Part 34 جريمة الليل الأولى

536K 12.6K 27.9K
                                    

عباد الشمس يميل إلى شمسهِ

و لكل منا يا شمسِي شمسُه...

...........................................................................

ملايين القلوب تتراقص على الأرض بملايين الألوان و على ملايين الألحان...الشيء الوحيد الذي يجمعها هو دقة الحب !...

ما هو الحب ؟...هل هو ذكر أم أنثى ؟ المجتمع حاليا يبدو سباقا نحو النسوية و الذكورية و وضع التاج على إحداهما...فلأي تاج هو الحب ؟...لا بد و أن أحد القلوب المليونية تلك تساءل يوما عن ماهية الحب...عن لون الحب و عن موسيقاه العظيمة...

الحب هو أنثى..

الحب كان أنثى و لا يزال أنثى و لا يعقل أن يكون ذكرا..شيء ما خاطئ في جعله مذكرا كخطأ إسقاط ريشة صفراء ذابلة من شجرة ربيعية مزهرة...خطأ فادح...

لا يعقل للحب سوى أن يتزين بملامح أنثوية لأن وحدها المرأة من تحب غضبا و تحب حزنا و ترفض المقايضة بورقة الحب في طاولة قمار العواصف...و الحياة ما هي إلا طاولة قمار...اللاعب الأفضل لا تكفيه أفضل الأوراق بل يحتاج أفضل الرميات و أفضل المساومات....و التاريخ يشهد أن المرأة كانت أفضل لاعبة عبر كل الأزمنة و كذلك الحب...

الحب أنثى إذن...حسم الأمر...

كان الحب الأنثى و الذي جعله عاشقان معينان يمثل لهما خطيئة الأزرق و شغف الأحمر يلتف حول الغرفة يحوم بعطره يرش سما مسكرا و ربما سما شافيا حملته نظراتها و هي تراقبه يسكب لها سما آخر ستشرب نخبه من أيديه الليلة...

كان يعطيها بظهره بعدما أعطاها قلبه يرتدي القميص الأبيض الذي كان مصرا أن يناقض لون شعره و خصلاته الطويلة من الخلف...أين الظلام كان يحوم به كما يحوم بعالمه و بغرفته الجديدة هذه...

أتراها كانت عاشقة له و في الظلام فقط لأنه كان الظلام بحد ذاته و كيف جمع بكله و كيانه ظلمة الليل و جماله ؟..

لا تعلم...لكنها حتما و حين إستدار لها توا بأعين السماء تلك التي سرقها من الكون كلص لذيذ شعرت بقلبها يتوقف كما توقف نفسها حين وقف مكانه لثوان ينظر لها يميل برأسه بخفة يراقبها تجلس على المقعد مرتدية الأسود في غرفته السوداء...

شيء في أنه يستخدم هذه الحركة و هو ينظر لها يجعلها تحيا و تموت...تحيا حبا و تموت عشقا..

كانا وسط غرفته في الطابق الأخير..الغرفة الجديدة المشابهة للصفحة الجديدة التي فتحها و للحب الجديد الذي مسح على قلوبهما كما مسحت دموعها على أعينها حين رأت الخاتم فوق الطاولة..

كانا هنا ليتحدثا عن شيء خطير ربما...لكن كل ما فعلاه كان الجلوس مقابل بعض هو في مقعد جلدي و هي في مقعد جلدي يقابلان بعض كمن ينويان البدأ في لعبة من الكاذب الأكبر...

عاشقة في الظلامWhere stories live. Discover now