الجميع ينظر للأعلى حين يشعر بالحاجة إلى الارتفاع
أما هو فينظر للأسفل....لأنه بالفعل مرتفع...
.......................................................................
العشق...
العشق مدينة محرمة...جرم هي لا يخطو نحوها سوى منتحر مجنون...ليرقص فيها على شفرات الألم الحادة راجيا القليل من الحياة...
تماما كما فعل الفراعنة قديما في هذا المعبد...مقدمين قرابينهم ليواصل الإله عمله الرباني...لكن في العشق القربان هو القلب والروح والرجاء هو الموت...
وما أكبر بركة الموت في الحب إن سألتموها ؟
يقولون أن الحب مشروع جرح .... لكن بالنسبة لها هو مشروع حياة موقع بأنهار أحزانها ودماءها...أحزانها كانت فقط في غيابه...أما منذ أن صارت قربه وتتنفس أنفاسه صار سيلان دماءها العاشقة شبيه بسقوط الغيث على الأرض القاحلة...متعطشة للحياة كانت الأرض وهي للحب ....
قطع وولف الصمت وهو يقول بهدوء نافثا دخان سيجارته العاشرة :
" لقد وصلني اتصال اليوم من مدير المدرسة.."
وبهذه الجملة جذب انتباه مارينا له التي نظرت له بهدوء بأعينها التي كانت تلمع تحت الإضاءة الخافتة للمكان وحينها تابع هو دون أن يزيح أعينه من بوابات المعبد مقابلا له :
" لقد اقترح علي أن يتجاوز أرتورو بضع صفوف دراسية وينتقل للإعدادي ليوظف قدراته بشكل أفضل.."
أمالت مارينا رأسها للجانب جاعلة من خصلات شعرها تميل لجهة كتفها الأيسر ثم قالت بهدوء :
" وماذا تعتقد أنت ؟..."
وهنا نظر لصوب أعينها وبنظراته العميقة تلك التي تجعل أي قلب يتجاوز خفقتين ثم بعدها أعاد أنظاره لسيجارته في يده وقال مجيبا إياها بهدوء ولكن بجدية :
" أعتقد أنه صغير على هذا ..نقله لمستوى آخر ومع فئة اجتماعية أخرى سيؤثر عليه...قد يكون عقله يتفوق عليهم..لكن نفسيته لا تزال صغيرة..."
وهذا جعل إبتسامة تظهر على شفاه مارينا كما هو متوقع منه...دوما يفكر بمنطقية...شخص آخر كان سيفرح أن ابنه سيتجاوز أقرانه بسنين وبالتالي ستكون له فرصة نجاح أكبر مستقبلا...لكن هو يفكر بنفسية ابنه الذي قد لا يعاني من صعوبة في الدراسة على مستوى مرتفع..بل صعوبته ستكمن في تعامله مع من هم أكبر منه....
لذا وبدل أن تجيبه بموافقتها له أو اعتراضها قالت بابتسامة خافتة :
" أرتورو فتى مميز .....مميز بين أقرانه...ومميز عندي..."
وهذا جعل وولف يبتسم كذلك وهو يطفأ سيجارته أرضا وينظر لها وحينها تابعت هي:
" يذكرني بنفسي كثيرا....حتى أنا تعرضت لنفس هذا الموقف.."
YOU ARE READING
عاشقة في الظلام
Romanceلم يكن بزعيم مافيا و لم يكن الدون أو الزعيم على الإجرام...بل كان شيئا مختلفا...هو كان قاضي المافيا...كان الرجل الذي يرأس نظام القضاء الذي يسير القوانين في العالم السفلي... وولف سييرا هو الرجل الذي يلجأ له زعماء المافيا ليحل مشاكل عشائرهم و يسن العقو...
