
اتقِ الله فإنّكِ ميتة

تحدث المحامي قائلًا بهدوء:«حضرتك الأنسة فتون بتقول إن مش هى القتلت وآن في غيرها القتل و..»
قاطعه صوت هاتف الظابط فلم يعبأ لهم، وخرج يتحدث بالهاتف تاركًا إياهم بالداخل يتملكهم القلق.
أردف المحامي:«انسة فتون محتاج أعرف تفاصيل أكتر.»
أخبرته فتون بما حدث مرة أخري، وبتفاصيل أكثر قائلة:«أنا مشفتهاش، وهى بتدخل لكن لقيته بيقع، وفي إيديها سكينة
وبعدين أنا كُنت خايفة جدًا، وهي قربت مني علي أساس تطمني وانا مفكرتش في حاجة غير إني إترميت في حُضنها، وبعدها حسيت بضربة، وصوت إزاز، وبعدين محستش بحاجة.»
قالت مي:«إزاي تِثقي في روضة يافتون دي روضة أومال لو مكنتش قتلت قدامك.»
قال ساهر للمحامي:«طب انت شايف نعمل ايه دلوقت؟»
دلف الظابط وقتها وأردف:«ها يا انسة مش هتعترفي بردو كل كلامك مُناقض بتقولي ضربتك بالحاجة، وبتقولى كانت مزهرية زُجاج طب فين الزُجاج الباقي
من الكسور! والسكينة الـ إنتِ كُنتِ مسكاها، والجيران وشهدو أنهم وجدوكي جمب المجني عليه بصماتك ع الجثة أعتقد كل الأدلة موجهة ضدك»
نظر للمحامي قائلًا:«فالنفترض ان هي بريئة، وكلامها صح يامتر فـ أنا كظابط محتاج أدلة، واكيد انت فاهم كدا ثُم كلامك مش معايا كلامك مع القاضي.»
ثم أمر الظابط العسكري بـ إعادة فتون للحجز تحت بُكائها وجذب مي لها قائلة:« متقلقيش يافتون هنخرجك أنتِ معملتيش حاجة، انتِ بريئة.»


تلك أول مرة يرا بها مصر مُنذ خمسة عشر عامًا لقد إشتاق لبلده حقًا الأن، وبعد أن أتىَ يفكر في تجربة كل شئ هُنا تطلعت له، والدته سارة بِبتسامة هي تعلم ما يدور بِخلده الأن، توقف السائق الذي أوصلهم أمام منزل بسيط جميل هبط هو ووالدته تقدمو الى الداخل فتحت لهم سيدة كانت كبيرة بالعُمر وهي ترحب بهم: حمد الله ع السلامة يامدام سارة، يادي النور يادي النور الف حمد الله ع السلامة ياست هانم.»
ونظرت لـ سعد مكملة:«إزيك يابني يوه جتني خيبة أقصد يابيه معلش ياضنايا فلتت مني، وإبتسمت بخجل قائلة:«شوف بردو تاني أعذرني يابيه أصلك في سن ابني وتشبهله والله سمح وبشوش زيك كده يووة دانا رغاية أوي..»
كانت سارة قد دلفت ترحب بـ أختها " نادرين"
ولجَ سعد هو الأخر ونظر للسيدة:« بما إني زي ابنك فـمتقوليش يابيه دي انتِ زي امي »
قالت الخادمة:« إتفضل ياحبيبي اتفضل يسلم تربيتك ياغالي»
إبتسم لها، ودلف رحبت به نادرين بِبسمة فاترة  وجلسو وكانت أول المتحدثين قائلة:« تشكري ياحببتي مكنش ليه لزوم تتعبي نفسك وتيجي، ثم نظرت لـ سعد قائلة:«وبعدين انا جايبه لجوزي مُحامي كبير وإن شاء الله يقدر يخرجه»
أردفت سارة:«ودا يصح بردو وابني سعد محامي نطلب حد غيره وبعدين دا حتى عيب علينا منكُنش جمبك في الأزمة دي»
قالت نادرين بنفس ذات الفتور:«أه ابنك بسم الله مشاء الله محامي قد الدنيا مقلناش حاجة لكن...»
أوقفتها سارة قائلة:« خلاص بقا كلمي المحامي، وخليه يقعد مع سعد ويسلمو الملف بتاع جوزك، وإن شاء الله خير»
لاحظ سعد تقلبات وجه نادرين هو يعلم هذا ربما لم يخطأ رشيد وسارة بإبعاده عن هنا، فلا أحد هنا يجهل هويته بل هى مكشوفة للجميع، ويعرفون من أين أتىَ، ونظراتهم الساخطة له
وقفت نادرين قائلة:«إتفضلو معايا أوريكم أوضكم ترتاحو من السفر» واخبرت السيدة بتحضير الغداء

رُفقاء الملجأ " الرابطة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن