Part 28 أورلوف

477K 14.9K 24.3K
                                    

الشمس قُسمت نصفين.....لي و لها...

           النور في وجهها..........و النار في كبدي ......

.............................................................................

" أريد البقاء لوحدي..."

بهذه الكلمات خرج وولف عن صمته مبعدا أنظاره عنها بفك مقتضب ...بينما هي راقبت وضعيته بهدوء خارجي فقط...

كان فكه مقتضبا وتكاد تقسم أنها ترى العروق في رقبته وهي مشتدة...كان جسمه ثابتا وهو جالس بتلك الوضعية ومع ذلك حركة قدمه اليسرى وضغطه على أيديه النازفة كانت دليل أنه على الحافة...

لذا تنهدت بخفة دون أن ينتبه لها....

لقد كانت رؤيته غارقا في هذا الظلام تجعلها معلقة على هاوية الجنون الجحيمي....غيرها يعاني من حمى اللهب وهي من حمى الحب..... ورغم ذلك كانت تحبه مزيدا و مزيدا...

لقد كان ككوكب سيار غارق في بحر من المجرات...وهي تتمنى أن يصدم بنجمها و يريح قلبها... ولتتبعثر هي إن كان هو من سيشفى...

لذا فبخطوات هادئة التفتت لتغادر تاركة إياه هناك....

فزفر هو بقوة وشد خصلات شعره بيده السليمة محاولا تماسك أعصابه....بينما الأفكار في رأسه كانت تتراكض بجنون ...

لقد اعتقد أنه طوى تلك الصفحة....صفحة الماضي.....بل هو تأكد من إحراقها....و الآن بعد كل هذه السنوات يعود الأمر من جديد ؟....أي عاهر هذا الذي يريد الموت على يده ؟...

لكن الغضب لم يكن يوما شيئا استطاع التغلب على تفكير وولف...ولم يسمح له يوما بالتأثير على قراراته....لهذا فقد وضع يده خلف رقبته و أحنى رأسه قليلا بنظرات باردة و هو يضيق أعينه بتفكير محاولا إخماد غضبه ...

بينما مارينا فقد توجهت نحو مقدمة الطائرة بخطوات هادئة حتى وصلت مكان وضع الأقنعة و مظلات الطوارئ و أخرجت علبة الإسعافات الأولية ....

في يوم آخر و ظروف أخرى كانت لتترك له مساحة شخصية...هذه أمور هي لا تتعدى عليها ...لكن هذا الأمر بالذات هو غرق فيه مرة لوحده....وهذه المرة لن يكون لوحده....

هي تعلم أنه لن يؤذيها....حتى في أقصى حالات غضبه لن يتجرء على إيذاءها وهذا أكثر شيئ يدعو للإحترام فيه...كان شخصا متحكما في نفسه و في إنفعالاته...وهي لا تملك حيلة سوى أن تحبه أكثر و أكثر...

وحين أرادت المغادرة حاملة العلبة التي أتت من أجلها..حينها فقط لاحظت أن يدها لم تكن ثابتة....كانت تهتز كما كان قلبها داخل قفصها الصدري...و كمحاولة بائسة منها لوضع حد لذلك فقد وقفت مكانها لثوان وهي تحاول تنظيم أنفاسها أولا و إيقاف الرجفة في جسدها وفي روحها.... كانت تغمض عينيها و هي تتنفس بقوة وبعمق...ومع ذلك لم ينجح الأمر...

عاشقة في الظلامWhere stories live. Discover now