عاشقة في الظلام

Bởi _ibriz_

20.4M 711K 1M

لم يكن بزعيم مافيا و لم يكن الدون أو الزعيم على الإجرام...بل كان شيئا مختلفا...هو كان قاضي المافيا...كان الرج... Xem Thêm

هل أنت قاتل ؟
Part 1 : رُويْ (Roy)
Part 2 : بين الظلال
Part 3 : توقيع بإسم الحب
Part 4 :ألم عاشقة
Part 5 دمعة الحب
Part 6 مشكلة قلب
Part 7 هيوغو آندريس
Part 8 قوة الحب
Part 9 ظهور الروي
Part 10 إشتياق
Part 11 خسارة عظمى
Part 12 سِرٌّ مقابل سِرّْ
Part 13 الملكة والشطرنج
Part 14 مخالب أنثى
Part 15 إرمي أوراقك
Part 16 تسديد دين
Part 17 ابتسامة قاتلة
Part 18 معجزتكَ
Part 19 قانون التسعة
Part 20 شبح الماضي
Part 22 ميلادها
Part 23 أسطورة العشق الأولى
Part 24 قاضي العالم السفلي
Part 25 تمردات العشائر
Part 26 قلب الوحش
part 27 جريمة حب
Part 28 أورلوف
Part 29 مَلِكُ الْجَحِيم
Part 30 القفص الذهبي
Part 31 دوق إيطالي
Part 32 خنجر في يد ملك
Part 33 صرخة الموتى
Part 34 جريمة الليل الأولى
Part 35: حب على الصّليب
Part 36: الإرث الأسود
Part 37 :حين يصطاد الملك
Part 38: أميرة وسط الذئاب
Part 39 : الرقص مع الشياطين
Part 4×10 : الرابع من أكتوبر
Part 41: كأس الملك
Part 42 : دم على ثلج
Part 43 : Heikō
Part 44 : فخ منتصف الليل
Part 45 : موعد مع الأميرة
Part 46: الثور في إسبانيا
Part 47 : الأمير و الأميرة
Part 48 : الوريث الحقيقي
Part 49 : النهاية
الخاتمة
فقرة الأجوبة عن الأسئلة

Part 21 تناقضكِ جذاب

366K 15.1K 17.8K
Bởi _ibriz_


         ضحكتكِ تقلب المدينة رأسا على عقب

          أنتِ إضحكِ و أنا أعيدُ بناء المدينة.....

..............................................................................

رمشت مارينا أعينها ببطئ بعد ان قطع عليها نومها صوت قطرات المطر التي كانت تتساقط في الصباح الباكر.......ولكن ما ان استقامت في سريرها حتى لاحظت ان هناك كمادة باردة على جبينها فنزعتها باستغراب وتساءلت من الذي وضعها لها......بل من دخل لجناح وولف وبالتحديد غرفتها...فهذا ممنوع منعا باتا...يجب ان تتأكد ...لذا ابعدت الغطاء عنها ثم أمسكت رأسها بتأوه...تبا....ربما لم يجدر بها ان تتناول منومات قوية لتلك الدرجة....فرأسها يكاد ينفجر
...لكن هذا أحسن من ان تفضح نفسها...لانها تعلم بانها عند اشد لحظاتها ضعفا ومرضا تهذي باسم وولف...لذا تلتجأ لمنومات قوية حتى تنام مباشرة وبشكل أعمق.........

تنهدت مارينا بخفة ثم وقفت ومددت عظام جسدها وهي تشعر بانها استردت بعضا من قوتها..اصلا هي أخبرتهم انها تقاوم المرض بسرعة....لكن لا...مِيا لم تصدقها واجبرتها على شرب شاي الزنجبيل......الزنجبيل بحق خالق السماء؟!...

هزت مارينا رأسها بقلة حيلة واستدارت متوجهة للحمام.....لكنها فجأة توقفت مكانها بصدمة وخفق قلبها بقوة....

رائحته........رائحته ستميزها ولو كان بين ملايين الأشخاص.....وهي الآن تشتمها في غرفتها.....لذلك سارعت بالنظر في أرجاء المكان..لكنها لم تلمح أي شيء متعلق به...سوى آثار طفيفة لرائحته والتي لن يخطأها أنفها يوما....

كيف ؟! ومتى؟!...هل يعقل انها تتخيل ؟!..هل أثر عليها المرض ؟!.....

لكن فجأة وقعت أعينها على تلك الكمادة وهنا تجاوز قلبها خفقتين.....هل ما تفكر به الآن صحيح...؟!....هل يعقل ان يكون هو من دخل لغرفتها ؟!...لان هذا اقرب تخمين..فلا احد يجرأ على دخول جناحه سواهما....ولكن لماذا سيدخل غرفتها ؟!...تبا...

........عليها حقا ان تبدأ بحل و توضيح بعض الأمور....صحيح انها عند غياب وولف او اختفاءه تفقد جزءا من عقلها...لكنها لا تنسى....اولا عليها ان تبحث خلف هيوغو آندريس ونواياه خصوصا بتورط أورورا في الموضوع.....ثانيا عليها ان تعرف سبب التغير الذي طرأ على وولف على الاقل.... لانها متأكدة انها لن تستطيع تتبع وإيجاد مكان مغادرته وكيفية اختفاءه مهما فعلت... هذا شبه مستحيل ان لم يكن مستحيلا.....وذلك لان هناك شخصان في العالم فقط يستطيعان الافلات من بين رقابة الروي....

وولف و إيرا فاديتا...

مارينا تستطيع تتبع مكان أي شخص على سطح الأرض ولو دُفن تحت الأرض...سواء أفراد عائلة كابوني... عائلة فاديتا...أقوى عشائر المافيا.....مخططات المخابرات.....رؤساء كل الدول....وحتى لو كان شخصا عاديا فقيرا يعيش بشكل بدائي في غابة منعزلة حيث يستحيل ايجاده...هي ستفعل.........ما عداهما هما........

وولف يشبه الشبح...في لحظة يكون هنا وفي الأخرى يختفي كليا.... وانا اعنيها....كل مصادرها تفشل عندما يقرر هو الاختفاء..كانه يحدد بالضبط زمان ومكان فعله لذلك....مما يعني ان الامر خطير حينها......وهو فعلها مرات قليلة فقط عدا ذلك هي دوما تراقبه...

بينما إيرا فاديتا فالوصول لماضيها أو تحديد موقعها يشبه ضرب الحديد بقطعة خشب..لايجدي نفعا....ومهما حاولت مارينا لم تستطع الوصول لمعلومات كثيرة عنها سوى بعض الامور والتي إيرا لا تكلف نفسها عناء إخفاءها....وهذا لطالما حيرها...لما جعلت ماضيها مخفيا ومحصنا لهذه الدرجة ؟ ولما يستحيل الوصول إليها كأنها محاطة بدرع قوي ؟!....لكن مجددا مارينا لن تتدخل فهي كذلك ماضيها مخفي تماما...

قطع عليها شرودها صوت هاتفها كالعادة...هي تعلم انه نيكولاي لانه يتصل يوميا في هذا الوقت المبكر من اجل تقديم تقرير الأعمال......لذا نهضت وحملت هاتفها من فوق الطاولة واجابت بهدوء :

" نعم نيكولاي..."

" صباح الخير زعيمة روي... أعتذر على الإزعاج.....لكن أردت إعلامك بأن الأوامر نُفذت بالحرف الواحد...وقد تكفلنا بإبعاد الصحافة عن نشر الخبر....فالقضية صُنفت فائقة السرية وسُلمت للمخابرات......"

" حسنا.....هل تأكدت من محو كل من في اللائحة.....؟!"

