الأم الهاربة

567 40 5
                                    

طب وكلام الناس؟!
= ناس مين؟! أنا هقابل ربنا لوحدي.
- وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا

توقف سعد أمام ساهر ينظر له بِعتاب، وخلفه فتون، وما لبث
لُيكمل ساهر طريقه ليتحدث سعد قائلًا:«خليك مكانك هجبلك تلج من ممدوح لـراسك.» لطالما عَرف ساهر من داخله انه ورغم مُشاكسته مع سعد وتسللهم ومُخالفتهم القواعد إلا أن الجميع يُحب سعد لطيبته وعقلنيته، ثم غادر سريعًا قبل أن يعترضه ساهر اقتربت فتون مِن ساهر.
" تلك الصغيرة صغيرة هي مثل بقيه من بالملجأ جميعًا صِغار العُمر لكنهم عانو مِن فقدان الأهل من سخرية زملاءهم بالمدرسة منهم؛ ليس لديكم ام ليس.. لديك اب.. يحضر لك الألعاب مثلنا .. ألخ من رؤيتهم لـ أحضان الأمهات لأطفالهم
عانو وبحق صغيرة قلوبهم لكنها كَبرت من المُعاناة حُكم عليهم المشي بالطريق الصعب.
تحدثت فتون ببراءة ووعي بنسبة لطفلة:«هو انت ليه ياساهر بتكرهني!؟ انا مش عملت حاجة ليك وليه بتزعق لـ سعد هو مش انتو أصحاب والأصحاب مش بيتخانقو مع بعض ولا بيزعلو بعض بالطريقة دي!»
نظر لها ساهر بغضب:«بكرهك عشان هو بقا بيحبك اكتر مني بقيتي صاحبته اكتر مني، وبزعقلو عشان هو بعد عني وفضلك انتِ عليا ونساني اصلا»
ضمت حاجبيها بشدة وبغضب قائلة:« انت مش فاهم حاجة على فكرة هو مش بيحبني اكتر منك انت صاحبه هو كان عاوز بس ي....»
توقفت عن الحديث عندما حضر سعد، ونظر لها لتصمت
اقترب سعد من ساهر العابث قائلًا وهو يمد يده بـ الثلج لـ ساهر ويده الأخري خلف ظهره مُنذ الشجار كان يحمي هذا الشئ ويحرص أن لا يمِسهُ سوء.
إنتبه ساهر له وقال:«إيه الورا ضهرك دا؟»
أظهر سعد ما كان وراء ظهره فكانت عُلبه مغلفة
قال ساهر بفضول:« ايه دا؟»
أجاب سعد بِحزن وشعور الخِذلان إتخذ مِن قلبه مكانًا :«دي كانت هديه ذِكرى ميلاد صاحبي الـ دايمًا بيعمل فيا مقالب، ومقدرش يستحمل مني مقلب واحد وعمل مُشكلة»
ثم تركه وترك العُلبه أمامه وغادر، تغيرت ملامح وجه ساهر لـ الصدمة، نعم اليوم ذِكرى مولده تذكر بالسنه الماضيه عندما كانا مُتسللين للخارج ليرو حفلة عيد ميلاد بمطعم بالصدفه ليخبر ساهر سعد أنه يتمني أن يحصل على هدية مُنذ توفىَ والده وسأله يومها سعد ما هو يوم مولده فقد كان ساهر مُتذكرًا ليوم مولده جيدًا بِستثناء سعد الذي يقول أن يوم مولده اليوم الذي أحضروه للملجأ لا عندما ولدته أمه التي لا يعرفها إقترب ساهر مِن الهدية ليقوم بفتحها ليجد كُرة ذهبيه جميلة فقد رغب بها ساهر بشدة، فلا تسمح لهم سوزان بلعب الكرة كي لا يزعجوها لذلك كانت تُمزق جميع الكور التي تحضرها زهرة للأطفال مع الألعاب.
شعر ساهر بِالحرج بشدة لِما تسبب بِه من مشاكل، ولظنه السئ بـ صديقه، ونظر لفتون التي ماذالت واقفه معه قائلًا ببحه منخفضة _«بس..بس انا شفتكم بتهزور سوا، ومن غيري وكأنكم كُنتم بتحاولو تبعدو عني بالقصد»
قالت فتون:«كنا عاوزين نعمل فيك مقلب وكنا بنضحك علشان كان سعد جايب شريط للهديه، ومكنش عارف يربطه وكنا بنحاول نربطه لحد مسمعنا أصواتكم.»
اجاب مُطأطأ رأسه خجلًا«أنا اسف مكنتش أعرف أنا....»
قاطعته فتون قائلة:«روح صالح سعد هو الـ لازم إنك تعتذرله مش أنا.»

رُفقاء الملجأ " الرابطة "Where stories live. Discover now