شجار عنيف

388 35 1
                                    

( اللهم صلي وسلم وبارك على أشرف مخلوق)

" يتطلب الأمر قدرًا كبيرًا من الشجاعة للوقوف في وجه أعدائنا، ولكن بنفس القدر للوقوف في، وجه أصدقائنا الحقيقه، إنه شيء جميل وفظيع لذا يجب التعامل معه بحذر "

يتطلع لكلمات تلك الرواية التي يقرأها، وكأن هذا الإقتباس ينطبق عليه تمامًا الأمر حقًا يتطلب تلك الشجاعة للوقف أمام صديق خذلته ستشعر بالخذى مؤكد، ربما يتطلب الأمر حقًا المواجهة، قاطع قرأته طرقات علي باب حُجرته بهدوء مما جعله يأذن لطارق بالدخول دلفت ببتسامة وهي تغلق الباب خلفها قائلة بلهجتها
_« هاي»
أغلق الكتاب وإتجه ناحية الباب، وفتحه مرة أخري.
نظرت له وللباب بعدم فهم ليجاوبها قائلًا:«ألم أقل لكِ من قبل أن تتركي الباب مفتوح خلفك عِندما تدخلين وتجديني وحدي !»
ظهر الأستياء علي محياها وقالت:«أعتذر سعد لقد نسيت و...
سأغادر عُذرًا.»
أوقفها قائلًا:« إنتظري "جلنار" لم أكن أقصد الصياح بِكِ الأن
الأمر فقط أنى لا أحب إعادة الحديث مرتين أخبرتكِ مرة مِن قبل أن تتركِ الباب خلفك مفتوح لا تغلقى الباب وأنا وانتِ وحدنا، هذا دينى وعادتى التى تربيت عليها، فضلًا لا تخالفينى. على كُلًا تفضلي بالجلوس»
جلست جلنار بتوتر وهي تحك كفوف يدها بخجل:«كُنت فقط أريد رؤيتك أقصد لأطمئن عليك بالطبع.»
ضيق حاجبيه ثم إبتسامة زُينت تقاسيم وجهه
وأردف:« يسعدني هذا بالطبع أنا بخير كيف هي أحوالك متى موعد إختبارتك الجامعية؟»
إبتسمت لسؤاله، وأتسعت إبتسامتها أكثر لإهتمامه
_«بأحسن حال، وإختبارتي ماذالت الشهر القادم»
_« أوه إذًا بالتوفيق»
_«أشكرك سأغادر الأن» قالتها وهبت واقفة فقد سعدت بهذه المُحادثة كثيرًا، ولكنها لا تريد أن تكون ثقيلة لذلك رحلت سريعًا فربما هو يريد الجلوس، وحده مع كُتبه التي يلازمها عِند عودته من العمل.

( بـ الجهة الأخري)

ألقت الهاتف سريعًا إتجاه فتون وقالت:« كلمي»
نظرت لها فتون بنفس الدهشة! التي ظهرت علي محياها أخذت الهاتف لتجاوب من كان علي الهاتف إن لم يكن أغلق الأن تسألت
_«مين؟»
إبتسم الطرف الثاني إبتسامة عريضه كادات تصل الي أذنه من أتساعها قائلآ:« فتون!؟»
إبتسمت فتون بنفس الأبتسامة المُتسعة ووقفت قائلة بتعلثم وسعادة:« سااهر!؟»
_«أيوا هو صوتي مش معروف ولا أييه.»
جائت لترد عليه بمُزاح لتتذكر السنوات الماضيه التي لما يحدثها بها ابدًا يا الله اي صداقة تلك !
عبثت، وأتخذت قرار مُعاتبته وتوبيخه فـ هي تعرف ساهر أكثر من أي أحد هو حنون مُخلص خدوم ربما كانت الفترة التي أنقطع عن الحديث بها فترة صعبة لديه ستتغاضي عن هذ الأن.

_«أنا عارف انك عاوزة تهزقيني! بس بجد أسف الفترة الأخيرة كنت مضغوط جدًا وكانت أعصابي تعابنة أنا أسف والله»
تجعد حاجبيها بضيق، وأردفت:«معقول ياساهر السنين دي
حتي رقمك اتغير ومعرفتش أوصلك»
نظرت لها مي بِضيق واضح وقلبت أعُينها وغادرت لغرفتها مغلقة الباب بقوة مما جعل فتون تتوقف عن الحديث وتنظر لها بدهشة
_«فتون!؟»
_« ها... أيوا ياساهر عفوًا سرحت كُنت بتقول ايه»
_«مش مهم المهم دلوقتِ إنك بخير، وأني إطمنت عليكِ»
جعدت حاجبيها مرة أخري وتلك المرة بريبة:«مش فاهمة قصدك هترجع تقطع وتغيب تاني ما إنت خلاص إتعود تمام»
قهقه ساهر قائلًا:«دبش ومتسرعة إهدي عادي بتكلم عادي يابنتي
وبعدين خلاص سلمي ياسلامة روحنا وجينا بسلامة»
توقفت لحظة عن الحديث بعدما صدمها حديثه الأخير وإن كان بمزاح.
_«إيه...؟ روحتي فين ياحجة؟»
_«قصدك إيه يا ساهر.»
_« مالك يافتون بقيتي غبيه كدا ليه!»
أردفت بِستياء:«بطل رخامة يلا بستفسر بس.»
_«اه إذا كان كدا ماشي.»
أردفت مرة أخرى بعدم فهم:« أيوا يعني إيه بردو»
صدم الطرف الأخر جبهته قائلًا:« إقفلي إقفلي دلوقت مش عارف قعدتك مع مي أكيد عَلٌت نسبة الغباء عندك أكيد، بالمُناسبة سلميلي عليها بِما إنها معبرتنيش، وهفهمك بكرة ان شاء الله قصدى، سلام ياتونا.»
أغلقت الهاتف ثم إتجهت لغرفة مي حينما دلفت جلست بجانبها
_«مالك؟»
وقتهاكانت مي تتصفح بِهاتفها ألقت الهاتف بجانبها ثم نظرت لفتون قائلة وهي تعافر لإخفاء علامات الأستياء والغضب مِن وجهها لكي لا تشك بها فتون.
لا أحد يعلم ما يحدث بِداخل قلوب هؤلاء البشر ليتنا نعلم من الصادق ومن المخادع من الصالح ومن الطالح ومن ثكُبت الحياة علي قلبه الطلاء الأسود.
_«مفيش بس أصل يعني بسهوله كدة سامحتي ساهر وهترجعو أصدقاء تاني أقصد يعني مفيش حاجة او ظروف تخلي صديق يتغرب ويبعد دا كله.»
تنهدت فتون قائلة:« يا مي الظروف دي مُجرد أسباب وأغلبنا عارفين كدة لكن الـ لازم تعرفيه إن مش بالضرورة إننا نتكلم او نتلاقي كُل يوم عشان نكون كدة فعلا أصدقاء، لكن في أصدقاء موطنهم في القلب مهما بلغت عدد السنين في البُعد مهما بلغت المسافة بنا وبنهم، ثم أشارت علي قلبها قائلة:«لأنهم هنا محبوسة ذكرياتهم جوانا متخزن هنا كل ضحكة بنهم كُل ألم كل مشاعر حِسناها علشان كدة مش بالضرورة إني اكره حد عشان مشي..
العتاب ساعات بيكفي، وأوقات مبيبقاش ليه لازمه.»

رُفقاء الملجأ " الرابطة "Where stories live. Discover now