Part 30 القفص الذهبي

974K 18.1K 81.9K
                                    


كانت تضع أحمر شفاه على شفتيها

تماما كمن يضع خطا أحمر على جملة مهمة ...

...........................................................................

تساءل أحدهم ذات مرة قائلا" كيف لي أن أشعر بهذا القدر من الألم..مع ذلك واقع في الحب بنفس القدر مع نفس الشخص الذي سببه؟ ..."...

تتذكر حين قرأتها قبل سنوات كيف أنها أعادت الكرة...تحاول إستيعاب كيف لشخص أن يكتب شيئا عنها بهذه الشفافية و التوافق...أحيانا الكتاب يملكون قدرة عظيمة على تعريتنا و نحن جلوس في منازلنا و تحت أغطيتنا...

كانت تدرك أنها و ببعدها عنه كان الحب و الألم ديانة واحدة لنصف قلب توسط صدرها لم يكتمل سوى بوجوده...لذا كان من الطبيعي الآن أن تبتسم و هي تنظر ليده كيف تمسك بخاصتها و يقودها نحو طريق ما...لا تهتم أين هو...

كانت تبتسم كأنها الآن فقط أدركت أنها انتصرت على كاتب عظيم ما و على فكرة اعتقدت أنها ستظل خالدة معها...

تؤمن الآن أنها شفيت بوجوده...الآن و هو يمسك يدها نحو المجهول بإحكام كإحكامها الحب داخل قلبها...

لمسة يده كانت أشبه بالطفو....أن تطفو فوق مياه البحر سامحا له بأن يحملك بثقلك و ثقل مشاعرك...ثم ينقلك لبلد جديد...أما حين يوجه زرقاويتاه ناحيتها بين الحين والآخر ..تقسم أن نظرة أعينه كانت قبلات...أينما تقع تخلف لمسة حانية حارقة حمراء...كالدم داخلها و الذي يحمل حبا لنفس النظرات...

أخبرها أنه سيفتح باب الجحيم و لم تخطأ حين أخبرته أنه ملك الجحيم....كان يدفع بوابته كما يدفع ملك باب غرفته...بقوة ...بلامبالاة و باتساع ...

رفعت مارينا نظرها و هي تراقب كيف أنه كان يسير بهدوء بعدما ألقى عليها خبرا ليس بهادئ....يمسك يدها بقوة كما كانت نظراته حول المكان و هو يقودها بجانبه...

أخبرها أنه سيريها شيئا و حينها سيوضح لها الأمر...لهذا سمحت ليده أن تقودها كما تقود أعينه قلبها...كان اللعب بالخطر عنده كلعبها هي بأوتار الكمان...هو بالموت و هي بالفن...الموت فن و الفن نوع من الموت الجميل....لهذه الدرجة متشابهان...و بالتالي ستكون شبيهته...فهي لا تمانع عيش الصعاب معه...كما لا تمانع شرب فنجان قهوة حلوة معه...أتراه يحب القهوة حلوة لأنه ضاق من المرارة ما يكفي ؟...

أخرجها من أفكارها حينما توقف بها أمام غرفة ما في الطابق الأرضي للفندق الجميل هذا بعدما سارا سويا مبتعدين عن غرفة وضع الوشوم...

رجاله خلفهم منتشرين حول المكان و حول كل زاوية و ركن في الفندق يترقبون بحذر حولهم و محافظين على مسافة معتبرة بعيدا عنهم....

نظر لها وولف آنذاك بهدوء بأعينه الزرقاء دون أن يفلت يدها ثم و باليد الأخرى مدها لجيبه مخرجا بطاقة سرعان ما مررها على مقبض الباب الإلكتروني ففتح و حينها أومأ لها برأسه كأنه يطمأنها بأن كل شيئ بخير....فابتسمت له بهدوء و دخلت معه للغرفة ...

عاشقة في الظلامWhere stories live. Discover now