ذئب بشري

356 31 0
                                    

التأخِيـر مِش معنـااه إِن دعوتَڪ مِش مقبُـولة ، التأخِيـر تأهِيـل لَـ فرحَـة عظِيـمة وجبـر جـااي فِـ الطرِيق أبشر

جلس يضع قدم فوق الأخري، ينفث التبغ بلا مبلاة، للتي تصرخ امامة نظر لها بملل، وأردف:«إنتِ غبية مبتفهميش ما قولتلك مبحبكيش.»
قالت بتعلثم:« أمال لييه علقتني بيك ليه رُد؟»
تتطلع لها ببرود، وأردف:« مِش فاهم مِحسساني إني عشتمك، وخليت بيكي زي مابيقوله!؟»
جاوبتهُ وهى على مَحك الغضب أكثر:« أومال دا بتسميه إيه؟.. بس بسيطة أنا فهمت، فهمت كل حاجة دلوقت انتَ مكُنتش كدا بقالنا سنين وسنين مع بعض والدنيا تمام حتى بعد مجيت هنا كُله تمام بس مِن ساعة ملمحتها قولت لا أكيد مش لازم أفوت الفرصة دي حب اللهو واللعب والمغامرة بتاعك ظهر من جديد، قولت أما أتسلى شوية لكن انا بقا فين من كل دا؟ فكرت فيا....»
ثم إنفجرت مُكملة:« بس لا يامعتز، وحط علي لا دي ألف خط لو أنت تِعبان ياحبيبي أنا أفعى، ولازم تفهم كويس إني مش هسكت عن حقي.»
الامُبلاة هي شِعاره حتى وإن بقت تصرخ لن يعبأ لها وصار يأخذ قطعه من التفاح الذي أمامه، ويتطلع لها بجمود وعندما وجدته لا
يتسم بالبرود قالت:« تربية ملاجئ شوراعي هتوقع منك أيه!»
أطفأ التبغ، وقام وهو يضع يده بجيبه،ثم أخرجها لترتفع وتهبط علي وجِهها بقوة وأردف:«إطلعي برا ياحقيرة»
وضعت يدها محل ضربته وغادرت، وذروة غضبها تكاد قدميها تشق الأرض كلما خطت عليها، ولكنها قبل أن تُغلق الباب نظرت خلفها، وقالت مُتمتمة:« ماشي يامعتز أما وريتك مين هي روضة انا هدفعك تمن دا كله غالي.»

"بِمكان لطيف تتجمع به العائلات من الصغير الي الكبير "

-« ملاهي!؟ إنت ليه جيبني ملاهي ياساهر؟»
_«دي من ضمن الحاجات الـكُنتي بتحبيها وإحنا صغيرين فاكرة، وبعدين لازم أتاكد إنك مش زعلانة مِني»
إعتلت إبتسامة وجهها المُستدير المُميز وقالت:« بس مي هتزعل عشان يعني أنا هنا من غيرها»
قلب ساهر عينيه بملل قائلا:«مهى الـفصيلة ونكدية حد قالها تتقمص وتمشي»
عاتبته فتون قائلة:« بس متقولش كدا عليها متنساش إنها صحبتي»
_«ماشي ياستي عفوًا يلا بقا ولا هنفضل واقفين هنا عاوزك بقا تحكيلي كل الفتني هنا في الخمس سنين دول!»
نظرت له بطرف عينيها:« منتا لو بتسأل.»
_«خلاص بقا قلبك أبيض.»

تقف علي الشرفة تتطلع للبعيد الغامض تزحزح بؤبؤ عينيها الى الأسفل قليلًا لترا تاكسي إصتفَ أمام المسكن تجعدت ملامحها حينما رأت فتون تهبط تاليها ساهر، وقف أمامها يبتسم لها بادلتهُ هي ايضًا الإبتسامة بِمرح لم تسطتيع الإستماع لما يقال لكنها رأت ساهر قد صعد التاكسي مرة أخري، وأشار لـ فتون مُودعًا دلفت الى الداخل تحك يدها ببعضها كانت تلك حركتها الشهيرة عندما تكون مُستأة أو غاضبه جائها صوت الباب يفتح. دلفت فتون وماذالت مُبتسمة، رأت مي تقف موليا ظهرها لها باغتتها بِنداء قائلة:« إيه دا ياميوش إنتِ لسا صاحية فكرتك نمتي»
ململت مي عيناها بجميع الإتجاهات بضيق وزفرت بِصوتٍ مُنخفض وحاولت تغير تعبيرات وجهها لطبيعته وأدرت جسدها إتجاه فتون محاولة الإبتسام لكنها فشلت بهذا:«أصل مجاليش نوم لقيتك إتاخرتي، وكمان قافلة تليفونك قلقت عليكِ»
إندهشت فتون مُخرجة هاتفها:« تصدقي فعلًا فصل شحن مخدتش بالي معلش يامي»
ثم إقتربت منها وقبلتها قائلة:«شوفتي جبتلك ايه أنا وساهر»
قامت بفتح الأكياس التي كانت تحملهم
لتجد بعض الدمى، والدباديب، وكيس أخر مَلِئ بالسوداني، والتسالي المُتنوعة، والمقرمشات، وبعض المؤكولات الشهية
_«أنا عارفة إنك بتحبي الحاجات دي، خدي...»
إبتسمت مي وأخذت حقيبة الطعام والدمى وكأنها لم تكن غاضبة مُنذ قليل..

رُفقاء الملجأ " الرابطة "Where stories live. Discover now