Part 29 مَلِكُ الْجَحِيم

842K 16.8K 51.2K
                                    

. لَا أمانع الْوُقُوعَِ فِي حُبِّ الشَّيْطَان .

. مَا دَامَ سيحبني بِنَفْس الطَّرِيقَةِ الَّتِي يُحِبُّ بِهَا الْجَحِيم .

..............................................................................

تقدم نيكولاي بخطوات هادئة و جلس على الأريكة ساحبا مسدسه و واضعا إياه على جانبه دون أن يرفع أنظاره..كان فقط يحدق بالأرض شاردا....

كل هذا تحت نظرات وولف الذي ظل يحدق به ببرود و هو يدخن ببطئ شديد....

كان الجو مشحونا....توتر كبير كان يخالج نيكولاي..لكن جلسته ثابتة مخادعة....ولكنه ولعلمه أن الموضوع جدي لم يرد المماطلة فيه....فرفع رأسه حينها ناظرا لوولف و قال بنبرة هادئة وهو يشبك يديه سويا :

" كيف علمت بهويتي زعيم...؟"

واصل وولف النظر له ببرود و بصمت لثوان ثم نفث الدخان مبعدا سيجارته قليلا و أجابه :

" الوشم....تركيا..."

بكلمتين مختصرتين جعل نيكولاي يقضب جبينه لوهلة وهو يفكر...

تركيا؟...يوم الحفل إذن..المرة الوحيدة التي التقى فيها به كانت عندما أنزل له زجاج النافذة و تحدث معه....

اوه سحقا !!..

وعند هذه الفكرة توسعت أعينه باستيعاب...... فهم تماما خطأه أين كان بالضبط..وولف عندما انحنى ليتحدث معه بالتأكيد وقعت أنظاره على وشمه....وشم الآيفا لا أحد يخطأه....وشم الوحوش....لا أحد يستطيع تقليده...كل واحد يملك خاصته .....يحمل حرف أو حرفي بداية إسمه و يتم وشمه لهم بآلة خاصة تترك رموزا سرية مشفرة على طول الوشم الأسود بحيث لا يمكن رؤيتها سوى بجهاز كشف الهوية التابع للآيفا...هكذا كان يتم التعرف عليهم داخلها....تماما كالحيوانات....

" لكن لماذا؟....لماذا كل هذه المدة ؟....."

فهم وولف تماما ما يقصده نيكولاي بسؤاله....كان يريد معرفة سبب ادعاءه عدم المعرفة طوال هذه الفترة ...دام هو يعرف من يوم الحفل في تركيا...

وبنبرة باردة خرجت كلمات وولف المختصرة :

" لم تكن لتسألني هذا السؤال لو تذكرت آخر ما قلته لك قبل 17 سنة يا أورلوف ..."

صمت لثوان و بعدها ظهر شبح إبتسامة على شفاه نيكولاي و هو يتذكر ذلك بالفعل...

قبل سبعة عشر سنة....

اليوم الذي منحه وولف سييرا حياة جديدة...كان آخر يوم للآيفا و أول يوم لهما للعيش...حينها نظر له نايت... الاسم الذي كان يعرفه الجميع به آنذاك...نظر له بكل برود بأعينه الخاوية وقال

( أول قاعدة....أنت من الآن فصاعدا لا تعرفني و أنا لا أعرفك و لا يوجد شيئ إسمه الآيفا...و لو حدث أن التقينا يوما ما صدفة...فتذكر القاعدة الأولى )

عاشقة في الظلامWhere stories live. Discover now