" أجل زعيمة وسأرسل لهم أوامرك حول الرؤساء الجدد للعشائر.....لكن هل تمانعين لو سألتك سؤالا...؟؛"

" لا...ما هو ؟؛"

" لا أقصد أي تدخل او اعتراض من أي نوع...لكن ألا تعتقدين أن تعيين رؤساء جدد من نفس العشائر سيولد حقدا تجاهك وربما قد يحدث تمرد داخلي كبير لاحقا...؟!"

" أجل أعلم....لكن كيف ستتمرد وتنتقم لوفاة رئيسك وانت تكرهه اصلا ؟!...."

استمع نيكولاي لكلماتها بتعجب ولم يتحدث لذا تابعت هي بهدوء :

" لا تقلق قبل ان اعينهم لقد اخترت الفرد الملائم للمهمة ومن كل عشيرة.......وقبل مدة طويلة..."

أومأ نيكولاي بتفهم وباحترام لقرارها ثم قال :

" حسنا زعيمة...إذن سأتابع في سير الموضوع....و بخصوص الحفل السنوي في كابادوكيا هل قررتِ الذهاب لأرتب الأمور ؟!"

طرقت مارينا أصابعها على الطاولة لثواني ثم قالت :

" لا...لم أقرر بعد.......سأخبرك لاحقا بالتغيرات......"

" حاضر زعيمة.....أية أوامر أخرى ؟!"

" لا....لا شيء نيكولاي....."

وبهذا انتهت المكالمة بينما حبل أفكارها لم ينقطع....هي تعلم انها يجب ان تسرع باتخاذ قرار بخصوص هذا الحفل كذلك....فهو مهم لأعمالها لكنها في نفس الوقت لا تريد السفر في وقت حساس كهذا....خصوصا مع امور واحاديث غير منتهية بينها وبين وولف والتي ستفقدها تركيزها ان لم تهتم بها قريبا.......

لذا نهضت واستحمت ثم جففت شعرها وصففته....وبعدها جهزت نفسها وارتدت ثيابها واخفت أي علامة تعب من وجهها....وغادرت غرفتها عازمة على انهاء بعض الامور اليوم...

❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

بينما في غرفة البيانو الفخمة والواسعة بجدرانها الشاهقة كان وولف جالسا هناك في إحدى الأرائك ويعمل على الحاسوب مرتديا نظارات طبية سوداء وتركيزه منصب على العمل أمامه.....حتى وقعت أنظاره على هاتفه الموضوع على الطاولة بجانب مسدسه فتوقف عن العمل واسترخى على الأريكة وهو يتذكر كل ما جرى قبل أيام وسبب اختفاءه..منذ ذلك الاتصال الهاتفي...

Flashback.

أغلق وولف الهاتف منهيا المكالمة ثم فتح الملف امامه ليطلع عليه...لكن من جديد رن هاتفه فتنهد ثم حمله ليجد انه رقم غريب ومع ذلك فقد أجاب مستمعا للمكالمة ومع كل ثانية كان ينقبض فكه رغم ثبات ملامحه.....تبا...هل يمكن للأمر أن يزداد سوءا ؟!.....بالتأكيد يمكن....

لما صار الجميع يريد إخراج سيرة آنجل الآن كأنهم يريدون اللعب على أعصابه......ولما في نفس الليلة التي زارت أحلامه يتصل مدير المشفى الذي كانت تعمل فيه..؟!....طبعا ليسوء مزاجه أكثر....لم يستطع الانتظار ليوم آخر ويتصل من أجل الملفات....

أغلق وولف هاتفه دون الرد على المدير...ثم نهض مكانه وتوجه نحو أحد رفوف الكتب...وأزاحها بملامح مقتضبة ثم ضغط على زر معين فظهرت شاشة صغيرة الكترونية...فكتب وولف كلمة السر لتظهر بعدها خزنة صغيرة فأدار المقبض بيده
وفتحها لتظهر له تلك المستندات والملفات الخاصة بآنجل فهي دوما تخبأ الأمور الضرورية و المهمة في هذه الخزنة...

والآن وبعد وفاتها اتصل مدير المشفى ليطلب استعادة الملفات التي كانت تحت رعاية آنجل والتي تخص مرضى معينين فبعضهم سيتم نقلهم لطبيب الآخر ..والبقية للأرشيف...

لذا أخرج وولف محتويات الخزنة وبدأ بقراءتهم ليجد مستندات نقل الأملاك...فآنجل كتبت كل ممتلكاتها باسم أديلينا و أرتورو منذ ولادتهم وهذا جعله يبتسم رغم سوء مزاجه فهي كانت قد خططت كل شيء لهم ولمستقبلهم منذ ان كانوا رضعا..كانها كانت تشعر انها لن تعيش معهم طويلا...

اعاد وولف هاته المستندات ثم بدأ يتطلع على البقية ليجد ان بعضها صفقات قديمة أوكلها والدها بالتكفل بهن قبل عدة سنوات... بينما البعض الآخر كانت ملفات طبية لمرضى من الشخصيات المهمة وما أن أراد فتح الملف حتى مال من يده ووقعت كل الأوراق أرضا...وهذا جعله يلعن ثم ينحني ليجمعها واحدة بواحدة حتى وقع نظره على ورقة ما جعلت يديه تتوقفان مكانهما والتفاجئ يظهر على ملامحه الوسيمة.. لذا مد يده وحمل تلك الورقة ثم وقف وقرأ الإسم...

مارينا باربوزا....

ما اللعنة...

جديا ما اللعنة ؟!...

ما الذي جعل آنجل تضع هاته الإستمارة في الخزنة؟!..

بدأ وولف يقرأ ما كُتب فلم يجد سوى معلومات عامة عن مارينا بينما حالتها الصحية ذُكر انها ممتازة....والإمضاء إمضاء آنجل...من الواضح ان مارينا زارت آنجل في المستشفى...لكن لماذا ؟!..

ما الذي يحدث بحق خالق السماء...؟!...لما مارينا ستأتي لإسبانيا من أجل تفقد صحتها؟! ولما ستزور جراحة قلب ان لم يكن بها خطب ما ؟! وكيف لم يعلم هو بقدومها ؟!....فالتاريخ يعود لخمس سنوات وتلك الفترة هو كان لايزال يتزعم اتحاديات المافيا ورقابته على اسبانيا كانت قوية فكيف فلتت منه؟!....

قدوم الشخصيات المهمة لإسبانيا او رجال المافيا دوما يجعل وولف يضع عليهم رقابة لفترة قصيرة لمعرفة سبب قدومهم وان كان لاسباب سلمية....ومارينا باربوزا ليست شخصا عاديا كي يتجاوزها...إذن هي زورت قدومها أو أخفت الأمر تماما...خصوصا وانها الروي...هذا سيكون سهلا جدا عليها....

لكن لماذا ستفعل هذا ؟! وما السبب في قدومها ؟!..بل الأهم من ذلك لما آنجل أخفت أمر زيارتها لها ولم تكتب اي معلومات عنها في الملف بل واخفته في الخزنة لسنين طويلة ؟!...

فلو كانت زيارة عادية لمريضة عادية..لرمت الاستمارة بدل تخبئتها هنا سرا...

شد وولف شعره للخلف ثم أعاد كل الملفات للخزنة وأغلقها...لان ما اكتشفه اهم بكثير.....أهم من إيصال ملفات لعينة لمدير المشفى.....

لقد وعدها...وعد مارينا أنه لن يفتش في ماضيها لكن عندما يرتبط ماضيها بآنجل..هنا سيتدخل....وسيتدخل جدا...

لذا وبسرعة حمل هاتفه و في رأسه فكرة واحدة...سيبدأ من المكان الذي سيجد فيه كل ما يخص مارينا.......روسيا...

ولا أحد يجب أن يعلم لذا ذهابه سيكون سرا....لكن أولا عليه أن يرتب الأمور قبل اختفاءه...فهو متأكد أن مهما كان الذي سيعرفه عنها سيقلب الكثير من الأمور......

Russia.... 20:03 pm

Radisson collection hotel.. Moscow

ركن وولف سيارته  المظللة أمام الفندق وخلفه سيارتين من الحراسة نزل منها رجال بمزودين بالأسلحة وأحدهم سارع ليفتح الباب له لكنه سبقه ونزل ثم أغلق معطفه الأسود وتفقد بسرعة ودون ان ينتبه له أحد من تمركز القناصين في مكانهم الخاص....هو يعلم أن له أعداء كثر في روسيا...ورغم أنهم لن يكونوا قادرين على معرفة قدومه لهنا..لكن الاحتياط واجب..ولا مجال للخطأ....

تقدم وولف نحو البوابة وأشار فقط لحارسين بمرافقته وما أن مر على جهاز المسح حتى أصدر رنينا دليلا على حمله للسلاح فوقف رجال الأمن لمنعه لكنه لم يأبه بل تقدم متجاهلا إياهم وكذلك فعل رجاله...وفي تلك اللحظة ظهر مدير الفندق وأشار بيده لرجال الأمن ليتراجعوا ثم تقدم من وولف الذي كان يحمل ملامح البرود على وجهه ومد يده له قائلا بالروسية وبرسمية :

"Добро пожаловать, мистер Сьерра, я ждал вас"

( مرحبا سيد سييرا...كنت أنتظر قدومك...)

بادله وولف المصافحة ثم قال ببرود ومباشرة :

" Все ли готово?! "

( هل كل شيء جاهز ؟!)

أومأ صاحب الفندق بهدوء ثم أشار له نحو مدخل ما وسارا كلاهما نحوه ثم قال له حينها :

"Я сам покажу тебе твой стол ... Я сам обо всем позаботился ... никто не побеспокоит тебя "

(سأريك طاولتك بنفسي...لقد اهتممت بكل شيئ..ولن يزعجك أحد....)

ولكن و قبل أن يدخلوا لقاعة الطعام الخاصة بكبار الشخصيات حتى توقف وولف وقال له ببرود شديد :

" Я пойду отсюда самостоятельно ... но помни ... если кто-то знает об этом или моем присутствии здесь ... даже если это был просто слух ... ты знаешь, что произойдет, верно..."

( سأكمل من هنا بمفردي ... و تذكر ... إذا كان شخص ما يعرف عن هذا أو وجودي هنا ... حتى لو كانت مجرد إشاعة ... أنت تعرف ماذا سيحدث ، صحيح .).

ابتلع الرجل ريقه ثم أومأ برأسه فأضاف وولف للمرة الأخيرة وبتهديد أكبر:

".Положите урок в последний раз перед вашими глазами и не заставляйте меня выходить из себя "

.(...ضع درس المرة الماضية أمام عينيك ولا تجعلني أفقد أعصابي... )

وبهذا غادر متوجها للداخل أين ستبدأ خطته تاركا خلفه رجلا مرعوبا كعادته...

كانت القاعة من الداخل واسعة جدا وبطاولات منتشرة بشكل متباعد للحفاظ على الخصوصية ورغم أن الجو كان باردا في الخارج إلا ان المكان هنا كان دافئا....ولحسن الحظ لم يكن هناك الكثير من الأشخاص عدا ثلاث طاولات واحداهما هي مقصده..

فرغم أن هذا الفندق من أفخم الفنادق في روسيا ومطعمه من طابع خمس نجوم ألا أن هذا الجزء مخصص بالتحديد لاجتماعات العمل الخاصة لذا لا يكون جد ممتلئ...

ورغم قلة الأشخاص إلا أنهم استداروا جميعا عندما دخل المكان وتوقفوا عن الحديث وهذا جعله يريد قلب عينيه..............جديا..

هم  لم يتعرفوا عليه لكن وسامته القاتلة وهالته كفيلة بجعلهم يحدقون دون أن يرمشوا حتى..جميعهم دون إستثناء.....حتى مايكل باربوزا.. الذي لاحظ تحديق عملائه خلفه أثناء الإجتماع فاستدار هو كذلك ليتفاجئ بوجود وولف
لكن سرعان ما اختفى تفاجئه وحل محله القلق لاعتقاده أن هناك أمرا سيئا قد حدث لمارينا لكنه لم يرد التسرع في ردة فعله وقد لاحظ وولف تغير تعابيره لذا تقدم بهدوء ووقف أمام طاولته فنهض مايكل من مكانه وقال بالإسبانية المتقنة مادا يده :

" وولف سييرا...يا لها من مفاجئة سارة.."

بادله وولف المصافحة ثم نظر للجالسين معه و قال بهدوء :

" سيد باربوزا.....آمل أنني لم أقاطع شيئا مهما..."

نفى مايكل برأسه وقال مباشرة :

" لا.....لقد انهينا الاجتماع تقريبا...لذا لا تقلق..."

أومأ وولف بتفهم بينما مايكل استدار للعملاء وقال بهدوء:

"Раз уж мы все это обсудили, джентльмены, я вижу, что мы подписываем контракт завтра, потом ... без каких-либо задержек "

( بما أننا ناقشنا كل شيء يا سادة..أرى أن نوقع العقد غدا إذن دون أي تأخير...)

نهض العملاء الثلاثة من مكانهم وأومأوا له وقال أحدهم بعد ان اغلق زر سترته :

"Хорошо, мистер Барбоза, завтра мы будем с адвокатом, чтобы подписать ... и, как обычно, мы обязательно сделаем копию для мисс Марины ... передадим ей наши пожелания"

( حسنا سيد باربوزا..سنحضر غدا مع المحامي لتوقيع العقد...وكالعادة سنحرص على عمل نسخة للآنسة مارينا....بلغ تحياتنا لها من فضلك..."

وعند ذكر مارينا نظر وولف للمتحدث ببرود من الأعلى للأسفل بتقييم دون أن ينتبه الأخير لذلك..بينما مايكل فقد صافحهم مودعا إياهم ثم استدار لوولف وقال :

" ما رأيك بأن تجلس معي قليلا ونتحدث إن لم يكن لديك أي عمل طبعا..."

أومأ وولف برأسه ثم نزع معطفه ووضعه جانبا وجلس ليفعل مايكل المثل ثم أشار للنادل ليحضر لهما كأسان من النبيذ..وبعدها التفت لوولف وقال بابتسامة هادئة :

" إذن هل أنت هنا من أجل العمل....؟!"

نظر له وولف بهدوء وفكر بانه لا يريد حقا اخباره عن سبب مجيئه وانه اراد التحدث معه شخصيا.... لان ذلك قد يجعله يتحفظ عن اخباره ببعض الأمور خاصة ان علم انه اتى من اسبانيا من اجل ذلك..من أجل معرفة أمور عن مارينا..كونه أكثر مصدر موثوق...وأكثر شخص يعلم بماضيها....لذا ولجعله يتحدث بانسيابية معه فقد قال :

" أجل لدي صفقة هنا بعد ساعتين وصدف أن وجدتك هنا كما ترى.."

ابتسم مايكل براحة وقال :

" هذا مريح..لقد اعتقدت لوهلة أن مكروها حدث لمارينا......"

تأمل وولف في مايكل وهو يفكر في انه يملك نفس هالة مارينا..هالة هادئة ومريحة...ولو لم يكن يعلم لقال انها رابطة الدم....ورغم ان هذا ليس لقاءهما الأول فقد التقيا وتحدثا قبل حوالي 7 سنوات في حفلة في ألمانيا....لكن مايكل لا يزال بنفس الشخصية الهادئة...وحقيقة وولف لا يعلم حتى ان كان يتذكره أصلا...حتى ان لم يفعل فهذا غير مهم....

قطع الجو وصول نادلين حملا الأطباق من فوق الطاولة يليهما نادل آخر وضع كؤووس الشراب وصب النبيذ لكل منهما ثم استأذن باحترام وغادر المكان...

وحينها حمل مايكل كأسه وارتشف القليل منه ثم قال :

" بالمناسبة لقد علمت أن أرتورو الصغير فاز بالمسابقة....أود أن أهنئه على ذلك وأخبره أنني سأرسل له هدية..حتى وان لم يكن يعرفني..."

ظهر شبح ابتسامة طفيفة على شفاه وولف وهو يحتسي من كأسه ثم قال :

" حسنا..رغم أن الفضل يعود لمارينا..هي من ساعدته..."

ابتسم مايكل وقال :

" جيد مافعلت إذن....."

ثم بعدها وضع كأسه جانبا واتكأ على الكرسي براحة وقال بهدوء :

" الوقت يمر بسرعة.... لا زلت أتذكر أول مسابقة فازت بها عندما كانت صغيرة...ورغم انها كبرت الآن إلا تلك الفتاة تعرف كيف تجعل هذا العجوز خائفا في آخر عمره..."

نظر له وولف لثواني ثم باغته بسؤاله مباشرة :

" حتى وإن كانت الروي ؟!"

نظر مايكل له بتفاجئ ثم اعتدل في جلسته وقال بجدية :

" كيف علمت ؟! هل أخبرتك َ ؟!"

رد وولف حينها بهدوء :

" أجل..نوعا ما..."

أومأ مايكل بتفهم ثم عبث بخصلات شعره وهو يفكر في عدة احتمالات لردة فعل وولف عندما علم...وان كان هذا قد أثر على علاقتهما.....ورغم انه حاول الا يتدخل الا انه لم يستطع حيث قال بعدها :

" حسنا...........وماذا تعتقد حيال هذا ؟!"

نظر وولف له بجدية واحتسى بعضا من نبيذه ثم قال :

" أعتقد أنني فهمت رغبتك في أن أحميها.."

ولسبب ما هذه الإجابة أراحت مايكل فشقت الابتسامة وجهه وقال :

" هذا أسعدني...فأنا اعتقدت أن هذا الأمر قد يسبب مشاكل...ونتائجه ستكون عكسية... "

ولكن حينها أمال وولف رأسه كأنه للتو خطر على باله أمر ما لذا نضر لمايكل وقال :

" لكنني أريد أن أعرف شيئا........ لماذا ؟! لماذا تزوج ابنتك لشخص انت تعلم جيدا ان حياته مليئة بالخطر بينما أنت تريد أن تبعدها عن الخطر...؟!"

شبك مايكل أصابعه مع بعض ثم فكر قليلا لثواني محاولا إيجاد الكلمات الملائمة ليجيبه....لكنه قرر أن يبدأ من الأول....لذا فقد تنهد بخفة وبعدها أجاب بهدوء دون أن ينظر لوولف :

" عندما أخبرتني مارينا للمرة الأولى عن كونها الروي ..كان عمرها عشرين سنة...لقد أتت.. جلست أمامي...وأخبرتني مباشرة بكل شيء....الصدمة كلمة صغيرة لتصف ما حل بي.....صارت تعمل ضمن المافيا بل وتتحكم في روسيا منذ ان كانت في السابعة عشر.......لقد أخفت الأمر عني لمدة ثلاث سنوات كاملة...لكن هذا الأمر لم يهمني بقدر ما ارعبتني الفكرة بأكملها...حقيقة هويتها وكونها اتجهت للعالم المظلم ولوثت يديها بالدماء....قتلت المئات......صدقني لقد عشت أياما سوداء آنذاك..."

ظل وولف يستمع لحديث مايكل وراقبه وهو يحمل كأسه ليشرب منه من جديد ثم تابع بنفس النبرة :

" أنا لم أتقبل الأمر في البداية...لكن هذا لم يمنعني من القلق....فالهاجس الأول الذي انتابني حينها...انها ستُكشف....ليس لانها غير قادرة على النجاح بل المشكلة في إسم الروي بحد ذاته...لقد كان دليلا....هل تعرف ما أقصد ؟! ما علاقة الإسم بها ؟؛"

أومأ وولف برأسه وقال :

" أجل لقد أخبرتني بذلك.."

وحينها رد مايكل :

" إذن أنت تعلم أنه مهما استغرق الأمر كان سيشك أحد ما في كونها ربما تقرب زعيم البرازيل السابق...لذا بحثت في ماضي والدها..أردت أن أمحي كل الأدلة التي تجعلها تنتمي لتلك العائلة...رغم انه كان سيأخر الأمر ولن يمنعه...."

وهنا أجابه وولف بجدية :

" أجل حتى لو محيت الأدلة...عمل المافيا مختلف وسيعرفون بطرقهم..مجرد انها سُجلت باسم والدها سيجدون الخيط مهما كان......"

وهنا طرق مايكل باصبعه على الطاولة وقال :

" بالضبط....هذا الذي أنقذها وأراحني من همي حينها...والدها عندما وُلدت لم يسجلها باسمه....لقد أبقاها سرا عن العالم....وهي كانت تعلم بهذا على الأرجح لكنها لم تخبرني....مما جعل إستخدامها للقب الروي أمرا آمنا.. فالاحتمالات لن تمسها بتاتا....كما ان هناك آخرين في العالم يحملون لقبها....لكنني كنت أعلم أن خوفي هذا كان البداية فقط...فالطريق الذي دخلته ليس سهلا بتاتا....ولأضمن حمايتها حتى بعد وفاتي كان هناك حل وحيد...وهو ان تظل تحت حماية شخص ذو نفوذ في المافيا...وهذا بحد ذاته صعب...خصوصا وانها كانت رافضة للموضوع....فهي عنيدة ولم تتقبل الفكرة نهائيا......"

وضع وولف كأسه جانبا ونظر لأعين مايكل البنية الواسعة ثم قال :

" لقد فهمت ما تريد إيصاله سيد باربوزا....لقد اضطررت لابقاءها تحت جناح المافيا لانها الطريقة الوحيدة القادرة على حمايتها داخل المافيا على حد سواء.....لكنك تعلم انها تبلي بلاءا جيدا في هذا...أليس كذلك؟!.... هويتها مخفية وهذا بحد ذاته بمثابة درع لها... "

ابتسم مايكل بخفة وهو يهز رأسه بقلة حيلة ثم قال :

" أجل أعلم انها مسيطرة على الوضع...فأنا أسمع يوميا بجرائمها وارتفاع نسبة الخوف منها......وأنا صراحة وصلت لمرحلة لم أعد أهتم سوى بسلامتها....أنا والد أناني..."

احتسى وولف المتبقي من نبيذه دفعة واحدة ثم قال :

" لا بد أنك مررت بالكثير لتصل لهاته المرحلة.."

قهقه مايكل بخفة ثم أشار لشعره وقال :

" وهل تعتقد أن هذا الشيب ظهر من العدم...كله من مارينا.."

رفع وولف حاجبه وقال :

" هل أنت متأكد..لأنها لا تبدو لي كفتاة قضت طفولة طائشة..."

ضحك مايكل على ماقاله ثم أردف :

" بالتأكيد لم تكن طائشة... رغم أن السماء تعلم أنني أردتها أن تكون.....لكن ما كان يخيفني انها كانت عكس ذلك تماما وفي كل شيء......"

نظر وولف لمايكل  باستغراب وغير فهم لقصده فاعتدل الآخر وقال بجدية هذه المرة:

" أنظر أنا أعلم أننا لم نتحدث منذ زواجكما...وصراحة أنا لا أعلم حتى طبيعة العلاقة بينكما....هذا صعب عليكما وأنا مدرك لذلك....لكنني تخليت عن العديد من الأمور التي يحلم الأب بأن يقوم بها لابنته فقط من أجل أن ينجح الزواج ومن أجل أن أحميها مهما بدا هذا الأمر غير منطقي....لذا إن كنت ستبقى في هذا للنهاية أريدك أن تقوم بشيئ من أجلي..."

كانت ملامح وولف هادئة وهو يستمع لمايكل ولكلماته التي بدت صادقة جدا ولانه لم يرد مقاطعته فقظ أومأ بخفة دليلا على انه يستمع فتابع مايكل بنفس النبرة ولكن أهدأ وأبطأ قليلا :

" مارينا.......... لطالما كانت هادئة جدا...ومهما وصل بها الأمر من تعب أو ألم كانت تخفيه ...حتى مرضها كانت تخفيه.. لهذا عندما تبتسم فهذا لا يعني دوما انها سعيدة...وعندما تخبرك أنها بخير..لا يعني دوما انها كذلك.... لذا ما أحتاجه منك فقط  هو ان تكون هناك من اجلها .....هي قوية انا اعلم لكن هذا لا يمانع ان تبقى بجانبها....."

هذه الكلمات ليست مجرد طلب منه.... هي كلمات كل أب يرغب بإيصالها لزوج ابنته بطريقة أو بأخرى...ربما ما قاله لا يعبر بالضرورة عن كل الفتيات...لكنه حتما يعبر عن نفس مشاعر الأبوة...الرغبة في حماية صغارك وتأمينهم عند شخص قادر على العناية بهم...

لكن مايكل لم يعلم بأنه وحتى ان لم يدرك ذلك فوولف بالفعل دوما خلفها...دوما يتأكد من حمايتها....دوما يحلل تصرفاتها و يتابعها....فهي لم تكن مجرد قضية بسيطة بالنسبة له..منذ اللحظة الأولى علم انها أحجية...وأن أعينها تحمل أكثر مما تُظهره......

فبعد ما قاله مايكل صمت وولف ولم يرد التحدث....ليس لأنه غير واثق من  انه سيحافظ على الوعد....هو سيحميها هو متأكد من ذلك رغم انه غير واثق لما يريد فعل ذلك!...

لكن المشكلة في انه أتى هنا لروسيا لسبب وحيد وهو معرفة ما تخفيه وما علاقتها بآنجل...لذا مصير علاقتهما وان بدى الأمر غريبا فهو سيتحدد وفقا لما سيعرفه....

ولأن مايكل لاحظ صمت وولف فقد ضحك بخفة وقال بمزاح :

" يا الهي.....هل فاجأتك ؟!.....تبدو كمن غرق في أفكاره للحظة......أعلم ان هذا الحديث يُقال قبل الزواج عادة ولكن كما ترى حالنا مقلوبة....وانا هنا أحاول أن أبدو جديا قليلا.."

ظهرت ابتسامة خفيفة على شفاه وولف تكاد لا تُرى بينما مايكل قد تابع قائلا  بنفس نبرة المزاح لانه يريد من وولف ان يشعر بالراحة معه..بعيدا عن الرسمية والجدية:

" وبيني وبينك.....كما تقولون في اسبانيا الحقائق لا تُقال دوما......و مارينا لا يجب أن تسمع بما دار بيننا من حديث لانني لست واثقا مما ستفعله.............لي طبعا....."

وهذه المرة ابتسم وولف ابتسامة حقيقية وهو يعيد سكب النبيذ في كأسه وكأس مايكل ثم قال :

" أنت تتحدث الإسبانية بشكل جيد جدا  بالمناسبة.."

حمل مايكل كأسه ثم أشار لوولف بالنخب ثم احتسى قليلا واجابها بابتسامة هادئة :

" لقد عشنا في إسبانيا لعدة سنوات ....ربما لهذا...."

وهنا قضب وولف جبينه باستغراب و أردف :

" لكنني لم اكن اعلم بوجودكم هناك ؟! متى كان ذلك ؟!"

فكر مايكل قليلا ثم قال يعد ثواني :

" اعتقد انك كنت صغيرا حينها فمارينا كان عمرها ثمان سنوات آنذاك.....أنا لست متأكدا بالضبط....."

و فجأة توقف وولف عن شرب نبيذه بصدمة وكل ما مر على ذهنه هو ثمان سنوات.....وتذكر كلمات مارينا وهي تخبره انها أحبت ذلك الرجل وهي في سن الثامنة....هل هذا يعني أن من تحبه يعيش في إسبانيا لانها لا يعقل ان تكون التقته في بلد آخر و هي في تلك السن الصغيرة.........

كان مايكل يراقب تفاجئ وولف باستغراب لكنه ادعى اللامبالاة وواصل شرب نبيذه بهدوء منتظرا اياه ان يبدي أي حركة...حتى وقعت أنظاره على يده وتلك الخدوش عليها والتي تكاد تكون مخفية بسبب الوشوم وحينها هتف  قائلا :

" أجل......هذا صحيح...الآن تأكدت...لقد كان عمرها ثمان سنوات بالتأكيد....فهي نفس الفترة التي تعرضت فيها لطعنة خنجر في كفها...."

هل قلت قبل قليل أن وولف صُدم ؟!...أعتقد إذن أن ما حدث   الآن..هو أن الدم تجمد في عروقه...... أجل...

رفع وولف نظراته القاتلة لمايكل وهاته المرة كانت تعابيره باردة لكن أعينه كانت مخيفة.....ومع ذلك  لم تعبر ولو بمقدار صغير عما كان يجري داخله...ولحسن الحظ ان مايكل لم يكن ينظر له والا لشعر بالخطر حقا....فوولف حاليا في وضع سيئ....ورغم انه غير واثق من صحة افكاره...الا انه متأكد انه سمع جيدا.....مارينا ذات الشعر الأحمر و  بعمر الثامنة تلقت طعنة خنجر في كفها في نفس السنة التي تعرض فيها للاعتداء ودافعت عنه تلك الفتاة والتي كما تخمنون  شعرها احمر كذلك.....هذه ليست صدفة لعينة بكل تأكيد ؟! .....

ولان مايكل لم يكن ينتبه لما يحدث مع وولف فقد تابع حديثه بشرود وهو ينظر في الفراغ :

"....لقد فقدت دماءا ليست بقليلة...ويدها ظننت أنهم سيقطعونها لها لقد تحطمت تقريبا...فطعنة خنجر في يدها الصغيرة  ليست بمزحة....ولكن الشكر لله...تطلب الامر العديد من العمليات الجراحية لتستطيع استعمال يدها من جديد....وكل هذا من أجل أن تنقذ فتى ما.. تلك الفتاة دوما تل......."

وفجأة تحطم كأس النبيذ في يد وولف جاعلا من مايكل يتوقف عن الحديث وينظر له بصدمة لكنه تجاوز ذلك وسارع بالوقوف  و إخراج منديله و وضعه على جرح وولف الذي بدأ ينزف وقال :

" يا الهي!!..ما الذي حدث...كيف تحطم الكأس في يدك ؟!..."

أبعد وولف يده التي تنزف ثم أغمض عينيه وتنفس بقوة محاولا ضبط أعصابه...على الاقل ليس أمامه لا يجب ان يشك بشيئ...لذا بعد ثواني فتح اعينيه وعادت ملامحه باردة خاوية و لكنه قال بهدوء مخفيا كل شيء داخله :

" لا تقلق......هذا جرح بسيط....انا لم انتبه على ضغطي للكأس فانكسر...."

ظهر الشك وغير التصديق على ملامح مايكل..لكن وولف لم يكن قادرا على التبرير مرة اخرى...اصلا هذا ليس من عاداته...فكل ما يريده الآن هو الخروج من هذا المكان اللعين.....فهو فجأة شعر بالاختناق والغضب ويريد تحطيم شيء ما....

ولحسن حظه وبطريقة مفاجئة رن هاتف مايكل لكنه تجاهله وهو لا يزال يحاول الاطمئنان على جرح وولف...غير عالم ان الاخير تعرض لما هو أسوء...

ولأن الرنين لم يتوقف فمايكل أخرج هاتفه وأجاب حينها قائلا :

" Что там Ромео"

( ماذا هناك روميو ؟!)

"Сейчас ?! Уже поздно ... даже если я подготовлю это, оно не будет готово к завтрашнему дню "

( الآن ؟!....... الوقت متأخر..حتى لو أعددته لن يجهز للغد )

"Ты шутишь, мальчик ?! ... Ты видишь старика, который неспособен ... Не звони Марине ... Я приду . "

( هل تمزح يا ولد ؟!...هل تراني عجوزا غير قادر على انجاز عملي ......إياك أن تتصل بمارينا.....أنا سآتي... )

وبهذا اغلق مايكل المكالمة بانزعاج لكن ما ان نظر لوولف حتى ظهر القلق الطفيف على ملامحه وقال :

" هل أنت متأكد أنك بخير ؟!"

أومأ وولف بهدوء مزيف ونهض من مكانه قائلا :

" أجل أنا متأكد....ثم انه حان الوقت لاحضر بعد الامور للاجتماع بعد قليل....."

أومأ مايكل بتفهم ثم قال بهدوء بعد ان صافح يده السليمة :

" حسنا إذن.......رغم ان حديثنا كان قصيرا لكنني سعيد لاننا التقينا........انتبه لنفسك ولمارينا.....ولنا لقاء آخر...."

" بالتأكيد..."

وبهذا وما أن غادر مايكل حتى عادت ملامح وولف للجمود وظل واقفا مكانه ينتظر لدقائق حتى يتأكد من مغادرة مايكل للفندق وبعدها مباشرة حمل معطفه وخرج من المكان بسرعة وملامحه لا تبشر بالخير... و لحق به رجاله الموثوقين والذين كانوا ينتظرونه امام الباب...بينما هو كل ما كان يدور في باله هو...أنها هي......مارينا باربوزا هي تلك الفتاة التي أنقذت حياته في الطفولة...

وما ان خرج حتى أسرع أحد رجاله وفتح له سيارته فركب فيها بينما بقية رجاله سارعوا وركبوا في السيارت الاخرى ليلحقوا به...نظرا لسرعته....

بينما وولف كان يقود السيارة بملامح جامدة عكس افكاره التي كانت تضج داخله.....

كيف حدث هذا ؟! هي لا يُعقل أن تكون قد تزوجته وهي لا تتذكر من هو....لهذا هو لم ينتبه يوما للنذبة في يدها...لا بد انها كانت تتعمد اخفاءها.....أذن كانت تعلم انه هو..... ونع ذلك لما أخفت الأمر ؟!  ليس وكانه سيقتلها....هو مدين لها بحياته بحق خالق السماء.....لقد أنقذته في أكثر أيامه سوءا تلك الصغيرة تلقت الطعنة مكانه.......يا الهي كيف لم يتعرف عليها؟!......

ضرب وولف مقود السيارة ثم زفر بقوة وفتح زجاج نافذته قليلا ليدخله بعض الهواء النقي.....رغم برودة الجو....لكنه يحتاج لأن يهدأ ويفكر بشكل سليم الآن.....

تعمد مارينا إخفاء هذا الأمر عنه يعني أنه مرتبط بأمر آخر سيؤذيها ان علم به....لكن ما هو ؟!....

لقد أخبرته من قبل ان هناك ثلاث حقائق لماضيها... حقيقة ستغضبه وأخفتها....تلك متعلقة بكونها الروي حتما......حقيقة آلمتها فأغلقت بابها...هو يستطيع ان يخمن انها حول قتل والديها أمامها...والحقيقة التي أحزنتها فكتمتها هو متأكد انها حول ذلك الرجل الذي تحبه.....

لكن ما علاقة هذا به إن كان قد مر على لقاءهما ذلك اليوم ستة عشر سنة  ؟!.....أعني لا بد انها تخفي الأمر لانه مرتبط به أل...........

وفجأة ضغط وولف على المكابح موقفا سيارته  مما جعل حراسه يركنون كذلك وينزلون من السيارة محيطين بسيارته  معتقدين ان هناك خطر عليه....لكنه لم ينتبه ولم يأبه..

منذ ستة عشر سنة؟!.......لا.......هذا مستحيل.....

" لأن قلبه ملكٌ لأخرى...."

" 16 سنة...أنا أحبه منذ 16 سنة..."

" لقد كان عمري ثماني سنوات عندما أحببته أول مرة "

" من أحبه لا يعلم أصلا من أكون أو أنني أتواجد "

"هو يحب أخرى وقد أخلص لها...لذا لم أستطع حرمانه من شيئ يسعده فقط لانني أحببته أولا ...وأحببته أكثر...."

" لقد كنت صغيرة...لذا لو أخبرته كان سيعتقد أن مشاعري غير حقيقية..."

مرت كلماتها وكل ما قالته على ذهنه كالشريط واحدة تلو الأخرى والآن فقط صار كل شيء منطقي و  واضح.....كل هذا يدور حوله وعنه.؟!...كيف يعقل هذا ؟!....ذلك الألم في عينيها بسببه.....حزنها كله بسببه..وهو الذي كان يتساءل لما كانت أعينها تلمع عندما تبتسم له...معتقدا انها سعادة فقط......لكنها حب.....هي تحبه........هل يحتاج تأكيدا أكثر من هذا ؟!....

سُحْقًا..........

End of the flashback..

وبسبب ما اكتشفه تلك الليلة لم يستطع العودة...لأول مرة لم يرد مواجهة أي شخص...وبالأخص هي...لانه لم يكن متأكدا كيف يتصرف مع تشوش أفكاره......لذا فضل البقاء بعيدا حتى يهدأ......لقد قضى كل تلك الفترة وهو يفكر ويربط كل الأحاديث وكل ما كانت تفعله ببعض....ولأنه صار يعلم..... كل شيء بات منطقيا أكثر...

هو يعلم انه لن يستطيع اخبارها بمعرفته الحقيقة ...تبا ذلك سيكون سيئا....لذا هو قرر ان يخفي هذا..لا يعلم الى متى وكيف كل ما يعلمه انه ليس الآن....

حبها له ولكل هاته السنوات لا زالت حقيقة لم يستطع إستيعابها...ولا يعتقد انه سيستطيع يوما....ذلك الرجل الذي أحبته بجنون والذي دوما تعجب منها كيف ضحت بالكثير من اجله  معتقدا انها أغرب إنسانة...كان في الحقيقة هو.....هو المقصود دوما.....

هو ذلك الحزن الذي رآه في أعينها...وألم الحب الذي كان ينعكس في ملامحها...ومع كل تلك الإشارات هو لم يفهم ولم يلاحظ..لاول مرة يشعر ان ذكاءه خانه...وانا أعنيها....

كلما تذكر انها قضت ستة عشر سنة في حبه تأتيه رغبة في صفع نفسه.....انها حياة بأكملها...حياة قضاها هو مع أخرى ...

ربما لهذا زارت آنجل....لانها كانت تعلم بعلاقته بها...لكن ما الذي قالته لها ولما آنجل لم تخبره بذلك..هذا  لن يستطيع معرفته سوى منها....وهذا صعب كونه لن يخبرها بمعرفته للحقيقة.....

وربما لهذا أيضا قبلت الزواج منه...وهو الذي كان ينوي أن يسألها.......فمنذ ان عرف انها الروي تساءل لما أخبرته ان اسبانيا ستحميها من الاعداء قبل ان يوقعا عقد الزواج....فالروي لا يحتاج حماية ولا أعداء يعرفون هويتها اصلا....لكن الآن هو يعلم لماذا....

عندما عاد من روسيا وبعد ان قضى ثلاثة ايام في التفكير كان قد قرر أن يمثل بانه لا يعرف شيئا وتعود علاقتهم كما كانت...لكن كل هذا ذهب في عرض الحائط ما أن رآها....

عندما وقفت أمامه شعر انه لاول مرة يراها ...بدت له مختلفة بطريقة غريبة...ربما لان نظرته لها تغيرت...لانه علم الحقيقة...لانه صار يعلم معنى نظراتها....

لقد بدت متعبة...متعبة جدا حتى خلف هدوء ملامحها...آنذاك.....وصراحة هو كان يعتقد انه سيشعر بالغرابة عند رؤيتها بعد ما علمه..لكنه لم يفعل...بل على العكس تماما...رؤيتها بعد ثلاث أيام أراحته كما يفعل وجودها دوما....

هناك جزء منه لا زال للآن يريد الابتعاد عن هذا..رافضا هذا الامر تماما......لكن الجزء الأكبر منه يرى انها لا تستحق هذا....هو يعلم انها لا تفعل....ليس بعد كل هاته السنين....

لقد كانت بارعة حقا في اخفاءها للأمر وتحملها لكل شيئ داخلها وهو لن يكون وغدا الآن ويزيد الطين بلة....

تبا فقط هو في ورطة....

خرج وولف من شروده على صوت طرقات خفيفة على الباب فإذن للطارق بالدخول ليجد انها مارينا...وهذا جعله يستغرب....

لقد كانت ترتدي قميصا صوفيا خفيفا وقصيرا باللون الأحمر مع سروال من الجينز الفاتح وكعبا عالي...وشعرها كان منسدلا كما هو...



وما أن دخلت ولاحظت وولف حتى نبض قلبها لرؤيته بهذا الشكل...فهو نادرا ما يتخلى عن ارتداء البذلات ويتوجه للثياب العادية...مما يعني أنه لن يذهب للعمل اليوم....

فهو كان يرتدي سروال جينز فاتح وقميصا صوفيا أسود ولكن على عكس خاصتها.....كان بدون ياقة....

وفوق هذا كان يرتدي نظارات طبية سوداء وينظر لها بهدوء بأعينه الجميلة....

يا الهي..... تبا...لقد نست ما الذي أتت لفعله....ما الذي اتت لفعله بحق خالق السماء ؟!...

أخرجها من أفكارها صوت وولف وهو يقول بهدوء وبتقضيبة بين حاجبيه :

" هل أنتِ بخير ؟! ولما أنت مستيقظة باكرا ؟!"

رمشت مارينا بتفاجئ من سؤاله  لكنها حاولت اخفاء ذلك و أجابته بهدوء :

"  أنا أحسن الآن....و انا أستيقظ دوما في هذا الوقت وولف لما انت مستغرب ؟!...."

وحينها اغلق وولف حاسوبه وقال بهدوء دون ان ينظر لها :

" ليس بعد مرضك ليلة أمس...كان يجب ان ترتاحي.."

ابتلعت مارينا ريقها وهي تنظر له..وكيف يتحدث بهدوء محدثا فوضى داخلها بكلماته....لكنها لم ترد فضح نفسها بتصنمها مكانها هناك لذا فقد تقدمت و جلست على الأريكة  وهي تحاول تشتيت افكارها عما قاله......لكن افكارها قادتها مجددا له ولما  راته على الكاميرات...وولف حقا دخل لغرفتها....وهو من وضع لها كمادات طوال الليل وهي لا تعلم ما الذي يجدر بها فعله...فقلبها على وشك الانفجار من السعادة....رغم استغرابها من سبب فعلته....

لكن كل هذا لم يمنعها من رغبتها في معرفة ما الذي حدث له.  لقد رفض التحدث معها قبل اختفاءه وعندما عاد ....عاد طبيعيا مثل الاول...لا بد ان شيئا ما حدث حقا...

وقبل ان تواصل افكارها نزع وولف نظارته الطبية ووضعها على الطاولة جاذبا انتباهها له ولما فعله.. مما جعلها تعبس بلطافة لانها رأت ان النظارات  زادته وسامة حقا .....إن كان هذا ممكنا حتى...

وبعدها نهض وتوجه نحو طاولة ما كان فوقها كأس ماء مغطى بغطاء صغير و فوقه كذلك حبتين من الدواء وأحضره لها فنظرت له بغير فهم لذا قال بهدوء :

" لا بد أنك تشعرين بالصداع من المنوم لذا تناولي هذا ؟!"

شعرت مارينا بالصدمة لمعرفته أنها تناولت منوما لذا أخذت الكأس والدواء من يده  وقالت :

" كيف علمت أنني تناولت منوما ؟!"

أمال وولف رأسه للجانب فوقعت خصلات سوداء على عينيه جعلت قلبها يقع كذلك....ثم قال :

" لأنني دخلت لغرفتكِ ليلا أكثر من مرة ولم تشعري "

أوشكت مارينا أن تختنق بالماء لكنها لحسن الحظ لم تفعل بل سارعت بابتلاع الدواء ثم  ربتت على صدرها بخفة ووضعت الكأس جانبا و قالت بهدوء مزيف مدعية عدم المعرفة :

" حقا ؟! ولماذا ؟!"

عاد وولف وجلس في مكانه ثم قال بهدوء كلي :

" لانك عنيدة يا باربوزا...حرارتك كانت مرتفعة وهذا كان واضح....وجنتيك كانت محمرة ونفسك كان متثاقلا طوال العشاء أمس....ولو هبت ريح خفيفة كنت طرت معها من شدة تعبك الجسدي...وفوق كل هذا اخذت منومات عوض ان تخفضي حرارتك....هل هذه محاولة انتحار منك ؟!"

انهى وولف حديثه برفع حاجبه بينما هي شعرت كأن  والدها
يقف امامها ويؤنبها...وهي أحبت هذا...لذا فتحت فمها للحديث  والرد لكنها تراجعت...يا الهي لقد فاجأها مجددا...هو حتى لم ينكر انه دخل غرفتها...والآن كيف سترد على هذا....

عندما لاحظ وولف صمتها قال لكن بنبرة أهدأ أكثر هذه المرة :

" منذ متى وانت متعبة هكذا ؟!"

نظرت له مارينا بهدوء وعبثت بخصلات شعرها ثم قالت بصوت خافت :

" اعتقد منذ يومين....بسبب تقلب الجو ربما...."

رفع وولف حاجبه من جديد ثم شبك أصابعه ببعض وقال بجدية :

" إذن ورغم مرضك....قمتِ بإبادة رؤساء أكثر من ثمان عشائر مافيا ؟!"

نظرت له مارينا بابتسامة خافتة وقالت :

" معرفتك بالأمور قبل أوانها دوما يفاجئني...."

أبعد وولف خصلات شعره من وجهه تحت نظراتها المتفحصة ثم قال :

" أنا أملك نفوذا أكثر مما تتخيلين يا باربوزا..."

أومأت مارينا بهدوء ثم أردفت :

" أستطيع تخيل هذا..."

وحينها قال وولف بجدية هذه المرة :

" آمل أنك اخترتي البدائل للرؤساء يا باربوزا فهذا أمر جدي لا مزاح فيه..."

طرقت مارينا أصابعها على الطاولة بتفكير ثم قالت دون ان تنظر إليه :

" اللائحة كانت جاهزة منذ مدة طويلة...ولقد اخترت كل فرد بعناية...لذا لا تقلق...."

وفورا أضاف وولف بنفس النبرة :

" وأنا أخمن أن هناك احتمالين.....إما تجاوز لقانون التسعة.. او اخلال بنظام تسييرك للعمل..."

ابتسمت مارينا بخفة على تحليلاته الصائبة وقالت :

" الاثنين معا......فهؤلاء الثمانية هم الوحيدين الذين كانوا يعاكسون قوانيني من بين 40 عشيرة في روسيا...وكان يجب علي انهاء الأمر اما استبدالهم او ابادة عشائرهم ككل.....ومن الواضح ايهما اخترت......"

نظر لها وولف بتمعن وهو يلاحظ كل حركة تقوم بها وكل كلمة تتفوه بها كأنه يقوم بهذا للمرة الأولى.....هو حقا سيواجه صعوبة في التعود على حقيقة انها الروي ...

