الوجه الأخر

137 15 0
                                    


علي مائدة طعام مُتوسطة الحجم وضعت ملك أخر طبق وجلست وجلس بعدها شادي.
وبعد بضع دقائق أردف شادي وهو ينظر لريم:«عملتي أيه أنهاردة؟»
إبتلعت ريم لُعابها بينما مِن تحت الطاولة لامست ضُحي قدم أُختها الصغري كي تقول شئ يُرضي فضول شادي.
ولكن الصغيرة لم تستطع الكذب أردفت:«معرفتش أتعرف عليهم لسا.»
تتطلعت ملك وضحي ليرا رد فعل شادي ولكنه صمت قليلًا ثم قال لضحي:« وأنتِ»
قالت ضحي سريعًا:«اتعرفت عليه أسمه أنس».
قال شادي بعصبية:«وانا هعمل أيه بإسمه ان شاء ﷲ»
وقف ينظر لهم جميعًا:«أنا عاوز تفاصيل كل واحد فيهم الصغير قبل الكبير الـ في البيت والـ في المدرسة كل حاجة انا مش عاوز لعب عيال.»
وقفت ملك واقتربت منه قائلة:« إهدي ياحبيبي كل حاجة هتمشي زي منتا عاوز أوعدك.»
نظر لهم بحدة:« أما نشوف.»
قالها وهو يغادر، وقد وقفت الفتاتان ضحي وريم يحتضن بعضهن بخوف من ارتفاع صوت شادي.
نظرت لهم ملك بضيق:«عجبكم كدا؟ وانتِ يست ضحي مش هيبقا أكل وصنعة وقِلة مرعي شوفي شغلك كويس ما انتِ ياما إشتغلتي في الحاجات دي مش أنا الـ هعرفك شغلك.»

تركتهم، وغادرت تتطلعت الأُختان لبعضهن بيأس وحزن وجلستا تكملان أكلهن بغير نفس، وكانت ضحي الأكثر حُزنًا كما ألمها حديث ملك ألاذع أثر بنفسيتها كثيرًا هي ليست راضية عن ما كانت تفعلة وماذلت ولكننا كبشر احيانًا نُخبئ الكثير مِن العبأ بداخلنا ولا يمكننا البوح به.

صباح جديد شمسُه تتلألأ في السماء جلست فتون مع مـي التي تُثرثر بكل شئ وأي شئ بينما كانت فتون تبشر بعض الجزر.
أردفت فتون« انا هنزل السوق تيجي معايا؟»
قلبت مـي عيناها بملل وأردفت:«سوق؟! مش فهماكي يعني ايه حبك تنزلي تشتري من الشارع فتون حببتي فوقي بصي لنفسك وحياتك الـ اتغيرت انتِ زوجة محامي مشهور، واولاد مشاء ﷲ في أحسن مدارس والمكان الـ إنتِ فيه راقي وجميل ليه تنزلي تنقي أكل من الباعة المُتجولين والقاعدين في الشوارع بدل متنزلي المول التُجاري؟ وكمان ليه متجبيش دادة تتطبخلك وتنضف البيت الكبير دا.
انتهت فتون من بشر الجزر ونظرت لـ مي قائلة:«حياتي المادية إتغيرت بس أنا كفتون لسا متغيرتش يا مي إحنا عيشنا أكتر من عشرين سنة نشتري منهم كنا في حارة بسيطة حياتنا كانت بسيطة وجميلة نفسيًا لي منفضلش كدة حتي لما ربنا كرمنا ليه نشتري من ماركت غالي وحاجته زيها زي ال مع الباعة برا بس منضفنها وحطنها في رف؟ ومشاء ﷲ هما معاهم لكن تجار الشارع منهم الـ وراه كوم لحم وبيفكر هيجب مصاريف مدارسهم ازاي ودا هياخد كام ودي كام مصاريف الأكل والملابس وفتورة الكهربة ومنهم البيحاول يدبر مصاريف علاج حد من أُسرته تعبان ومنهم الشاب الـ بيفكر هيبني شقة ويتجوز إزاي في زمنا دا بس اهو بيسعي بكل جهدة.. وكتير وكتير، ولو اتكلمت مش هنخلص الـ عاوزة أوصلهولك إن جبر الناس دي صدقة وربنا بيجزينا عليها وغير كدا بحس حاجتهم فيها بركة.
وقفت وأخذت طبق الجزر مِتجهه للمطبخ وأثناء سيرها إسترسلت حديثها:« ثم انا بحب اطبخ بـ إيدي لجوزي وولادي والحمد ﷲ فيا صحة لي اجيب حد يخدمني!»

رُفقاء الملجأ " الرابطة "Where stories live. Discover now