الخاتمة

252K 13.3K 30.8K
                                    


إنها النهاية

كفى دلعا..

................................................................................................................................................

كان وولف ينظر للشاشة للفيديو المتوقف أمامه و الذي ينتظر الشجاعة التي تسمح له أن يضغط عليه لتشغيله و رؤية محتواه لكنها لم تأتِ بعد و منذ أكثر من عشرة دقائق..

كان يجلس في سيارته و الحاسوب أمامه..ثيابه سوداء و قبعته تخفي نصف ملامحه..السائق كان يقف خارج السيارة يدخن يمنحه الخصوصية التي طالت أكثر من اللزوم..

لقد كان في شارع إيطالي قرب محل يعرفه جيدا و لا يزال يتذكره لكنه كان يعلم أنه لسبب ما عليه مشاهدة الفيديو قبل أن يدخل ..الفيديو الذي أرسله له نيكولاي أمس دون أي شرح..فقط كتب له عبارة معه مختصرة جدا لكنها تشرح الكثير ' كيف عاش '..لم يحتج أن يعرف من يقصد بالضبط لأنه أخبره قبل أشهر أن يجد شيئا عن ماضي ديافول و نيكولاي بحث و ركب كاميرات و تعقب و نصب الافخاخ لأشخاص من ماضيه فقط حتى يحصل على الفيديو هذا..

كان تصويرا من كاميرا سرية غرسها نيكولاي في مكتب طبيبة نفسية تزورها عاملة كانت تعمل في قصر فارسيا إيفيريا..من غير القانوني للطبيب النفسي أن يضع كاميرا لتصور جلساته مع مرضاه و يعرضها إلا لو كان هناك سبب قانوني..لهذا لجأ نيكولاي للتجسس فقط ليحصل على معلومات مهمة و قد أخذه الأمر أشهر و جلسات كثيرة لتصل الطبيبة النفسية لموضوع ماضي و العمل السابق للعاملة..

كان يعرف ذلك لأنه كان ينظر للشاشة المتوقفة بشرود و فقط صوت فتى يضحك في الشارع و يلعب مع رفاقه يرتطمون بالسيارة هو ما جعله يرمش ينظر لهم يخرج من شروده كليا و يعيد أنظاره لما أمامه و ينتظر منه أن يراه..

لذا وضع السماعات في أذنه و مد يده للوحة المفاتيح يضغط على زر التشغيل ..

فورا وصله الصوت الهادئ الرسمي للطبيبة :

" المرة الماضية ذكرتِ شيئا عن فتى صغير كان يعيش في القصر الذي كنت تعملين فيه ..لكن تأثرك منعنا من متابعة الجلسة ..هل تشعرين اليوم أنك تستطيعين التحدث عن الأمر ؟..."

وولف كان يركز كليا مع ما يراه و يسمعه و لاحظ كيف أن المرأة التي تجاوز سنها الخمسين كانت تعبث بأصابعها كما لو أنها متوترة..وجهها لم يكن واضحا جدا بسبب بعد الكاميرا لكنه رآها تهز رأسها بموافقة سمحت للطبيبة بالمتابعة ..

" هل تودين أن نتحدث عن إسمه و هويته أم نبقي الأمر مجهولا ؟ ماذا يجب أن ننادي الفتى الذي يؤلمك التحدث عنه ؟.."

ظلت المرأة صامتة لثوان قبل أن تتمتم بنبرة خافتة :

" الأمير الصغير.."

عاشقة في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن