part 27 جريمة حب

404K 14.8K 26.1K
                                    


نظرت إليه بحب و قالت :

" كيف استطاعت والدتك بتسعة أشهر أن تبني لي وطني"

.......................................................................

السيجارة العاشرة ..

حملها أندريه بين أصابعه وهو ينفث الدخان من فمه وينظر لحالة وولف...لقد كان يمسك بكلتا يديه حافة شرفة التراس وهو ينظر للأسفل بشرود وقد ظل هكذا لأكثر من أربعين دقيقة...اكتفى حينها أندريه بالتدخين وشرب كؤوس من الخمر...

منذ أن رأى حالة وولف وتلك النظرة في عينيه علم أن عقله اللعين يعمل..وهذا لا يكون دوما فأل خير ..ومع ذلك فقد فضل منحه الوقت ليرسو على قرار ما أو على الأقل يهدأ قليلا...

لذا فقد واصل تدخينه وهو يعبث بعلبة سجائره بصمت شديد...صمت لا يضايقه كونه رفيقه الدائم....ولكن صوت وولف جعله فجأة يتوقف عن عبثه وعن تدخينه كذلك خصوصا ونبرته كانت غريبة.....قوية...وهو ما يعاكس نظرة عينيه سابقا...

" ما أوشك على فعله خطير أندريه..."

قالها هكذا وباختصار دون أن يتحرك من مكانه حتى ودون أن يرفع بصره...وهذا جعل أندريه يبتسم بخفة وهو يواصل الارتشاف من لفافة التبغ ..

لقد فهم ما يعنيه بالضبط...هو صادق وولف لسنوات وصار يفهم كلماته المشفرة ونظراته الغامضة...لأنه حينها وبنبرة هادئة رد عليه :

" حتى أنا يخيفني ما أنت على وشك القيام به..."

و هذا فقط جعل وولف يخرج من تحديقه في الفراغ وينظر لأندريه بأعينه الزرقاء كأنه ينتظر منه المتابعة....أما أندريه فقد نظر له لثوان بصمت كأنه يريد التأكد من شيئ في نظراته...وبعدها وقف من مكانه بخطوات هادئة دافعا كرسيه للخلف بهدوء...ثم تقدم من وولف و نظر للمدينة أمامهم...

إحدى يديه تحمل السيجارة والأخرى في جيبه ثم قال :

" شخص مدمر مثلك وولف ..إذا أحب سيحب بقوة مخلفا دمارا كذلك..."

استمع وولف لكلماته بنفس الملامح الهادئة وهو يفكر..

هل هو شخص مدمر ؟...نعم هو كذلك...هو يعلم هذا...ماضيه السيئ...وحاضره الأخطر....لهذا الحب معه دوما يكون خطيرا...لأن الحب هو الجريمة الوحيدة التي تاب عنها....

أن تحب شخصا مشوها داخليا يعني أن تحمل ثقل ماضيه و نذوب حاضره و الدمارات بينهما...وهو لا يريد هذا لأحد...فما بالك بمارينا....

مشاعره التي شعر بها نحوها جعلته يريد دفعها لأبعد مكان عن حب خطير كحبه....لكن جزء كبير منه يريد التمسك بها كأنها الشيئ الوحيد الذي انتظره طوال حياته....

" لكنك تعلم أنها ليست المرة الأولى وهذا بحد ذاته سيئ.."

قالها وولف بهدوء وهو ينظر للمدينة التي لا يرى فيها سوى الأضواء التي تلمع وسط ظلام الليلة الحالكة...

عاشقة في الظلامNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