موسم توزيع الحب

211 20 0
                                    

وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدۡرُكَ بِمَا یَقُولُونَ }*
*{ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِینَ }*


تجمهر من بـ الحفل يرون ما تلك الضجة عِند المسبح، أخرجها سعد  وعانقها بقلق وخوف شديد مُرددًا:« اسف والله أسف اني سبتك»
تعلقت به وأردفت بخفوت وهدوء رغم رعشة جسدها:«روحني عاوزة اروح.»

عندما عادا للمنزل ظل سعد يعتذر منها بعدما ساعدها بتبديل ملابسها وهي لم تتحدث كثيرًا غفت حتي الصباح وظل هو يراقبها ويقبلها ويعتذر منها همسًا بين الحين، والأخر يلوم نفسه علي تركها وهي لا تعرف اي شئ هنا.

قابل أمير جلنار وأعطاها الهاتف وعرض عليها أن تشرب معه كُوبًا من القهوة وعندما وصلا ازاح لها الكرسي لتجلس گرجل رومانسي من العصور الوسطي.
أردف قائلًا: ها اطلب 2قهوة؟
قالت:«لا انا مبحبش القهوة بصراحة هاخد ملك تشيك وتشيز كيك»
قال بعبث طفولي:« الواحد بيستغرب أزاي في بشر مبيحبش القهوة»
أردفتت تستند يدها علي ذقنها:« لأن مش كله نفس الذوق كل شخص وليه حاسة تذوق  مُختلفة عن الأخر انت شايف انها حلوة بينما انا شايفة انها مرة»
قلب عينه غير عابئ لما تقوله هو مقتنع ان محبو القهوة عظماء وبتأكيد هو منهم حمحم قائلًا:« وجهة نظر»
ضمت شفتاها بحزن وخجل كلما تذكرت ما حدث وما قد رأها هذا الشحص عليه تركض وخلفها رجل يالا الفكرة الرائعة التي ستراوده عنها ربما قال انها لو كانت تسير بأدب لم حدث هذا مثل تفكير بعض اصحاب العقل العقيم قالت وهي مستعدة لأنهاء الحديث للايد واخذ هاتفه والرحيل:«لتاني مرة مش عارفة اشكرك ازاي يعني انقدتني، وجبتلي موبايلي بعيدًا عن ايه حاجة متعرفش انا اتخضيت أزاي اما ضاع دا عليه كل ذكرياتي»
أردف أمير بـ لا مُبلاة «ايوا لاحظت كدا»
اندهشت قائلة:« أنت فتشت في تليفوني!»
حك شعره من الخلف بحركته الشهيرة وأردف:«أسف الفضول.»
يبدو انه لا يهتم بخصوصيات الغير هكذا جال بخاطرها
همهمت بضيق:«هممم طيب هسمحك بس عشان أنت جدع»
قال وهو لا يدري انه بقي يتدخل في خصوصياتها:«انا عاوز افهم لو تسمحلي يعني ملامحك وأستايلك شكلهم عمومًا ميديش ع اللوك المصري!
أجابت مبتسمة رغم كل شئ :«انا بابي أمريكي وبيتكلم مصري بردو بطلاقة ومامي مصريه بس انا أغلب وقتي قضيتو في أمريكا انا بقالي هنا 7 شهور بس.
ثم اردفت قائله بفضول هو:« انت لازم تجيب توبي معك على طول في كل مكان»
صوبت بصرها علي هذا الكلب القابع جانب صاحبه بهدوء دون ازعاج احد.
قال امير:«انا قلتلك ان توبي ده صديقي الصدوق احنا اسره مع بعضينا نخرج سوا ناكل سوا»
اندهشت مرددة: «تاكلوا سوا!»
قهقه هو بينما اردف:«يعني بذمتك بقولك صديقي الصدوق يعني معايا في كل حاجه ما ليش غيره انا كده كد، وحداني وكمان بيحميني وبعد ده كله عايزاني اكله من أكل الكلاب العاديه دا يبقى حتى افتره وجحود أنا أي أكل بطلبه بعمل حسابه فيه.
لم تفارق الأبتسامة وجه جلنار كلما تفوه أمير بشيئ كأنه يوزع الأبتسامة علي قلوب العذاري كما أنه تفنن في اضحاكها وهي التي كانت علي وشك الدخول ببوادر اكتئاب سببه الأحداث التي حدثت مؤخرًا وافعال والدتها.
وقفت جلنار قليلًا:«أنا لازم أمشي متشكرة جدًا علي انقاذك ليا وعلي انك جبتلي تلفوني» قالت الاخيرة بمرح.
قال بتذمر كمراهق وهو لم يعرفها سوا ليلة امس:«علي فكرة احنا متعرفناش كويس انتِ ملحقتيش تقعدي»
قالت وهي تنظر للهاتف وهو منير بمكالمة مِن امها:«معلش بقى فرصه سعيدة»
غادرت بينما هو علي وضعه يطالعها وهي تسير، من الخلف نبح الكلب خاصته.
أردف أمير ناظرًا للكلب:« يا توبي يا توبي ما تفهمنيش غلط هي اللي عندها تضاريس، وجميله جدا يعني بصراحة
استنكر نفسه بقرف واشار لنفسه بغباء: يع اي الـ انا بقوله دا انا صايع بالفطرة بقا استغفر الله العظيم سامحني يارب غض البصر،  ايوا غض البصر.
نبح الكلب مره اُخرى:« ايه يا عم مالك انت بتغير ولاايه أبقى فكرني اكشف على ميولك لتكون قلبت نتايه، ولا حاجة، وانا الـ قاعد بقول عليك صاحبي، وحبيبي أمشي قدامي»

رُفقاء الملجأ " الرابطة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن