Part 41: كأس الملك

319K 10.6K 23.9K
                                    

يدمن المرء طعم الدم
حين يتعود على لعق جراحه
..........................................................................

هل تفضل ريال مدريد أم برشلونة ؟..

كل محبي كرة القدم يطرحون هذا السؤال على من في محيطهم كما لو أنهم يحددون المعيار للقبول بهذا ...بينما في بطولة كأس الملك الإسبانية فالتاريخ يحدد...

و التاريخ يقول أن نادي برشلونة كان الأكثر فوزا بكأس الملك طوال امتداد عريق لهذا البلد في كرة القدم ...

مع ذلك فملعب لاكارتوخا هذه الليلة كان يستضيف النهائي بين فالنسيا و ريال بيتيس في مدينة إشبيلية التي كانت مضاءة و تستعد للإحتفال بالتتويج...

المدرجات كانت صارخة بالألوان و الأصوات المرتفعة و هتافات المعجبين كانت قوية تجعل الحماس يتراكض داخل دماء اللاعبين في غرف تبديل الثياب...

و بينما الكاميرات كانت تصب اهتمامها على تصوير الأجواء و تصوير الافتتاحية كان هناك في الأعلى في غرفة الشخصيات المهمة ملك إسبانيا...الملك الشرعي السادس الذي يحضر نهائي هذه البطولة منذ أن تُوج ملكا و بالتالي مقعده كان مخصصا له فقط ..بجانبه أعوانه و خلفه حراسه و ما أمامه هو زجاج مضاد للرصاص يحميه و في نفس الوقت يسمح له بمشاهدة ما يجري بأريحية تامة سواء بعينه أو من الشاشة الخاصة المزودة في الغرفة...

شعبه كانوا يستطيعون رؤيته و كل حوالي عشر دقائق أو ربع ساعة كانت تنتقل الكاميرا له فيبتسم و يحيي الجمهور يسمع ارتفاع هتافهم  أكثر ترحيبا به...

الأجواء كانت كالمعتاد...الاحتفالات في الأرضية .. العزف ...إدخال الكأس و وضعه في الملعب ليرى الجميع أن هذه هي جائزة الأقوى الليلة...التنظيم كان مثاليا كالعادة و الكل ينتظرون بدأ عرض  الألعاب النارية  لأنه إعلان البداية للنهائي... و الملك من حين لآخر كان يتحدث مع المستشار بجانبه و بعض من رؤساء الإتحاديات و يشعر بحركة حراسه خلفه يتحدثون عبر السماعات ينقلون التحديثات....

في العالم هناك الكثير من الجدل حول القوة...

البعض يُعرِّفون القوة على أنها منصب عال...البعض يعرفون القوة على أنها ميزة فيزيائية متعلقة بالجسد...و قد يجادل القلة و يصفون القوة بأنها خوف الناس منك و على العكس قد يصفونها بأنها حب الناس لك...

و هذا التعريف مختلف و قابل للتغير مع الزمن...فقبل قرون كانت القوة هي تعداد الجيش و امتداد المملكة و بعدها أصبحت القوة هي الأسلحة النووية ثم الشهرة و التأثير في المواقع و الكثير مما لا نهاية له...

بينما في الحقيقة القوة الثابتة حقا و التي لم تتغير يوما هي ثلاثة أمور لا غير و حتى الزمن غير قادر على الجدال فيها...

المال..السمعة...و شبكة المعرفة...هذه هي القوة حقا ..

إن كنت تملك المال و تملك شبكة معارف و سمعة لترافق كل ذلك فأنت في منصب قوة لا يهتز...

عاشقة في الظلامWhere stories live. Discover now