زوبعة بين الإخوة

132 15 0
                                    

بعدما دلف أنس، ولحقت به داليد لتجده إنصب علي  كتاب لم تكن تعلم أهو لدراسة أم كُتيب من الكتب التي يمتلكها سعد أبيها، وأعطاها لأنس يتفحصها بعدما رفض فارس هذا، إرتدا نظراته الطبية، وبدأ بالقراءة ولم ينتبه لداليدا تحضر كرسي صغير وتتدلي بجانبه كعادتها تدلف غُرفته لتلعب لا يعلم ما الغرض او المُغري بهذا هي تملك غُرفة خاصة، ولكن لما يحلو العبث واللهو بغرفته تركها تفعل ما يحلو لها فـهو يحبها وهي إيضًا لأنه يعاملها بحنو، ويقص لها الحواديت ليلًا.
أنتبه علي هزة يداها الصغيرة مُمسكة بطرف كُمه لينظر لها قائلًا
_«خير ياديدا عاوزاني أسيب الأوضة عشان تستمتعي بيها لوحدك كمان!»
أنفلتت ضحكة منها:«لا انا كنت عاوزاك تحكيلي حدوته  أصلي زهقانة.»
وأسرعت تجلس علي قدمه مُبتسمة إبتسم بدوره كم يعشق تلك الفتاة التي تشعره انه ابيها قبل اخيها حاوطها معانقًا رغم انه لم يكن له مزاج ليروي قصصًا ولكنه لم يشأ ان يُخيب امالها وهي قادمة له بعشم وبلفعل بدأ يقص لها حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة التي تحبها وبين انسجام أنس بـ الحكي، وإنبهار داليدا بـ القصة إنفتح باب الغرفة بقوة ليدلف فارس بضيق و عندما رأي شقيقته مع أنس ازداد ضيقًا هو من الأساس كان قادم ليسألها علي ذرع البلاستيشن الخاص به التي تأخذه لتجعل دُميتها وكأنها تلعب به، نهرها كثيرًا علي هذا الفعل ولكنها لم تكف عن فعلها لحين سئم مِنها، كان أتىٍ ليسألها بهدوء ولكنه حين رأي هذا الإنسجام بينهم اغتاظ وإرتفع صوته
_« أنتِ يازفتة فين درع البلاستيش مش قولتلك متخدهووش»
تمسكت داليدا بخوف بـ أنس الذي أردف بضيق: «وطي صوتك شوية البنت خافت ماما زمانها نامت هي والباقي هتصحيهم»

وكأن فارس ينقصه حديثه هو الأخر تقدم واخذ داليدا مِنه بشدة حتي كادت تسقط مما جعلها تبكي وحين رأها أنس تبكي غضب بشدة ودفع فارس للوراء ساببًا إياه تلك كانت الزوبعة بنسبه لفارس الذي كان ينتظرها بشدة، لم يخف فارس كان قادرًا علي مواجهته فهو يكاد يصل لطول أنس الذي كان بنظره ليس بطويل وليس بقوي البنية مثله رغم عُمره الأكبر منه مما جعله.
فخورًا بنفسه ومغرورًا ايضًا قرر رد الدفعة له مما جعله يرتتد للوراء ليصتدم بالمكتب ليهتز وتقع كل مُحتوايته مُصدرة ضجة
لم يكتفي فارس بهذا ولكنه تقدم يضرب شقيقه الأكبر والذي لم يكن ليعترف هو بهذا أبدًا مما جعل داليدا تزداد بُكائًا هي بالأخير طفلة  تقف مُنتصف إثنان يتشاجران، والأسوأ انهم اشقائها
كانت مي تُجهز اطفالها لنوم ومعاها فتون حين إستمعا لضجة كبيرة مما جعلهم يركضون نحوها وقف كُلًا من فتون ومي التي أوقفت أنس الذي كاد يضرب فارس مثلما ضربه.
ساد صمت قليلًا كانت به فتون تضم داليدا مُربطة علي ظهرها. 

بعد مُغادرة ساهر ذهب للبيت مباشرة، وأشعل التلفاز ولكنه شعر بالملل أخذ هاتفه، وظل يُقلب الأرقام الي أن وجد غايته وتمني ان لم يكن صاحب الرقم قد غيره
_«مرحبًا روشين معي؟»
تهلل وجهها حينما استمعت لصوته التي تعرفه جيدًا
_« من... ساهر؟»
_«أجل»
رغم سعادتها ولكن اندهاشها بمُكالمته بعد تلك السنوات اخذت حيز أكثر من تفكيرها.
_« أوه كيف هو الحال اشتقت لك غريب!  تذكرك لي بعد تلك السنوات»
_«إنه القدر شاء ان أهاتفك الأن كما أني ايضًا اشتقت لك، وانا جيد بسماع صوتك وانتِ»
_« بأحسن حال عدا قليل من المشاكل بحياتي.»
طال الحديث بينهم حتي إمتد الي الساعة تقريبًا، واغلق معاها متجهًا الي فراشة، وبداخله مشاعر سيئة مُبعثرة غير مفهومة بالمرة.

رُفقاء الملجأ " الرابطة "Место, где живут истории. Откройте их для себя