« الإخوة الأعداء»

165 16 2
                                    

داخل غُرفة تتميز جُدرانها باللون البنفسج لون غريب إختارته هي مُلحي علي، والديها لِعشقها لهذا اللون كانت تجلس أمام طاولة صغيرة علي متنها كشكول الرسم الخاص بها تُحرك الوانها علي أوراقها البيضاء لتُلطخها برسوماتها التي ما إن تُنهي دورسها حتي تجسو علي كشكولها تُرسم لاحت إبتسامة علي وجهها الخمري ذو الملامح الصغيرة وركضت تصيح مُناديا والديها
_« بابا ماما خلصتها أخيرًا»
نظر لها والدايها بدهشه مِن إرتفاع صوتها وقالت والدتها مُبتسمة
_«خرمتي ودنا يا "زاد" في ايه؟»
صاحت الفتاة ذات الإثني عشر عامًا بمرح وفخر وهي تلوح بورقتها المُلونة التي أنهتها لتو.
_« خلصت الرسمة الـ قولتلك عليها»
اقتربت من أبيها مُسترسلة حديثها:«هنروح عند فتون امتي ياساهر مُتحمسة أوريها هي وأنس الرسمه»
نظر لها ساهر بغطرسه تعلو حاجبه ممازحًا:« ساهر! انتِ شيفاني صحبتك لا مينفعش كدة تعالي اضربيني قلمين احسن يابت أنتِ انا المفرود ابوكي يعني إحترميني شوية ع الأقل قدام امك وبعدين إشمعني أنس م في فارس، وعلي الأقل قريبين لسن بعض!
قهقة زاد قائلة:«وه يا أبويا انت مجبلش نهزر وياك ولا ايه»
واكملت بلهجة عادية:« وبعدين عشان أنس بيهتم برسوماتي أكتر مش زي فارس أكتر اهتمامته بالكورة وطنط فتون أكتر و أكتر بما أنها في فنون جميلة وكدا فهمت»
نظر "ساهر"و "مـي" كلاهما لبعض بدهشة علي تلك الطفلة ذات اللسان السليط دائمًا كانت شهرزاد طفله ذكية مُقنعة لمن حولها بِدهائها لطالما أحبت التعليم، والكتب والمعرفة بشتي مجلاتها والمُسلسلات التي تعلمت مِنها اللهجة الصعيدية، والتي تعشقها مما جعلها تُمازح الجميع بها بخفة، وطلاقه.

وداخل ساحة كبيرة أرضيتها يغزوها العشب الأخضر بملعب كرة القدم كان فتي صغير سنًا لكنه قوي البنيه لم يظهر عليه أي علامات انه بـ الإحدي عشر عامًا يُسابق زمُلائه بسرعة وخفة حتي أدخل هدفًا كاد يخرق الشبكة من قوة ركلته صاح مُهللًا بتكبر تجمع زملائه حوله يهنئونه بفوزة بمُسابقة دورة كرة القدم التي تقام كل ستة أشهر والذي فاز بها مرتين علي التوالي لم يعبأ لفرحة زملائه أو تهنأتهم له بل كان ينظر الي المقعد الفارغ الذي من المفترض أن يملأوه والديه صياحًا وفرحًا الأن ولكن المقعد خاوٍ تمامًا تمني، وجودهم معه هو دائما يتمني ويسعي أن يكون محض اهتمام الجميع إنتبه الي كابتن الفريق الذي تقدم يُعطيه الكأس مُصافحًا له بحرارة وقائًلا:« مُبارك يا "فارس" يبني أنا فرحان بوجودك في الفريق انت اما تكبر هتعمل عظمة»
أردف فارس بغرور وهو يتحسس شعره الأسود بصوته الطفولي الذي لا يليق ابدًا مع جسده:«انا بعمل عظمة من دلوقتي ياكابتن عبد الله»
أومأ الكابتن له:«طبعًا يابني أومال بالتوفيق»
تركه فارس، والتفَ يُصافح صديقه مُبتسمين لبعضهم بخبث
قال فارس بُسخرية لصديقه:«عمال يباركلي وهو هيموت أصلا عشان بقالي دورتين بفوز علي إبنه»
أردف صديقه:«مشفتش نظرته للكأس يابني الـ فيه هيموت علي الجنية.»
وأكمل قائلًا:«المهم إفتح الظرف نشوف الفلوس ال فيه كام
قلب فارس عينيه وقال:« بحسك يلا يامحمد مصاحبني عشان الفلوس والله»
حمحم محمد قائًلا بخجل مصتنع:«أنا أبدًا انا يبني بحبك في ﷲ والله مش حوار فلوس انا قولت بس يمكن يكونو كترو المبلغ عن السنة الفاتت.»
إبتسم له فارس إبتسامة نقيه، وبسعادة أسرع يفتح الظرف فرحًا بكونه يشعر بالحب من أحدهم ع الأقل. صاح محمد وقال:«اللعب يلا دول ألف جنية مش قولتلك هيزودو عن المرة الأولي، هنشبرق نفسنا بقا أكيد؟»
أومأ له فارس قائلًا:« بس أروح أقول لـ ماما الأول»
عبث محمد:« وليه! تروح تقولها هي إهتمت بيك، وجات شافت الإنجاز الـ أنت عملته، لا بالعكس دي قاعدة مع أخوك الـ بيستعبط وعامل انه تعبان عشان تُقعد جمبه ونست انك عندك مسابقة انهاردة.»
وكما أراد محمد المُقارب بالسن من فارس فقد أثر عليه كلامه من تعابير وجه فارس المُنكمشه هو دائمًا ما يشعر أن والدته تُحب أخيه اكثر منه، ويالتيه أخيه بالدم بل بالتبني كما علم صدفه من أربع سنوات مضت قرر الذهاب للهو مع محمد فـإن كانت أمه لا تهتم به مثلما يظن أذًا لم هو يهتم بها.

رُفقاء الملجأ " الرابطة "Where stories live. Discover now