Part 18 معجزتكَ

317K 13.7K 10.5K
                                    


  لو يُباح لي الآن حُضنكَ لدقيقتين.....

لاحتضنتكَ بألمٍ وهمست في أذنك تسع مرات.....

" افتقادكَ أتعبني.."........وفي العاشرة " أحبكَ.."

...............................................................................

كان وولف جالسا ببرود وعلى يمينه أرتورو أما مارينا ففي الجهة اليسرى...وأحيانا كلما كان يمر رجل أعمال كان يلقي التحية على وولف ثم على مارينا...ورغم رغبتهم في طرح أسئلة لها إلا أنهم امتنعوا بسبب جلوسها مع وولف سييرا...حتى ان البعض اعتقدوا انها على علاقة معه....لكن كلها أسئلة لم يجدوا الاجابة عنها......

وبينما هما جالسان نطق وولف بهدوء دون ان ينظر لها قائلا فجأة و دون سابق إنذار  :

"  لما لم تقتليها...؟!..هل أعتبر أنكِ سامحتها ؟!..."

نظرت له مارينا  ثم قالت بنفس النبرة:

" لا لم أسامحها..لنقل أنني منحتها فرصة..."

وهنا نظر لها وولف رافعا حاجبه وقال:

" بصفتك باربوزا  ؟ أم بصفتك الاخرى..."

قهقهت مارينا بخفة ثم اقتربت منه بخفة وهمست حارصة ألا يصل هذا الكلام إلا لمسامعه :

" وهل تعتقد أن الروي كان سيتجاوز أمرا كهذا سيد وولف؟!"

نظر وولف لصوب أعينها التي بدت أجمل من هذه المسافة القريبة دون أن يجيبها بل اكتفى بالتحديق فيها...ولقد لاحظ انها كانت تلمع لسبب غريب يجهله...ربما كانت تلمع سعادة...او ربما كانت تلمع جمالا...المهم انه لم يفهم ما هو هذا الشيء الذي جعل هالة مختلفة تدور حولها.....

جاهلا أنها في الحقيقة كانت تلمع لوجوده هو....ألا يقال أن الإنسان يلمع بشكل إستثنائي حول من يحب...وكذلك هي...حبها والذي كان غريبا..جنونيا...و ثائرا...لم يزدها قوة فقط بل زادها حُسنا...لانها لم  تتخذه ضعفا ولم تتخذه مهانة...بل جعلته درعا وذريعة لتنهض بعد كل سقوط لها...وفي حربها هذه استسلمت له وخاضت انهزاماتها داخلها فقط  كي يبقى كلها  صامدا من أجله هو فقط....

نقل وولف أعينه لشيء خلف مارينا لثواني ثم نظر لها من  جديد ولملامحها الهادئة وهما لايزالان قريبان من بعض وقال بهدوء :

" أعتقد أنهم سيشكلون حفرة في رأسك من تحديقهم...جميعهم يودون التحدث معك..."

أمالت مارينا رأسها بغير فهم لقصده لأنها للتو خرجت من الدوامة التي سحبتها لها أعينه الزرقاء تلك...لكنها ثواني واستوعبت ما يريد ايصاله لذا استدارت بجسدها قليلا ونظرت خلفها لتجد العديد من  الرجال والنساء  كانوا يراقبونهما دون توقف....والبعض كان واقفا من بعيد أيضا...والبعض الآخر يتهامسون ويحاولون إيجاد أماكن جلوس أقرب لها ولوولف.....لكن مع ذلك لم يحركوا ساكنا حتى أن رجال وولف كانوا منتشرين حول القاعة بوضعية تأهب...ويبدو انهم حرصوا على جعل الجميع يفهم ان الاقتراب ممنوع...

عاشقة في الظلامWhere stories live. Discover now