لهذا فقد نهض من مكانه ووقف أمام النافذة الواسعة بجانب البيانو الاسود هناك..ثم أخرج سيجارة وأشعلها بهدوء ثم استدار لها متكأ بجسده على الجدار....ونظر لها بأعينه الزرقاء
الجميلة وبنظراته التي دوما ما تربكها...ولكنها لم ترمش كذلك...بل ابقت اعينها على اعينه.....هي لم تنسحب يوما عندما يتعلق الامر بشخص يتحداها وحتى وان كان تحديقا....وهذا دوما يبهر وولف وان لم يعترف هو بذلك....

اعادة لا احد يتماسك امامه خصوصا ان حدق بهم بنظراته الباردة لكنها لم تفعل يوما....

وهذا جعل شبح ابتسامة يظهر على شفاهه وهو ينفث دخان سيجارته دون ان يبعد اعينه عنها ثم قال :

" أنا أعلم يا باربوزا ما الذي اتيت لتتحدثي به معي..."

رفعت مارينا حاجبها فقط منتظرة منه ان يواصل كلامه محاولة التحكم في نبضات قلبها الذي يكاد ينفجر وهي تراه بكامل وسامته يقف مقابلات لها ويحدق فيها دون ان يرمش هكذا.....

بينما هو فقد واصل تدخينه لعدة ثواني اخرى قبل ان ينطق بهدوء وباختصار مثلما يفعل دوما :

" يمكنك ان تقولي انه كان يوما سيئا....سيئا جدا...."

نظرت له مارينا بصمت لعدة ثواني ثم أومأت بتفهم...فهي تعلم ان الموضوع عندما يتعلق بآنجل هو لا يبرر نهائيا..لذا كونه الآن فكر بمنحها سبب لسوء مزاجه ذلك اليوم اكثر من كاف...هي لا تريد الضغط عليه خصوصا في موضوع كهذا ..وستكتفي بهذا كإجابة لتساؤلاتها حاليا....

وعندما لاحظ وولف شرودها وهي تطرق بأصابعها ابتسم بخفة دون ان تراه ثم أطفأ سيجارته وأشعل واحدة أخرى ثم قال :

" أخمن أنك تحبين الموسيقى إذن؟!"

رفعت مارينا نظرها له وابتسمت بخفة ثم قالت :

" وكيف عرفت هذا ؟!"

ولأن وولف لم يرد اخبارها انه كان يراقبها عندما عزفت اول مرة وفي هذه الغرفة بالتحديد فقد اجابها بتحليله الاخر قائلا :

" أنت دوما تطرقين أصابعك كلها و بنفس الحركة...كانك لا تطيقين ابقاءهم دون حركة...ما يدل انك على الاغلب تعزفين آلة ما...."

ابتسمت مارينا ابتسامة جميلة على ما قاله ثم نهضت من مكانها وتوجهت ناحية البيانو ونظرت له لثواني قبل ان تمرر أناملها على مفاتيحه....

وبعدها رفعت نظرها له لتجد انه بالفعل يحدق بها لذا قالت :

" لطالما كان البيانو المفضل عندي.....رغم انني في كل مرة اعزف وانظر ليداي...نفس اليدان اللتان تحملان دماء الكثيرين...اتعجب كيف لهذا التناقض الكبير والغريب ان يكون داخلي..."

تمعن وولف في كلماته وقد فهم فورا ما تعنيه.. ذلك التناقض الذي تقصده....والذي تحمله بهويتيها الاثنتين...لذا فقد نفث دخان سيجارته للمرة الأخيرة ثم أطفأها كذلك وقال لها بهدوء :

" أنا لا أعتقد أن تناقضك غريب....أنا أراه سبب توازنك..."

ظلت مارينا صامتة مكانها وهي تنظر له تنتظر ان يتابع كأنها تحتاج منه هو بالضبط ان يفسر لها هذا لذا فقد قال :

" انتِ لم تكوني لتنجي من كل ما حدث ان لم يكن داخلك
هذان الجانبان....الجانب الأسود...والجانب الأبيض الذي يمحي  السواد قبله لتستمري..........تماما مثل الين واليانغ .... ثنائية الوجود...."

لمعت أعين مارينا سعادة لما قاله وقالت بصوت خافت :

" الين واليانغ ؟!"

نظر لها وولف لمدة ثم أومأ برأسه مؤكدا ذلك :

" أجل تناقضك جذاب مثل الين واليانغ يا باربوزا...."

ومهما بدا هذا سخيفا الا انها كانت اجمل كلمات قالها لها احدهم.. ربما لانه هو من قالها عنت لها الكثير....وربما لانها تثق في تفكيره....فهي تعلم انه يعني ما قاله......ولكن على الارجح كلاهما.... المهم هي ستكتفي بنظرة اعينه الزرقاء الجميلة التي لم تغادر خاصتها وهو يصفها بانها  تشبه الين واليانغ...

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬

مرحبا يا أحلى قراء في العالم 🤗

رقم قياسي جديد....الفصل من 6437 كلمة 😎😎

الكثير من الأحداث اشعر ان رأسي سينفجر واخشى ان اكون قد نسيت بعض الامور 😫

حسنا حسنا لنبدأ في الفصل :

الآن صرتم تعلمون كيف علم وولف اليس كذلك ؟!

ليس حقيقة انها انقذته...بل حبها ايضا 🤐

لا احد خمن في موضوع ملف زيارتها لآنجل...🤗

الآن ستنقلب الادوار..لقد اخبرتكم ان القادم سيقلب كل شيئ حرفيا... انتم لم تصدقوني ما ذنبي انا؟!🙃🙃

طريقة وولف في استدراج مايكل ؟!

حديثهما ؟!

ولمن يتساءل عن  سبب استخدام الروسية عوضا عن ذكرها فقط فذلك للفت انتباهكم و لاضافة جو  ليساعدكم على تخيل الوضع افضل...فانا ارى ان البعض دوما ينسى ولاينتبه لانتقال اللغات في  الفصول.. ☺☺

وصية مايكل لوولف!

وآخيرا السيد وولف شغل عقله وربط الامور ببعضها 💁💁

قرار وولف بادعاء عدم معرفته 😁

مصارحته لمارينا بدخوله لغرفتها.....وغد لايخجل ولايخاف☺☺

مارينا ابادت رؤساء ثمان عشائر رغم مرضها 🙄🙄

وولف اخبرها ان تناقضها  جذاب كالين يانغ 🤗 اعتقد انه غير واعي...😌 من معي ؟🙋🙋

والآن ننتقل للأخبار المهمة....لا اعلم ان قرأ جميعكم الاشعار الذي وضعته بعد الفصل السابق...وهو انني ساوقف هاته الرواية مؤقتا فقط...حتى اتقدم في صراع المافيا...

والسبب في ذلك ان بعض شخصيات صراع المافيا ستدخل في عاشقة في الظلام وحتى لا يختلط الامر على القراء....يجب ان اصل لمستوى معين فيها كي يحدث توازن في الاحداث....

إذن آمل ان يكون الفصل قد اعجبكم 😫 رغم انه يحتاج لاضافات من جهة الوصف....وتعديلات في بعض الخزعبلات ..لكن ساحاول تصليحها في اسرع وقت...

الى اللقاء في الفصل القادم❤❤

احبكم يا احلى قراء في العالم 😘😘

Đọc tiếp

Bạn Cũng Sẽ Thích

928K 17.3K 57
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
1.5M 32K 83
اشد الجروح الما ليست التي تبدو اثارها في ملامح ابطالنا بل التى تترك اثر ا لا يشاهده احدا فى اعماقهم. هي✨ لم تخبره بمخاوفها ...ولكن نقطه نور فى اعم...
522K 16.5K 33
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
303K 25.1K 54
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...